1
1
2017
1682060029185_689
143-171
https://rahatulquloob.com/index.php/rahat/article/download/9/305
https://rahatulquloob.com/index.php/rahat/article/view/9
Sahih al-Bukhari ahadith Imam Alkirmani Al Kawakib Ad Durari
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
أما بعد فإن صحيح البخاري للإمام البخاري هوكتاب مختص بجمع الأحاديث الصحيحة التي وردت عن الرسول ﷺ. استحسن عديد من العلماء هذا المصنف ، وما من عالم قرأ في صحيح البخاري إلا وكتب عليه حاشية أوشرح بعضها، أوكتب حول تراجم أبواب البخاري. وإن من أحسن شروح البخاري فتح الباري للحافظ ابن حجر، وهو الذي قال فيه الشوكاني لما حصل عليه: "لا هجرة بعد الفتح".
أهمية البحث، والأسباب الباعثة عليه:
مما يبرز قيمة البحث أن الكواكب الدراري من الشروح المتقدمة لصحيح البخاري، قد استفاد الشراح بعده،وكذا تعقب عليه بعض الشراح ،وانتقد الحافظ في شرحه فتح الباري على الإمام الكرماني في المسائل الحديثية وزاد عليه إضافات جليلة .أثناء قراءتي لفتح الباري وجدت أن الحافظ ابن حجر تعقب على الكرماني في عدة مواضع في الإتصال والإنقطاع، فرغبتي أن أقوم بدراسة هذه التعقبات لتحقيق الرأي الصائب فيها بعد مقارنة العبارات لكلا الإمامين و ذلك بالرجوع إلى روايات أخرى و بمعرفة أقوال العلماء في شروح الأحاديث
تنبيهات الحافظ ابن حجر على الإمام الكرماني في الإتصال والإنقطاع.
التنبيه الأول: عند ذكر الحديث:حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا سفيان، عن عمرو، قال في صدقة عمر رضي الله عنه[1].قال الإمام الكرماني: "((وعمر)) فاعل " قال" وهذا على سبيل الإرسال إذ هو لم يدرك عمر وفي بعضها صدقة عمر بالإضافة وفي بعضها عمرو بالواو فالقائل به هو ابن دينار في الوقف العمري ذلك"[2].وتعقب عليه الحافظ ابن حجر: "قوله فكان بن عمر هو موصول بالإسناد المذكور كما هو بين في رواية الإسماعيلي قال الكرمانى قوله في صدقة عمر صدقة بالتنوين وعمر فاعل قال وهو بصورة الإرسال لأنه يعني عمرو بن دينار لم يذكر عمر قال وفي بعض الروايات بالإضافة أي قال عمرو بن دينار في وقف عمر ذلك قال وفي بعض الروايات عمرو بالواو قلت هذه الأخيرة غلط"[3].
عمرو بن دينار[4]:هوعمروبن دينارأبومحمد المكى الاثرم مولى ابن باذام. قال البخاري: "سمع ابن عباس وابن عمر وابن الزبير ورأى عبد الله بن جعفر بن محمد"[5]. وقال ابن سعد: "يروى عن بن عباس وابن عمر وابن الزبير وجابر روى عنه أيوب وابن جريج والثوري والناس مات سنة ست وعشرين ومائة وقد جاوز السبعين وكان مولده سنة ست وأربعين"[6].وقال الذهبي: "سمع ابن عباس وابن عمر وجابر بن عبد الله وبجالة بن عبدة وأنس بن مالك وأبا الشعثاء وطاوسا وعدة"[7].وقال ابن حجر: "روى عن ابن عباس وابن الزبير وابن عمرو وابن عمرو بن العاص وأبي هريرة وجابر بن عبدالله وأبي الطفيل والسائب بن يزيد وبجالة بن عبدة وأبي الشعثاء جابر بن زيد والحسن بن محمد ابن علي بن أبي طالب وأبي صالح السمان ووهب بن منبه وأبي سلمة بن عبدالرحمن وأبي العباس الشاعر الاعمى وسالم بن شوال وسعيد بن أبي بردة وسعيد بن جبير وسعيد ابن الحويرث وسليمان بن يسار وطاووس وعامر بن سعد وعامر بن عبدالله بن الزبير وابن أبي مليكة وعروة بن الزبير وأبي المنهال عبدالرحمن بن مطعم وابن أبي مليكة وعطاء ابن ميناء وعطاء بن يسار وعكرمة وعمرو بن أوس الثقفي وكريب والقعقاع بن حكيم ومحمد ونافع ابني جبير بن مطعم وأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين والزهري وجماعة"[8].
وقع التحريف عند الحافظ ابن حجر في بيان قول الإمام الكرماني كلمة لم يدرك عمر ب "لم يذكر عمر، والحال أن الكرماني ما قال هكذا، أما قول الكرماني "وهذا على سبيل الإرسال إذ هو لم يدرك عمر"وهوماثبت بعد الدراسة؛لأن عمرو بن دينار لم يلق عمروليس له سماع عنه فهذا يسمى إرسال؛لأن عمرو بن دينار لقي بعض الصحابة ويروي عنهم ولكن ليس له رواية عن عمر .
وذهب معظم الشراح إلى ما قاله الكرماني خلافا لما ذهب إليه الحافظ،مثل العينى والقسطلاني حيث قال العيني:"والصواب المحقق ماقاله الكرماني"[9].وقال القسطلاني: "لم يدرك ابن دينار عمر فهو مرسل غير موصول"[10].
أقول: الذى ظهر لي من خلال هذا البحث أن السند المذكور مرسل كما جزم به الإمام الكرماني وليس موصولا كما قال الحافظ ابن حجر فتعقب الحافظ على الكرماني في غير محله والله أعلم.
التنبيه الثاني: عند ذكر الحديث:"حدثنا أبو أحمد مرار بن حمويه، حدثنا محمد بن يحيى أبو غسان الكناني، أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: لَمَّا فَدَعَ أَهْلُ خَيْبَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ.... رواه حماد بن سلمة، عن عبيد الله، أحسبه عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم اختصره"[11].
قال الإمام الكرماني: "قوله (حماد بن سلمة) بفتح اللام ابن دينار الربعى واختصر حماد إذ لم يذكر إلا قول رسول الله ﷺوهو ((كيف بك)) وفعله وهو ((كان عامل)) والقرينة لفظ ((عن رسول الله ﷺ))"[12].
وقال الحافظ ابن حجر:"زعم الكرماني أن في قوله عن النبي ﷺ قرينة تدل على أن حمادا اقتصر في روايته على ما نسبه إلى النبي ﷺ في هذه القصة من قول أو فعل دون ما نسب إلى عمر قلت وليس كما قال وإنما المراد أنه اختصر من المرفوع دون الموقوف وهو الواقع في نفس الأمر"[13].
نسب الحميدي رواية حماد بن سلمة إلى الإمام البخاري وذكره مطولا جدا فقال: "قال البخاري رواه حماد بن سلمة عن عبيد الله - هو ابن عمر - أحسبه عن نافع شك أبو سلمة في نافع،عن ابن عمر،أن رسول الله ﷺ قاتل أهل خيبرحتى ألْجأهم إلى قصرهم۔۔۔۔ الحديث"[14].
وأخرجه أبو بكر النجاد من طريق الحسن بن علي ، ثنا هدبة بن خالد ، ثنا حماد بن سلمة ،عن عبيد الله بن عمر، أن عمر قال للمهاجرين: « مَنْ كَانَ لَه بِخَيْبَر نَصِيْبٌ فَلْيَحْضر حتى نقسمها بينكم،فإنهم قد فعلوا وفعلوا، وغشوا المسلمين وعالوهم فانطلقوا حتى أتوا ، قال : انجلوا عنها ، فقالوا : لا تفعل ، فأخرجهم منها وقسمها بين أهلها،وكانت لمن شهد الحديبية »حدثناالحسن بن علي ،ثنا عبد الأعلى بن حماد،عن حماد ح وحدثنا الحسن ، ثنا عبد الواحد بن غياث قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن عبيد الله قال أبو سلمة : أحسبه عن نافع ، عن ابن عمر ، فقال عبد الأعلى في حديثه : شك أبو سلمة في نافع ، وقال عبد الواحد فيما يحسب أبو سلمة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن عمر قال : من كان له سهم في خيبر ثم ذكر نحوه[15] .
وأخرج الهيثمي[16] رواية حماد بن سلمة مطولا من طريق خالد بن النضر بن عمر القرشي المعدل أبو يزيد بالبصرة حدثنا عبد الواحد بن غياث، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا عبيد الله بن عمر- فيما يحسب أبو سلمة عن نافع.عن ابن عمر: أن رسول الله ﷺ قاتل أهل خيبر حتى ألجأهم إلى قصرهم، فغلب على الأرض والنخل والزرع...... الحديث[17].
قد يتبين بعد تتبع روايات حماد بن سلمة أن في رواياته الرفع والوقف معا، أما بنسبة الإختصار كما أشار البخاري فهو في الرفع كما بيّن الحافظ ،وكذا قال معظم الشراح مثلاً قال العيني: "رواه حماد بن سلمة عن عبيد الله أحسبه عن نافع عن ابن عمر عن عمر عن النبي اختصره أي روى الحديث المذكور حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر بن حفص العمري قوله أحسبه كلام حماد أراد أنه يشك في وصله وذكره الحميدي بلفظ قال حماد وأحسبه عن نافع عن ابن عمر قال أتى رسول الله أهل خيبر فقاتلهم حتى ألجاهم إلى قصورهم وعليهم على الأرض الحديث ورواه الوليد بن صالح عن حماد بغير شك قوله اختصره أي اختصر حماد الحديث المذكور وقال الإسماعيلي إن حمادا كان يطوله تارة ويرويه تارة مختصرا"[18].
وقال القسطلاني: "(رواه) أي الحديث (حماد بن سلمة) فيما وصله أبو يعلى (عن عبيد الله) مصغرًا العمري (أحسبه عن نافع عن ابن عمر عن عمر عن النبي ﷺ اختصره) حماد وشك في وصله رواه الوليد بن صالح عن حماد بغير شك فيما قاله البغوي"[19]. وقال أبو يحيى زكريا الأنصاري: "(اختصره) أي: حماد ولم يذكر قول النبي ﷺ(كيف بك؟)"[20].
التنبيه الثالث: عند ذكر الحديث: "حدثنا عاصم بن علي، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: مَا يَلْبَسُ المُحْرِمُ؟ .....وعن نافع،عن ابن عمر،عن النبيﷺمثله"[21].قال الإمام الكرماني: "قوله(وعن نافع) تعليق من البخاري ويحتمل أن يكون عطفاً على سالم فيكون متصلاوالله أعلم"[22]. وتعقب عليه الحافظ ابن حجرحيث يقول:"زعم الكرماني أن قوله وعن نافع تعليق من البخاري وقدقدمناأن التجويزات العقليه لايليق استعمالهافي الأمورالنقليه والله الموفق"[23]
أخرج الإمام البخاري هذا الحديث في صحيحه في كتاب العلم من طريق آدم،قال: "حدثناابنأبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ وعنِ الزهرِي، عن سالم، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا سأله....الحديث"[24].
قد ثبت برواية أخرى للبخاري أن قوله وعن نافع ليس تعليقا من البخاري بل هو تقدم طريق نافع وعطف عليه طريق الزهري وهنا عكس ذاك حيث قدم طريق الزهري وعطف عليه طريق نافع،وأيضا ما جزم الكرماني هنا عن تعليق من البخاري ، بل أيضا قال احتمال العطف على سالم لكونه متصلا .
أقول: الذي يظهر لي أن قول البخاري"وعن نافع" ليس تعليقا من البخاري كما ظن
الإمام الكرماني بل هذه الرواية متصلة كما جزم الحافظ ابن حجر فتنبيه الحافظ على الكرماني في محله والله أعلم.
التنبيه الرابع: عند ذكر الحديث: "حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي أيوب الأنصاري، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا أَتَيْتُمُ الغَائِطَ فَلاَ تَسْتَقْبِلُوا القِبْلَةَ، .... وعن الزهري، عن عطاء، قال: سمعت أبا أيوب، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله"[25].
قال الإمام الكرماني: "فان قلت ما الفائدة فى تكرار هذا الاسناد وهو بعينه عن الزهرى عن عطاء عن أبى أيوب عن النبى ﷺ. قلت الأول بلفظ عن أبى أيوب وأن النبى صلى الله عليه وسلم وهذا بلفظ ما سمعت أبا أيوب وعن النبى ﷺ والسماع أقوى من العنعنة وعن أقوى من أن لكن فيه ضعف من جهة التعليق عن الزهرى"[26].
وقال الحافظ ابن حجر: "قال الكرماني قال في الأول عن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه و سلم وفي الثاني سمعت أبا أيوب عن النبي صلى الله عليه و سلم فكان الثاني أقوى لأن السماع أقوى من العنعنة والعنعنة أقوى من أن لكن فيه ضعف من جهة التعليق حيث قال وعن الزهري انتهى وفي دعواه ضعف"[27].
أخرج الإمام أحمد هذا الحديث من طريق سفيان عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي سمعت أبا أيوب يخبر عن النبي ﷺ قال «لاَ تَسْتَقْبِلُوا القِبْلَةَ بِغَائِطٍ..... الحديث[28].وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه قال: حدثنا زهير بن حرب، وابن نمير، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة ح، قال: وحدثنا يحيى بن يحيى، - واللفظ له - قال: قلت لسفيان بن عيينة، سمعت الزهري، يذكر عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي أيوب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ فَلَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ، وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا بِبَوْلٍ وَلَا غَائِطٍ، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا» قال أبو أيوب: " فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت قبل القبلة، فننحرف عنها ونستغفر الله؟ قال: نعم[29].
وأخرجه أبو داود من طريق مسدد بن مسرهد حدثنا سفيان عن الزهرى عن عطاء بن يزيد الليثى عن أبى أيوب رواية قال إذا أتيتم الغائط...الحديث[30].
وأخرجه الإمام الترمذي من طريق سعيد بن عبد الرحمن المخزومي حدثنا سفيان بن عيبنة عن الزهري عن عطاء بن بزيد الليثي عن أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أتيتم الغائط... الحديث[31]. وأخرحه الطحاوي من طريق يونس قال ثنا سفيان عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي سمع أبا أيوب الأنصاري يقول قال رسول الله ﷺ : لا تستقبلوا القبلة....الحديث[32].
وأخرجه أبو عوانة من طريق يونس بن عبد الأعلى قال ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي سمع أبا أيوب الأنصاري قال قال رسول الله ﷺ إذا أتيتم الغائط........الحديث[33].
إن حمل قول البخاري "عن الزهري عن عطاء"على ما قبله أقوى من كونه أن يكون تعليقا،لأن سفيان بن عيينة مرة صرح بتحديث الزهري ومرة آتي بالعنعنة عن الزهري كما يظهر في روايات أخرى.
أقول: قوله وعن الزهري عطف على قوله حدثنا سفيان يعني بالإسناد المذكور أيضا
عن الزهري عن عطاء بن يزيد المذكور سمعت أبا أيوب،وأمافائدة تكرار السند المذكورففي الطريق الأول عنعن الزهري عن عطاء عن أبي أيوب وفي هذا الطريق صرح عطاء بالسماع عن أبي أيوب والسماع أقوى من العنعنة، فالرواية الثانية ليست معلقة بحمله على ما قبله.فتنبيه الحافظ على الكرماني في محله.
التنبيه الخامس: عند ذكر الحديث: قال عروة: ولقد حدثتني عائشة: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يُصَلِّي العَصْرَ، وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ»[34].قال الإمام الكرماني: "قوله (قال عروة) إما مقول ابن شهاب وإما تعليق من البخارى"[35].
قال الحافظ ابن حجر: "قوله قال عروة ولقد حدثتني عائشة قال الكرماني هو إما مقول بن شهاب أو تعليق من البخاري قلت الاحتمال الثاني على بعده مغاير للواقع كما سيظهر في باب وقت العصر قريبا فقد ذكره مسندا عن بن شهاب عن عروة عن عائشة فهو مقوله وليس بتعليق"[36].
أخرج الإمام البخاري هذا الحديث في مكان آخر في صحيحه قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ صَلَّى العَصْرَ، وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا لَمْ يَظْهَرِ الفَيْءُ مِنْ حُجْرَتِهَا»[37]. قد ثبت بتخريج الإمام البخاري نفس الحديث فى مكان آخر في باب وقت العصر أن قوله "قال عروة" ليس تعليقا منه بل هو مسند عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها .
أقول: الذي يظهر لي أن الصواب ما جزم به الحافظ ابن حجر والله أعلم.
التنبيه السادس: عند ذكر الحديث: وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " بَيْنَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا، فَخَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ أَيُّوبُ يَحْتَثِي فِي ثَوْبِهِ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ: يَا أَيُّوبُ، أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى؟ قَالَ: بَلَى وَعِزَّتِكَ، وَلَكِنْ لاَ غِنَى بِي عَنْ بَرَكَتِكَ " ورواه إبراهيم، عن موسى بن عقبة، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «بينا أيوب يغتسل عريانا»[38].
قال الإمام الكرماني: "قوله (وعن أبي هريرة) هذا تعليق، فإن قلت لم قال أولا قال أبوهريرة وثانياً عن أبي هريرة.قلت إشارة إلى أن الأول تعليق بصيغة التصحيح لمافيه من الجزم والثاني تعليق بصيغة التمريض"[39].قال الحافظ ابن حجر:"قوله وعن أبي هريرة هو معطوف على الإسناد الأول وجزم الكرماني بأنه تعليق بصيغة التمريض فأخطأ"[40].
أخرج الإمام البخاري هذا الحديث بسند كامل في صحيحه كتاب أحاديث الأنبياء قال: حدثني عبد الله بن محمد الجعفي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ،قال: «بينما أيوب يغتسل عريانا، خر عليه رجل جراد من ذهب، فجعل يحثي في ثوبه، فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى، قال بلى يا رب، ولكن لا غنى لي عن بركتك»[41].
وأخرجه ابن حبان من طريق الحسن بن سفيان حدثناعباس بن عبد العظيم حدثنا عبد الرزاق أخبرنامعمرعن همام بن منبه عن أبي هريرة قال: قال رسول اللهﷺ الحديث[42].
لم يذكر الإمام البخاري هنا شيخه بل قال عن أبي هريرة ،فيثبت بظاهره أن هذا تعليق ولكنه معطوف على السند السابق، وفيه قال البخاري حدثنا إسحاق بن نصر، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة عن ﷺ قال كانت بنو
إسرائيل يغتسلون عراة الحديث بطوله[43].
وقال المزي في أطراف هذا الحديث: "خ في أحاديث الأنبياء وفي التوحيد عن عبد الله بن
محمد الجعفي وفي الطهارة عن إسحاق بن نصر كلاهما عنه به"[44].
وقال البغوي: "هذا حديث صحيح أخرجه محمد(البخاري)، الأول عن عبد الله بن محمد، والثاني عن إسحاق بن نصر كلاهما عن عبد الرزاق"[45].
أقول: ذهب أكثر الشراح إلى ما قاله الحافظ مثلاً قال العيني: "هذا معطوف على الإسناد الأول وقد صرح أبو مسعود وخلف فقالا في أطرافهما أن البخاري رواه ههنا عن اسحق بن نصر وفي أحاديث الأنبياء عن عبد الله بن محمد الجعفي كلاهما عن عبد الرزاق ورواه أبو نعيم الأصبهاني عن أبي أحمد بهن شيرويه حدثنا اسحق أخبرنا عبد الرزاق فذكره وذكر أن البخاري رواه عن اسحق بن نصر عن عبد الرزاق وأورد الإسماعيلي حديث عبد الرزاق عن معمر ثم لما فرغ منه قال عن أبي هريرة قال قال رسول الله بينا أيوب يغتسل الحديث"[46]. وكذا قال ابن الملقن:"حديث أبي هريرة هذا معطوف على سند حديث أبي هريرة الأول، وقد صرح به أبو مسعود وخلف، فقالا في أطرافهما: إن البخاري رواه هنا عن إسحاق بن نصر، وفي أحاديث الأنبياء عن عبد الله بن محمد الجعفي كلاهما عن عبد الرزاق.ورواه أبو نعيم الأصبهاني،عن أبي أحمد بن شبرويه،ثناإسحاق،ثناعبدالرزاق فذكره،وذكرأن البخاري رواه عن إسحاق بن نصر،عن عبد الرزاق.وأورد الإسماعيلي حديث عبد الرزاق،عن معمر، ثم لمافرغ منه،وقال:عن أبي هريرة قال:عن رسول اللهﷺ"بيناأيوب يغتسل."الحديث"[47]
الذى توصلت إليه من خلال هذا البحث أن حديث أبي هريرة موصول وقد ثبت هذا برواية أخرى للبخاري في صحيحه في كتاب أحاديث الأنبياء ، إذن تنبيه الحافظ ابن حجر فى محله والله أعلم.
التنبيه السابع: عند ذكر الحديث: قال أبو عبد الله: وقال: إسماعيل، عن أيوب، عن عطاء، وقال: عن ابن عباس، أشهد على النبي صلى الله عليه وسلم[48].
قال الإمام الكرماني: "وهذا تعليق عن البخاري ؛لأنه لم يدركه إذ هو إسمعيل بن علية وهو مات في عام ولادة البخاري سنة أربع وتسعين ومائة ،مرّ في باب حب الرسول ويحتمل أن يكون عطفا على قال حدثنا شعبة فيكون المراد منه حدثنا سليمان قال حدثنا اسمعيل فيخرج من التعليق"[49].
وقال الحافظ ابن حجر: "أغرب الكرماني فقال يحتمل أن يكون قوله وقال إسماعيل عطفا على حدثنا شعبة فيكون المراد به حدثنا سليمان بن حرب عن إسماعيل فلا يكون تعليقا انتهى وهو مردود"[50].
أخرج الإمام البخاري هذا الحديث في صحيحه كتاب الزكاة ، قال حدثنا مؤمل، حدثنا إسماعيل، عن أيوب، عن عطاء بن أبي رباح، قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَصَلَّى قَبْلَ الخُطْبَةِ، فَرَأَى أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعِ النِّسَاءَ، فَأَتَاهُنَّ وَمَعَهُ بِلاَلٌ نَاشِرَ ثَوْبِهِ، فَوَعَظَهُنَّ، وَأَمَرَهُنَّ أَنْ يَتَصَدَّقْنَ»[51].
إسماعيل بن علية[52]: هوإسماعيل بن ابراهيم بن مقسم الاسدي مولاهم أبو بشر البصري المعروف بابن علية.قال الذهبي: "ولد سنة مات الحسن البصري سنة عشر ومئة"[53].قال الذهبي: "مات ابن علية في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين"[54].أقول ما ذكر العلماء الذين ذكروا ترجمة إسماعيل بن ابراهيم في تلامذته إسم سليمان بن حرب .
سليمان بن حرب[55]: هوسليمان بن حرب بن بجيل أبو أيوب الواشحي الازدي البصري قاضي مكة. قال الباجي: "أخرج البخاري في الايمان والصلاة وغير موضع عنه عن شعبة وحماد بن زيد ووهيب"[56].
قال ابن سعد: "كان ثقة كثير الحديث وقد ولي قضاء مكة ثم عزل فرجع إلى البصرة فلم يزل بها حتى توفي بها لأربع ليال بقين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين ومائتين وهو بن أربع وثمانين سنة"[57].أقول ما ذكر العلماء الذين ذكروا ترجمة سليمان بن حرب في شيوخه من اسمه إسماعيل بن علية. الإحتمال الثاني للإمام الكرماني غير صحيح لأن سليمان بن حرب ليس له رواية عن إسماعيل بن علية، وأن الحديث المذكور برواية أخرى موصولة عند البخاري في كتاب الزكاة، فيظهر أن في هذا المكان تعليق من البخاري وليس قول سليمان بن حرب حدثنا إسماعيل بن علية.
الذي ظهرلي أن الصواب ماجزم به الحافظ،وأن إحتمال الكرماني الأول صحيح، والثاني غيرصحيح وتعقب الحافظ على أحتمال الكرماني الثاني في محله والله أعلم.
التنبيه الثامن: عند ذكر الحديث: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثني أبو قتيبة، قال: حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة - لا أعلمه إلا – عن أبيه،عن النبيﷺقال:عَنِ النَّبِيِّﷺقَالَ:«لاَتَقُومُواحَتَّى تَرَوْنِي،وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ»[58]
قال الإمام الكرماني: "قوله (لا أعلمه) اي فقال البخاري لا أعلم رواية عبد الله هذا الحديث عن أحدإلاعن أبيه،فإن قلت فماقولك في هذاالحديث أهومرسل منقطع أم مسند، قلت منقطع لأن شيخه لم يروه إلامنقطعاوإن حكم البخاري بأنه رواه عن أبيه"[59].
وقال الحافظ ابن حجر: "وأغرب الكرماني فقال إن هذا الإسناد منقطع وإن حكم البخاري بكونه موصولا لأن شيخه لم يروه إلا منقطعا انتهى وقد تقدم في أواخر الأذان أن البخاري علق هذه الطريق من جهة على بن المبارك ولم يتعرض للشك الذي هنا وتقدم الكلام على المتن أيضا وموضع الحاجة منه هنا"[60].
أخرج الإمام البخاري هذا الحديث موصولا في كتاب الأذان من طريق مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام، قال: كتب إلي يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، فَلاَ تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي»[61].
وأيضا أخرجه من طريق حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.....الحديث[62].
وأخرجه الإمام مسلم من طريق محمد بن حاتم، وعبيد الله بن سعيد، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، عن حجاج الصواف، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، وعبد الله بن أبي قتادة، عن أبي قتادة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم...الحديث[63].وأخرجه أبو داود من طريق مسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا أبان عن يحيى عن عبد الله بن أبى قتادة عن أبيه عن النبى صلى الله عليه وسلم ....الحديث[64].
وأخرجه الإمام الترمذي من طريق أحمد بن محمد قال:أخبرنا عبد الله بن المبارك قال:أخبرنامعمر،عن يحيى بن أبي كثير،عن عبدالله بن أبي قتادة،عن أبيه،قال:قال رسول اللهﷺ…..الحديث[65].وأخرجه النسائي من طريق الحسين بن حريث قال:حدثنا الفضل بن موسى،عن معمر،عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة،عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ…..الحديث[66].
وأخرجه الإمام أحمد من طريق يعلى حدثنا حجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال قال رسول اللهﷺ ....الحديث[67]. المراد من قول البخاري "لا أعلمه إلا عن أبيه" أي لا يروي هذا الحديث عبد الله بن أبي قتادة إلا عن أبيه أبي قتادة،وفي الأصل هذا الحديث موصول غير منقطع ،وتوقف البخاري في وصله لكونه كتبه من حفظه أو لغير ذلك، وقد روى البخاري الحديث المذكور في كتاب الأذان عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه صراحة بدون شك . كذا قرر الشراح مثلاً قال العيني: "قيل في الأصل هو موصول لا شك فيه لأن الإسماعيلي أخرجه عن ابن ناجية عن أبي حفص وهو عمرو بن علي شيخ البخاري فقال فيه عن ( عبد الله بن أبي قتادة ) عن أبيه ولم يشك"[68].وقال القسطلاني: "هو في الأصل موصول لا ريب فيه، أخرجه الإسماعيلي عن ابن ناجية، عن أبي حفص، وهو عمرو بن علي شيخ المؤلّف، فقال: عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، ولم يشك"[69].
أقول: إن الإنقطاع في السند المذكور ظاهر، ولكن لو تأملنا إلى رواية أخرى للبخاري لفهمنا أن في الأصل ليس الإنقطاع.الذي يظهر لي أن تنبيه الحافظ ابن حجر على الإمام الكرماني في محله والله أعلم.
التنبيه التاسع : عند ذكر الحديث: عن الزهري، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ إِذَا رَمَى الجَمْرَةَ الَّتِي تَلِي مَسْجِدَ مِنًى يَرْمِيهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ...... قال الزهري: سمعت سالم بن عبد الله، يحدث مثل هذا، عن أبيه عن النبي ﷺ وكان ابن عمر يفعله[70].
قال الإمام الكرماني: "قوله (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم) هذا من مراسيل الزهري ولا يصير مسندا بما ذكره آخرا لأنه قال يحدث بمثله لا بنفسه"[71].
وقال الحافظ ابن حجر: "أغرب الكرماني فقال هذا الحديث من مراسيل الزهري ولا يصير بما ذكره آخرا مسندا لأنه قال يحدث بمثله لا بنفسه كذا قال وليس مراد المحدث بقوله في هذا بمثله إلا نفسه وهو كما لو ساق المتن بإسناد ثم عقبه بإسناد آخر ولم يعد المتن بل قال بمثله ولا نزاع بين أهل الحديث في الحكم بوصل مثل هذا وكذا عند أكثرهم لو قال بمعناه خلافا لمن يمنع الرواية بالمعنى وقد أخرج الحديث المذكور الإسماعيلي عن بن ناجية عن محمد بن المثنى وغيره عن عثمان بن عمر وقال في آخره قال الزهري سمعت سالما يحدث بهذا عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم فعرف أن المراد بقوله مثله نفسه وإذا تكلم المرء في غير فنه أتى بهذه العجائب"[72].
أخرج الإمام النسائي هذا الحديث من طريق العباس بن عبد العظيم العنبري، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أنبأنا يونس، عن الزهري، قال: بلغنا «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ....الحديث.قال الزهري: سمعت سالما، يحدث بهذا، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، «وكان ابن عمر يفعله»[73].
وأخرجه ابن ماجة مختصرا من طريق عثمان بن أبي شيبة . حدثنا طلحة بن يحيى عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أنه رمى جمرة العقبة ولم يقف عندها وذكر أن النبي صلى الله عليه و سلم فعل مثل ذلك[74].وأخرجه ابن حبان من طريق الحسن بن سفيان قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا طلحة بن يحيى عن يونس عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر الحديث[75]. إن قول الحافظ أقوى من رأي الكرماني، وليس هذا الحديث من مراسيل الزهري، لأن العلماء أخرجوا هذا الحديث موصولا كما يظهر بتخريج هذا الحديث.وكذا قرر القسطلاني ما قال الحافظ ابن حجر،حيث قال: "قال الزهري محمد بن مسلم بن شهاب بالإسناد السابق أول حديث هذا الباب (سمعت سالم بن عبد الله يحدث مثل) ولأبوي ذر والوقت: بمثل (هذا عن أبيه) عبد الله بن عمر بن الخطاب (عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان) ولأبي الوقت قال: وكان (ابن عمر يفعله) بإثبات ضمير المفعول المحذوف في سابقه وهذا من تقديم المتن على بعض السند فإنه ساق السند من أوله إلى أن قال عن الزهري أن رسول الله ﷺ، ثم بعد أن ذكر المتن كله ساق تتمة السند فقال: قال الزهري الخ. وقد صرح جماعة بجواز ذلك منهم الإمام أحمد ولا يمنع التقديم في ذلك الوصل بل يحكم باتصاله"[76].وقال أبو يحيى الأنصاري: "وهذا من تقديم المتن على بعض السند وهو جائز لا يمنع وصل الحديث فهو متصل لا مرسل"[77].
الذي يظهر لي خلال هذا البحث أن الحديث موصول ولكن قدم المتن على بعض السند وليس من مراسيل الزهري كما فهم العلامة الكرماني ، فتعقب الحافظ في محله والله أعلم.
التنبيه العاشر : عند ذكر الحديث: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «تَفْضُلُ صَلاَةُ الجَمِيعِ....قال شعيب: وحدثني نافع عن عبد الله بن عمر، قال: «تفضلها بسبع وعشرين درجة»[78].
قال الإمام الكرماني:"قوله (قال شعيب) يحتمل أن يكون تعليقاً من البخاري[79] وقال الحافظ ابن حجر: "جوز الكرماني أن تكون معلقة وهو بعيد بل هي معطوفة على الإسناد الأول"[80].
أقول: الذى يظهر بظاهره أن هذا تعليق من البخاري ولم أجد طريق شعيب موصولا في صحيح البخاري ولا عند أحد، فإحتمال الكرماني أقوى ، والحافظ ابن حجر بنفسه يقول: "لم أر طريق شعيب هذه إلا عند المصنف ولم يستخرجها الإسماعيلي ولا أبو نعيم ولا أوردها الطبراني في مسند الشاميين في ترجمة شعيب"[81].
بعد الدراسة توصلت إلى أن إحتمال الكرماني أقوى من قول الحافظ ،وأن تنبيه الحافظ على الكرماني في غير محله والله أعلم.
التنبيه الحادي عشر :عند ذكر الحديث: قال أبو أسامة: عن هشام بن عروة، قال: أخبرني أبي، عن عائشة، قالت: لَمَّا ذُكِرَ مِنْ شَأْنِي الَّذِي ذُكِرَ، وَمَا عَلِمْتُ بِهِ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺفِيَّ خَطِيبًا، فَتَشَهَّدَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ......الحديث[82].
قال الإمام الكرماني: " (أبو أسامة) هو حماد وفي بعضها حدثنا إسحاق قال حدثنا حميد بن الربيع بفتح الراء ضد الخريف"[83].وقال الحافظ ابن حجر: "قوله وقال أبو أسامة عن هشام بن عروة الخ وصله أحمد عنه بتمامه وقد ذكرت ما فيه من فائدة في أثناء حديث الإفك الطويل قريبا ووقع في رواية المستملي عن الفربري حدثنا حميد بن الربيع حدثنا أبو أسامة فظن الكرماني أن البخاري وصله عن حميد بن الربيع وليس كذلك بل هو خطأ فاحش فلا يغتر به"[84].أخرج الإمام أحمد هذا الحديث موصولا قال حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت....الحديث[85].
وأخرجه الإمام مسلم من طريق أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء قالا حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة......الحديث[86].وأخرجه الإمام الترمذي من طريق محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة قال: أخبرني أبي، عن عائشة .......الحديث[87]. ما قال الكرماني أن البخاري وصله عن حميد بن الربيع بل ذكر أن في بعضها حدثنا إسحاق قال حدثنا حميد بن الربيع وهذا طريق آخر يمكن نقل ذلك الكرماني على ما رآه في بعض النسخ .وقال الحافظ في تغليق التعليق: "وصل الحديث عند المصنف متصلا من طريق الزهري عن عروة وغيره لكنه أدمج لفظ عروة معهم وفي سياقه زيادة ليست في حديثهم فآثرت سياق حديثه بلفظه للزيادة التي فيه مع أن المصنف قد وصله من حديث هشام بن عروة عن أبيه في الإعتصام لكنه ساق منه قطعة مختصرة ولم يسقه بتمامه"[88].
أقول: ما وصل البخاري ولا غيره هذا التعليق من طريق إسحاق عن حميد بن الربيع عن أبي أسامة حمادبعد الدراسة توصلت إلى أن تنبيه الحافظ على الكرماني في غير محلہ لأن الكرماني ما قال أن البخاري وصله عن حميد بن الربيع.
التنبيه الثاني عشر: عند ذكر الحديث: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: قرأت على مالك، عن ابن شهاب أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِالعَزِيزِ أَخَّرَ الصَّلاَةَ يَوْمًا فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ المُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخَّرَ الصَّلاَةَ يَوْمًا وَهُوَ بِالعِرَاقِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: مَا هَذَايَامُغِيرَةُ أَلَيْسَ قَدْعَلِمْتَ....قَالَ عُرْوَةُ:كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُبْنُ أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ،عَنْ أَبِيهِ[89]
قال الإمام الكرماني:"واعلم أن الحديث بهذاالطريق ليس متصل الإسنادإذلم يقل أبو مسعود شاهدت أنا أو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن جبريل نزل"[90].
قال الحافظ ابن حجر:"وقال الكرماني إعلم أن الحديث بهذاالطريق ليس متصل الإسناد إذلم يقل أبومسعود شاهدت رسول اللهﷺولاقال قال رسول اللهﷺقلت هذ لايسمى منقطعااصطلاحاوإنماهومرسل صحابي لأنه لم يدرك القصة فاحتمل أن يكون سمع ذلك من النبيﷺأوبلغه عنه بتبليغ من شاهده أو سمعه كصحابى آخر"[91]
أخرج الإمام البخاري هذا الحديث في صحيحه كتاب بدء الخلق قال حدثنا قتيبة، حدثنا ليث، عن ابن شهاب أن عمر بن عبد العزيز أخر العصر شيئا، فقال له عروة: أما إن جبريل قد نزل فصلى أمام رسول الله ﷺ، فقال عمر اعلم ما تقول يا عروة قال: سمعت بشير بن أبي مسعود يقول: سمعت أبا مسعود يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «نَزَلَ جِبْرِيلُ فَأَمَّنِي، فَصَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ» يحسب بأصابعه خمس صلوات[92].
إن جميع العلماء اتفقوا على كون الحديث مرسل الصحابي متصلا ، قال السيوطي: "القاعدة أن الراوي إذا روى حديثا في قصة أو واقعة فإن كان أدرك ما رواه بأن حكى قصة وقعت بين النبي صلى الله عليه و سلم وبين بعض الصحابة والراوي لذلك صحابي أدرك تلك الواقعة فهي محكوم لها بالاتصال وإن لم يعلم أنه شاهدها وإن لم يدرك تلك الواقعة فهومرسل صحابي"[93].كذاقال ابن جماعة:"مرسل الصحابي كالمتصل في الحكم"[94]. أقول: قد يظهر برواية أخرى للبخاري أن ليس هناك إحتمال للسماع فقط بل في هذه الرواية تصريح لسماع أبي مسعود عن النبي ﷺ. وحكم الكرماني أن هذا الإسناد غير متصل ظاهرا ولو تأمل إلى الرواية أخرى في الصحيح لعرف أن في الأصل هذا متصل الإسناد.
الذي يظهر لي بعد الدراسة أن الصواب ما قاله الحافظ ابن حجر، وتنبيهه هنا على الإمام الكرماني في محله.وكذلك ثبت أن الحديث لا يكون منقطعا إذا لم يقل الصحابي شاهدت أو قال النبي صلى الله عليه وسلم بل يكون مرسل الصحابي وحكمه متصل عند جميع العلماء والله أعلم.
التنبيه الثالث عشر: عند ذكر الحديث: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال النبي ﷺ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلاَ يَتْفِلَنَّ عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ تَحْتَ قَدَمِهِ اليُسْرَى» وَقَالَ سَعِيدٌ: عَنْ قَتَادَةَ، «لاَ يَتْفِلُ قُدَّامَهُ أَوْ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمَيْهِ» وَقَالَ شُعْبَةُ: «لاَ يَبْزُقُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلاَ عَنْ يَمِينِهِ وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ» وَقَالَ حُمَيْدٌ: عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ يَبْزُقْ فِي القِبْلَةِ، وَلاَ عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ»[95].
قال العلامة الكرماني: "وهذه تعليقات لكنها ليست موقوفة لا على شعبة ولا على قتادة , وتحتمل الدخول بحسب الإسناد السابق أن يكون معناه مثلاً حدثنا مسلم حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس عن النبى ﷺ"[96].وقال الحافظ ابن حجر: "قوله وقال شعبة أي عن قتادة بالإسناد أيضا وطريقه موصولة عند المصنف فيما تقدم عن آدم عنه وتقدم أيضا في باب حك المخاط من المسجد عن حفص بن عمر عن شعبة وأراد بهذين التعليقين بيان اختلاف ألفاظ أصحاب قتادة عنه في رواية هذا الحديث ورواية شعبة أتم الروايات لكن ليس فيها المناجاة وقال الكرماني ليس هذا التعليق موقوفا على قتادة ولا على شعبة يعني بل هي مرفوعه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ويحتمل الدخول تحت الإسناد السابق بان يكون معناه مثلاً حدثنا مسلم حدثنا هشام وحدثنا مسلم قال قال سعيد وحدثنا مسلم قال قال شعبة انتهى وهو احتمال ضعيف بالنسبة لشعبة فإن مسلم بن إبراهيم سمع منه وباطل بالنسبة لسعيد فإنه لا رواية له عنه والذي ذكرته هو المعتمد وكذا طريق حميد وصلها المؤلف في أول أبواب المساجد من طريق إسماعيل بن جعفر عنه لكن ليس فيها قوله ولا عن يمينه"[97].
أخرج الإمام البخاري هذا الحديث في كتاب الصلاة قال حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني قتادة، قال: سمعت أنس بن مالك، قال: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لاَ يَتْفِلَنَّ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلاَ عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ رِجْلِهِ»[98].وأيضا أخرجه في باب كفارة البزاق في المسجد قال حدثنا آدم، قال حدثنا شعبة، قال: حدثنا قتادة، قال: سمعت أنس بن مالك،قال: قال النبي ﷺ: «البُزَاقُ فِي المَسْجِدِ خَطِيئَةٌ وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا»[99]. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده قال: حدثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك أن النبيﷺ قال......الحديث[100].إن في المثال المذكور ذكر البخاري التعليقين قال: " قال شعبة" و"قال سعيد" وقد بين الحافظ الطرق الموصولة لهذين التعليقين وقمت بتخريج هذا الحديث ووجدت أن ما ذكره الحافظ هو الصواب، طريق سعيد أوصله الإمام أحمد في مسنده وطريق شعبة قد أوصله الإمام البخاري في صحيحه، أما إحتمالات الكرماني بدخول هذين التعليقين تحت الإسناد السابق فغير ثابتة لأن هذين التعليقين ما وصله البخاري ولا غيره من طريق مسلم بن إبراهيم عن سعيد ولا من طريق مسلم بن إبراهيم عن شعبة.
أقول: قد ثبت بعد هذه الدراسة أن هذين التعليقين كليهما موصولة على الوجه الذي ذكره الحافظ ابن حجر فلا يحتاج إلى الاحتمال الذي ذكره العلامة الكرماني.
الخاتمة
توصلت من خلال دراستي لهذا الموضوع الهام "تنبيهات الحافظ ابن حجر في فتح الباري على الإمام الكرماني في الكواكب الدراري في الإتصال والإنقطاع (دراسة نقدية مقارنة)"
إلى نتائج ذات أثر كبير، فأشير هنا إلى أهمها، وهي ما يلي:
أن الإمام الكرماني عني عناية فائقة لصحيح البخاري عند شرح أسانيده، و متونه، بجانب متميّز فيه، استفاد منه الشارحون بعده.وقد توصلت من خلال هذه الدراسة أن الحافظ ابن حجر عنده خبرة أكثر من الإمام الكرماني حول أحاديث صحيح البخاري المتعلقة بالباب وهو يعرف جميع الطرق في الصحيح ومعرفة الإتصال والإنقطاع.
حوالہ جات
- ↑ بخاري،أبوعبدالله محمدبن اسماعيل،الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، الناشر: دارطوق النجاة، الطبعة:الأولى،1422هـ،كتاب الوكالة،باب الوكالة في الوقف ونفقته،وأن يطعم صديقا له ويأكل بالمعروف،3/102، ح2313.
- ↑ الكرماني ،الإمام محمد بن يوسف بن علي بن سعيد، شمس الدين الكواكب الدراري شرح صحيح البخاري ،الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت-لبنان،طبعة ثانية: 1401هـ - 1981م،10/143.
- ↑ العسقلاني، الحافظ أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل، فتح الباري شرح صحيح البخاري،الناشر:دار المعرفة، بيروت، 4/491.
- ↑ أنظر ترجمته في التاريخ الكبير(2544)6/328،التعديل والتجريح(1094)3/1094،الثقات لابن حبان (4400) 5/167،الجرح والتعديل(1280)6/231،طبقات ابن سعد ،تذكرة الحفاظ1/85،سي اعلام النبلاء(144)5/300
- ↑ البخاري،الإمام محمدبن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي:التاريخ الكبير،المحقق: هاشم الندوي وآخرون، الناشر: دائرة المعارف العثمانية، (2544)6/328
- ↑ البستي، أبو حاتم التميمي، محمد بن حبان بن أحمد: الثقات،تحقيق:السيد شرف الدين أحمد،الناشر:دار الفكر،الطبعة الأولى 1395ه– 1975م،(4400)5/167.
- ↑ الذهبى، محمد بن أحمد بن عثمان تذكرة الحفاظ ،دراسة وتحقيق: زكريا عميرات،الناشر: دار الكتب العلمية بيروت-لبنان، الطبعة الأولى 1419ه- 1998م.1/85
- ↑ العسقلاني، الإمام الحافظ شيخ الاسلام شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر :تهذيب التهذيب ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع،الطبعة الاولى 1404 ه - 1984 م. (45)8/26
- ↑ العينى، بدر الدين، أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى الحنفى، عمدة القاري شرح صحيح البخاري (المتوفى: 855هـ)الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت ،18/418.
- ↑ القسطلاني،أبوالعباس،شهاب الدين العلامة أحمدبن محمدبن أبى بكر بن عبد الملك القتيبي المصري،(المتوفى: 923ه) إرشادالساري لشرح صحيح البخاري،الناشر: المطبعة الكبرى الأميرية، مصر ،الطبعة: السابعة،1323 ه 4/167.
- ↑ صحيح البخاري، كتاب الشروط، باب إذا اشترط في المزارعة إذا شئت أخرجتك،3/192، ح2730.
- ↑ الكواكب الدراري 12/39.
- ↑ فتح الباري 5/328.
- ↑ الحميدي، محمد بن فتوح: الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم ، تحقيق : د. علي حسين البواب ،دار النشر دار ابن حزم – لبنان- بيروت الطبعة: الثانية 1423ه - 2002م ، .1/45.
- ↑ النجاد، أبو بكر: مسند عمر بن الخطاب تحقيق: محفوظ الرحمن زين الله،الناشر: مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورةالطبعة: الأولى، 1415هـ-1994م.ح19 ص60.
- ↑ هو أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي (المتوفى: 807هـ).
- ↑ الهيثمي،أبوالحسن نورالدين علي بن أبي بكر بن سليمان موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان المحقق: حسين سليم أسد الدّاراني - عبده علي الكوشك ،الناشر: دار الثقافة العربية، دمشق،الطبعة: الأولى 5/317.
- ↑ عمدة القاري20/481.
- ↑ إرشاد الساري4/443.
- ↑ الأنصاري، الإمام زكريابن محمدبن أحمدبن زكريا،زين الدين أبو يحيى السنيكي المصري الشافعي منحة الباري بشرح صحيح البخاري المسمى«تحفة الباري»المؤلف:اعتنى بتحقيقه والتعليق عليه: سليمان بن دريع العازمي، ط: مكتبة الرشدللنشروالتوزيع،الرياض- السعودية،الطبعة:الأولى،1426ه-2005م ،5/520.
- ↑ صحيح البخاري، كتاب الصلاة، باب الصلاة في القميص والسراويل والتبان والقباء ، 1/82 ،ح366.
- ↑ الكواكب الدراري 4/26.
- ↑ فتح الباري 1/476.
- ↑ صحيح البخاري، كتاب العلم، باب من أجاب السائل بأكثر مما سأله،1/39،ح134.
- ↑ صحيح البخاري، كتاب الصلاة، باب قبلة أهل المدينة وأهل الشام والمشرق،1/88 ،ح394.
- ↑ الكواكب الدراري 4/57.
- ↑ فتح الباري 1/498.
- ↑ أحمد بن حنبل،مسند،المحقق:شعيب الأرنؤوط وآخرون ،الناشر:مؤسسة الرسالة،الطبعة: الثانية 1420ه، 1999م، 38/552، ح 23579.
- ↑ الإمام مسلم،بن الحجاج أبوالحسن القشيري النيسابوري صحيح مسلم ،المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي،الناشر: دارإحياء التراث العربي – بيروت،كتاب الطهارة، باب إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها، 1/224، ح264.
- ↑ السِّجِسْتاني، الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي سنن أبي داود ،المحقق: شعيب الأرنؤوط - محمد كامل قره بللي،الناشر: دار الرسالة العالمية ،الطبعة: الأولى، 1430 ه - 2009 م.كتاب الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة ، 1/9 ،ح9.
- ↑ الترمذي، محمد بن عيسى أبو عيسى السلمي الجامع الصحيح سنن الترمذي ، تحقيق : أحمد محمد شاكر وآخرون دار إحياء التراث العربي – بيروت، أبواب الطهارة،باب في النهي عن استقبال القبلة بغائط أوبول، 1/13، ح8.
- ↑ الطحاوي، أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن عبدالملك بن سلمة، شرح معاني الآثار،تحقيق:محمد زهري النجار، ط: دار الكتب العلمية،بيروت، الطبعة الأولى، 1399ه،كتاب الكراهة،باب استقبال القبلة بالفروج للغائط والبول، 4/232، ح6091.
- ↑ الاسفرائني ،أبو عوانة يعقوب بن إسحاق: مسند أبي عوانة للإمام ،الناشر دار المعرفة- بيروت.ح 2885 ، 2/212.، كتاب الإيمان، بيان حظر استقبال القبلة واستدبارها بالغائط والبول، 1/170 ، ح 505.
- ↑ صحيح البخاري، كتاب مواقيت الصلاة،باب مواقيت الصلاة وفضلها ، 1/110، ح522.
- ↑ الكواكب الدراري 4/175.
- ↑ فتح الباري 2/7.
- ↑ صحيح البخاري،كتاب مواقيت الصلاة، باب وقت العصر، ، 1/114،ح545.
- ↑ صحيح البخاري،كتاب الغسل،باب من اغتسل عريانا وحده في خلوة، ومن تسترفالتسترأفضل،1/64، ح279
- ↑ الكواكب الدراري 3/142.
- ↑ فتح الباري 1/387.
- ↑ صحيح البخاري،كتاب أحاديث الأنبياء،باب قول الله تعالى:[وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين] [الأنبياء: 83]، 4/151، ح3391.
- ↑ أبوحاتم التميمي،محمدبن حبان بن أحمد البستي:صحيح ابن حبان تحقيق:شعيب الأرنؤوط،الناشر:مؤسسة الرسالة،بيروت،الطبعة الثانية،1414ه–1993م،كتاب التاريخ،باب بدء الخلق، 14/120،ح6229
- ↑ صحيح البخاري،كتاب الغسل،باب من اغتسل عرياناوحده في خلوة،ومن تسترفالتسترأفضل،1/64 ،ح278
- ↑ المزي،العلامة جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن عبدالرحمن تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف،المحقق: عبد الصمدشرف الدين،ط:المكتب الإسلامي ، والدار القيّمة، الطبعة الثانية: 1403ه ، 1983م.10/404.
- ↑ البغوي،الإمام الحسين بن مسعود:شرح السنة،تحقيق:شعيب الأرناؤوط-محمدزهيرالشاويش،دارالنشر:المكتب الإسلامي، دمشق.بيروت. الطبعة:الثانية 1403هـ-1983م، كتاب البيوع، باب الكسب وطلب الحلال، 8/7،ح2027
- ↑ عمدة القاري5/290.
- ↑ ابن الملقن، سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري :التوضيح لشرح الجامع الصحيح المحقق: دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث ،الناشر: دار النوادر، دمشق – سوريا،4/631
- ↑ صحيح البخاري، كتاب العلم، باب عظة الإمام النساء وتعليمهن، ،1/31، ح 98
- ↑ الكواكب الدراري 2/92.
- ↑ فتح الباري ،كتاب العلم، باب عظة الإمام النساء وتعليمهن ،1/193.
- ↑ صحيح البخاري،كتاب الزكاة، باب العرض في الزكاة،2/116، ح1449.
- ↑ أنظرترجمته في طبقات ابن سعد 7/325،تذكرة الحفاظ 1/235،سيراعلام النبلاء(38)9/107، تهذيب الكمال(417) 3/23،تقريب التهذيب(416)105 ،تهذيب التهذيب(513)1/241،الهداية والإرشاد
- ↑ الذهبي،الإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان:سيرأعلام النبلاء،أشرف على تحقيق الكتاب وخرج أحاديثه: شعيب الارنؤوط، مؤسسة الرسالة بيروت، الطبعة التاسعة 1413 ه 1993 م. (38)9/107.
- ↑ الذهبي،الإمام شمس الدين محمدبن أحمدبن عثمان،تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ،تحقيق:د.عمر عبد السلام تدمري،دارالنشر:دارالكتاب العربي،لبنان-بيروت.الطبعة:الأولى1407ه- 1987م.4/1070.
- ↑ أنظر ترجمته في التاريخ الكبير (1782)4/8،التعديل والتجريح(1313) 3/1256،الثقات لابن حبان (13428)8/276،معرفة الثقات للعجلي ، الجرح والتعديل(481)4/108،طبقات ابن سعد7/300، تذكرة الحفاظ(393) 1/287،سيراعلام النبلاء (81)10/330
- ↑ الباجي،سليمان خلف سعد بن أيوب الباجي المالكي أبو الوليد، التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح المحقق:أحمد لبزار أستاذ بكلية اللغة العربية بمراكش، الناشر: وزارة الأوقاف- المغرب. (1313)3/1256.
- ↑ محمدبن سعدبن منيع أبوعبدالله البصري الزهري الطبقات الكبرى ،الناشر : دار صادر – بيروت.7/300.
- ↑ صحيح البخاري، كتاب الجمعة ، باب المشي إلى الجمعة ، ، 2/8، ح909.
- ↑ الكواكب الدراري 6/25.
- ↑ فتح الباري 2/392.
- ↑ صحيح البخاري، كتاب الأذان، بابمتى يقوم الناس، إذا رأوا الإمام عند الإقامة،1/129، ح637.
- ↑ صحيح البخاري، كتاب الأذان، باب لا يسعى إلى الصلاة مستعجلا، وليقم بالسكينة والوقار،1 /130،ح638.
- ↑ صحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب متى يقوم الناس للصلاة،1/422، ح604.
- ↑ سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب فى الصلاة تقام ولم يأت الإمام ينتظرونه قعودا،1/212، ح539.
- ↑ سنن الترمذي، باب كراهية أن ينتظر الناس الإمام وهم قيام عند افتتاح الصلاة، 2/487 ،ح592.
- ↑ النسائي،أبوعبدالرحمن أحمدبن شعيب بن علي الخراساني،(المتوفى: 303ه)،السنن الكبرى تحقيق وتخريج: حسن عبد المنعم شلبي أشرف عليه:شعيب الأرناؤوط،ط مؤسسة الرسالة– بيروت،الطبعة: الأولى، 1421ه-2001م،كتاب الأذان،إقامة المؤذن عند خروج الإمام،2/31، ح687.
- ↑ مسند أحمد ح22587.
- ↑ عمدة القاري10/99.
- ↑ إرشاد الساري2/176.
- ↑ صحيح البخاري، كتاب الحج، باب الدعاء عند الجمرتين، ، 2/179، ح1753.
- ↑ الكواكب الدراري 8/209.
- ↑ فتح الباري ،كتاب الحج، باب الدعاء عند الجمرتين،3/584.
- ↑ سنن النسائي، كتاب مناسك الحج، بابالدعاء بعد رمي الجمار، 5/276، ح3083.
- ↑ القزويني، ابن ماجه ،محمد بن يزيد أبو عبدالله :سنن ابن ماجه تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي،الناشر:دار الفكر – بيروت،كتاب المناسك، باب إذا رمى جمرة العقبة لم يقف عندها، ، 2/1009، ح3032.
- ↑ صحيح ابن حبان،كتاب الحج،ذكر وصف رمي المرء الجمارووقوفه حينئذإلى أن يرميها،9/199، ح3887.
- ↑ إرشاد الساري3/251.
- ↑ منحة الباري4/212.
- ↑ صحيح البخاري، كتاب الأذان، باب فضل صلاة الفجر في جماعة، 1/131، ح648،649
- ↑ الكواكب الدراري 5/40.
- ↑ فتح الباري 2/137.
- ↑ فتح الباري لابن حجر 2/137.
- ↑ البخاري،كتاب تفسير القرآن،باب(إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة الآية)[النور: 19] 6/107،ح4757
- ↑ الكواكب الدراري 18/21.
- ↑ فتح الباري 8/489.
- ↑ مسند أحمد 40/368،ح24317.
- ↑ صحيح مسلم، كتاب التوبة، باب في حديث الإفك وقبول توبة القاذف ، 4/2137 ،ح4770.
- ↑ سنن الترمذي،أبواب تفسير القرآن باب: ومن سورة النور، 5/332، ح3180.
- ↑ العسقلاني،الإمام الحافظ شيخ الاسلام شهاب الدين أحمدبن علي بن حجر:تغليق التعليق على صحيح البخاري، المحقق:سعيد عبدالرحمن موسى القزقي الناشر:المكتب الإسلامي,دارعمار- بيروت,عمان– الأردن، الطبعة: الأولى، 1405ه.4/269،(4757)
- ↑ صحيح البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب مواقيت الصلاة وفضلها ، 1/110.ح 521
- ↑ الكواكب الدراري 4/175.
- ↑ فتح الباري ، 2/5.
- ↑ صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق،باب ذكر الملائكة، ، 4/113، ح3221.
- ↑ تدريب الراوي1/218.
- ↑ المنهل الروي45.
- ↑ صحيح البخاري،كتاب مواقيت الصلاة، باب المصلي يناجي ربه عزوجل، ، 1/112، ح531.
- ↑ الكواكب الدراري 4/185.
- ↑ فتح الباري 2/15.
- ↑ صحيح البخاري،كتاب الصلاة، باب لا يبصق عن يمينه في الصلاة، ، 1/90، ح412.
- ↑ صحيح البخاري،كتاب الصلاة، باب كفارة البزاق في المسجد،1/91،ح415.
- ↑ مسندأحمد ،21/121، ح13451.
Article Title | Authors | Vol Info | Year |
Article Title | Authors | Vol Info | Year |