2
2
2015
1682060029336_542
157-173
https://burjis.com/index.php/burjis/article/download/103/93
https://burjis.com/index.php/burjis/article/view/103
الشعر:
العرب اعتنوا بمکارم أخلاقهم و طیب أعراقهم، و ذکر أیامهم الصالحة و أوطانهم النازحة، وفرسانهم الأنجاد، و سمحائهم الأجواد، لتهز نفوسُهم الی الکرم، وتدلوا أبنائهم علی حسن الشیم، فتوهموا الأعاریض فعلموها موازین الکلام، فلما تم لهم وزنه سموه شعراً لأنهم شعروا به، أی فطنوا له(1) ویذکر فی تسمیة بهذا الاسم وجه آخر، وهو أنه یخفظ أکثرمن النثر حیث یستطیع الشخص أن یتغنی به ویحفظه، ولا یحفظ النثر کحفظه. وکذلک فن الشعر یأتی علی عدة أقسام منها الرمل والرجز والحداء وغیرها.
تعریف الشعر:
الشعر لغةً:ولفظ الشعر من (شیر) العبریة بمعنیٰ الترتیلة و التسبیحة(2)و نجد فی لسان العرب مادة الشعر و تصریف الکلمة(شعر):شعر به وشعر یشعر شعراً وشعراً وشعرة ومشعورة وشعوراً وشعورة وشعر ومشعوراء و مشعوراً کله: علم.(3)
وجاء فترتیب القاموس المحیط:
أن(شَعَرَ) بفتح الشین والعین والراء کَنَصَرَ علی وزن (فعل)، وتصریف الکلمة (شعر) به شِعراً، شَعراً، و شِعرة مثلثة، وشِعری، وشّعری ومشعورة، ومشعوراً، ومشعورا، فصار أظهر معان الشعر في اللغة: علم بالأمر، وفطن له وعقله(4)
و ورد في لسان العرب:
شعرت بفلان اطلعت علیه، وأشعرت به أطلعت علیه (أی) أنه شعر لکذا ذا فطن له وحکی عن الکسائي:(5) أشعر لفلاناً ما عمله، أشعر لفلان ما عمله، وما شعرت فلانا ما عمله، قال: وهو کلام العرب و أشعره الأمر و أشعره به: أعلمه أیاه(6)
الشعراصطلاحاً:
هو الکلام الموزون المقفیٰ المعبر عن الخیلة البدیعیة والصور المؤثرة البلیغة(7)
الشعر کلام منظوم بائن عن المنثور الذي یستعمله الناس في مخاطباتهم ونظمه معلوم محدود، فمن صح طبعه و ذوقه لم یحتج الی إستعانة علی نظم الشعر بالعروض التی هی میزانه، ومن اضطرب علیه الذوق لم یستغن من تصحیحه و تقویمه بمعرفة العروض والحذق به، حتی تعتبر
معرفته المستفادة کالطبع الذي لا تکلف معه.(8)
فالشعر عرفه العَرُوضیون بأنه الکلام الموزون المقفیٰ قصداً، أما المحققون من الاُدباء فیخصون الشعر بأنه الکلام الفصیح الموزون المقفیٰ المعبر غالباً عن صوَر الخیال البدیع.
وهذا کان الخیال أغلب مادته أطلق بعض العرب تجوزاً لفظ الشعر علی کل کلام تضمن خیالاً ولو لم یکن موزوناً مقفیٰ، والجَریة وافق النظام المُمثل فيصورة الوزن والتقفیةکان تأثیره في النفس من قبیل ثارة الوجدان والشَعور بَسطاً و قَبضاً وترغیباً و ترهیبا لا من قبیل قناع الفکر بالحجة الدامغة والبرهان العقل، ولذلک یَجمُلُ أثره فثارة العواطف و تصویر أحوال النفس لا في الحقائق النظریة.(9)
فأنا أمیل الی ما جاء في مقدمةابن خلدون:
الشعر هو الکلام المنظوم البلیغ المبني علی الاستعارة و الأوصاف، المفصل بأجزاء متفقة في الوزن والروی، مستقل کل جزء منها فی غرضه ومقصده قبله و بعده الجار علی أسالیب العرب المخصوصة به.(10)
أصناف الشعر و فنونه:
نظم العرب الشعر فيکل ما أدرکته حواسهم و خطر علی قلوبهم من فنونه و أصنافه کثیرة ومنها:
النسیب:
یسمیٰ التشبیب والتغزل. و طریقته عند الجاهلیین أنه کان بذکر النساء ومحاسنهن وشرح أحوالهن و کان له عندهم المقام الأول من بین أعراض الشعر حتی لو انضم الیه عرض آخر قُدم النسیب علیه وافتتح به القصید: لما فیه لَهو النفس وارتیاح الخاطر وأن باعثه الفذ هو الحب وهو السرّ في کل اجتماع انسان والبَدوُ أکثر الناس حباً لفراغهم.
الفخر:
هو أن تَمدح المرء بخصال نفسه و قومه والتحدث ببلائهم و مکارمهم و کرم عنصرهم و وفرة قبیلتهم و رفْعة حسبهم و شهرة شجاعتهم.
المدح:
هو الثناء علی ذي شأن بما یستحسن من الأخلاق النفيسةکرجاحة العقل والعِفة والعدل و الشجاعة و ان هذه الصفات عریقة فیه و في قومه و بتعداد محاسنه الخُلْقیة.(11)
الرثاء:
وهو تعداد مناقب المیت وظهار التَفجُع والتلهُف علیه واستعظام المصیبة فیه.
الوصف:
هو شرح حال الشییء وهیئته علی ما هو علیه في الواقع لاحضار في ذهن السامع کأنه یراه أو یشعُر به.(12)وجاء في "الشعر الجاهلي (خصائصه و فنونه)":
الوصف من الفنون البارزة التي برع فیها الشعراء الجاهلیون، فقد نطروا في الطبیعة الصحراویة و دفعوا النظر، فوضعوا کل ما وقعت علیه أعینهم، ووصفوا الطبیعة ممثلة في حیوانها و نباتها و أطلالها، وتأملوا في أمطارها وسحبها وبرقها ونورها وظلالها... وقد اعتنوا بکل صغیرة وکبیرة في الصحراء من مشاهد الصحراء ومنظر الحاضرة و مجلسها ولم یترکوا شیئاً من ذلک لا سجلوه فيشعرهم.
المثل:
قول رائع یتضمن حکماًصحیحاً مسلماً. والمثل مِرآة تریک أحوال الأمم وقد مضت وتفککت علی أخلاقها وانقضت. فالأمثال میزان یوزن به رقي الأمم وانحطاطها وسعادتها وشقاؤها وأدبها ولغتها.وأکثر ما تکون أمثال العرب و حکمُها موجَزَة متضمنة حکماً مقبولاً أوتجربة صحیحة تملیها علیها طباعها بلاتکلف .
الهجاء:
هو تعداد مثالب المرء و قبیلته ونَفی المکارم والمحاسن عنه.
الاعتذار:
هو دَرأ الشاعر التهمة عنه والترفُّقْ في الاحتجاج علی برائته منها واستِمالة قلب المُعتَذر الیه واستِعطافه علیه.(13)
تقسیم الشعر:
ان الشعر عند العرب ینقسم الي اربعه اقسام:
الأول:
القصیدة: وهيالقوافي الغیر المُجَزَّة ولأنهم قصدوا به أتم ما یکون من ذلک الجنس.
الثانی:
الرمل: وهو المجزو رباعیاً کان وسداسیاً لن أقصر عن الاول فشبه بالرمل فی الطواف وقد یسمیٰ هذا ایضاً قصیدة.
الثالث:
الرجز وهوما کان علی ثلاثة اجزاء کمشطور الرج والسن سمیٰ بذلک لتقارب أجزائه وقلة حروفه تشبیها بالناقة التي في مشیها ضعف لداء یعتریا.
الرابع:
الخفیف وهو المنهوک وأکثر ماجاء فترقیص الصبیان واستقاء الماء من الآبار وانما یدعی ا لرامل شاعراً إذاکان الغالب علی شعره القصیدة.(14)
الشعرالعربی وتاریخه:
أولیة الشعر العربی:
بدایة الشعر عند العرب مجهولة(15) فلم یقع في سماع التاریخ الا وهو محکم مقصد. ولیس مما یسوغ في العقل ن الشعر بدا ظهوره علی هذه الصورة الناصعة الرائعة في شعر ابن ربیعة وامریٔ القیس، وانما اختلفت علیه العصور وقلبت به الحوادث وعملت فیه السنة حتی تهذب اسلوبه وتشعبت مناحیه. والمظنون أن العرب خظوا من المرسل الی السجع ومن السجع الی الرجز، ثم تدرجوا من الرجز لی القصید. فالسجع هو الطور الاول من طوار الشعر توخاه الکهان مناجاة للآلة، وتقییدا للحکمة، وتعمیة للجوابل، وفتنة للسامع. وکهان العرب ککهان الغریق هم الشعراء الاولون، زعموا انهم مهبط اللهام، ونجباء الآلة، فکانوا یسترحمونها بالاناشید، ویستلهمونها بالادعیة، ویخبرون الناس باسرار الغیب في جمل مقفاة موقعة طلقوا علیها اسم السجع تشبیها لها بسجع الحمامة لما فیها تلک النغمة الواحدة البسیطة. فلما ارتقی فیهم ذوق الغناء، وانتقل الشعر من المعابد الی الصحراء ومن الدعاء الی الحداء اجتمع الوزن والقافیة فکان الرجز.
ثم تعددت الوزان بتعدد اللحان، فکان للحماسة وزن، وللغزل وزن، وللهزج وزن، وهکذا الی سائر الاوزان التي حصرها الخلیل بن احمد(16) فی خمسة عشر وزنا سماها بحورا.(17)
شعر العصر الجاهلی:
کان شعر العرب في جاهلیتهم فناً مستوفیاً لأسباب النضج والکمالِ، منذ ظهر العرب علی صفحة التاریخ، ولا تستطیع روایة مأثورة أن تقدم لنا خبراً صحیحا عن أولیة
الشعر (18)
ویریٰ بروکلمان(19) أن أقدم القوالب الفنیة العربیة للشعر هو السجعِ، أی النثر المقفیٰ المجرد من الوزنِ، وترقی السجع لیصبح رجزاً الذیل بحاجة الارتجال فحسب، ولم یستخدمه بعض الشعراء في منافسة الأوزان العروضیة الکاملة الا في زمن الأمویین.
ومن الرجز نشأ أبحر العروض علی مصراعین وقافیة في الثاني. أما الأوزان العروضیة، فلا ریب أن بناؤها تم بتأثیر فن غناءون کان بدائیاً، ویتضح مظهر ذلک الفن في الحداء.(20)
وتغلب البحور الطویلة النفس عند قدامیٰ شعراء الحماسة، وعند الشعراء الستة، ویجئیء بحر الطویل فيالمرتبة الأولٰی، ثم الکامل ثم الوافر والبسیط. أما قدم الشعر الجاهلي، فیریٰ بعضهم أنه لا یزید علی المائة سنة السابقة لمولد الرسول محمد صلی اللّٰه علیه وسلم.(21)
روایة الشعر الجاهلي:
العرب الشمالیون نموا الخط النبط وتطوروا به الی خطهم العرب، منذ أوائل الجاهلیة، أو لعلهم وصلوا الی ذلک قبل فجرها، وقد وجدت نقوش مختلفة تشهد بذلک، ونریٰ شعراءهم یشیع عندهم تشبیه الأطلال ورسوم الدیار بالکتابة ونقوشها.(22)
وقدذکر في'' تاریخ الأدب القدیم'' ثلاثة نتائج بشأن الکتابة في الجاهلیة، وهی:
1: قِدَمُ الکتابة في بلاد العرب، ان عرب الجاهلية قد عرفوا الکتابة بالحروف العربیة منذ مطلع القرن الرابع المیلاد، وکتبوا بهذا الخط العرب منذ ثلاثة قرون قبل السلام علی أقل تقدیر.
2: معرفة عرب الجاهلیة بالکتابة فیها شییء من الانتشار یبعد عنهم ما وصموا بهم أن الجهل بها. ومما یؤید ذلک وفرة النصوص والروایات التي تنبیء عن النشاط التعلیم في الجاهلیةِ، وقیام الکُتاَّب، وتوافر عدد المعلمین الذین کانوا یعلمون الکتابة وذلک في البیئات المتحضرة مثل: مکة والمدینة والطائف والحیرة.(23)
3: اتساع میدان الکتابة، وتشعب موضوعاتها، ومن أمثلة ذلک النقوش الحجریة والشعر الجاهلي، والروایات والنصوص الجاهلیة، وبعض الروایات والنصوص السلامیة تتنسجم في دلالاتها واشاراتها الی العصر الجاهلي.(24)
المعلقات السبع وأصحابها:
هی قصائد طوال من أجود ما وصل الینا من الشعر الجاهلي، انها سبع قصائد اختارتها العرب من بین سائر الشعر الجاهلي، فکتبتها بماء الذهب وعلقتها علی أستارالکعبة، سمیت ب(المعلقات) تارة و(المذهبات) تارة أخریٰ، و سمیت ب(السبع الطوال ) ثالثة وأیضاً ب (السموط) وقد بقي بعضها الی یوم الفتح، وذهب ببعضها حریق أصاب الکعبة قبل الاسلام. (25) والمعلقات السبعة سبع قصائد طویلة أختیرت من الشعر الجاهلي، فعرفت لذلک بین الناس ب(السبع) وب(السبع الطوال )،وب(السبع الطول)، وب(القصائد المختارة)، وب(السبعیات) وعرفت أیضاً باختیارات حماد، وبالسمط، وبالسموط، وبالمذهبات. ویظهر أن لفظة (السبع)، هي من الألفاظ القدیمة التي أطلقت علی اختیارات (حماد).(26)
سبب تسمیتها:
اختلف الدارسون في تسمیة المعلقات لأنها کتبت بماء الذهب وعلقت علی أستار الکعبة، فسمیت بذلک المعلقات أو المذهبات، وأنکر بعضهم تعلیقها علی جدران البیت الحرام....وقال آخرون: انها سمیت بذلک لأنها من القصائد المستجارة التي کانت تعلق في خزائن الملوک، وقیل: بل لکونها جدیرة بأن تعلق في الأذهان لجمالها، وقیل: لأنها کالأسماط التي تعلق في الأعناق. والراجح الیوم أنها سمیت بالمعلقات لتشبیهها بالسموط، أی العقود التي تُعلَّقُ بالأعناق، وقد سمیت أیضاً بالمذهبات لأنها جدیرة أن تکتب بماء الذهب لنفاستها(27)
طولها:
یتضح لنا أن مسمیٰ المعلقات السبع الطوال هو أنسب المصطلحات تعبیراً عن هذه القصائد، أنها تمثل في الواقع أطول ما وصل الینا من الشعر الجاهلي فن عدد أبیات أقصر قصیدة من قصائدها هو (ش٦) بیتاً، أما عدد أبیات أطول قصیدة منها، فهو (ش١٠) بیتاً، ومعدل أبیات المعلقات (٨٥) بیتاً.(28)وعرفت هذه القصائد ب(القصائد المختارة) لطبیعة کونها قصائد أختیرت من قصائد الشعر الجاهلي.(29)
عددالمعلقات السبع وأصحابها :
أختُلِفَ أیضاً في عددها، فالبعض قال أنها سبع والبعض قال أنها عشر.(30) والبعض یقولون أنها خمس، وهي: معلقات امریء القیس وطرفة، وزهیر، ولبید، وعمر ابن کلثوم أما بقیتها، فمنهم من یعد من بینها معلقة عنترة، والحارث بن حلزة ومنهم من یدخل بینها قصیدت النابغة، والأعشیٰ. وقد أضاف بعض العلماء القصیدتین اللتین اختارهما المفضل الضب، وهما قصیدتا النابغة والأعشیٰ، لی المعلقات السبع التي من اختیار حماد، فجعلها تسع معلقات.(31)
وقال الزوزنی:(32)
"هم تسعة، لیس فیهم الأعشیٰ والنابغة وعد منهم حارث بن حلزة الیشکر".
وعد أبو زکریا التبریز:(33) منهم عبید بن الأبرص(34) فصاروا عشرة.(35)
یلاحظ أن علماء الشعر معترفون بعدد السبعة، وأن نظام انتقائهم للأشعار قائم علی السبع. فالمعلقات سبع، ومنتقیات العرب والمذهبات التي للأوس والخزرج خاصة سبع کذلک، وعیون المراث سبع، ومشوبات العرب وهي التي شابهن الکفر والاسلام سبع کذلک، والملحمات سبع أیضاً. ومجموع هذه الاختیارات تسع وأربعون. وهی حاصل هذه المجموعات السبع التي تتألف کل مجموعة منها من سبعة قصائد.
وهذا التقسیم السبع لا بد أن یکون له أساس، فلیس من المعقول أن یکون اعتباطی او علی غیر أساس. والمعروف أن التقسیم السبع أو النظام السبع، تقسیم قدیم یعود الی سنین طویلة قبل المیلاد، فالسماوات والأرضون سبع، والکواکب السیارة سبعة، والأنغام الموسیقیة سبعة،
وأیام الأسبوع سبعة، والعدد سبعة هو عدد مقدس عند بعض الشعوب القدیمة.(36)
والعصر الثانی للشعر العربی هو العصر الاسلامی ویبدو من ظهور الرسول الله الی سقوط الدولة الامویة ١٣٢ه وهو العصر الذی تکونت فیه الدولة العربیة وتمت الفتوح الاسلامیة.
العصر الثالث هو عصر العباسی ویستمر الی سقوط البغداد.
والعصرالرابع یبدو من استیلاء التتار علی بغداد الذی یستمر الی نزول الحملة الفرنسیة بمصر سنة ١٢١٣ه.
ثم یبدأ العصر الحدیث الذی یمتد الی أیامنا الحاضر.
اللغة البشتویة:
اللغة البشتویة لغة فصیحة وبلیغة یتحدث بها الناس یقیمون في قلیم بلوشستان، وبختون خواه وکذلک في أکثر المناطق في أفغانستان. ولم تظهر الکتابة فی اللغة البشتویة لا بعد القرن الخامس وقد أخذت بالخط الآرام من ایران، وما سجله تاریخ الأدب البشتو من الأعمال الأدبیة فهو شعر أمیر کرور، ثم أخذت هذه اللغة تتطور نتیجة للتصنیفات والتألیفات ونشر الحکایة والقصة في البشتون. ومع ظهور الأدب البشتو ظهر أن الشعب البشتون یتصف بصفات اتصف بها الشعب العرب من أخلاق وعادات وتقالید وشجاعة وحریة وضیافة وایثار ووفاء وتمسک وتدین وغیرها.
الشعر البشتو وتاریخه:
لقدانقسم تاریخ الشعر البشتوي الی أربعة أدوار وهي :
الدور الأول:کان الشعر البشتوي في دوره الأول شفویاً علی ألسنة العامة والخاصة،کما أن البشتونیین یستمعون الیه في کل مکان من حقول وبیوت ولاسیما فيحفلات الزواج.
ویعتبر حاکم أمیر کرور(37) أول من قام بکتابة الشعر البشتو في عام١٣٩ه.(38) کما کان هناک شاعر آخر في هذا الدور یسمیٰ أبو محمد هاشم (39) الذقام بتألیف کتاب
"دَ سالو ورمة".(40)
الدور الثاني: هذا الدور یبدأ من عصر بایزید أنصاري الذي یُعرف لدیٰ بشتون لعلمه وشعره ونثره. وشهد الشعرفي عصره تطورًا ملحوظاً في کافة أصنافه من التغزل، والقصیدة، والمدح وغیره. وکان من أشهر الشعراء في ذلک الوقت هم: ملا ارزاني، و میرزا خان أنصار وکریم داد، و واصل شاه، وعلي محمد مخلص، ودولت لوانری(41)وغیرهم.(42)
الدور الثالث: یُعتبر عصر خوشحال خان ختک وأولاده(43) دوراً ثالثاً للشعرالبشتوي. فهذا الدور بلغ الشعر البشتوي قمته حیث شهد مالم یشهد في العصور السابقة من تطور وازدهار وتجدد وابتکار.(44)
وکان من أشهر شعراء هذا العصرخوشحال خان ختک وحمید بابا و رحمان بابا(45) وعبد القادر خان ختک و أشرف خان هجر و صدر خان ختک و غیرهم.(46)
یقول خوشحال خان في بیتیه:
ترجمتها المنظومة:
بدون ثم یتخلی عن الوفاء حبيبي! لماذا یقوم بالجفاء
کسراج انصرف من بعیدا و ینور الآخرین بالضیاء(47)
الدور الرابع:هذا هو الدور النهائ للشعر البشتوي وهو یبدأ من القرن العشرین وسیستمر حتی الأن. وثبت مما سبق بأن کتابة الشعر البشتوي بدأت في زمن أمیر کرور عام ظ١٣ه ومر بأدوار عدیدة الی أن وصل الی مقامه العال حیث أنه لا تقل أهمیته ومکانته عن الشعر في اللغات الأخریٰ.
الشعر في عهد خوشحال خان:
کان الشعر البشتوی في عهد خوشحال خان یحتوي علی کافة أصناف الشعر من غزل وقصیدة وحماسة وهجاء ورثاء ومدح ورباعي ومخمس ومسدس وغیرها. وکان له مکانة مرموقة ولاشک أن خوشحال له دور فعالفي توسیع دائرته حیث أنه أتی بأصناف وموضوعات جدیدة ومتنوعة کما أنه قام بنقل کافة أصناف الشعر الفارس الی الشعر البشتوي وبهذا زاد الأدب البشتوي ازدهاراً وتطوراً.
نقدم فيالسطور التالیة ترجمة منظومة لأبیات خوشحال خان توضیحاً لبعض أصناف الشعر فی
عهده.
الحماسة:
رزقُتُ بحظ السیف وأصل بشتون ورثت الجاه من الأجداد والمال(48)
الغزل:
حبیبت قالت أن القبلة علی فمي دواء فأنا طالبها لأداوبها في قلب دا(49)
حب الوطن:
حب الوطن یا حبيبي یُنشأ من الایمان(50)
الهجاء:
سواء عند أورنکزیب الأجانب والأقرباء فلا شک أنه ملک ضل عن طریق سواء(51)
اثر الشعر العربی علی الشعر البشتوی:
لقد تأثرت اللغة البشتویة وآدبها باللغة العربیة الی حد کبیر وقد اخذت اللغة البشتویة کثیراً من أشیاء من اللغة العربیة من أسالیب، والنثر، وکتابة المقالة، ومصرحیة، والتاریخ. فالشعر العربی له أثر بلیغ علی الشعر البشتوی فنری ان اصناف الشعر العربی من تصنع، وتخیل، واحساس قد انتقل الی الشعر البشتوی والدلیل علی ذلک ان الأصناف العدیدة التی تتمیز بها اللغة العربیة تعرف وتشاهد بأسمائها العربیة فی الشعر البشتوی کالغزل، والمرثیة، والفخر، والمدح، والفلسفة، والتصوف وغیره من الأصناف.
کذلک هناک تشابه الی حد کبیر فی احاسیس اللغتین والمواضع کالمحبوب، ووصال، وفراق، وحجر وغیره.
ولتوضیح ذلک التشابه بین ادب اللغتین العربیة والبشتویة نقدم بعض الأشعار علی سبیل المثال فی اللغة العربیة والبشتویة:
فداء العاشق علی المعشوق:
یقول ابو العتاهیة (الشاعر العربی)
یا من رأی قبلي قتیلا بلی من شدة الوجد علی القاتل(52)
یقول عبدالرحمان(الشاعر البشتوي):
چی دَیار په دیدن سر ومال شندمَ خلقو واورئ زه هغه عبد الرحمان یم(53)
ترجمة:ایها الناس انا (عبدالرحمان) عاشق الذي یفدء روحه لوصال حبیبته.
الوصال والفراق:
یقول الحسین بن مسطیر الاسدی (الشاعر العربي)
لقد کنت جلدا قبل ان توقد النوی علی کبد جمرا یطیا خمودها(54)
یقول عبدالقادر ختک (الشاعر البشتوي)
سه شو که ظاهر لب خندان لرم زڑه دَ جدائی په اور بریان ونیم(55)
ترجمة: أي فائدة من تبسم فی الظاهر لأن قلبی فی الباطن تخترق فی نار الفراق.
یقول امرؤ القیس (الشاعر العربي):
یمین الله ابرح قاعدا ولو قطعوا رسي لدیک واوصال(56)
یقول سعد الله جان برق (الشاعر البشتوي):
یا به سه ٔپیدا کىرمه ستا دَ کوسی خاورو کبنی یابه حٔان فنا کرمه ستادَ کوسی خاور وکنبی(57)
ترجمة:اما أن یحصل لی اما أن أتشرف برؤیتک أو أهلک نفسی وأدفنها فی تراب حارتک.
تظهر بعد البیان المذکورة أن الشعر العربی قد ترکوها اثراً عمیقاً علی الشعر باللغة البشتویة، استعمل الشعراء باللغة البشتویة نفس الاحساسات والأفکار والخیالات التی ذکرها الشعراء العربی فی الشعرهم.
الباحث فی الاشعار البشتویة للشعراء البشتون قدیماً او حدیثاً یریٰ واضحاً بأن هذه الأشعار کانت متأثرة الی حد کبیر بالأشعار العربیة، وهذا ما نجده مالوساً فی اشعار رحمٰان بابا، وخوشحال خان ختک، وعبدالقادر خان ختک، وعلی خان، وحمید بابا، وحمزه شنواری وغیرهم، وذلک لأن الأشعار العربیة تنبع عن احاسیس صافیة لأشعار العرب، متسمة بالصلیقة التی تمتع بها الشعراء العرب.
المصادر والمراجع
1: السیوطي، جلال الدین، المزهر، منشورات المکتبة العصریة، صیدا بیروت، ص:10/472.
2: الزیات، أحمد حسن، تاریخ الادب العربی، قد یمی کتب خانه آرام باغ کراتشی،پاکستان،ص:26.
3: ابن منظور، محمد بن بکر، لسان العرب:4/409، دار صادر بیروت، لبنان 1957م.
4: الزواوي، طاهر أحمد، ترتیب القاموس المحیط ج 2،ط الاستقامة بالقاهرة، 1959، مادة شعر،ص: 719.
5: الکسائی: علی بن حمزه بن عبداللّٰه بن بهمن بن فیروز، نحوی وقاری، ولد فی کوفة. ومات فی 189ھ - 805م. وله مؤلفات کثیرة، ( راجع ترجمته بالتفصیل فی: الأغاني5/4، ودائرة معارف اسلامیة17/165، 166.
6: لسان العرب لِابن منظور:4/409.
7: تاریخ الادب العربی لأحمدحسن الزیات، ص:26.
8: عیار الشعراء لمحمد أحمد طبا طبا العلو بشرح و تحقیق عباس عبدالساتر،ط:1 بیروت، لبنان، 1982م،ص:9.
9: محمد ابراهیم،جواهر الأدب فی أدبیات و انشاء العرب ،ج:2،مؤسسة التاریخ العربی، بیروت لبنان، ص:242.
10: ابن خلدون، عبدالرحمن ،المقدمة3ظ1305، دارالکتاب للبنانی، لبنان 1981م.
11: جواهر الأدب فی أدبیات و انشاء العرب، الجزء الثانی،ص:242.
12: نفس المرجع ،ص:243.
13: الجبور، یحي، (الدکتور)، الشعر الجاهلی (خصائصه و فنونه)، المؤسسة الرسالة، بیروت، 1983، ص:365.
14: بستاني، بطرس، دائرة المعارف، المجلد العاشر، دار المعرفة، بیروت، ص:744، 745.
15: تاریخ الادب العربی لأحمد حسن الزیات، ص:25.
16: الخلیل(100ه-173ه) الخلیل بن أحمد الفراهیدی البصر، ولد فی عُمان، شاعر، أدیب، نحوی، وهو مؤسس علم العروض وواضع أول معجم للغة العربیة وهو''العین''. (راجع ترجمته بالتفصیل فی: الأعلام3142، و http;//wikipedia.org/wiki,10/9/09
17: دائرة المعارف للبستانی، المجلد العاشر، ص:744، 745.
18: زیدان، جرجی، تاریخ آداب اللغة العربیة، مکتبة الحیاة، بیروت، 1913م، ص:14، 15.
19: بروکلمٰن (1285 -1375ه /1868-1956م) : کان بروکلمٰن مستشرقاً المانیاً، عالماً بتاریخ الأدب العرب۔ وصنف تاریخ الأدب العرب، وتاریخ الشعوب السلامیة وغیر ذلک. (راجع ترجمته بالتفصیل فی: معجم المطبوعات، ص:553، المستشرقون، ص:121).
20: تاریخ الأدب العربی لبروکلمان، 1/44.
21: نفس المرجع، ص: 55.
22: تاریخ الأدب العرب القدیم للدکتور محمد أحمد ربیع، ص:18.
23: مکة المکرمة: هي مدینة مقدسة، بها مسجد الحرام، والکعبة، وهی تقع فی المملکة العربیة السعودیة.( معجم البلدان3627). المدینة المنورة: هی مدینة نبویة شهیرة، وأول عاصمة اسلامیة، تقع فی أرض الحجاز بالمملکة العربیة السعودیة، تبعد400 کیلو متر عن مکة المکرمة.(معجم البلدان 5241). الحیرة: هی مدینة تاریخیة فی جنوب وسط العراق، وهی عاصمة المناذرة، تبعد 7 کیلو متر عن النجف الاشرف والکوفة.(معجم البلدان 50512).
24: تاریخ الأدب العربی القدیم لمحمد أحمد ربیع، ص: 19، 20.وانظر: مصادر الشعر الجاهلی ، ص:30.
25: دول الاسلام لأبی عبداللّٰه الذهبی، ص:30.
26: جواد علی، المفصل في تاریخ العرب قبل السلام، دار العلم للملایین، بیروت،1980م ص:506، 507.
27: الزوزنی، وأبو عبدالله الحسین بن أحمد الحسین، شرح المعلقات السبع، دار نشر الکتب الاسلامیة ، لاهور، ص:9.
28: Ch J. Lyall , Ancient Arabian Poetry.p.xx.
29: المفصل فی تاریخ العرب قبل الاسلام، ص: 508.
30: شرح المعلقات السبع لزوزنی، ص:9.
31: المفصل فی تاریخ العرب قبل الاسلام للدکتور جواد علی، الجزء التاسع،ص، 509.
32: الزوزنی: (449-536ھ)هو القاضی الامام أبو عبداللّٰه الحسین بن أحمد بن الحسین الزوزنی، من مشاهیر الصوفیة، له: کتاب المصادر، ترجمة القرآن، شروح المعلقات. (راجع ترجمته بالتفصیل فی: معجم الأدباء،4ظ113، و http//ar.wikipidia.org/wik،و تاریخ آداب اللغة العربیة لجرج زیدان، الجزء الأول، ص:45).
33: التبریز (421-502ھ، 1030-1109م):هو أبو زکریا یحیٰ بن علي بن الحسن بن محمد التبریز، امام أهل اللغة والأدب، له کنزالحفاظ فی کتاب تهذیب الألفاط، وشرح الحماسة، وحماسة أبو تمام، وشرح مقصورة ابن درید، وشرح القصائد السبع الطوال.(راجع ترجمته بالتفصیل فی:الأعلام للزرکلی1578ه، وvb///archive/index.php/t-1210.htmwww.ahsas.net/)
34: عبید بن الأبرص: ( 598 م): عبید بن الأبرص بن حوف بن جشم الأسد، أبو زیاد، من مضر. شاعر من دهاة الجاهلیة وحکمائها، وهو أحد أصحاب المجمهرات المعدودة طبقة ثانیة عن المعلقات (راجع ترجمته بالتفصیل فی:الأعلام:4/188، و الموسوعة الشعریة2003، poetry @ ns1.cultural.org.ae
35: شرح المعقات السبع للزوزنی، ص:13.
36: المفصل فی تاریخ العرب قبل السلام، ص: 518.
37: أمیر کرور: حاکم أمیر کرور أول من قام بکتابة الشعر البشتو في139ھ (بشتو شاعری لبریشان ختک، ص:25، 26).
38: ختک، بریشان، بشتوشاعری، ص:24-26.
39: ابو محمد هاشم سروان (223-297ھ): ولد فی منطقة هلمند بأفغانستان. هو شاعروأدیب، قام بتألیف کتاب "دَ سالو ورمة"،کتب فیه عن بلاغة العرب و فصاحتهم في أشعارهم. (بته: خزانة لمحمد هوتک، ص:35).
40: بشتو شاعری لبریشان ختک، ص:25، 26.
41: ارزان(1000ھ)، و میرزا خان أنصار (1040ھ) وکریم داد، و واصل شاه، وعلی محمد مخلص،
ودولت لوانری (1058ھ):هم أشهر الشعراء فی الدور الثانی للشعرالبشتوی). راجع تراجمهم فی: بشتو شاعری، ص:24-26).
42: بشتوی شاعر لبریشان ختک، ص:25، 26.
43: أولاد خوشحال خان(1044-1118ھ ):هم عبدالقادر خان، سکندر خان، صدر خان، اشرف خان، حلیمة ختک وغیرهم. (راجع تراجمهم بالتفصیل فی:خوشحال خان او دده أدب مکتب، ص:129-157.
44: ختک، راج ول شاه،مقالة الدکتوراه (غیر مطبوعة )، ص: 162.
45: رحمان بابا(1123-1964ھ) وحمید بابا (1145-1075ھ): هما من أشهر الشعراء البشتویة (راجع ترجمتهما بالتفصیل فی: دَ بشتو زبی او أدب تاریخ، ص:157، 181.
46: بشتوشاعری لبریشان ختک، ص:94.
47: أنوارالحق، محمد (الدکتور)، منتخبات خوشحال ختک، جدون بریس، بشاور،1991م، ص:29
48: ختک، خوشحال خان، دخوشحال خان ختک کلیات، د ادب سانګه، دافغانستان دعلمونو اکادیمی، کابل افغانستان، ص: 457.
بخره یی د تیغ راکړہ په اصل کسی پښتون یم
پلار په نیکه نه یم بی دولته بی حشمته
49: مجلة خوشحال ریویو،ج:3، رقم الاصدار: 3، 4. عبد الروؤف شاه غریب. (خوشحال بابا او ناز ونیاز)خوشحال ریسرچ سیل بشاور یونیورستی بشاور باکستان، ص:44، 45. 1986ء.
تا وی چی زما دَ خلی بوسه لکه د دارو دہ
غواڑم د دارو دَ زړہ پرهار لرہ کنه
50: ختک، خوشحال خان، فراق نامه (مقدمة)، ملت بریس لاهور باکستان،2001م، ص:38.
دَوطن مینه ای جانه را پیدا دہ له ایمانه
51: دخوشحال خان ختک کلیات (دأفغانستان دعلمونو اکادمي، ص:23.
تفاوت دَ خپل پردی ورباندی نشته
که ئی ګوری اورنګزیب بادشاہ گمراہ دے
52: الزیات، احمد حسن، تاریخ ادبی عربی بترجمه و ازدیاد محمد نعیم صدیقی، مکتبه دانیال، لاهور، پاکستان، ص 374.
53: عبدالرحمان، دیوان عبدالرحمان بشرح حافظ شریف احمد، زیب آرٹ پبلشرز پشاور- پاکستان، ص 18، 1976ءَ
54: دكتور، عبدالحلیم ندوی، تاریخ ادب عربی، ص 141.
55: عبدالقادر خان ختک، دیوان عبدالقادر خان بتحقیق استاذ جهانزیب نیازی، ملت ایجوکیشن پرنترز، لاهور- پاکستان، ص:153، 2002.
56: القوال، انطوان، عنترة وعبلة، منشورات جرس برس، طرابلس- لبنان، ص 18، 1994ء.
57: برق، سعد الله جان، باران باران، بهارونه کتاب کور، پشاور- پاکستان، ص18، 2005ء.
Article Title | Authors | Vol Info | Year |
Article Title | Authors | Vol Info | Year |