4
1
2017
1682060029336_888
111-134
https://burjis.com/index.php/burjis/article/download/119/109
https://burjis.com/index.php/burjis/article/view/119
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد!
فإن الأدب يمثل ذخيرة الأمة وتراثها الأصيل، وهو حصيلة لعقول آمنت كل الإيمان بحقها في الرقي والسمو بين الأمم ومن ذلك التراث الشعر، الذي رصد حركة الإنسان في المحيط العربي وسجل لأسفار الأمة في كل أصقاعها، بما انطبعت عليه من فصاحة لسانها، ولكل هذا فقد التسمت دراسة الشعر الذي تولد في الإسلام لاسيما فيما يتعلق باشعار الصحابة الكرام من رجال الدعوة وغيرهم، الذي مثلوا الرعيل الأول من الرجال في العصر الإسلامي مادة البحث، من تلاميذ مدرسة النبوة، وقد شدني هذا الموضوع إلى معرفة ما قالوا وما قيل بحقهم من الأشعار. ولذا اخترت موضوع بحثي "شخصية الصحابة في شعر صدر الإسلام" وأخذت أَتَقَصَّى دواويين الشعراء ما يتعلق منها بشعراء صدر الدولة الإسلامية وغيرهم من الشعراء الإسلاميين الذين واكبوا الدعوة وناصروها بالسنان واللسان، ولاسيما أن هؤلاء الرجال أسوتنا بعد الرسول r يُقتَدى بهم في كثير من أمورنا الدينية والدنيوية.
وقد اشتمل البحث على تمهيد، مبحثين وخاتمة، تناولت في المبحث الأول التعريف بشخصية الصحابي لغة واصطلاحاً ومفهوماً ومكانة الصحابي، وطبيعة دوره بالدعوة إلى الله ودورهم في حفظ القرآن وموقف الإسلام من الشعر، ودور الرسول الكريم من الشعر والشعراء.
وفي المحبث الثاني تكلمت عن الجانب العقدي الحسي في محور واحد هو الجهاد.
الـمبحث الأول: الشخصية لغةً واصطلاحاً
للشخصية في اللغة العربية عدة معان، فعند الفيروز آبادي: يراد بها سواد الإنسان وغيره تراه من بعد([1]). وعند ابن دريد: فقد يراد به كل شيء وقعت عليه العين منه ولا يكون إلا جثة([2]).
وعند ابن منظور: فكلمة شخصية مشتقة من شخص، والشخص هو كل جسم له ارتفاع وظهور والمراد به اثبات الذات فاستعير لها لفظ الشخص وشخص يشخص شخوصاً أي خرج من موضع إلى غيره، قال الخطابي لا يسمى شخصاً إلا جسم له شخوص وارتفاع([3]).
وكذلك عند جميل([4])، إما جبور عبد النور: فيؤكد أنها في واقعها ليست نشاطاً حيوياً فحسب، أو اندماجاً اجتماعياً، بل هي مجموع منتظم من المؤهلات الفطرية كالوراثة، والتركيب العضوي، والمهارات المكتسبة من البيئة والتربية([5]).
والشخصية عند علماء الاجتماع: تشكل نفسي خاص بافراد مجتمع معين يتجلى في نمط من الحياة ينسج الافراد سلوكهم الجزئي على منواله، أو هو الذي يعبر عن الفرد بقوله: (انا)؛ مشيراً بذلك الى حياته العقلية والعاطفية والادراكية، والجسمية من حيث هي موحدة ومستمرة.
وقد عرفها ريتشارد لاندروس: أنها تشير إلى استدلال نظري يتم عن طريق ملاحظة الاستجابات السيكولوجية، والتفكير منطقياً فيما يمكن ان يمثل النظام الكامن للابنية والعمليات الذي قد يفسر السلوك([6]).
ولقد كان من المهام الصعبة وذات الابعاد غير الثابتة والمستمرة للتطور فالتحول أن يحدد العلماء النفسانيون والاجتماعيون معاني واضحة (للشخصية) فقد توصل أحدهم وهو العالم (البورت) إلى تحديد ما يقرب من الخمسين معنى اتخذها هذا اللفظ في استخداماته المختلفة. إلا أنه استطاع أن يصنف هذا التشتيت من المعاني في صنفين رئيسيين: أولهما المعنى الذي يتخذه لفظ الشخصية كتعبير عن المظهر السطحي الخارجي وثانيهما المعنى الذي يتخذه هذا اللفظ كتعبير عن (جوهر) الانسان أو طبيعته الداخلية. هاتان الوجهتان للنظر إلى الشخصية بينهما غلبة الخلاف([7]).
ومن التعريفات التي تنحو منحى المعنى الأول ما يقوله واطسن من (إن الشخصية هي جميع أنواع النشاط التي نلحظها عند الفرد عن طريق ملاحظته ملاحظة فعلية خارجية لفترة طويلة كافية من الزمن تسمح لنا بالتعرف حق التعرف. وهي غالباً تعطي معنى غير محدود؛ ومهما كان الحال فان علماء النفس قد حصروا هذه التعاريف بأثنين:
أ- التاثير الذي يتركه الفرد على الاخرين.
ب- مجموعة عادات التفكير والشعور والعمل بما فيها الاتجاهات العقلية والاولاع والمستحبات والمكروهات واللياقات والقابليات([8]).
وتعرف الشخصية في ضوء (الجوهر) الطبيعة الداخلية كما عرفها (برنس) هي كل الاستعدادات والنزعات والميول والشهوات والغرائز الفطرية البيولوجية عند الفرد، وكذلك كل ما اكتسبه من استعداد وميول([9]).
إن جملة من العوامل تدخل في تحديد المفهوم الاصطلاحي للشخصية في محاولة تحديده في نص ابداعي، وذلك لوجود اسباب اجتماعية وزمانية ومكانية وانماط وتقاليد سلوكية وخبرات بيئية مكتسبة فالملاحظة التجريبية تبين لنا أن القيم التي يتعلق بها أفراد البشر، فتحدد سلوكهم وتضفي على شخصيتهم طابعها تختلف من فرد إلى آخر كل الاختلاف أو بعض الاختلاف هذا إذا لم تمض في الإمر إلى اقصاه، فنقول إن هذه القيمة التي يتعلق بها الفرد هي التي تصنع شخصيته([10]).
وهكذا نرى أن المعاني الاصطلاحية ذات الدلالات المعرفية الخاصة تصنع مفهوم (الشخصية) في اطر متعددة يمكن من خلالها تناولها وتحليلها، بحيث يكون ثمة فرق شاسع بينها وبين أصل الكلمة لغوياً فكلمة شخصية مشتقة من شخص، والشخص هو كل جسم له ارتفاع وظهور والمراد به اثبات الذات فاستعير لها لفظ الشخص وشخص يشخص بفتحتين شخوصاً أي خرج من موضع إلى غيره. وعلى هذا نجد أن الإسلام يكون الشخصية الإسلامية بالعقيدة الإسلامية، فيها تتكون عقليته وبها نفسها تتكون نفسيته؛ وإن جعل الإسلام مقياساً لجميع الأفكار عملياً وواقعياً يجعل عند الإنسان عقلية إسلامية. وهما اللتان تجعلان ميولهما كلها على أساس الإسلام، فيكون الإنسان حينئذٍ بهذه العقلية وهذه النفسية شخصيةً إسلامية، بصرف النظر عن كونه عالماً أو جاهلاً، لأن كل من يفكر على أساس الإسلام، ويجعل هواه تبعاً للإسلام يكون شخصية إسلامية([11]).
فالشخصية الاسلامية تعطي تصوراً بأن كل فرد منا عالم وحده، وتبقى وراء ذلك شخصية عامة يلتقي فيها أبناء الأمة الواحدة. ومهما تختلف بنا البيئات والأوضاع والمذاهب، تظل عقيدة الأمة راسخة فينا أردنا أو لم نرد، ونحن على مدى أربعة عشر قرناً نتلو كتاباً واحداً، لا تعرف الدنيا غيره له مثل سلطانه النافذ على ضمير أمته والتاثير المطلق على وجدانه العام. كما لا يعرف التاريخ شخصية فرضت سلوكها وسنتها على الأجيال من أبناء أمته، كشخصية نبينا المبعوث فينا r، حفظت الأمة أقواله وأفعاله سنة ملتزمة، يتلقاها الخلف منا عن السلف تلقائياً من يدرون أو لا يدرون([12]).ويشق علينا مع ذلك، أن نميز اليوم ملامح كلية جامعة للشخصية الإسلامية قيمها ومثلها، وسمتها وسلوكها، وعقليتها ومنهجها، ونظرتها العامة إلى الكون وموقفها من الحياة. وفي الحق إن العهد قد بعد بالشخصية الإسلامية كما تجلت في الصحابة تلاميذ مدرسة النبوة، وطرأ عليها ما طرأ من عناصر شتى، اثراً لاتساع نطاق الدولة الإسلامية. وما تلقت من ميراث شعوبها بعد الفتوح الكبرى في القرن الأول للهجرة.
وخلاصة التعريفات نستطيع أن نقول إنها تجمع على الجوانب العقلية والعاطفية والادراكية والجسمية من حيث هي موحدة مستمرة. وبما أن الصحابي هو محور دراستنا فكان لابد لنا أن نتحقق في معنى الشخصية وفي معنى الصحابي.
مفهوم الصحابي
الصحابي: اصطلاح في الإسلام أطلق بوجه خاص على صحابة النبي r. وقد اطلقت لفظة الصحابي أول الأمر على الذين اتصلوا بالنبي r زمنا ما واشتركوا معه في غزواته، ثم تعددت التعريفات بمرور السنين، فهذا العسقلاني يؤكد أن الصحابي: مَنْ لقي النبي r مؤمناً به ومات على الإسلام، فيدخل فيمن لقيه مَنْ طالت مجالسته له أو قصرت، رآه رواية، ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمر([13]).
أما الإمام أحمد بن علي الحافظ باسناده عن سعيد بن المسيب فانه يرى أن الصحابي هو: مَنْ أقام مع رسول الله r سنة أو سنتين وغزا معه غزوة أو غزوتين([14]).
ويرى الإمام أحمد بن حنبل أنّ أصحاب رسول الله r كل من صحبه شهراً أو يوماً أو ساعة أو رآه. ومع هذا فقد تقرر للأمة، أنهم لا يستعملون هذه التسمية إلا فيمن كثرت صحبته ولا يجيزون ذلك إلا فيمن كترث صحبته، لا على من لقيه ساعة أو مشى معه خطى، أو سمع منه حديثاً. ولقد آثرنا ذكر من ورد ذكره في الشعر بوصفه صحابياً مذكوراً بمزاياه الفاضلة ميداناً للبحث.
مكانة الصحابي
للصحابة مكانة عالية بين المؤمنين ذلك أن بعض أقوالهم التي رضي عنها النبي r أو اقرها تعد في السنة المطهرة ويندب الأخذ بها والعمل بمقتضاها فهم الذين سمعوا أقوال النبي r وشاهدوا أفعاله. وأساس الحديث هو ما ثبت صحته مما نقلوه عن قول النبي r أو شاهدوه من افعاله([15]). والحديث الذي يتصل إسناده إلى الصحابة يسمى (مسنداً) وإذا ثبت عن الصحابي عمل يوافق سنّة صحيحة كان عمله شاهداً للسنة القويمة([16]). التي يجب على المؤمنين اتباعها دائماً، وقد جعلتهم صلتهم بالنبي r وما كان لهم من شأن في توطيد الإسلام محل تقدير المؤمنين منذ نشأت هذا الدين، وسب الصحابي واحتقارهم جريمة لا تغتفر ويعاقب من يسب الصحابة بالجلد، ومن اصرّ على سبهم كان جزاؤه القتل. والصحابة طبقات على رأسها الخلفاء الاربعة الراشدون بحسب ترتيب توليهم الخلافة والى جانب الخلفاء الاربعة ستة آخرون من الصحابة أكد لهم النبي r وهم احياء أن مثواهم الجنة (العشرة المبشرَّ لهم بالجنة) ومن هؤلاء تتألف طبقة خاصة من الصحابة. وهناك طبقات أخرى تتفاوت في المرتبة بتفاوت أنواع الأعمال التي اشتركت فيها مع النبي r فمنهم المهاجرون الذين هاجروا إلى المدينة؛ والأنصار، وهم أهل المدينة الذين بدأ اشتراكهم في نصرته بعد الهجرة؛ والبدريون الذين شهدوا غزوة بدر وسواهم([17]).
الصحابة والدعوة
ويزيد عدد صحابة رسول الله r على مئة وعشرين الف صحابي، ولكن لابد أن يكون لبعضهم دور بارز في بعض جوانب الحياة اكثر من سواهم ممن قد يمتازون في نواح أخرى. ففي بدء الدعوة برز أبو بكر الصديق رضى الله عنه بوصفه داعية ورجل إيمان ومواقف للرسول r وباذله للمال([18]). كما امتاز سعيد بن زيد رضى الله عنه بالدعوة واتخذت دار الأرقم بن أبي الأرقم مقراً للعمل؛ وكان عثمان بن مظعون المسؤول عن المهاجرين إلى الحبشة في المجموعة الأولى وجعفر بن أبي طالب في المجموعة الثانية. وعندما أسلم حمزة بن عبد المطلب، وعمر بن الخطاب كانا دعامة للمسلمين. وكان كل من علي بن ابي طالب، والزبير بن العوام، وسعد بن ابي وقاص، وطلحة بن عبيد الله في مقتبل الشباب ولم يكن القتال قد فرض لذا لم تبرز الابطال بشكل جلي في هذه المرحلة، وانما كان المسلمون جميعاً لهم دور واحد تقريباً، كما ان بعضهم كان لا يزال مستضعفاً. وفي المدينة ظهر مصعب بن عمير الداعية الاول هناك، والذي عرف باسم المقرئ، كما برز ابو امامة اسعد بن زراره الذي نزل عنده مصعب بن عمير وكان دور لاصحاب بيعة العقبة امثال عبادة بن الصامت من الخزرج وابو الهيثم بن التيهان من الاوس، ومن اهل بيعة العقبة الثانية البراء بن معرور، وسعد بن عبادة، وسعد بن الزبير، وعبد الله بن رواحة فضلاً عمن عرف وارتفع اسمه وعندما هاجر رسول الله r ارتفع ذكر خالد بن زيد ابي ايوب الانصاري الذي نزل عنده رسول الله r وعندما فرض القتال بدأ رسول الله r يرسل السرايا ويسير معه العزوات يدرس الارض، ويعترض عير قريش ويتفق مع القبائل، وكان اعتماده على المهاجرين من دون الانصار فبرز دور حمزة ابن عبد المطلب، وعبيدة بن الحارث، وسعد بن ابي وقاص، وابي سلمة عبد الله بن الاسد المخزومي، وعبد الله بن جحش، وزيد بن حارثة، اما من الانصار فكان سعد بن عبادة الذي استخلفه الرسول r على المدينة في اثناء غيابه([19]). وفي هذه المدة مات عثمان بن مظعون من المهاجرين، واسعد ابن زرارة، والبراء بن معرور وعندما حدثت غزوة بدر برز دور علي بن ابي طالب وحمزة بن عبد المطلب. ونستطيع ان نقول : إن المعارك التي خاضها المسلمون مع رسول الله r كانت تتركز على مجموعة من الرجال الاشداء الذين يلتفون حول رسول الله r، ويعدون اركاناً له امثال: أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب وابي عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن ابي وقاص من المهاجرين، وسعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، وأسيد بن حضير من الأنصار رضي الله عنهم.
دور الصحابة في حفظ القرآن
القرآن كلام الله اوحى به إلى رسوله المصطفى الذي اختاره لتبليغ آخر رسالاته إلى الناس كافة وكان الرسول يأمر بكتابة كل ما ينزل منه وقت نزوله، واتخذ لذلك جماعة من كرام الكاتبين مثل عثمان وعلي وزيد بن ثابت وأبيّ بن كعب رضي الله عنهم، ومضى كثير من كتبة الصحابة يكتبونه لانفسهم. على أنهم جميعاً لم يعوّلوا على كتابته فقط، وانما عولوا اولاً على حفظه واخذه شفاهاً عن الرسول r الامي، الذي كان يحفظه ويتلوه على المسلمين. وساروا على سنته يتحفظونه ويتلونه آناء الليل واطراف النهار مرتلين له ترتيلاً([20]). ونحن حين ذكر مكانة الصحابي وفضله ودوره في الدعوة إلى الله والنجدة ومصاحبة النبي r إنما لإظهار مصداقية الشعر في ذكر هؤلاء الرجال والاشادة بهم وتبيان فضائلهم.
دور الشعر في الدعوة الإسلامية
أدى الشعر دوره في عصر صدر الإسلام فحرك في النفوس الحماسة والنخوة، وكان له دور كبير في الدعوة الإسلامية وكذلك أدى دوره الحربي والسياسي والديني والعقلي والنفسي والاجتماعي في معارك الدعوة الإسلامية التي أثبت المسلمون فيها وجودهم مبرراً هذا الوجود في معركة بدر ومهتزاً بالاختبار في معركة أحد ومعاداً في قوة في معركتي الأحزاب وبني قريظة اللتين أخذت فيهما المعركة فيها أساليب متعددة اذ كانت حروباً نفسية استخدم فيها سلاح الاشاعات وحملة المنافقون، وسلاح الشعر وحملة شعراء الكافرين، متصاعدة هذه الحروب الى معارك ساخنة كان الدور الاكبر فيها للسنان مع اللسان([21]).
وأسهم الشعراء مع القرآن الكريم والحديث النبوي في الجهاد اذ قاموا بحملة اعلامية في مواجهة الحرب النفسية عكست شجاعة المسلمين وبلاءهم بالقتال. لذلك لم يكن من طبيعة الامور ان يترك الشعر بمعزل عن الاحداث بعد ان تطورت الخصومة بين الرسول والمشركين آخذه صورة الملاحاة بالكلام فكان اختيار الرسول r للشعراء في مستوى هذه الملاحاة جاء قوله : "لشعرك اشد عليهم من وقع السهام في غبش الظلام"([22]) تعبيراً اميناً لقوة المواجهة بسلاح البيان وادراكاً لاثره في العرب موزعاً هذا السلاح على الشعراء بما يتفق ومواهبهم فكان حسان وكعب للهجاء بالايام والمثالب وكان ابن رواحة للهجاء بالكفر ولذلك جاء في الاغاني : (كان يهجو الرسول r ثلاثة رهط من قريش: عبد الله بن الزبعري وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعمرو بن العاص فكان يهجوهم ثلاثة من الانصار: حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة فكان حسان وكعب يعارضانهم بمثل قولهم في الوقائع والأيام ويعيرانهم بالمثالب وكان عبد الله يعيرهم بالكفر فكان في ذلك الزمان أشد القول عليهم قول حسان وكعب وأهون القول عليهم قول ابن رواحة فلما أسلموا وفقهوا كان أشد القول عليهم قول ابن رواحة)([23]).
وهكذا وجدت قوتان في الحروب: القوة العسكرية لفتح البلاد والقوة الأدبية لفتح النفوس باحب الفنون إليها واقربها إلى سجيتها فكان الشعر لغة النفوس لفتح مغاليقها والقرآن الكريم والحديث لتعقب رواسب النفوس بازالة صدئها، وكشف أسرار اليهود وتفنيد دعاواهم وهتك استار المنافقين واظهار نواياهم، وابراز التعاون بين قوى النفاق واليهود وقريش وتوجيه الرسول في خلال ذلك إلى المنهج السليم مؤيداً بايات محكمات ابان المعارك او قبلها وفي نهايتها فاتحاً بصره على مكونات قلوب المنافقين وخفايا اليهود، ولقد كان موقف الشعراء ازاء ذلك كله تبيان دور رجال العصر في رفع شأن هذا الدين بكل ما اوتوا من مقدرة وما سخروه من طاقاتهم التي يسرّها الله تعالى لهم مما كان قد ميّز شخصية الصحابي بوضوح([24]).
موقف الإسلام من الشعر
كان النظام القبلي الوحدة السياسية لدى العرب وهو نظام يتناقض مع دعوة الاسلام التي صدحت بوحدانية الله والاخوة الانسانية، في اطارها بتذويب كل الفوارق القبلية والجنسية واللسانية ومن ثم ركز الرسول r دعوته على وحدانية الله في مكة وعانى من قريش الكثير([25]). وكان الشعر لحمة هذه العصبية وسداها ومن هنا جاء تناقضه مع دعوة الاسلام ومن هنا كان الذم والتوهين لشأنه وما ان استقر المقام بالاسلام في المدينة واسلم الشعراء واستمالت العقيدة الإسلامية بالتطبيق إلى دولة عاش في رحابها المسلمون في اخوة على اختلاف في الجنس والقبيلة واللسان وحلت الروح الإسلامية محل القبيلة والجنسية وانعكس هذا على الشعراء لذلك تحول الشاعر من فخر بالحسب والنسب الى فخر بالانتساب إلى الاسلام ومن حرب للغلبة والشر الى حرب لنصرة المبادئ والى عذل يغري النفوس بالخير ويدفعها نحو المحمدة والى هجاء لاقرار الحق والضغط على أهل الباطل. وبهذا أصبح الشعر رسالة إنسانية لاقرار الحق والدعوة إلى العدل وجاء الاستثناء في الآيات التي قرن فيها الشعراء والشياطين بالواو، انعكاساً لهذه الرسالة ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً﴾([26]). وهم المؤمنون الذين ربطوا بين الايمان والعمل من أجل الله وهم لذلك ينتصرون لأنفسهم من العقيدة بألسنتهم وسيوفهم لذلك خرجوا من الذم ومن سار سيرهم من الشعراء ولهذا قال صاحب الصناعتين: "واستثناء الله عز وجل في أمر الشعراء يدل على أن المذموم من الشعراء انما هو المعدول من جهة الصواب إلى الخطأ والمعروف عن جهة الانصاف والعدل إلى الظلم والجور وإذا ارتفعت هذه الصفات ارتفع الذم ولو كان الذم لازماً لكونه شعراً لما جاز أن يزول عنه على حال من الأحوال([27]).
أما الموضع الذي تناول فيه القرآن كلمة الشعر من حيث هو فن يمكن أن يستخدم في مواطن الخير والشر فقد جاء ذلك في قوله تعالى: ﴿وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ﴾([28]).
إن القرآن لم يحارب الشعر لذاته في هذه الأحكام وانما حارب المنهج الذي سار الشعر والشعراء على منهج الاهواء والانفعالات التي لا ضابط لها، ومنهج الإسلام المهومة التي تشغل أصحابها عن تحققيها([29]).
لذلك جاء وصف الشعراء في القسم الأول من هذه الأحكام بأنهم يجاريهم مسلكهم، ويكون من جملتهم الغاوون الضالون عن سنن الحق، الحائرون فيما يأتون، ويذرون، ولا يستمرون على وتيرة واحدة في الأفعال والأقوال، وانهم في كل لغو يخوضون ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ﴾([30]) وفي كل فن من القول ينظمون. وقال قتادة: الشاعر يمدح قوماً بباطل، ويذم قوماً بباطل ﴿وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ﴾([31]) فهم يتبجحون بأقوال وأفعال لم تصدر عنهم فيتكثرون بما ليس لهم غير أن الشعراء الذين ذكروا الصحابة بفضائلهم لم يكونوا إلا نقلة لحقائق اتصفوا بها وكونت صور حياتهم ورسمت واقعهم الرفيع بدقة([32]).
توجيه الرسول r لشعراء الإسلام
ولد الرسول r في الجزيرة العربية، ونشأ وترعرع بين قوم يعدون الشعر ديوان فضائلهم، وسجل مفاخرهم، ووسيلة تخليد مآثرهم، قوم يتعشقون الكلمة الحلوة، ويطربون لسماع اللحن العذب، ويقيمون الأسواق والمواسم تحقيقاً لمتعة سماع الشعر.
فهو لهم جبلة فطروا عليها، وسجية متأصلة في نفوسهم، يولد ويعيش في داخلهم ويجري على السنتهم، فلا غرو أن يقول الرسول r: "لا تدع العرب الشعر حتى تدع الإبل الحنين"([33]).
وجاء رأي الرسول r في اطار رسالته حدده بقوله: "إنما الشعر كلام مؤلف فما وافق الحق منه فهو حسن وما لم يوافق الحق منه فلا خير فيه" كما قال: "إنما الشعر كلام فمن الكلام الخبيث والطيب" كما قالت عائشة رضي الله عنها: "الشعر فيه كلام حسن وقبيح فخذ الحسن واترك القبيح"([34]).
ومن هنا كان تاثر النبي محمد r بالشعر، وعنايته به، واستماعه له، شأنه في ذلك شأن أي عربي اخر، اذ لا تـناقض بين الرسالة وبشرية الرسول r من حيث استجابته للشعر ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ﴾([35]) وقد كان قبل النبوة يحضر مع لداته سوق عكاظ ليسمع الشعر، فقد روي انه سمع الشاعر عمرو بن كلثوم وهو بعكاظ ينشد معلقته المشهورة([36]).
وقال الخليل بن أحمد: "كان الشعر أحب إلى رسول الله r من كثير من الكلام"([37]) وقد وصل إلينا كثير من الأحاديث النبوية يتحدث فيها النبي عن الشعر والشعراء، من ذلك قوله: "إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكمة" تعليقاً على أبيات العلاء الحضرمي التي قال فيها([38]):
وحي ذوي الاضغاث تسبي قلوبهم | تحيتك الحسنى فقد يرقع النعل |
ولم ينفرد الرسول r بسماع الشعراء بل كان يشاركه اصحابه تربية لاذواقهم وتصحيحاً لاساليبهم في الكلام كما تربت نفوسهم واستقام سلوكهم وتمرينا لهم على نقد الشعر وتوجيهه في اطار الاسلام كما ذكر أبو وداعة قال: رأيت رسول r وأبا بكر رضي الله عنه عند باب فمر رجل وهو يقول:
يا أيها الرجل المحول رحله | ألا نزلت بآل عبد الدار |
فالتفت رسول الله r إلى أبي بكر قائلاً: "أهكذا قال ؟ قال أبو بكر: لا والذي بعثك بالحق ولكنه قال:
يا ايها الرجل المحول رحله | الا نزلت بآل عبد مناف |
وكما كان الرسول يسمع شعر الفروسية في الجاهلية ليحرك به كوامن العربي ويدفعه نحو الاستبسال في القتال في سبيل العقيدة، كذلك كان يسمع شعر الحنيفية ويطلب سماعه ليصطفي منه ما يتفق ودعوة الاسلام أو لا وليعرف اصحابه ما فيه من شين، ثانياً إذ كان يسمع شعر أمية بن أبي الصلت فقد ثبت في صحيح مسلم عن عمرو بن الشديد أنه قال: "ردفت النبي r فقال: هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء؟ فقلت نعم قال: هيه فأنشدته مائة بيت فقال: إنه كاد ليسلم في شعره وفي رواية آمن شعره وكفر قلبه"([39]).
وثمة حديث يبين منزلة الشعر، حين يقول: " الشعر بمنزلة الكلام، حسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام"([40]).
وانطلاقاً من الحديث وصلت إلينا أكثر من حادثة تبين سنة رسول الله r حين كان يرى خروج الشعراء على القيم والمفاهيم الإسلامية الجديدة، أو أي دعوة منهم إلى ما كانوا عليه من قيم ومفاهيم الجاهلية، حيث كان ينكر عليهم ذلك ويوجههم نحو الصحيح من القول، والحسن من الكلام، بمقياس إسلامي جديد. فعندما يسمع كعب بن مالك يقول:
مدافعنا عن جذمنا كل فخمة | مدربة فيها القوانس تلمع |
ينكر عليه اتجاهه نحو العصبية القبلية، التي هي من اثار الجاهلية، ويطالب إليه أن يبدل كلمة (جذمنا) بكلمة (ديننا) ويفعل ذلك كعب، وينشرح صدره فرحاً لهذه الملاطفة القيمة([41]).
وتحكي هذه الرواية أخذ الرسول صحابته بالتدريب على الشعر وتذوقهم لمعرفة صحيحه من فاسده، كما تعطينا الدليل على أن أبا بكر رضي الله عنه كان مرجعاً في الأشعار كما كان مرجعاً في الأنساب والاحساب ومن هنا كان اختيار الرسول الكريم للشعراء انعكاساً لمراحل مرّ بها في هذا الاختيار والتوجيه للشعراء أولاً والتشجيع للمستحبين ثانياً مستنهضاً فريقاً منهم للدفاع عن الإسلام قائلاً: "من يحمي أعراض المسلمين؟ فيقوم إليه ثلاثة متمثلة المعاني الإسلامية في أشعارهم فيوزعهم توزيعاً عادلاً يتفق وموهبتهم واجادتهم لأساليب الهجاء المختلفة فكان كعب بن مالك للهجاء بالأيام ولذلك كان الرسول r يقول له: "أنت تحسن صفة الحرب وحسان للهجاء بالمثالب" ولكون هجائه مبنياً على الحقائق الدامغة أمره الرسول بالذهاب إلى أبي بكر ليتعلم منه انساب العرب ومثالبها وأما ابن رواحة فكان للهجاء بالكفر والشرك([42]).
وقد يكون توجيه الرسول r دافعاً من دوافع المديح الجماعي، فمن ذلك ما كان من أمر كعب بن زهير رضي الله عنه عندما مدح الرسول r بقصيدة (البردة) التي ورد فيها مدح للمهاجرين دون الأنصار، فحثه الرسول r على مدح الانصار حثاً دقيقاً بقوله: "لولا ذكرت الأنصار بخير فانهم لذلك أهل"([43])، فأحس الشاعر بصدق مشاعره أنه r يرغب في مدحهم، فعرض بذلك ليكون المبدع عفوياً يصدر عن طيب خاطر دون إكراه. وتتعلق رغبة الرسول r في مدح كعب رضي الله عنه للأنصار إلا تكون في نفوسهم وحشة تضر بمصلحة الإسلام والمسلمين([44])، فكان نتيجة ذلك قصيدة في مدح الأنصار([45]) :
مَن سَّره كرَمُ الحياةِ فلا يَزَلْ | في مقَنبٍ من صالح الانصارِ |
الـمبحث الثاني: الجانب العقدي الحسي الجهاد والرغبة فيه
تعد رسالة الإسلام رحمة، وهداية للعالمين، وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾([46]) فالخير والرحمة هو جوهرها، ولو فتحت القلوب أبوابها للدعوة، وآمنت بها الجماعات، لما احتاج الإسلام إلى القتال في سبيل حمايتها والدفاع عن حرية انتشارها.
وقد أكد القرآن الكريم وفي أكثر من آية على بواعث الجهاد، وأسبابه، وأشار إلى ما أعده الله سبحانه وتعالى للمجاهدين من أجر وثواب يقول تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾([47]).
وكان الرسول r رجلاً متميزاً في ميدان الجهاد، ورمزاً متقدماً في الجرأة والاقدام. لم يضعف امام عنجهية قريش، ولم يبالِ بمقاطعتها له، وحربها أيّاه، لأنه كان يدرك قيمة الرسالة التي كلف بها، فهانت التضحيات عنده وتساقطت الشهوات أمامه، ولم يبدأ جهاده إلا بمجاهدة نفسه وامتحانها لتكون قادرة على المواجهة([48]).
وكان الصحابة الكرام في ميدان الجهاد، شواهد متميزة في الاقتدار والجرأة، وفي مقارعة الخصوم، لأنهم كانوا يستمدون من رسوله الكريم الدروس العميقة والعبر الغنية في هذا الجانب. ففي معركة بدر الكبرى وقف الرسول r يبين للمسلمين قوة قريش، وبأسها ليختبر فيهم قوة المبادى، فما كاد الرسول r ينهي كلامه، حتى برز له أكثر من احد يجيبه، وكان المقداد بن عمرو، واحداً منهم، فقال: (يا رسول الله امضِ لما اراك الله، فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾([49])، "ولكن اذهب انت وربك فقاتلا انا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق، لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه"([50]). وفي ذات المعركة وقف سعد بن معاذ رضي الله عنه يبين عمق ايمان الانصار، والتفافهم حول قائدهم ونبيهم، فقال: "فامضِ يا رسول الله لما أردت، فنحن معك فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته، لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره ان تلقى بنا عدونا غداً، انا لصُبُرُ في الحرب، صدوق في اللقاء. لعل الله يريك منا ما تقرُّ به عينك، فَسِرْ بنا على بركة الله"([51]).
وقد ترسم الصحابة الكرام خطى الرسول r وبعد وفاته، في تبني الجهاد أساساً في الحفاظ على الرسالة والدفاع عنها، مسترشدين بوحي العقيدة. وكان الشعر صادقاً واميناً في ابرازه لهذه القيمة، وبيان فضيلتها، فواكب المجاهدين، ورافق جحافلهم، وهي تسلك درب النور والايمان([52]).
وقد استطاع الشعر أن يؤدي دوره في ميدان الجهاد لاستنهاض الهمم، وإلهاب مشاعر الحماسة، والاندفاع في نفوس المجاهدين. فصور مشاعر المجاهدين، وأحاسيسهم بعد أن نذروا انفسهم جنوداً في مواكب الإسلام.
فهذا عبد الله بن الحارث بن قيس بن عَدِي، واحد من المجاهدين الأوائل الذين تركوا مكة بمن فيها، ملتجئين إلى الحبشة، من أجل أن يعبدوا الله بأمان، لا يخافون على دينهم أحداً فيقول([53]):
انا وجدنا بلاد الله واسعةً
فلا تقيموا على ذُلَّ الحياة وخز إنا تبعنا رسول الله واطرحُوا |
تنجي من الذُّل والمخزاةِ والهُونِ
يٍ في المماتِ وعيبٍ غير مأمونَ قول النهيِّ وعالوا في الموازينِ |
فهو يحفز من بقي أسير الشرك، والضلالة في مكة، بأن يسارع إلى الايمان، لأن البقاء على الشرك هو ذل في الحياة، وخزي في الممات وهو لا يبالي بخروجه من مكة، لأن بلاد الله واسعة تضمن للانسان أن يعبد الله بعيداً عن ذل الحياة وخزي الآخرة. والنابغة الجعدي شاهد آخر للشاعر الصحابي المجاهد الذي آمن بالجهاد واتخذه نهجاً في حياته فيقول([54]):
باتَتْ تذكرني بالله قاعِدَةً
يا بنت عمي كتاب الله أخرجني فأنْ رجعتُ فربُّ الناس يُرجعني ما كنت أعْرج او اعمى فيعْذرني |
والدَّمعُ ينهلُّ من شأنيهما سبلا
كُرْهاً وهلْ أمنعنَّ اللهُ ما فعلا وإن لحقت برَبيِّ فابتغي بَدَلا أو ضارعا من ضنىً لم يسْتطْع حِولا |
فهو يملأ عليه وجوده، وكيانه، وصم آذانه عن سماع كل صوت، وأوصد أبواب عاطفته أمام المشاهد المؤثرة. فلم يسمع نداء زوجته، ولم يلتفت لدموعها، ولم يضعف أمام رغبتها، وهي تناشده البقاء لأنه مؤمن بالله، وبرسوله. مخاطباً بلغة الاقناع، بانه لا عذر له يمنعه عن الجهاد، فهو ليس مصاباً بالعرج أو العمى أو الهزال حتى يعذره الله.
وهكذا فإن داعي الجهاد كان أقوى من كل شيء في نفوس المجاهدين، لا يبالون بشيء، وعلام المبالاة ؟ ماداموا يدركون ثواب الجهاد، وقيمته في الدنيا والآخرة، فصار الجهاد محور حياتهم، وطريق تخليدهم.
فالإمام علي رضي الله عنه في هذا يعبر أصدق تعبير عن ذلك بقوله([55]) :
افاطم هاكِ السيف غير ذميمٍ
لعمري لقد جاهدت في نصْر احمد أريد ثواب الله لا شيء غيره |
فلستُ برعديد ولا بلئيمِ
ومرضاة ربِّ بالعبادِ عليم ورضوانه في جنّةٍ ونعيمِ |
فهو معروف باقتحامه لحومات الوغى، وجهاده البطولي الذي لا يوازي أي جهاد، الذي لا يبغي منه سوى مرضاة الله، ولا يطلب إلا ثوابه ورضوانه في جناتٍ ونعيم، فكيف لا؟ وهو معروف عنه تضحيته بنفسه منذ اللحظات الأول للدعوة وبعدها. وهذا عبد الله بن رواحة رضي الله عنه يخاطب نفسه قائلاً([56]) :
يا نفس الا تقتلي تموتي
وما تمنَّيتِ فقد اعطيتِ |
هذا حِمامُ الموتِ قد صَلِيتِ
إن تفعلي فِعلَها هُديتِ |
ويقول لها بأن الموت هو مصير كل انسان سواء شاء أم أبى، ولكن الموت من أجل هدف سام، إعلاء للدين ومرضاة لله سبحانه وتعالى. فهذه غاية كل مجاهد هو الفوز بنعيم الآخرة الذي لا نعيم بعده.
وهكذا ظل الجهاد غاية كل مؤمن وهو جزء من إيمانه بعقيدته فهذا عمرو بن معد يكرب الزبيدي رضي الله عنه يقول([57]) :
أعاذل عدتي بزيّ ورمحي
أعاذل إنما افنى شبابي |
وكل مقلصّ سلس القياد
إجابتي الصريخ الى المنادي |
إنه يهيء كل مستلزمات القتال برغم كبر سنه وضعف قوته ولكن كيف لا يلبي النداء ويخرج من أجل مرضاة الله ورسوله، ولأن المجاهدين خير من القاعدين عند الله.
ويعد القعقاع رضي الله عنه واحداً من الذين عرفوا ببطولته واقدامه فيقول([58]) :
يدعون قعقاعاَ لكلِّ كريهةٍ | فيجيب قعقاعٌ دعاءَ الهاتفِ |
فهو معروف باجابته داعي الجهاد، وهي بطولة تقوده إلى بطولات لانه يعلم أن دعوته إلى الجهاد لا تكون إلا لأمر جلل، فهو البطل المعلم الذي أمدَّ به أبو بكر رضي الله عنه، خالداً رضي الله عنه في حصار الحيرة، وقال عنه: لا يهزم جيش فيه مثله([59])، تلك هي ملحمة من ملامح شخصية الصحابي الواضحة التي ميزته عن سواه ممن كان قبله على الرغم من أن الإسلام أكبر خصال العرب الحسنة إلى عرفوا بها من شجاعة ونجدة وسبق إلى الخيرات.
ختاما لهذا البحث الذي قد تم بعون الله وفضله، فلابد من وقفة لما حققه البحث من مقاصد، وما توصل اليه من نتائج. بعد ان اكتملت صورته بهذا الشكل الذي وددت في ان يكون عليه، وضمن المنهج الذي وضعته.
إن دور الصحابة في الدعوة الإسلامية كان بارزاً، فناصروها باللسان والسنان حتى أتم الله نوره، وميز البحث موقف الإسلام من الشعر فقد كان موقفه موقفاً أخلاقياً.
وإن هذه النخبة الطيبة الطاهرة قد تحلوا بمكارم سيد الخلق r، فكانوا ينبوعاً ثراً ينهل منه من جاء بعدهم، إلا أن الشعر برغم قلته وقصر أمد عصره، حدد ملامح شخصيات هؤلاء الصحابة الكرام، من خلال سعيهم في جوانب الخير كلها.
ومن مـميزاتهم: التضحية الفذة بالنفس والمال والولد والجاه والسلطان لهذا الدين ولرسوله r ولإخوانهم في الله جل وعلا كأنهم لم يخلقوا إلا للتضحية والفداء والإيثار والبذل.
وفي الأخير الحديث عن الجهاد والرغبة فيه والدعوة إلى الإسلام. فقد تميزوا بالمثالية فبلغوا الدرجة العليا في عباداتهم ومعاملاتهم وأخلاقهم وأفكارهم. فهم رغم أكثريتهم شعراء يجيدون الشعر إلا أنهم كانوا قادة أفذاذ ورجال صناديد حموا الإسلام باللسان والسنان.
حوالہ جات
- ↑ () القاموس المحيط، مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي، دار الفكر بيروت، 1983م. 2/306.
- ↑ () جمهرة اللغة، أبو بكر محمد بن الحسم الازدي البصري، مكتبة المتنبي، بغداد، 2/223.
- ↑ () لسان العرب، أبو الفضل جمال الدين بن منظور، دار صادر بيروت، 7/45 مادة (شخص).
- ↑ () المعجم الفلسفي، جميل صليبا، دار الكتاب بيروت، 1982م. 1/689.
- ↑ () المعجم الأدبي، جبور عبد لنور، دار الملايين بيروت، ط1، 1979م، ص/1476.
- ↑ () الشخصية، لازورس، ترجمة سيد محمد غنيم، دار الشروق بغداد، 1985م، ص/25.
- ↑ () الشخصية وقياسها، لويس كامل واخرون، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1959م، ص/6 - 7.
- ↑ () علم النفس في الحياة العملية، إبراهيم عبد الله محي، مطبعة العاني بغداد، 1967م، ص/135.
- ↑ () علم النفس وتطبيقاته التربوية والاجتماعية، عبد علي الجسماني، مطبعة الخلود بغداد، 1984م، ص/214، 216.
- ↑ () علم النفس والأدب، سامي الدروبي، دار المعارف القاهرة، ط2، 1981م، ص/66.
- ↑ () الثقافة والثقافة الإسلامية، سميح عاطف، دار الكتاب اللبناني بيروت، 1979، ط2، ص/15.
- ↑ () الشخصية الإسلامية، عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، دار الاحد بيروت،1972م، ص/11 – 12.
- ↑ () الإصابة في تمييز الصحابة، أبو الفضل احمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار نهضة مصر القاهرة، 1972م. 1/6.
- ↑ () أسد الغابة في معرفة الصحابة، عز الدين ابن الأثير، أبو الحسن علي بن محمد الجزري، تحقيق: محمد ابراهيم البنا ومحمد أحمد عاشور ومحمود عبد الوهاب فايد، دار الشعب القاهرة، 1970م: 3/97.
- ↑ () دائرة المعارف الإسلامية، اعداد وتحرير: إبراهيم زكي خورشيد وأحمد الشنتاوي وعبد الحميد يونس، مكتبة دار الشعب القاهرة، 1933م. 3/450.
- ↑ () أسد الغابة في معرفة الصحابة، عز الدين ابن الأثير، أبو الحسن علي بن محمد الجزري : 3/98.
- ↑ () دائرة المعارف الاسلامية، إبراهيم زكي خورشيد وأحمد الشنتاوي وعبد الحميد يونس: 3/450.
- ↑ () التاريخ الإسلامي قبل البعثة والسيرة، محمود شاكر، المكتب الاسلامي، ط 8، 2000م، 2/357 – 359.
- ↑ () التاريخ الإسلامي قبل البعثة والسيرة، محمود شاكر: 2/359.
- ↑ () العصر الإسلامي، د. شوقي ضيف، دار المعارف القاهرة، ص/25.
- ↑ () دور الشعر في معركة الدعوة الاسلامية أيام الرسول r، عبد الرحمن خليل ابراهيم، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1971م. ص/179.
- ↑ () دور الشعر في معركة الدعوة الاسلامية، عبد الرحمن خليل ابراهيم، ص/206.
- ↑ () الأغاني، أبو الفرج علي بن الحسين الاصبهاني، دار الكتب العلمية، ط 1، بيروت، 1986م: 4/137.
- ↑ () المثل والقيم الخلقية عند عرب ما قبل الاسلام وعهد الرسالة: لهاشم يونس عبد الرحمن، رسالة ماجستير مقدمة إلى كلية الآداب، جامعة الموصل 1987م، ص/80
- ↑ () المثل والقيم الخلقية عند عرب ما قبل الاسلام وعهد الرسالة: لهاشم يونس عبد الرحمن، ص/91
- ↑ () سورة الشعراء، رقم الآية/227.
- ↑ () كتاب الصناعتين الكتابة والشعر، أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل، تحقيق: علي بن محمد البجاوي، محمد الفضل ابراهيم، ط 1، دار احياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي، 1952م، ص/32، وينظر: المجتمعات الاسلامية في القرن الاول، شكري فيصل، دار العلم للملايين بيروت، ط 4، 1978م، ص/330.
- ↑ () سورة الشعراء، رقم الآية/224.
- ↑ () في ظلال القرآن، سيد قطب، دار احياء التراث العربي، بيروت، ط5، 1967م: 19/120.
- ↑ () سورة الشعراء، رقم الآية/225.
- ↑ () سورة الشعراء، رقم الآية/226.
- ↑ () الشعر والشعراء في الكتاب والسنة، يوسف العظم، دار الفرقان عمان، ط1، 1983م، ص/12.
- ↑ () دراسات نقدية في الشعر العربي، بهجت عبد الغفور الحديثي، دار الشؤون الثقافية بغداد، 1992م، ط 1، ص/168.
- ↑ () العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونثره، أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، دار الجيل بيروت، ط 4، 1974م: 14/27.
- ↑ () سورة فصلت، رقم الآية/6.
- ↑ () الأغاني، أبو الفرج علي بن الحسين الاصبهاني: 9/171.
- ↑ () الجامع لأحكام القرآن، أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي، دار الكتاب العربي، القاهرة، 1967م: 15/52، الإسلام والشعر، د. سامي مكي العاني، سلسلة عالم المعرفة، ع 66، مطابع دار الرسالة، الكويت، 1983م، ص/47.
- ↑ () جامع البيان عن تأويل القرآن، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، ط 2، نشره مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر 1954م: 19/127-130.
- ↑ () صبح الأعشى في صناعة الانشا، أبو العباس أحمد بن علي القلقشندي، الطبعة الأميرية القاهرة، 1963م: 1/61.
- ↑ () تفسير القرآن العظيم، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي، المحقق: سامي بن محمد سلامة، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة:2، 1999م، عدد الأجزاء:8، 3/302.
- ↑ () الأمالي في الأدب الإسلامي، ابتسام مرهون الصفار، دار الحكمة للطباعة والنشر بغداد، 1991م. ص/15-16.
- ↑ () دور الشعر في معركة الدعوة الإسلامية، عبد الرحمن خليل إبراهيم، ص/263.
- ↑ () السيرة النبوية، عبد الملك بن هشام، تحقيق: مصطفى السقا إبراهيم الابياري وعبد الحفيظ شلبي، القاهرة، ط 2، 1955م: 2/515.
- ↑ () الرسول والشعر من خلال السيرة، كاصد ياسر الزيدي، مجلة الجامعة العدد/5/1981، ص/55 – 56.
- ↑ () شرح ديوان كعب بن زهير، صنعة الإمام أبي سعيد السكري، دار الكتب القاهرة، 1950م، ص/25 وما بعدها وينظر: شعر المخضرمين وأثر الإسلام فيه، د. يحيى الجبوري، مؤسسة الرسالة بيروت، ط 2، 1981م. ص/224 – 225.
- ↑ () سورة الانبياء الاية : 107.
- ↑ () سورة البقرة الاية: 218.
- ↑ () شعر العقيدة في عصر صدر الاسلام حتى سنة 23 هـ: ايهم عباس حمودي القيس، مكتبة النهضة العربية، بيروت، مكتبة النهضة العربية، ط 1، 1406 – 1986م: ص/151.
- ↑ () سورة المائدة الاية: 24.
- ↑ () برك الغماد: موضع بناحية اليمن – السيرة النبوية، عبد الملك بن هشام: 1/614 – 615.
- ↑ () السيرة النبوية، عبد الملك بن هشام: 1/615.
- ↑ () شعر العقيدة، ايهم عباس حمودي: ص/155.
- ↑ () عالوا: أي خانوا، السيرة النبوية، عبد الملك بن هشام: 1/331، والبدء والتاريخ، المؤلف: المطهر بن طاهر المقدسي، الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، بور سعيد، عدد الأجزاء: 6: 4/150.
- ↑ () شعر النابغة الجعدي، تحقيق: عبد العزيز رباح، منشورات المكتب الاسلامي، دمشقـ ط 1، 1964م، ص/195.
- ↑ () معجم الشعراء، المؤلف: للإمام أبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، بتصحيح وتعليق: الأستاذ الدكتور ف. كرنكو، الناشر: دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة:2، 1982م، ص/130.
- ↑ () ديوان عبد الله بن رواحة الانصاري، جمع وتحقيق: د. حسن محمد باجودة، مطبعة السنة المحمدية، القاهرة، 1972م، ص/87.
- ↑ () شعر عمرو بن معد يكرب الزبيدي، جمعه وحققه : مطاع طرابيشي، مطبوعات مجمع اللغة العربية، دمشق، 1394 – 1974م، ص/95.
- ↑ () شعراء إسلاميون، د. نورى حمودى القيسى، الطبعة:2، عالم الكتب بيروت، 1984م: ص/42
- ↑ () البطولة في شعر صدر الاسلام، عبد الله الظاهر، نشره مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر 1954م: ص/59. الـمصادر والـمراجع
- القرآن الكريم
- أسد الغابة في معرفة الصحابة، عز الدين ابن الأثير، أبو الحسن علي بن محمد الجزري، تحقيق: محمد ابراهيم البنا ومحمد أحمد عاشور ومحمود عبد الوهاب فايد، دار الشعب القاهرة، 1970م.
- الإسلام والشعر، د. سامي مكي العاني، دار الرسالة الكويت، 1983م.
- الإصابة في تمييز الصحابة، أبو الفضل احمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار نهضة مصر القاهرة، 1972م.
- الأغاني، أبو الفرج علي بن الحسين الاصبهاني، دار الكتب العلمية، ط 1، بيروت، 1986م.
- الأمالي في الأدب الإسلامي، ابتسام مرهون الصفار، دار الحكمة للطباعة بغداد، 1991م.
- البدء والتاريخ، المطهر بن طاهر المقدسي، مكتبة الثقافة الدينية، بور سعيد، عدد الأجزاء: 6.
- البطولة في شعر صدر الاسلام، عبد الله الظاهر، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر 1954م.
- التاريخ الإسلامي قبل البعثة والسيرة، محمود شاكر، المكتب الاسلامي، ط 8، 2000م.
- تفسير القرآن العظيم، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي، المحقق: سامي بن محمد سلامة، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة:2، 1999م، عدد الأجزاء:8.
- الثقافة والثقافة الإسلامية، سميح عاطف، دار الكتاب اللبناني بيروت، 1979، ط2.
- جامع البيان عن تأويل القرآن، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، ط 2، نشره مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر 1954م.
- الجامع لأحكام القرآن، أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي، دار الكتاب العربي القاهرة، 1967م.
- جمهرة اللغة، أبو بكر محمد بن الحسم الازدي البصري، مكتبة المتنبي، بغداد.
- دائرة المعارف الإسلامية، اعداد وتحرير: إبراهيم زكي خورشيد وأحمد الشنتاوي وعبد الحميد يونس، مكتبة دار الشعب القاهرة، 1933م.
- دراسات نقدية في الشعر العربي، بهجت عبد الغفور الحديثي، دار الشؤون الثقافية بغداد، 1992م.
- دور الشعر في معركة الدعوة الاسلامية أيام الرسول r، عبد الرحمن خليل ابراهيم، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1971م.
- ديوان عبد الله بن رواحة الانصاري، تحقيق: د. حسن محمد باجودة، مطبعة السنة المحمدية، القاهرة، 1972م.
- الرسول والشعر من خلال السيرة، كاصد ياسر الزيدي، مجلة الجامعة العدد/5/1981.
- السيرة النبوية، عبد الملك بن هشام، تحقيق: مصطفى السقا إبراهيم الابياري وعبد الحفيظ شلبي، القاهرة، ط 2، 1955م.
- الشخصية الإسلامية، عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، دار الاحد بيروت،1972م.
- الشخصية وقياسها، لويس كامل واخرون، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1959م.
- الشخصية، لازورس، ترجمة سيد محمد غنيم، دار الشروق بغداد، 1985م.
- شرح ديوان كعب بن زهير، صنعة الإمام أبي سعيد السكري، دار الكتب القاهرة، 1950م
- شعر العقيدة في عصر صدر الاسلام حتى سنة 23 هـ: ايهم عباس حمودي القيس، مكتبة النهضة العربية، بيروت، مكتبة النهضة العربية، ط 1، 1406 – 1986م.
- شعر المخضرمين وأثر الإسلام فيه، د. يحيى الجبوري، مؤسسة الرسالة بيروت، ط 2، 1981م.
- شعر النابغة الجعدي، تحقيق: عبد العزيز رباح، منشورات المكتب الاسلامي، دمشق، 1964م
- شعر عمرو بن معد يكرب الزبيدي، جمعه: مطاع طرابيشي، مجمع اللغة العربية، دمشق، 1974م
- الشعر والشعراء في الكتاب والسنة، يوسف العظم، دار الفرقان عمان، ط1، 1983م.
- شعراء إسلاميون، د. نورى حمودى القيسى، الطبعة:2، عالم الكتب بيروت، 1984م.
- صبح الأعشى في صناعة الانشا، أحمد بن علي القلقشندي، الطبعة الأميرية القاهرة، 1963م.
- العصر الإسلامي، د. شوقي ضيف، دار المعارف القاهرة.
- علم النفس في الحياة العملية، إبراهيم عبد الله محي، مطبعة العاني بغداد، 1967م.
- علم النفس والأدب، سامي الدروبي، دار المعارف القاهرة، ط2، 1981م.
- علم النفس وتطبيقاته التربوية والاجتماعية، عبد علي الجسماني، مطبعة الخلود بغداد، 1984م.
- العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونثره، أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، دار الجيل بيروت، ط 4، 1974م.
- في ظلال القرآن، سيد قطب، دار احياء التراث العربي، بيروت، ط5، 1967م.
- القاموس المحيط، مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي، دار الفكر بيروت، 1983م.
- كتاب الصناعتين الكتابة والشعر، أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل، تحقيق: علي بن محمد البجاوي، محمد الفضل ابراهيم، ط 1، دار احياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي، 1952م.
- لسان العرب، أبو الفضل جمال الدين بن منظور، دار صادر بيروت.
- المثل والقيم الخلقية عند عرب ما قبل الاسلام وعهد الرسالة: لهاشم يونس عبد الرحمن، رسالة ماجستير مقدمة إلى كلية الآداب، جامعة الموصل 1987م.
- المجتمعات الاسلامية في القرن الأول، شكري فيصل، دار العلم للملايين بيروت، 1978م.
- المعجم الأدبي، جبور عبد لنور، دار الملايين بيروت، ط1، 1979م.
- معجم الشعراء، المؤلف: للإمام أبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، بتصحيح وتعليق: الأستاذ الدكتور ف. كرنكو، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة:2، 1982م.
- المعجم الفلسفي، جميل صليبا، دار الكتاب بيروت، 1982م.
Article Title | Authors | Vol Info | Year |
Volume 4 Issue 1 | 2017 | ||
Volume 4 Issue 1 | 2017 | ||
Volume 4 Issue 1 | 2017 | ||
Volume 4 Issue 1 | 2017 | ||
Volume 4 Issue 1 | 2017 | ||
Volume 4 Issue 1 | 2017 | ||
Volume 4 Issue 1 | 2017 | ||
Volume 4 Issue 1 | 2017 | ||
Volume 4 Issue 1 | 2017 | ||
Volume 4 Issue 1 | 2017 | ||
Article Title | Authors | Vol Info | Year |