Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Journal of Islamic and Religious Studies > Volume 2 Issue 2 of Journal of Islamic and Religious Studies

مفهوم الأدب الإسلامي و إسلامية الأدب عبر العصور |
Journal of Islamic and Religious Studies
Journal of Islamic and Religious Studies

Article Info
Authors

Volume

2

Issue

2

Year

2017

ARI Id

1682060030498_1193

Pages

63-76

DOI

10.36476/JIRS.2:2.12.2017.14

PDF URL

https://jirs.uoh.edu.pk/index.php/JIRS/article/download/297/128

Chapter URL

https://jirs.uoh.edu.pk/index.php/JIRS/article/view/297

Subjects

Islamic literature Abbasid period Umayyad period Arabic Arabic Teaching

Asian Research Index Whatsapp Chanel
Asian Research Index Whatsapp Chanel

Join our Whatsapp Channel to get regular updates.

التمهيد

نتعرض في هذه المقالة لموضوع واحد و هو "علاقة الأدب بالإسلام " أما الجزء الأول من هذا الموضوع هو "الأدب الإسلامي" يعني ذلك الأدب الذي يخضع للمبادئ الإسلامية و يخدمها أما الجزء الثاني هو " إسلامية الأدب" والمراد من هذا - المحاولة في صياغة و تخليق الأدب في إطار إسلامي من ناحية و دفع الآخرين وترشيدهم وحثهم إلى تصحيح مسار الأدب في ضوء المبادئ والمفاهيم الإسلامية من ناحية أخرى وإذا تعمقنا في هذا الموضوع وجدنا أنه يدور حول الأدب الذي لا يتعدى حدود الإسلام في الماضي والحاضر حينما يتناول القضايا البشرية من حب و عداوة وحزن وفرح وألم و سرور وهموم العقل و ميول القلب و التفكير في الكون والتأمل في وجود الخالق.

مفهوم إسلامية الأدب و الأدب الإسلامي

الإسلامية (في الأدب) هي انطلاق الأديب في العملية الإبداعية من رؤية أخلاقية تبرز مصداقيته في الالتزام بتوظيف الأدب لخدمة العقيدة والشريعة والقيم وتعاليم الإسلام ومقاصده، وتبين إيجابيته عند معالجة قضايا العصر والحياة، التي ينفعل بها الأديب انفعالاً مستمراً، فلا يصدر عنه إلا نتاج أدبي متفق مع أخلاق الإسلام وتصوراته ونظرته الشاملة للكون والحياة والإنسان، في إطار من الوضوح الذي يبلور حقيقة علاقة الإنسان بالأديان، وعلاقته بسائر المخلوقات فرادى وجماعات، وبشكل لا يتصادم مع حقائق الإسلام، ولا يخالفها في أي جزئية من جزئياتها ودقائقها.2

في تصور هذه المبادئ و الأصول التي ذكرت في الفقرة آنفا من الممكن أن نقول أن الأديب يتناقش قضايا عصره في ضوء الإسلام و مبادئه و يقدم حلولا لمشاكل مختلفة في مجال الفكر و الأدب التي تتناسب و تتلاءم مع مقتضيات العصر و التحديات و التغييرات السريعة في جميع مجالات الحياة كأنه يحمل مصباح نور الإسلام و يرشد نفسه والناس الآخرين في ضوءه و يخرجهم من ضلال الأفكار الوافدة و يهديهم إلى صراط مستقيم.

و يبين لنا النص التالي مزيد من توضيح الفكرة لإسلامية الأدب و يقول:

"الإسلامية في الأدب تعني كل أدب ينطلق من التصور الإسلامي للكون والحياة والإنسان، أو ـ على الأقل ـ ينسجم مع هذا التصور ولا يعارضه"3

عبارة قصيرة و لكنها تحتوي على أركان الفلسفة الإسلامية بكاملها حيث تجعل التصور الإسلامي في الصف الأول حينما ينطلق الأدب و يتناول موضوعات المجتمع الإسلامي على مستوى الدولي و يقول دكتور نجيب الكيلاني في تعريف الأدب الإسلامي:

إن الأدب الإسلامي : "أدب مسؤول، والمسؤولية الإسلامية التزام، نابع من قلب المؤمن وقناعاته، التزام تمتد أواصره إلى كتاب الله الذي جاء بلسان عربي مبين4 

هذا هو الأدب الإسلامي الذي يتحمل المسؤلية الكاملة أنه يحتوي على تلك التصورات و الأفكار التي نبعت و انبثقت من معين الإسلام و مصادره و يدور حولها أيا كان الموضوع يتطرق و يعلق عليه و يوجه كل من يحتاج إلى التوجيهات الرشيدة.

ويرى سيد محمد قطب "أن الفن و الأدب الذي يهيء اللقاء الكامل بين الجمال والحق، فالجمال حقيقة في هذا الكون، والحق هو ذروة الجمال. ومن هنا، يلتقيان في القصة التي تلتقي عندها كل حقائق الوجود"5

خلاصة هذا الكلام أن الغرض من الأدب الإسلامي هو المعرفة الإلهية و الترفع عن المادية و التوجه و الصعود إلى الروحانية و الطهارة و الصفاء والتقوى و النقاء و يرى دكتور حسن الأمراني أن الإسلامية في الأدب يغير الأديب تغييرا كبيرا وهو يقول.

"الإسلامية، ترفع الإنسان، وتسموبه أخلاقياً وعملياً، عقلاً وروحاً، وتزرع فيه حب الإنسانية بصفة عامة، مع تكسير قيود الزمان والمكان، والحواجز الوطنية والقومية القائمة على العرقية والتصورات الإقليمية، نحو تحقيق وحدة إنسانية عالمية قائمة على الروحانية، والعقيدة الصحيحة، والمودة النقية"6

هنا توسعت دائرة تفكير الأدب الإسلامي حيث إنه يهدف قيام الوحدة الإنسانية ذات أساس و كيان المودة و العقيدة التي جاء بها نبينا صلى الله عليه وآله وسلم تلك المودة التي لا تكون لأجل المنافع و المصالح الشخصية و إنما تكون على أساس الإنسانية و لراحة خلق الله تعالى عزوجل و يوضح دكتور حسن فكرته قائلا:

"وتبعاً لهذا التصور، فالأديب ينطلق بعيداً وراء حدود الزمان والمكان، فإنه يتجاوز الإقليمية الضيقة ليصبح إنسانياً، وبقدر تمثله الإسلامية تزداد إنسانيته، وليس معنى هذا أنه يتخلص من الشعور بالزمن، بل بالعكس من ذلك، إذ الإيمان يفجر في وجدان الفنان المسلم ـ أكثر من غيره ـ شعوراً حاداً بالزمن، ويدفعه إلى مزيد من التعبير، باعتباره عملاً يتقرب به إلى الله، على الطريقة الإسلامية الفذة"7

إن الهدف الأساس من الأدب الإسلامي في الأول و الآخر هو الإصلاح الفردي و الاجتماعي و ذلك للتقرب إلى الله تعالى من جانبين – من جانب الأديب نفسه و من جانب قرّاءه بمعنى أن الأديب عندما يرى حقائق الكون و الحياة و الإنسان بنور الإسلام الصحيح المعتدل يحاول عندئذ أن يترفع عن الحياة المادية و يسمو إلى الحياة الروحية من جانب و يوجه و يرشد كل من حوله بكل ما أوتي من قوة العلم و الفكر إلى هذا التقرب إلى الله تعالى و المحاولة إلى الفرار إليه و الاستقرار به و الفرح والانبساط بذكره و الدعوة إليه و يفسر دكتور طاهر أحمد مكي عن الأدب الإسلامي قائلا:

"إن الأدب الإسلامي الحق يجيء قمة في بابه و شاهدنا على ذلك أدب الصوفية العظام جاء خيالهم خصبا عميقا و يصدرون في فلسفتهم عما تطمئن إليه قلوبهم"8

مجمل هذا الكلام أن الأدب الإسلامي رئيس الآداب و أفضلها و أكملها و أرفعها كما أن هناك بغية أخرى من الأدب الإسلامي التي يرمي إليها الأديب الإسلامي و ذلك اطمئنان القلب و راحته و سكينته كما أن الأدب الإسلامي الصوفي يتعلق بهذا النوع الذي يعتبر حديث القلب إلى القلب حديث الإخلاص و الوفاء حديث الطهارة و الصفاء وحديث العبد مع معبوده عزوجل.

الفرق بين الأدب العربي و الأدب الإسلامي

لايزال بعض الناس يرفض مصطلح (الأدب الإسلامي) ولايستطيع أن يميّز   بينه وبين الأدب العربي والحقيقة أنَّ الفارق بين الأدبين هو الفارق بين العام والخاص. فالأدب الإسلامي أدب مستقيم بمعنى أنّه أدب يعكس التصوّر الإسلامي الصحيح للإنسان والحياة والكون، وحدوده ـ إذا كان له حدود ـ هي الركيزة التي يقوم عليها وليست هوية الكاتب أو اللغة التي يستعملها، فالأدب الإسلامي أدب عالمي، ومن الممكن أن يُكتب بأي لغة مادام يلتزم بالتصوّر الإسلامي الصحيح. أمَّا الأدب العربي فهو كل مايُكتب باللغة العربية سواء كان إسلامياً أو غير إسلامي، ولايستطيع أحد اليوم في هذا العصر الذي يموج بمختلف المعتقدات والأهواء أن يقول إنَّ الأدب العربي ـ كله ـ أدب إسلامي، وإن كان الذين يكتبون فيه يعتبرون مسلمين ويحملون أسماء إسلامية؛ ذلك لأنَّنا نجد بينهم من يعكس الرؤية الماركسية في أدبه، وآخر متأثراً بالوجودية، وثالث عبثي أو (بوهيمي) لاهمّ له ولارسالة فيما يكتب، وهكذا نخلص إلى القول بأنّه ليس كل من كتب باللغة العربية كتب أدباً إسلامياً.9

وخاصة إذا وضعنا في الاعتبار ما قيل في تعريف كلمة "الأدب" من الناحية التاريخية

" أن الأدب هو حفظ أشعار العرب وأخبارها و الأخذ من كل علم بطرف "10

و كما يقول دكتور محمد مندور في تعريف الأدب

"كل ما يثير فينا بفضل خصائص صياغته إحساسات جمالية أو انفعالات عاطفية أو هما معا"11

إذن خلاصة الكلام أن الأدب يدور حول كل نوع من إحساسات جمالية و انفعالات عاطفية سواء كانت تتصادم مع القيم الإسلامية أو تتلاءم معها و لكن الأدب الإسلامي يدور حول تلك المثل العليا و الأهداف النبيلة و القيم الرفيعة فقط التي جاء بها الإسلام و علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بقوله أو فعله أو عمله.

موقف الإسلام من الأدب الإسلامي

و قد وضح القرآن مفهوم الأدب الإسلامي خير وضوح و فرّق بينه وبين غيره بكل صراحة حينما سمىّ سورة من سوره بكلمة الشعراء وذكر هذه الآية الكريمة في تلك السورة و عدّ صفات الشعراء الذين لا يؤمنون بالله والذين يؤمنون به عزوجل هذا يدل دلالة واضحة وبيّنة على اهتمام القرآن بإبراز الفرق بين الأدب الإسلامي وغيره من أول يوم فهو القائل :

))وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ () أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ () وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ () إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ12

يوضح العلامة ابن كثير في تفسيره أن المقصود من هذه الآيات, الشعراء الكفار الذين كانوا يهجون الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: يعني: الكفار يتبعهم ضلال الإنس والجن13

و يقول الله عزوجل في مقام آخر:

))أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ14 ((

يقول الإمام الطبري في تفسيره لهذه الآيات البينات " كيف مثَّل الله مثَلا وشبَّه شبَهًا (كلمة طيبة) ، ويعني بالطيبة: الإيمانَ به جل ثناؤه ، كشجرة طَيّبة الثمرة ، وترك ذكر "الثمرة" استغناء بمعرفة السَّامعين عن ذكرها بذكر "الشَّجرة". وقوله:( أصلها ثابت وفرعها في السماء) ، يقول عز ذكره: أصلُ هذه الشجرة ثابتٌ في الأرض "وفرعها" ، وهو أعلاها في "السماء" ، يقول: مرتفع علُوًّا نحوَ السماء. وقوله:( تؤتي أكُلَهَا كل حين بإذن ربّها ) ، يقول: تطعم ما يؤكل منها من ثمرها كلّ حين بأمرِ ربها (ويضرب الله الأمثال للناس ) ، يقول: ويمثِّل الله الأمثال للناس ، ويشبّه لهم الأشباهَ (4) =( لعلهم يتذكرون ) ، يقول: ليتذكروا حُجَّة الله عليهم ، فيعتبروا بها ويتعظوا ، فينزجروا عما هم عليه من الكفر به إلى الإيمان15

و يقول الإمام الطبري ( ما لها من قرار ) ، يقول: ما لهذه الشجرة من قَرار ولا أصل في الأرض تثْبُت عليه وتقوم. وإنما ضُرِبت هذه الشجرة التي وصَفها الله بهذه الصفة لكُفر الكافر وشركِه به مثلا . يقول: ليس لكُفر الكافر وعَمَله الذي هو معصيةُ الله في الأرض ثباتٌ ، ولا له في السماء مَصْعَد ، لأنه لا يَصْعَد إلى الله منه شيء.16

كلما كنت أقرأ هذه الآيات البينات كنت أفكر كيف لا يوجد القرار لكلمة خبيثة في الدنيا مع أن الصراع الدائم و النزاع المستمر بين كلمة طيبة و كلمة خبيثة يوجد من البداية وفي بعض الأحيان كلمة خبيثة تبدو في طاهر الأمر أنها غالبة على كلمة طيبة إلا أن هذا التفسير يجيب على هذا السؤال بكل وضوح أن معنى هذا الكلام ليس أن كلمة خبيثة تقلع بجزورها من الدنيا بل معنى ذلك أن ليس لها ثقل و لا قيمة عند الله تعالى بل إن الله تعالى يردّ إلى قائلها بكل أضرارها أما الكلمة الطيبة تصعد إلى السماء و يقبلها الله تعالى بقبول حسن و يمنح قائلها أجرا كبيرا في الدنيا.

و النقطة الثانية التي فهمت من هذه الآيات البينات أنه مثلما الكلمة الطيبة ثابتة و لها قرار في الدنيا و الآخرة هكذا قائلها أيضا ثابت و منصور من الله عزوجل و معروف بين الناس بالإصلاح و الرشد و الهداية في هذه الدنيا هكذا قبره و ذكره و سيرته تكون ثابتة و مشهورة بين الناس بعد موته و كل من يعرفه يذكره بكلمة طيبة و أسوة حسنة و قدوة صالحة.

إن خطورة الأدب تكمن في أن الأدب يكون إيجابيا أو سلبيا و في ضوء هذه الخطورة الأدب الإيجابي يحدد مفهوم الأدب الإسلامي و على النقيض أي الأدب السلبي يحدد مفهوم الأدب الهابط المنحرف فإن استخدمت الكلمة استخداما نافعا صالحا و جادّا و بناّء في الأدب كان أدبا إيجابيا و إن استخدمت الكلمة استخداما خبيثا و منحرفا كان الأدب سلبيا مدمرا و مفهوم النفع و الإصلاح و الجدة و البناء يختلف من أمة إلى أمة و من بيئة إلى بيئة أخرى فهذا المفهوم في أمتنا الإسلامية له معالم تختلف عن مفهوم الأدب لنشرالقيم النبيلة الفاضلة يبني المجتمع و يسمو به عن الدرك المادي و إذا كان النقاد القدماء جعلوا الأدب الإسلامي قاصرا على أدب صدر الإسلام و العصر الأموي فإننا لا نفرق بين عصر و عصر حتى العصر الحديث لأن المهم أن يكون مضمون أدب الأديب شعرا ونثرا – حكمة و قيما إسلامية17

ومن هنا نستطيع أن نقول أنّ الأدب الإسلامي قديم بقدم الإسلام كما أن قائليها و كاتبيها و قارئيها نجدهم في جميع العصور. يبدو ذلك من الصواب إذا نظرنا إلى الكمّ الهائل من الشعر الذي قيل في معركة الدعوة الإسلامية في صدر الإسلام و في العصور التالية إلى أن دخل العصر الحديث أما الأدب العربي عامة هذا يشمل الأدب الإسلامي و غير الإسلامي لأنه من الضروري ألاّ نختلط الأمور حيث إنه في بعض الأحيان يفهم من الأدب الإسلامي , الأدب العربي عامة مع أن الأدب العربي عام والأدب الإسلامي خاص و لم نبالغ إذا قلنا أن طلوع فجر الإسلام بداية حقيقية لحركة إسلامية الأدب العربي لأن الأدب العربي الراقي كان موجودا قبل الإسلام والدليل علي ذلك هو المعلقات السبعة التي تعد لبَا و صٌلبا للأدب العربي قبل الإسلام

و قيل" أن الشعر العربي في الجاهلية هو الخزَان الأساسي للَغة العربية و هو مرآة تنعكس عليها صورة حياة العرب في الحرب و السلم إنه بحق ديوان العرب"18

إلا أن الضرورة القاسية والحاجة الماسة كانت تدعو و تطالب وجود الأدب الإسلامي لتبدأ إسلامية الأدب العربي.

الأغراض الشعرية في عصرصدر الإسلام

شعر العقيدة و الدعوة

  1. التبرئة من عبادة الأصنام و إعلان الإسلام
  2. محاججة المشركين
  3. مناقشة المرتدين
  4. البراءة من المشركين
  5. العودة إلى الإسلام

شعر الجهاد و الفتوح الإسلامية

  1. الثبات على العقيدة و المبدأ
  2. الهجرة في سبيل الله تعالى
  3. الجهاد في سبيل الله تعالى
  4. وصف المعارك
  5. وصف طبيعة البلاد المفتوحة19

هذه هي الأغراض الهامة التي كان يدور حولها الأدب الإسلامي شعرا و نثرا في العصر الأموي كما أنها تقدم لنا صورة حية لنوعيها من الأدب و يبين لنا الجوانب و النواحي التي كان يميل إليها الأدب الإسلامي آنذاك كما أنه كان يحمل طابعا واضحا لهذه الموضوعات التي تتعلق جميعها بنشرالدعوة الإسلامية و تحمل المشقّة والمصابرة و الكفاح و المقاومة بإيثار كل نفس و نفيس في سبيل الله تعالى داعيا و ملتمسا و طالبا و راغبا في تلقي القبول عند الله تعالى لهذه الجهود المضنية .

نموذج من عصر صدر الإسلام

يقول سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه:

إن الذوائب من فهر وإخوتهميرضى بهم كل من كانت سريرتهقوم إذا حاربوا ضروا عدوهمسجية تلك منهم غير محدثةٍإن كان في الناس سبّاقون بعدهمأعفة ذكرت في الوحى عفّتهمنسمو اذا الحرب نالتنا مخالبهالا فخر إن هم أصابوا من عدوهمكأنهم في الوغى والموت مكتنعٌ   قد بيَنوا سنة للناس تتبعتقوى الإله وبالأمر الذي شرعواأو حاولوا النفع في أشياعهم نفعواإن الخلائق فاعلم شرها البدعفكل سبق لأدنى سبقهم تبعُلا يطبعون ولا يرديهم الطَمَعُإذ الزعانف من أظفارها خشعواوإن أصيبوا فلا خورٌ ولا جزعأسد ببيشة في أرساغها فدعُ20

نلاحظ في هذه الأبيات أن الشاعر يأتي بذكر الألفاظ التي عرفت في عصر صدر الإسلام من تقوى الإله و الوحي و رسول الله كما يدافع عن الإسلام و المسلمين و يعدّ محاسنهم و مكارمهم و يمدحهم بما اتصفوا بصفات حسنة و أخلاق عالية ويبيّن تصورهم الواضح و عقيدتهم الإسلامية الراسخة القوية و استقرارهم و ثباتهم في حالة العسر واليسر و الحرب و الأمن بسبب دخولهم في دائرة الإسلام و مصاحبتهم لرسول الله صلى الله عليه و آله وسلم الذي ربّاهم تربية حسنة و كوّن شخصياتهم تكوينا متينا لا تعرف الضعف و الاضمحلال و الإحباط و الانحطاط.و إذا أردنا أن نلاحظ إسلامية الأدب العربي في هذا النص علينا أن نرجع إلي شعر حسان الذي قاله قبل الإسلام فهو يقول:

إن ابن جفنة من بقية معشرلم يغذهم آباءهم باللوم

لم ينسني بالشام إذ هو ربهاكلا ولا منتصرا بالروم

يعطي الجزيل ولا يراه عنده إلا كبعض عطية المذموم

وأتيته يوما فقرب مجلسي وسقى فرواني من الخرطوم

بعد ذكر هذه الأشعار يقول شارح ديوان حسان :

"إذن كان حسان في جاهليته يمدح آل جفنة وكان يسترفدهم فيرفدونه و يجتديهم فيجدونه ويفضلونه لأنه كان شاعرهم وكان يمت إليهم بسبب من القرابة كان حسان يمدح ويفتخر بقومه وكان يهجو من قاوله و فاخره وكان يشبب بامرأة اسمها شعثاء وكثيرا ما ذكرها في قوافيه وكان يشبب بامرأة أخرى اسمها عمرة ....إذن قال حسان في الغزل كما قال في المدح والفخر والحماسة والهجاء و كان غزله في الجاهلية-أما في الإسلام فاقتصر على المدح والهجاء والفخر كان يمدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم و من يرتضيه من الصحابة "21

إن الاقتصار على الهجاء والفخر والمدح لرسول الله صلى الله عليه وسلم و أصحابه للدفاع عن الإسلام من حسان , دليل على إقباله على الأدب الإسلامي كما أن تركه الغزل الحسي دليل قوي على بداية إسلامية الأدب العربي في عصر صدر الإسلام .كما أننا نجد أقوالا أخرى تؤيد رأينا, ورد في القول الأول :

"ويتفق النقاد على أن أساليب حسان بن ثابت بعد إسلامه قد سلمت من الحوشية والأخيلة البدوية، ولكن خالطها لين الحضارة، ولم تخل في بعض الأغراض من جزالة اللفظ وفخامة المعنى والعبارة كما في الفخر والحماسة والدفاع عن النبي ورسالته ومعارضته المشركين وهجومهم".

و جاء في قول آخر :

"لقد غلبت على أساليب حسان الشعرية الصبغة الإسلامية كتوليد المعاني من عقائد الدين الجديد وأحداثه والاستعانة بصيغ القرآن وتشبيهاته ولطيف كناياته، وضرب أمثاله، واقتباس الألفاظ الإسلامية من الكتاب والسنة وشعائر الدين، كما غلبت عليها الرقة واللين والدماثة واللطف وسهولة المأخذ وواقعية الصورة وقرب الخيال، واكثر ما نرى ذلك في شعرالدعوة إلى توحيد الله وتنزيهه، وتهجين عبادة الأوثان، ووصف الشعائر الإسلامية وذكر مآثرها وبيان ثواب المؤمنين وعقاب المشركين وبعض ما مدح به الرسول أصحابه أو رثاهم به."22

كل من الأقوال والآراء التي ذكرناها آنفا إن دلت على شيء إنما تدل على التغيير الجذري و الأساسي الملحوظ في الأدب العربي في عصر صدر الإسلام سواء كان التغيير في الألفاظ أو في المعاني أو في الأساليب على كل حال بدأت "الإسلامية" تظهر في الأدب العربي و موضوعات الشعر , وإن كانت معظمها ظلت باقية إلى حد المسميات مثل المدح و الفخر و الهجاء إلا أن المعاني كلها تغيرت وتحولت من وصف رئيس القبيلة أ و مدح القبيلة أو الفخر عليها إلى مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم و الدفاع عن رسالته و الثناء على أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين هذا كان تحولا كبيرا من الجاهلية إلى الإسلام , من الظلمات إلى النور من البعد من الله إلى قرب من الله , من حب الدنيا إلى حب الله , وهذا أصعب شيء في حياة الإنسان أنه يفضل الله و أوامره و نواهيه في حياته اليومية دون طمع في مصلحة أو فائدة شخصية.

نموذج من العصر الأموي

قال الفرذدق يهجو إبليس و يعلن توبته23

ألم ترني عاهدت ربي و إنني لبين رتاح قائم و مقام24

ألم ترني و الشعر أصبح بيننادروء من الإسلام ذات حوام25

أطعتك يا إبليس سبعين حجة فلما انتهى شيبي و تم تمامي26

رجعت إلى ربي و أيقنت أنني ملاق لأيام المنون حمامي27

فكم من قرون قد أطاعوك أصبحوا أحاديث كانوا في ظلال غمام28

إن الشاعر في هذه الأبيات يخاطب إبليس الذي يعتبر رمزا للشر و الفساد و الخراب و الدمار و معصية الله تعالى و البعد من رحمته عزوجل و يقول إنني كنت بين الكعبة و مقام إبراهيم في بيت الله المسجد الحرام تذكرت الله و عدت به عزوجل أنني لا أعود إلى تلك الأعمال و الأفكار التي تحرك سخط ربي تعالى و هذا التغير و التحول لم يتم إلا ببركة الإسلام الذي اصبح حاجزا و مانعا بين الفكر المستقيم و الفكر العليل و كما إنني اطعت إبليس سبعين سنة حتى تم شيبي و قربت منيتي قمت بالرجوع إلى الله تعالى و تيقنت أن الموت لا مفر منها و اتخذت العبرة من الأمراء و الأغنياء الذين كانوا أصحاب النفوذ و المناصب العليا و في نشوة هذه النعم نسوا الله تعالى و أوامره و بالتالي سلب الله تعالى منهم هذه العنايات و العطايا و أحرمهم منها و بقي الكلام عنه و زال ملكهم و سلطتهم و سيطرتهم.

عندما نعيد النظر إلى هذا النص من منطلق البيان و تعريف الأدب الإسلامي و إسلامية الأدب نرى أن هذا النص خير دليل على أن هذه الظاهرة مستمرة في الأزمنة و الأمكنة المختلفة و خاصة في عصر بني أمية لأن الأدب الإسلامي ينور الطريق المستقيم و ذلك لأنه مستمد من مصادر إسلامية و كلما يحدث الانتقال من حياة و فكر بعيد عن القيم الإسلامية إلى القرب منها و التحول من المفاهيم والمعاني السطحية للحياة إلى المعاني السامية الراقية الدقيقة نرى وجود تجلية الأدب الإسلامي و إسلامية الأدب هناك.

نموذج من العصر العباسي

يقول أبو العتاهية في بعض المعاني الإسلامية:

سبحان علام الغيوب عجبا لتصريف الخطوب29

تعرى فروع الأنس بي و تجتني ثمر القلوب30

حتى متى يا نفس تغترين بالأمل الكذوب 31

يا نفس توبي قبل أن لا تستطيعي أن تتوبي

واستغفري لذنوبك الالرحمان غفار الذنوب

أما الحوادث فالريا ح بهن دائمة الهبوب

و الموت خلق واحد والخلق مختلف الضروب

والسعي في طلب التقى من خير مكتسب الكسوب

و لقل ما ينجو الفتى المحمود من لطخ العيوب32

إن هذا النص يخاطب قلب الإنسان و ضميره بإبراز الطريقين أو المنهجين للحياة , منهج يتمثل في الإبهار و الوقوع في معرض الخداع للنفس الإنساني و الاعتماد على الآمال الكاذبة و عدم التركيز على فهم هدف الحياة الإنساني عند الله و البعد عن السعي في الحصول على قربه عزوجل و منهج يركز على معرفة الله عزوجل و القرب إليه و الامتثال بأوامره و يدعو هذا النص بالقوة البيانية الكاملة إلى التوبة من الله في جميع الأحوال كما أنه يذكرنا بشدة وقت الفراق النهائي من الدنيا و ما فيها من الملذات و الشهوات التي تركب على ذهن الإنسان و تسيطر عليه و بالتالي لا يهمه معصية الله و ينسى من خلقه من عدم و لا يتذكر أنه في يوم من الأيام يذوق طعم الموت و يلاقي ربه يحاسب في كل ما أعطي له من عقل و مال أولاد و أزواج و ذهب و ثروات فالشاعر يذكر الإنسان أنه مهما اشتهر بالاثم و معصية الله إلا أن باب التوبة مفتوح إلى مفارقة الروح من الجسم ولكن إذا خرجت هذا الروح من هذا الجسد الإنساني يقفل باب التوبة لذلك إن الحياة في هذه الدنيا فرصة ذهبية ويجب عليه أن يتسرع في الوصول إلى القرب من الله كما أنه على الإنسان أن يتعقل و يتدبر و يختار طريق الحق وذلك في كل ما أعطي له من المواهب و المنن المادية والمعنوية على حد سواء

لا شك فيه أن الأدب الرفيع الذي يخاطب القلوب هو الأدب الإسلامي الذي يحث على العمل الصالح هو الأدب الإسلامي الذي يقوي العلاقة بين الخلق والخالق هو الأدب الإسلامي الذي يحدث الإنقلاب في التفكير الإنساني و يحوله من نجس إلى طهاره و من تخريب إلى تعمير و من الفساد و الحروب إلى الأمن و السلام هو الأدب الإسلامي.

و هذا النص يحتمل هذه العناصر كلها و يترك تأثيره القوي في القلوب و النفوس البشرية

الأدب الإسلامي في العصر الحديث

هذا من الحديث المشوّق أن الأدب الإسلامي له مفهوم في عصور قديمة و وسيطة و في العصر الحديث مفهوم خاص بهذا العصر و ذلك بتغير الأوضاع المجتمعات الإسلامية و غير الإسلامية كلتيهما و بسبب التجديدات و التحديثات و التغييرات الكثيرة التي وقعت في جميع مجالات الحياة في البلاد الإسلامية و غيرها و كما عرفنا من تعريف الأدب الإسلامي في العصور الماضية أن الأدب الذي ينطلق في حدود الإسلام أما الأدب الإسلامي في العصر الحديث يعني المقاومة الفكرية و الأدبية مقابل الغزو الفكري و الأدبي الأوروبي و الاستعماري الحديث مع أنه لا توجد المخالفة بين جوهر و لبّ لهذا المصطلح في العصور الماضية و العصر الحديث و يوضح هذه الفكرة قول الدكتور شلتاغ عبود:

" إن النتاجات الأدبية و النقدية في العصور الإسلامية السابقة منها ما كان متّسقا مع التصور الإسلامي و منها ما كان مخالفا لهذا التصور أما الأدب الإسلامي في العصر الحديث ذلك الأدب الذي ينشأ مقابل الأدب الذي يعبر عن المبادئ الأوروبية الوافدة و المفروضة على الجيل الإسلامي الذي استلب و تغرب بالإكراه تارة و بالإغراء تارة أخرى إذن هذا المصطلح بهذا المعنى حديث في حياتنا الأدبية 33 و ليس هناك أية إدانة لتراثنا إن لم يوجد هذا المصطلح فيه فلكل عصر مصطلحاته و علومه و مناهجه 34

و هذا يعني أن المصطلح "الأدب الإسلامي " لو لم يكن في العصور السابقة معروفا مثلما عرف في العصر الحديث فهذا مثل المصطلح " الاقتصاد الإسلامي" في العصر الحديث مع أن الاقتصاد الإسلامي موجود من بداية الإسلام و لا يوجد هذا المصطلح في العصور الماضية ولكن عندما كثرت الأنظمة الاقتصادية الأوروبية و تعددت التيارات الأجنبية التي تتصادم مع الإسلام في مجال التجارة و أعمال الشركات في العصر الحديث إذن نشأ هذا المصطلح كمقاومة و حفاظ و صيانة للفكر الاقتصادي الإسلامي في المجتمعات الإسلامية و كما نحن نعلم أن كثيرا من البنوك عرفت بالبنوك الإسلامية مقابلا بالبنوك التي تخضع للنظام الأجنبي في مجال التجارة و أعمال الشركات المختلفة في العالم الإسلامي.

من هو الأديب الإسلامي؟

إن السمة الأساسية التي يتميز بها الأديب الإسلامي بداهة هي التزامه بعقيدة الإسلام و رؤيته للكون من خلال منظار الإسلام فالأديب المسلم حقا هو الذي يحدد صلاته بالكون و الحياة بحدود الإسلام فينظر إلى الكون نظرة إيمانية ترى فيه صنعة صانع مبدع حكيم فيقرأ آيات القدرة في كل ما تقع عليه عيناه و يستجلى دلائل الوحدانية في كل ما يصوره و يفسر الظواهر و الأحداث بمقتضى العقيدة التي اطمأن إليها قلبه. 35

تأسيسا على ذلك يمكن القول أن الأديب الإسلامي من الضروري أن يكون وسيلة بين المفاهيم الإسلامية و رسالة الإسلام التي جاء بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم و بين أفراد الأمة الإسلامية حيث إنه يقوم بمهمة التقريب و التفهيم و الشرح والتوضيح لمعاني القرآن الكريم و الحديث النبوي الشريف.

طبيعة الرؤية الإسلامية في الأدب

إن الأدب في ظل الإسلام كان و سيظل دعامة قوية من دعائم الكيان الإسلامي الكبير و إن تفرقت بأمم المسلمين السبل و تنكرت لهم الدروب و الأدب في ظل التصور الإسلامي يستطيع أن يعبر عن أدق الانفعالات و أعمق العواطف و أنبل المشاعر و أسماها في ظل النفس السوية التي نجت من أمراض النفسيين و الاقتصاديين و الوجوديين و الفن الإسلامي في مقدمته فن التعبير بالقول وهو – الأدب- شعرا و نثرا فن متفتح على شتى المذاهب الفنية ما دامت منسجمة في اتجاهاتها و تفاصيليها مع حركة الكون و الإنسان و الإيجابية في سبيل الحق و العدل الأزليين و في إطار الجمال لمبدع بعيدا عن التزييف و الكذب و التناقض و انطلاقا من هذه الرؤية فإن الأدب الإسلامي و في مقدمته – فن الشعر – يأبى الانحراف الذي تتبناه بعض المذاهب الأدبية الفكرية في كثير من توجهاتها و تصوراتها إنه يأبى مثلا تأليه الإنسان (كلاسيكيا) و إغراقه الذاتي الأناني (رومانسيا) و تمجيد لحظات الضعف الشري (واقعيا) و يأبى تصوير الانحراف الفكري أو النفسي أو الأخلاقي (وجوديا) فليس ثمة عبث و لا جدوى كما يرى (كامي) ليس ثمة معقولية للحياة و الوجود كما يرى (كافكا) وليس ثمة حرية أخلاقية مطلقة من كل قيد كما يرى (سارتر) ليس ثمة تناقضات نفسية لا نهاية لها تنتهي بالضياع كما يرى (دستوفسكي) ذلك أن الفن الإسلامي و في مقدمته الأدب الإسلامي يستمد تجاربه الصادقة من خلال الحقيقة لا الزيف و من الاستقامة لا الانحراف فللوجود غاية انطلاقا من قول الله سبحانه ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا) المؤمنون الآية 115)36

اعتمادا على هذا الرأي ملخص هذا القول من الممكن أن نبين بهذه العبارة أن الأدب الإسلامي أدب متزن و معتدل بكل معنى الكلمة و لا يوجد الإسراف و الأفراط و التفريط و التقليل بل أدب رفيع و أدب يسمو به الإنسان و يترفع و يترقى فكريا و علميا و أخلاقيا و ثقافيا و سياسيا واجتماعيا لأن هذا الأدب يستنبط و يتولد بعد قراءة متأنية معتمدا على القيم العليا و المثل الرفيعة و طهارة القلب و صفاء النظر و نظافة العقل و الذهن ملتزما و متمسكا بأهداب طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متجها إلى إصلاح الدارالآخرة لأن هناك بون شاسع بين الأدب الذي يهدف الحياة الدنيوية فقط و الأدب الذي يدعو إلى إصلاح الحياة الدنيا و النجاح و الفلاح في حياة الآخرة معا.

الأسس الإعلامية للأدب الإسلامي في العصر الحديث

  1. أن الإعلام الإسلامي وسيلة لدعوة اكتملت فيها نعمة الله تعالى باكتمال دعوته في العالمين و مناسبتها للرقي الإنساني في أرقى مظاهره في كل زمان ومكان
  2. أن الإعلام الإسلامي يحقق الفردية و الجماعية و يخالف عدم التعادلية بين المادة و الروح في حياة الماديين الذين يتجهون إلى نيل أكبر قسط من المادة مع اغفال كثير من المعاني الإنسانية و يخالف الروحانيين الذين ينادون بقتل النفس بالزهد و الحرمان.
  3. أن الإعلام الإسلامي ينبع من شمول التشريع الإسلامي لأنواع الناس و لكافة مراحل تطور الإنسان و بذلك يشمل كيان الفرد و المجتمع بأسره و لا تفرقه بين ذكر و أنثى و لا ميزة للون أو لجنس أو لعارض من عوارض الدنيا و بذلك يسعى الإعلام الإسلامي لتحقيق الإخاء و العدل و الحرية و المساواة.
  4. يراعي الإعلام الإسلامي طبيعة الإنسان و يتفق مع فطرته في كل أمور دينه و دنياه 37
  5. إن أهمية الإعلام الإسلامي لا نستطيع أن ننكر بها حيث إن جزءا كبيرا من الأدب الإسلامي ينشر عن طريق الإعلام في العالم الإسلامي و غيره و إذا قام هذا الإعلام في الدول الإسلامية و غيرها أو على الأقل في الدول الإسلامية بنشر الأدب الإسلامي المقاوم للأدب المنحرف أو أدب العداوة و إهانة الإسلام كان شيئا مفرحا جدا و نجاحا كبيرا في مجال نشرالدين الإسلامي من ناحية و من ناحية أخرى في مجال الأدب الإسلامي يكون انجازا ملحوظا و تقدما بارزا في مجال الثقافة الإسلامية وإذا أردنا أن نستخلص بمجمل ماجاء في النقاط المذكورة أعلاها من الممكن أن نقول أن الإسلام للجميع و المسلم للجميع و القرآن للجميع و الحديث للجميع و التشريع الإسلامي للجميع والتبليغ الإسلامي للجميع هذا يدل دلالة بينة أن هذا الأدب عالمي لأن الرسالة الإسلامية عالمية:

موضوعات الأدب الإسلامي في العصر الحديث

  1. القيم الأخلاقية في القرآن والسنة الشريفة على صاحبها الصلوة و السلام
  2. فقه التشريع في العبادات و المعاملات و العقود
  3. سيرة الرسول و مدح الرسول و صحابة رضوان الله عليهم أجمعين
  4. تمجيد التاريخ الإسلامي و الحث على ارجاع المجد المفقود للتاريخ الإسلامي و المسلمين في أنحاء العالم.
  5. التضامن الإسلامي و الوحدة الإسلامية
  6. مواجهة حرب اللغة العربية
  7. حل مشكلات المسلمين الاجتماعية و الثقافية في أنحاء العالم
  8. حرب البدع و الخرافات و الإرهاب
  9. مواجهة العدو الصهيوني
  10. مواجهة التبشير الصليبي38

وهناك قنوات أخرى كثيرة التي تحتاج المقاومة القوية و المواجهة الباسلة و الكفاح المستمر و الجهود المتتالية تجاه المؤامرات و المهاجمات و الخارطات و الخطات اليهودية و النصرانية التي تستهدف القضاء على الأمة الإسلامية و تدميرها و تمزيقها و تفريقها و تفتيتها و تقسيمها وتضعيفها كما أن هناك ضرورة قصوى و حاجة ماسة إلى النهوض و المبادرة و الصحوة و المشاركة للمسلم المعاصر في أن يلعب دورا ملحوظا لأجل الحفاظ على الكيان الإسلامي للأمة الإسلامية و مصادر الإسلام حتى لا تتوقف مسيرة إبلاغ الرسالة الإسلامية العالمية في كل مكان و في كل زمان كما نستطيع بذلك بالدفاع عنها و هذه مسؤليتنا قبل كل مسؤلية أن نقوم بإبراز أهمية لها و اهتماما بها و التركيز عليها والتمييز بها و استخدام كل الوسائل المتاحة في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى.

ندعو الله تعالى أن يجعلنا خادما لدينه الحنيف و يوفقنا بإصلاح دنيانا و أخرانا بكل التوفيق و صلى الله على محمد و آله و صحبه أجمعين.

هذا و بالله التوفيق و السداد.

File:.png

This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.

References

2 http://www.saaid.net/feraq/mthahb/100.htm2-

-3دكتور حسن الأمراني، مقال حول ( الإسلامية في الشعر المعاصر بالمغرب)، منشورات كلية الآداب و العلوم الإنسانية، سلسلة ندوات و مناظرات رقم 8 سنة 1984م وجدة بالمغرب العربي ص 143

Dr. Ḥasan al Amrany, Islamiyah fi al sh‘er al Mu‘aṣir Be l Maghrib, Silsilah Nadwat wa Munaṭarat , No.:8, 1984, Waḥdat be al Maghrab al ʼaraby, 143

-4دكتور نجيب الكيلاني، مدخل إلى الأدب الإسلامي، كتاب الأمة، قطر عدد 14 ص 32.

Dr. Najyb Alkylany, Madkhal ʼela al ʼadab al islamy, (Qatar: Kitab al ummat), 32

-5سيد محمد قطب، منهج الفن الإسلامي دارالشروق، الطبعة الثالثة سنة 1960م ص 6.

Syyed Muḥammad Quṭab, Manhaj al fan al islmay, (Dār Al Shroq, 3rd Edition, 1960), 6

-6د.حسن الأمراني: نفس المقال السابق، ص: 144

Dr. Ḥasan al ʼamrany, Nafs al Maqal al Sabiq, 144

7_ المصدر السابق ص 144

Ibid., 144

-8دكتور الطاهر أحمد مكي، مقدمة في الأدب الإسلامي المقارن، عين للدراسات و البحوث سنة 1994م ص 3-4.

Dr. Al Ṭahir Aḥmad Makky, Muqaddimah fi al ʼadab al ʼislamy al muqarin, (‘ayn le al dirasat wa al buḥoth , 1994), 3-4

-9دكتور محمد أبو بكر

Dr. Muḥammad Abu Bakar , http://www.startimes.com/f.aspx?t=15506564

-10مصطفي الصادق الرافعي، تاريخ آداب العرب، مكتبة الإيمان بالقاهرة، الطبعة الأولى 1997م ص24.

Muṣtafa al Ṣadiq al raf‘ey, Tarykh ādab al ‘arab, (Cairo: Maktabah al ʼeyman, 1st Edition, 1997), 24

11 - دكتور محمد مندور الأدب و فنونه، دكتور محمد مندور، دارنهضة مصر القاهرة بدون سنة الطبع ص 4.

Dr. Muḥammad Mandoor, Al ʼadab wa funonuhu, (Egypt: Dār Nahḍa Cairo), 4

12 - سورة الشعراء الآية 224-227.

Surah al shu‘arāʼ, Verse No. 224-227

13- أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير ، تفسير القرآن العظيم، [ 700 -774 هـ ]- تحقيق, سامي بن محمد سلامة دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة : الثانية 1420هـ - 1999 م ج 6 ص 173.

Ismā‘il bin ‘umar bin Kathir, Tafsir al Qurʼan al ‘aẓym, (Dār Ṭayyibah le al nashr, 3rd Edition, 1999), 6:173

14 - سورة ابراهيم الآية 24-27.

Surah ʼibrahym ,Verse No. 24-27

15- محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى : 310هـ) تفسيرجامع البيان في تأويل القرآن - تحقيق أحمد محمد شاكرالناشر : مؤسسة الرسالةالطبعة : الأولى ، 1420 هـ - 2000 م ص 567

Muḥammad bin Jarir al Ṭibri, Tafsir jame‘ al bayan fi taʼwyl al Qurʼan, (Beirut: Muassissat al Risalah, 1st Edition, 2000), 567

16- المصدر السابق ص 586.

Ibid., 586

17- دكتور على علي صبح، دكتور عبد المنعم الخفاجي، دكتور عبدالعزيز، شرف الأدب الإسلامي المفهوم و القضية، تحت عنوان " معالم الأدب الإسلامي" الطبعة الأولى دار الجيل سنة 1992م ص 9.

Sharf al ʼadab al ʼislamy al mafhom wa al qḍiyyah, (Dār al Jayl, 1992), 9

18- دكتور واضح الصمد، أدب صدر الإسلام، المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر والتوزيع بيروت لبنان ، الطبعة الأولى 1994م صفحة 66.

Dr. Waḍiḥ al Ṣamad, ʼadab Ṣadr al ʼislam, (Beirut: Al Muassassah al Jam‘eyyah le al Dirasat wa al Nashr wa al Ṭawḍyḥ, 1st Edition, 1994), 66

19- دكتور ابتسام مدهون الصفار الأمالي في الأدب الإسلامي، دارالمناهج عمان الأردن سنة 2006م ص 166.

Dr. ʼibtisam Madhon al Ṣifar, Al ʼamaly fi al ʼadab al ʼislamy, (Jordan: Dār al Manahij, 2006), 166

20- عبدالرحمن البرقوقي شرح ديوان حسان بن ثابت الأنصاري، المطبعة الرحمانية بمصر، 1969م صفحة 248.

‘Abd al Raḥman al barquqy, Sharaḥ Diwān Ḥassan bin Thabit, (Egypt: Al maṭba‘ah al Raḥmaniyyah, 1969), 228

21- المصدر السابق صفحة 28.

Ibid., 28

22- http://ar.wikipedia.org/wiki

23- كان الفرزدق قد دخل المربد في آخر عمره , فلقي رجلا من موالي باهلة و معه زق من سمن يبيعه فسامه الفرزدق به فقال: أدفعه إليك وتهب لي أعراض قوميِ , ففعل وقال القصيدة

24- الرتاح : باب الكعبة , والمقام: مقام إبراهيم

25- دروء : موانع و أصلها كسور الطريق , والحوامي : جمع حامية وهي الحجارة

26- الحجة : السنة . تم تمامي : بلغت أجلي و نهايتي.

27- المنون:الموت حمام : الموت

28 - ديوان الفرزدق، جمعه عبدالله الصاوي، القاهرة، 1936 ج2 ص769 نقلا عن المختار من الأدب الإسلامي دكتور أحمد محمد قدور دارالفكر المعاصر بيروت ط 1، 1993 ص, 49.

Diwān al Firazdaq, (Cairo: 1936), 2:769

29-الخطوب: الأمور العظائم

30- تجتني : تحصد

31- تغترين : تخدعين

32- ديوان أبي العتاهية، دار بيروت للطباعة والنشر بيروت، ط 1986م ص 56.

Diwan abi al ‘atahiyah, (Beirut: Dār e Bearut Le al Ṭiba‘ah wa al nashr, 1986), 56

33- دكتور شلتاغ عبود، الملامح العامة لنظرية الأدب الإسلامي، دارالمعرفة دمشق , سنة 1992م ص 21.

Dr. Shaltagh ‘ubod, al Malamiḥ Al ‘amah le Naẓriyyat al ʼadab al ʼislamy, (Beirut: Dār al ma‘rafah, 1992), 21

34- دكتور عبد الباسط بدر، مقدمة لنظرية الأدب الإسلامي، دار المنارة جدة ط 1 سنة 1985م ص 86.

Dr. ‘Abd al Basiṭ Badar, Muqaddimah le Naẓriyyat al ʼadab al ʼislamy,(Jeddah: Dār al Manrah, 1985), 86

35- دكتور مصفى عبد الواحد، من سمات الأدب الإسلامي، رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة سنة 1993م ص 22-23.

Dr. Muṣfy ‘Abd al Waḥid, Sammat al ʼadab al ʼislamy, (KSA: Rabiṭah al ‘alam al ʼislamy, 1993), 22-23

36- دكتور صابر عبدالدايم، الأدب الإسلامي بين النظرية و التطبيق، دارالشروق القاهرة ط 2 سنة 2002م ص 59-60.

Dr. Ṣabir ‘Abd al daʼem, Al ʼadab al ʼislamy byn al naẓriyyah wa al taṭbyq, (Cairo: Dār al Shurooq, 2nd Edition, 2002), 59

37- دكتور عبد العزيز، شرف الأدب الإسلامي و مواكب النور، دارالجيل بيروت لبنان ط 1 سنة 1993م ص 50-51.

Dr. ‘Abd al ‘Aziz, Sharf al ʼadab al ʼislamy wa mwakib al Noor, (Beirut: Dār al Jayl, 1st Edition, 1993), 50-51

38- الأدب الإسلامي المفهوم و القضية مجموعة من الدكاترة ص 355-356.

Al ʼadab al ʼislamy al mafhoom wa al Qaḍiyyah, 355-356

Loading...
Issue Details
Article TitleAuthorsVol InfoYear
Article TitleAuthorsVol InfoYear
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...
About Us

Asian Research Index (ARI) is an online indexing service for providing free access, peer reviewed, high quality literature.

Whatsapp group

asianindexing@gmail.com

Follow us

Copyright @2023 | Asian Research Index