Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Journal of Islamic and Religious Studies > Volume 2 Issue 1 of Journal of Islamic and Religious Studies

العلامة المفكر البروفسير عون الشريف قاسم السوداني: حياته وفكره ومؤلفاته |
Journal of Islamic and Religious Studies
Journal of Islamic and Religious Studies

Article Info
Asian Research Index Whatsapp Chanel
Asian Research Index Whatsapp Chanel

Join our Whatsapp Channel to get regular updates.

تمهيد:

لعل من الملفت في حياة العلامة المفكر البروفسير عون الشريف قاسم أنه بالرغم من الحياة الحافلة التي عاشها والمناصب الرفيعة التي تولاها والمؤلفات الكثيرة التي قام بتأليفها فإنه لم يجد من الشهرة خارج بلده السودان حظا يليق بمكانته الفكرية والأدبية، وربما يرجع ذلك إلى ضعف الإعلام في بلده وعدم اهتمام الإعلام الخارجي بالمبرزين في بعض البلدان الإسلامية والعربية كالسودان مثلا.

وما البروفسير عون إلا مثال لكثير من مفكري العرب والمسلمين ممن لم تصل إليهم يد الإعلام بما يتناسب مع مكانتهم لتبين مكانتهم السامية الرفيعة في الفكر والأدب، وما يؤيد قولنا هذا أن أديبا مثل الطيب صالح لم يكن ليتبوأ ما تبوأه من مكانة لو أنه عاش حياته في بلده السودان ولم تتح له ظروف النشأة في الغرب ما أتاحت له من الانتشار والشهرة التي يستحقها.

لذا فقد رأيت أن أسلط الضوء على هذا العلم الفذ والبحر الزاخر وقد جمعتني به ـ رحمه الله تعالى ـ دروب العلم فقد تتلمذت على يديه طالبا في الدراسات العليا فوجدت فيه سمو الخلق وسمت العلماء وتواضعهم.

حياة العلامة المفكر البروفسير عون الشريف

ولد العلامة المفكر البروفسير عون الشريف قاسم ـ رحمه الله تعالى ـ في شمال الخرطوم بمنطقة حلفاية الملوك[1] في عام 1933م وقد تخرج من جامعة الخرطوم في كلية الآداب عام 1957م ثم نال الماجستير من جامعة لندن عام 1960م ثم الدكتوراه في الفلسفة من جامعة أدنبرة عام 1967م.

تقلد البروفسير عون الشريف قاسم ـ رحمه الله تعالى ـ مناصب مهمة في المجالين الأكاديمي والإداري حيث عمل أستاذا للأدب العربي في جامعة الخرطوم ورئيسا لتحرير مجلة الدراسات السودانية ووزير للشؤون الدينية والأوقاف لمدة عشر سنوات كاملة من عام 1971م وإلى عام 1981م وقد كان رئيسا لمجلس إدارة الصحافة للطابعة والنشر ورئيسا لتحرير مجلة الوادي التي كانت تصدر بالاشتراك بين دار الصحافة السودانية وروز اليوسف المصرية كما عمل مديرا لمعهد الخرطوم للغة العربية ورئيسا لمجلس جامعة الخرطوم.

لعل من السمات البارزة في حياة هذا العالم الجليل أنه بخلاف كثير من مفكري وعلماء السودان كان مهتما بالتأليف والنشر فلكره كما كان متميزا بكثرة ما ألف ونشر بالرغم من المناصب المهمة التي تولاها، فالرجل لم يركن لدعة المنصب ولم تضغله مهامه الرسمية عن التأليف والنشر، فقد صدرت له منذ عودته للسودان بعد أنهى دراسته في انجلترا العديد من الكتب والدراسات، التي يمكن بوضوح رؤية اتجاهين فكريين سار عليهما في منهجه في التأليف.

أولهما:الاتجاه الأكاديمي التخصصي وهو ما ألف فيه العالم البروفسير عون في مجال اللغة العربية والأدب، وهما مجال تخصصه الدراسي، وقد نشرت له في هذا المجال الكثير من الكتب والتي على رأسها قاموسه المسمى قاموس اللهجة العامية في السودان.

ثانيهما:الاتجاه الثقافي: وينتمي هذا الاتجاه للفكر الإسلامي العام غير المنتمي لأي طائفة أو أي جماعة من الجماعات الإسلامية التي كانت ولا زالت تعج بها الساحة السياسية والدينية السودانية، فالرجل كان معروفا بعدم تعصبه الفكري للون معين من ألوان الفكر المذهبي بل يعد صاحب مدرسة فكرية متميزة، تدعو للتسامح والتعايش مع الأخر لذا فقد كان مهتما بدارسة الأصول الفكرية للإسلام في السودان، فجاءت معظم مؤلفاته الفكرية الدينية كدراسة للإسلام في السودان وكتابه الإسلام والعربية في السودان يمثل هذا الاتجاه بوضوح تام.

ويلاحظ أن معظم إن لم تكن كل مؤلفات عالمنا رحمه الله لم تحرج عن هذين الاتجاهين الاتجاه اللغوي والاتجاه الإسلامي وفي كلا الحالتين كان يميل لدراسة الحالة السودانية سواء أكانت من خلال اللغة العربية بدراساته المتعددة عن اللهجة العامية السودانية[2] أو من خلال الإسلام وتغلغله في المجتمع السوداني[3].

يمكننا أذن أن نقسم مؤلفاته رحمه الله وفق هذه الرؤية التي تميز بها وسار على هديها في كل مؤلفاته تقريبا إلى قسمين:

أولا:مؤلفاته في مجال اللغة العربية والأدب:

(أ)كتاب قاموس اللهجة العامية في السودان:

طبع هذا القاموس الفائق الأهمية أول مرة في عام 1972م ثم طبع ثانية في عام 1982م أي بفارق زمني يزيد عن عشرة أعوام بين الطبعتين، مما أتاح للمؤلف فرصة للمراجعة والتعديل بالإضافة والحذف كما ذكر هو في مقدمة الطبعة الثانية، فقد ذكر ذلك قائلا " وقد كان سعي متصلا خلال هذه الفترة في جمع المزيد من الكلمات والعبارات والشواهد، وتنقيح وتصحيح ما سبق أن سجلته من مواد"[4]

يحتوي هذا السفر الكبير على عدد كبير من الكلمات والعبارات والشواهد في اللهجة العامية السودانية، وقد أور المؤلف في مقدمته نبذة عن التنوع الإثني والبيئي الذي يميز السودان والذي انعكس في لهجته العامية العربية. وبين لنا المؤلف بعضا مما امتازت به تلك اللهجة من خصائص وسمات قد تشاركها في بعضها اللهجات العربية الأخرى في أقطارها المختلفة، كما أورد شواهد عديدة على أن بعض هذه السمات له أصول وجذور في العربية الفصحى.

ومن هذه السمات على سبيل المثال: الإبدال والقلب والحذف والزيادة والنحت. كما أورد بعض السمات المحلية للهجة العامية السودانية مما تفردت به دون غيرها من اللهجات العربية وهو ما سماه بالظواهر المحلية. كذلك أورد المؤلف بعض الظواهر غير العربية في تلك اللهجة في التراكيب والمحتوى.

وتحتوى المقدمة على كشاف للرموز التي استخدمها المؤلف وكيفية الكشف عن معاني الكلمات في قاموسه.

أحدث هذا القاموس ضجة كبيرة في الأوساط الفكرية والثقافية عند ظهوره في طبعته الأولى. فقد هاجمه البعض بحدة أنه دعوة للعامية واهتمام بها وكان الأولى الاهتمام بالفصحى لغة القرآن الكريم، كما انبرى له البعض مدافعا ومرحبا به باعتباره جهدا فكريا لتأصيل اللهجة العامية السودانية.

غير أن أهم ما كتب عنه تلك الدراسات التي قامت حوله ناقدة وموجه له ومستدركة لما يكون قد فات على المؤلف من أشياء كان الواجب الاهتمام بها. ومن أبرز تلك الدراسات ما قام به باحث سوداني آخر هو الأستاذ عمر محمد الحسن شاع الدين الذي تتبع مواد القاموس مادة بالدراسة والنقد.

(ب)كتاب دراسات في العامية:

صدر عن الدار السودانية للكتب عام 1972م. والكتاب عبارة عن دراسات عامة في العامية العربية، ومكانتها من ثقافة الأمة العربية وشخصيتها، مع التركيز على عامية أهل السودان، ويذكر المؤلف أن القصد من دراسة عامية أهل السودان أن تكون مدخلا لدراسات تفصيلية في العاميات العربية عامة وعامية أهل السودان خاصة[5].

يدحض المؤلف في مقدمة الكتاب فكرة أن دراسة العامية لا جدوى منها، أنها دعوة إلى نبذ الفصحى، وتثنيت وحدة العالم العربي وذلك بقوله إن دراسة العاميات في العالم العربي، ومقارنتها ببعضها بعضا يؤدي للتقارب في مجال التفاهم الشخصي مما يدعم رابطة الفصحى ويوسع من دائرتها([6]). كما يبين أن الغرض من دراسته لم يكن إبراز العامية كبديل للفصحى العامية كبديل للفصحى ولكن الهدف منها هو التعرف على العامية وردها إلى أصولها وتحليل جذورها، وأنها في مجال العامية السودانية عملية مسح فكري وثقافي لازمة كمقدمة لأي دراسة جادة عن المجتمع السوداني في بيئاته المتباينة.

يقسم الكاتب كتابه إلى فصول على حسب ما طرحه من فكرة في مقدمته، فيبدأ أولا بالبحث عن العلاقة بين اللغة والثقافة وكلاهما متصل أوثق الاتصال بالحديث عن الحضارة، كما يقدم مفهوما شاملا عن الحضارة باعتبارها أعم من مفهوم الثقافة، فالحضارة الغربية مفهوم عام يشمل ثقافات متعددة كالثقافة الإنجليزية والثقافة الفرنسية ..... الخ. كما يفرق المؤلف بين الثقافة الرسمية وهي مفهوم متوارث يأخذ كل جيل منها ما يتلاءم مع عصره وبين الثقافة الشعبية التي هي ما تمثله شخصية الجماعة من الثقافة الرسمية فيتسرب في وجدانها ويصبح جزءا من اللاشعور الذي يوجه حياتها الخاصة والعامة وهو الذي يمنح الأمة أهم مقومات شخصيتها[7]. يحاول المؤلف بهذه المقدمة التمهيد لدراسة المكونات الحضارية والثقافية للمجتمع السوداني وتأثير ذلك في اللهجة العامية السودانية، خاصة ما أسماه بالثقافة الشعبية وبمكونات العقل الشعبي الذي يبينه لنا ويجلو ثقافته اللسان الشعبي أو اللهجة العامية[8].

تطرق المؤلف لعدة عوامل تأثرت بها العامية السودانية ومن أهمها تأثرها باللغات القديمة وهو تأثر يتراوح بين التأثر البين الملموس، كإضافة مقاطع لها دلالاتها الخاصة للعربية لتحمل نفس الدلالات التي كانت لها في لغاتها الأصلية من مثل المقطع آب وآيب من البيجاوية والمقطع ابق وآق من النوبية هذا بالإضافة لكثير من الأصوات اٌقرب للأفريقية من مثل ذلك الصوت الذي بين النون والجيم. وبين التأثر الخفي في النطق والتراكيب، كالإتباع والتحريك الذي يرده إلى تأثرها بهذه اللغات فغالبية الظواهر النحوية والالتركيبية غريبة على العربية.

يؤكد المؤلف على أن السبب في تنوع اللهجات وتباين أساليب الكلام عند أهل السودان يرجع لا تساع رقعة أرض السودان وتباعد أطرافه واختلاف بيئاته الجغرافية والإنسانية. ويضرب لذلك مثلا بلهجات غرب السودان وخاصة في كردفان فلهجة قبيلة البقارة تختلف عن لهجات الأبالة ولهجات هؤلاء تختلف عن بعضها بحكم الموقع والإختلاط بغيرهم من السكان الأصليين.

يؤكد المؤلف أنه رغم هذا التباين والإختلاف في اللهجات العربية في السودان فإن هناك سمات عامة مشتركة بين المتحدثين بالعربية في السودان، مما يدل على علاقة تقارب واتصال بين مختلف المجموعات العربية في أقطار السودان المتباعدة[9].

في الفصل " العامية في السودان " يخوض المؤلف بشيء من التفصيل في مكونات اللهجة العامية السودانية، ويبين ما أجمله في المقدمة من رواسب اللغات المندحرة في اللهجة السودانية ويورد كثيرا من الشواهد والأمثلة على الأثر الباقي من هذه اللغات في العامية السودانية كبقاء كثير من الألفاظ الخاصة بالزراعة خاصة أسماء الآلات الزراعية القديمة مما لم تكن موجودة في لغة العرب المهاجرين، فكان أن استمرت معظم المصطلحات النوبية والفرعونية الخاصة بالزراعة لحاجة الناس إليها كالساقية وأجزائها فلم يجدوا غير القليل من أسمائها كالحلقة، والعطفة، والدلو أما بقيتها وتتجاوز الثلاثين فكلها نوبي كالكوديق والسبلوقة والتوريق والواسوق والكوريق والسلوكة .... الخ وكذلك الأمر في النبرو والشادوف وكذلك في ألوان الأرض وأنواعها كالكرو والقرير والمقة كما بقيت أسماء الالآت الزراعية... الخ.

يفرد المؤلف صفحات عديدة ليبين صلة العامية السودانية باللغة العربية الفصحى فيوضح أن اللغة العربية نجحت إلى حد كبير في إخضاع اللغات القديمة وهضمت ما بقي من مخلفاتها ولكنها اضطرت بمرور الزمن إلى التكيف معها، وسرعان ما تطورت لغة الحديث إلى لهجة تختلف كثيرا عن اللغة الأم وإن احتفظت بكثير من خصائصها. وبعض هذه الخصائص اندثر في اللغة الأم نفسها في عصرنا الحاضر، ولكن اللهجة السودانية احتفظت بها كأثر شاهد على الأصل القديم الضائع.

ونستطيع بمنتهى السهولة ملاحظة العلاقة القوية التي تربط بين لهجات القبائل العربية في جزيرة العرب. ذلك أن اللغة العربية لم تكن في الأصل لغة واحدة بل كانت خليطا من لهجات مختلفة لقبائل كثيرة تبلورت قبل الإسلام في لغة قريش ولكن مع سيادة قريش فإن كثيرا من القبائل احتفظت بلهجتها الخاصة حتى حين نزحت خارج الجزيرة العربية واستوطنت بلادا منها السودان ويورد المؤلف عددا من هذه الظواهر مثل إبدال الحاء هاء ( حسن/هسن) في منطقة كردفان وتقابل لغة بني سعد بن زيد مناة بن تميم ولغة لخم وعليها قول رؤبة " لله در الغنيات المده يريد " المدح " ومن مثل إبدال العين همزة والهمزة عينا كما في على (ألى) وفي (أمر) عمر وهي لغة من لغات العرب فالعرب تقول موت زؤاف وزعاف. وكذلك مثل لغة طيئ في اقتطاع اللفظ قبل تمامه أو الترخيم عند قبائل الرباطاب والمناصير فيقولون في كتاب كتا(ب) والكلا(م) وكذلك ما نسمعة من بعض قبائل كردفان فتقول أنطيته الكتاب أي أعطيته وهي عربية سعد بن بكر وهذيل وقيس والأنصار وورد في الحديث الشريف " لا مانع لما أنطيت، واليد المنطية خير من اليد الصفلي " وفرئ شذوذا " إنا أنطيناك الكوثر".

لا يقصر الأمر على احتفاظ العامية السودانية ببعض خصائص اللهجات العربية التي تلاشت بل احتفظت ببعض الصيغ التي ضاعت من اللغة العربية الأم. مثل لفظ سجم التي تعني السواد وفي الفصحى سخم وسحم وكذلك ألفاظ مثل انتفش وتحنفش وكذلك اسم الآلة " النجامة " وتستعمل لقص الحشيش وهي مستنبطة من النجم وهو طلع من النبات وكذلك نجد كلمة البعاتي[10] وهي مستخرجة من البعث "حيث تقلب الثاء تاء في عامية أهل السودان"[11].

يسمر المؤلف في التنقيب عن أثر الفصحى في عامية أهل السودان فيوضح ما دخل عليها من ظواهر من لغة فارس واليونان وذلك عن طريق تأثر العربية بهاتين اللغتين فمن الفارسية انتقلت ألفاظ الأطعمة والملابس والأدوات مثل: البالوظة والبازنجان والكعك والجنزيل والتمباك والنشادر ومن الأدوات الطشت أو (التست) والإبريق والجزلان والجنزيرة والدبارة والشوال والبردعة ومن الملابس ألفاظ مثل القفطان والسروال والبشكير وكل ألفاظ الطاولة مثل إليك ودو وسي وبيش وشيش وجهار...الخ. كذلك أخت العامية السودانية من الألفاظ اليونانية الملوخية والبامية والترمس والبقدونس ومن الأدوات الطاجن والالكير والمغنطيس ومنها أيضا المنخوليا والاسطبل والقيراط والعطرون والقانون وغيرها.

أفرد المؤلف في نهاية كتابه فصلا بعنوان بعض مظاهر الفصحى في عامية السودان. ميبنا ملمحا هاما في عامية السودان وهو التشابه الكبير بين الوضع اللغوي السادئ في مناطق السودان الناطقة بالعامية العربية وبين الوضع اللغوي الذي كان سائدا في وسط الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام وبعده بقليل، ففي السودان قدر مشترك من لغة عامة عربية السمات يتفاهم بها الجميع رغم السمات المميزة لكل لهجة من لهجات القبائل المختلفة وهذا شبيه باللغة النموذجية المشتركة بين قبائل العرب والتي اتخذت من لهجة قريش إطارا عاما لها.

هذا القدر المشترك من اللهجة العامية السودانية هو ما حوال المؤلف بيان مظاهر الفصحى فيه فبيّن الفصيح الذي بقي على فصاحته، وكذلك بيّن احتفاظ العامية بظلال المعاني القصيحة وكذلك أوضح بقاء بعض الألفاظ الفصيحة في مناطق بعينها وشيوعها فيها دون سواها كذلك أوضح تفرق المعاني في المناطق المختافة بحيث نجد المعاني المختلفة للكلمة الواحدة تتفرق بين القبائل المختلفة كما بيّن بقاء بعض مشتقات الألفاظ واندثار الأصل وكذلك الألفاظ التي ضاعت من الفصحى وبقيت حية في العامية السودانية كما بيّن ألفاظا ضاع معناها الأصلي واكتسبت معان جديدة، ومن طريف البحث أيضا ما أورده المؤلف عن التغيرات التي أصابت الكثير من الألفاظ في بنيتها بالزيادة أو النقصان والإبدال[12].

وفي نهاية الكتاب أوضح المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ الصلة القوية التي تربط عامية أهل السودان العربية بالعاميات العربية في أقطارها المتعددة، ذاكرا قدرا من الألفاظ المشتركة بين هذه العاميات وبين عامية السودان، ويعترف المؤلف أن هذا باب كبير وشديد الاتساع ويحتاج لدراسات أكثر عمقا وشمولية.

(ج)كتاب شعر البصرة في العصر الأموي:

صدر هذا الكتاب عن دار الجيل بيروت ودار المأمون المحدودة بالخرطوم في طبعته الثانية عام 1991م. وهو عبارة عن الأطروحة التي نال بها مؤلفنا عليه الرحمة درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة إدنبرة عام 1967م والتي أشرف عليها الأستاذان وليام مونتقمري واط وبيير كاكيا وقد أوصت الجامعة بنشرها. كتبت الرسالة في الأصل باللغة الإنجليزية ثم قام المؤلف بترجمتها للعربية وقد كان للدكتور إحسان عباس الفضل في مراجعتها والتدقيق فيها قبل النشر ثم نشرت أول مرة ككتاب من دار الثقافة ببيروت عام 1973م[13].

يبرز هذا الكتاب أهمية دور المجتمع في تشكيل الحياة الاجتماعية للناس، وذلك بتصوير ما تحفل به من أوجه النشاط وإبراز سلبياته وايجابياته. مما يجعل من الأدب والفن أداة فاعلة من أدوات التقدم الاجتماعي.

يعتبر المؤلف أن دراسة الشعر في مدينة البصرة في العصر الأموي هو بمثابة الدراسة للشعر في معظم إن لم يكن كل حواضر الدولة الأموية هذا من جانب ومن جانب آخر كانت مدينة البصرة تمثل التطور الكبير الذي كان يجتاح الأمة العربية وهي تنتقل من صحرائها وبساطة الحياة فيها إلى الأمصار وما يكتنف الحياة فيها من تعقيد هو وليد الصدام بين مواضعات الحضارة ومقتضيات الحضارة[14].

قسم المؤلف الكتاب إلى أبواب وقد أفرد الباب الأول بفصوله الثلاثة لدراسة الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية لمجتمع البصرة. أما الباب الثاني فقد خصصه المؤلف لتبيان منزلة الشعر في مجتمع البصرة. والباب الرابع تحدث فيه المؤلف عن علاقة الدولة بالشعر ثم أفرد الباب الخامس لأثر التحول الاجتماعي على مرتكزاتهم الاجتماعية وانعكاس ذل في شعرهم.

(د)كتاب الإسلام والعربية في السودان:

صدر هذا الكتاب في طبعته الأولى عام 1989م عن دار الجيل بيروت ونشرته دار المأمون المحدودة في الخرطوم.

تأتي أهمية هذا الكتاب كونه يمثل الاتجاهين الفكريين الذين شغلا بال المؤلف طويلا بل كانا همه الأول في معظم كتاباته وهما، الإسلام واللغة العربية في السودان. وقد قسم المؤلف كتابه لجزأين يمثلان هذين الاتجاهين، لذلك تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يحاول فيه المؤلف الربط بين هذين الاتجاهين فهو في الجزء الأول محاولة للبحث عن دور الإسلام في التكوين القومي للسودان وأهميته في الوحدة الوطنية، وتقديم الإسلام كحل لمشكلات المجتمع مع تبيان مفصل للتعليم الديني في السودان من الفترة السابقة للحكم التركي ومرورا بالدولة المهدية وانتهاء بالحكم الوطني بعد الاستقلال مع تقديم تقويم عام ورؤية هذا التعليم.

ويتطرق المؤلف لقضايا بالغة الأهمية يتشكل مستقبلا محور اهتمام المسلمين ليس في السودان فحسب بل في العالم كله. ومن هذه القضايا: البعد الاجتماعي للتشريعات الإسلامية،والتحرك الدبلوماسي والنهج الإسلامي الذي أفرد له المؤلف كتابا مستقلا اسماه دبلوماسية محمد[15]، ووضع غير المسلمين في مجتمع مسلم، كما حفل الكتاب بملحق أورد فيه المؤلف أهم الكتب التي كانت متداولة في أيام دولة الفونج[16] وأهم المساجد والخلاوي[17] أيام الدولة المهدية.

أما الجزء الثاني من الكتاب فقد خصصه الكاتب للعربية في السودان وتطرق فيه للعامية في السودان وبعض مظاهر الفصحى في تلك العامية كما أورد فصلا عن السودان في تاريخ العرب وأدبهم[18].

ثانيا:مؤلفاته في الفكر والثقافة الإسلامية:

(أ)كتاب دبلوماسية محمد:

هذا الكتاب هو بحث المؤلف التي نال به درجة الماجستير بتقدير ممتاز من جامعة لندن أواخر عام 1960م، وقد منحه معهد الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن أحدى جوائزه وهي جائزة روفون قست (Rhuvon Guest) لأحسن دراسة عربية إسلامية بالمعهد لعام 1960ـ 1961م. وقد صدر الكتاب عن قسم التأليف والنشر بجامعة الخرطوم عام 1970. ثم أعيد طبعه عن دار الجيل ببيروت بالاشتراك مع دار المأمون المحدودة بالخرطوم عام 1991م تحت عنوان نشأة الدولة الإسلامية على عهد الرسولص. كما ذكر المؤلف جهودا لترجمة هذا الكتاب للأردية والإنجليزية من قبل دار فانفارد للنشر بلاهور بباكستان بسعي من المدير بالإنابة لمعهد التدريب الدبلوماسي بالخارجية الباكستانية والدكتور أفضل إقبال والذي له كتاب باسم " الدبلوماسية في الإسلام"، ولكني لم أقف على هذه الترجمة وهل أنجزت أم لا.

والكتاب عبارة عن دراسة لنشأة الدولة الإسلامية في ضوء رسائل النبيص، فالكتاب فريد من حيث اعتماده في دراسته لنشأة الدولة الإسلامية على مجموعة من الوثائق التي تمثلها رسائل النبيص، ومعاهداته التي تحدد العلاقات بين السلطة المركزية في المدينة، وبين قبائل العربية في بقية شبه الجزيرة العربية[19]. هذا بخلاف ما درجت عليه الدراسات التي اهتمت بنشأة الدولة الإسلامية معتمدة على الأخبار والسيرة والكتابات التاريخية.

وقد بين المؤلف في مقدمة كتابه الدراسات السابقة لتلك الوثائق كدراسة فنشر فلهاوزن (Wellhausen) لبابين من كتاب ( طبقات ابن سعد) خاصين برسائل النبي وعهوده مع وفود العرب. وقام شبرنجر(Spenger) وكايتاني(Cetani) وغيرهم من المستشرقين بترجمة بعض النصوص لتك الرسائل والمعاهدات ودراستها وقام بعض العلماء في شبه القارة بتجميع وتصنيف لبعضها وترجمتها للأردية فترجم عبد المنعم خان وعبد الجليل خان النعمان ومحمد حميد الله بعض هذه النصوص. خاصة رسالة الأخير للدكتوراه والتي نشرت في كتابه ( مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي وعهد الخلافة الراشدة)[20] .

ولكن كما بين مؤلفنا فإن معظم هذه الدراسات انصبت على إثبات صحة هذه الوثائق ونسبتها لمصادرها كمادة صالحة للبحث التاريخي، فكانت مهمة المؤلف إخضاع هذه الوثائق لدراسة مفصلة ليتمكن بذلك من إثبات صحتها ومكانتها في فهم مجرى التاريخ في هذه الحقبة من حياة الإسلام. وهذا ما قام به المؤلف خير قيام وكان عمدته في تقرير صحة أي نص أن ينسب محتوياته ـ ما أمكن ـ إلى الظروف التي صادت في الزمن الذين قيل إنه كُتِب فيه. كما اتبع المؤلف أسلوبا لغويا في إثبات صحة النصوص بمطابقتها مع تقاليد الكتابة التي تتبين في الأحاديث النبوية المسندة للرسول الكريم ليدعم الروابط النقدية التي اتبعها سابقا.

وقد أوضح المؤلف مرحلتين مرت بهما كتابة رسائل النبي الكريم أولها ما كان قبل فتح مكة وتتميز بتوجهها لكسب العرب في مواجهة قريش، ومرحلة ما بعد الفتح واكتساب الإسلام القوة التي مكنت النبي من فرض شروطه في تلك الرسائل.

وقد اتبع المؤلف في دراسته ترتيب هذه النصوص من حيث الموضوعات باعتباره أفضل الأساليب لصعوبة ترتيبها على حسب المناطق التي أرسلت إليها، أو من حيث الترتيب الزمني، حيث بين الصعوبة في ذلك[21] .

(ب)في صحبة الإسلام والقرآن:

هذا الكتاب صدر أولا في كتابين صغيرين بعنوان ( الإسلام، عرض موجز لأركانه ومصادره) و (في صحبة القرآن) ما بين عام 1971م وكلاهما تعريف بالإسلام والقرآن بأسلوب مختصر مع ذكر أمهات المصادر قديمها وحديثها، ليسهل على القارئ الرجوع إليهما، وقد رأي المؤلف جمعهما في كتاب واحد صدر عن دار الجيل في طبعته الثالثة عام 1991م.

ويذكر المؤلف أنه خص الشباب بهذا الكتاب عله يفتح به أمامهم أوسع الآفاق للتزود من الثقافة الإسلامية في مصادرها الأصلية.

وقد حاول المؤلف في الجزء الأول ( في صحبة الإٍسلام) أن يقدم شرحا مبسطا لأركان الإسلام الخمسة وكما قدم عرضا مبسطا لمصادر التشريع والمذاهب الفقهية الأربعة مع نبذة موجزة عن بعض الفرق الإسلامية الكبيرة كما قدم فهرسا بأهم المراجع والمصادر الهامة فيما تطرق إليه من موضوعات.

أما الجزء الثاني من الكتاب وهو ( في صحبة القرآن) فقد بين في أوله أهمية القرآن، ككتاب منزل، ثم بين مراحل جمعه وكتابته ثم تطرق في الفصل الرابع منه للأحرف السبعة في القراءات متعرضا بإيجاز للقراءات السبعة وخص الفصل الثامن منه بالكلام عن أشهر التفاسير. أما الفصل الأخير فقد أرده المؤلف للحديث عن التأليف في علوم القرآن مبينا أهم ما كتب عن القرآن من كتب ومؤلفات.

(ج) كتاب الرسالة الخاتمة:

طبع هذا الكتاب أول مرة عام 1979م، ثم كانت طبعته الثانية عام 1990م في فترة كان يمر فيها العالم الإسلامي بظروف صعبة أصابت الكثيرين بإحباطات شتي خاصة بعد أن ظن المسلمون أنهم مقبلون على عهد جديد بعد أن تخلصوا من الاستعمار القديم، فكانت الحرب الإيرانية العراقية، والتدخل الروسي في أفغانستان، والحرب الأهلية في لبنان[22].

في هذا الكتاب يحاول المؤلف أن يذكر المسلمين بمنهج الإسلام وإسهامه في تشكيل حياة المسلمين وهم يتخطون عقبات القرن الخامس عشر الهجري. كما يحاول المؤلف أن يبين للمسلمين أن المخرج مما هم فيه هو في معرفة دينهم والتمسك به، فجاءت فصول الكتاب متوافقة مع ما يحتاجه المسلم ليتزود به في بناء الفرد والجماعة وبين العلم والإيمان والإسلام والعلم والإنسان والتقدم والجهاد الأكبر والتنوع في إطار الوحدة والإسلام ومستقبل الإنسانية.

(د)كتاب: في معركة التراث:

كانت فصول هذا الكتاب موزعة، في صورتها الأولى على كتابين ـ كما ذكر المؤلف في مقدمة الطبعة الثالثة ـ هما " من قضايا البعث الحضاري" الذي صدر عام 1971م. و " في معركة التراث " الصادر عام 1072م. وللتقارب الكبير بين موضوعات الكتابين رأي الكاتب الجمع بينهما في كتاب واحد باسم " في معركة التراث " الذي صدر في عام 1979م.

والكتاب جاء كما يقول المؤلف كرد فعل بالرجوع للذات بعد غربة المؤلف عن وطنه فترة دراسته في الغرب. فالمؤلف لم يبعث فيه الغرب الرهبة ولا الانبهار بحضارته كما هو متوقع بل زاده تمشكا بحضارته وبالرجوع لتراثه العربي والإسلامي ليكتشف فيهما ذاته وأصالته كمسلم[23]، فالكتاب عبارة عن رجع صدى لمرحلة من مراحل الوعي بالذات الذي افتقده المؤلف في ديار الغربة، وفيه دعوة للشباب المسلم لبذل الجهد لإحياء تراثهم ومعايشته ليتصل الماضي بالمستقبل.

(ﻫ)كتاب الإسلام والبعث القومي:

هذا الكتاب عبارة عن محاضرات أو مساجلات كتبها المؤلف في مناسبات فكرية وقومية مختلفة، عندما كان وزيرا للشؤون الدينية والأوقاف، بين عامي 1971م وعام 1979م وقد طبع لأول مرة عام 1976م وفي هذه الطبعة الثانية عام 1989م أعاد النظر في بعض ما كتب وأضاف المؤلف كثيرا من المواد.

يحاول المؤلف في هذا الكتاب التنبيه لخطر الاغتراب الثقافي لبعض المسلمين الذين سيطرت عليهم غلبة الثقافة الغربية وأخذوا يصدون عن التراث الحضاري لأمتهم ويعتقد بأن خطر هؤلاء أشد من خطر الغربيين أنفسهم لما أصابهم من مسخ فكري، لذا فقد جاءت فصول الكتاب لتبين أن المستقبل للإسلام ثم توضح الكثير من الأسس الفكرية في الإسلام ويدعوا الكاتب في بعض فصول الكتاب للإعداد لمعركة المستقبل كما يتطرق لقضايا كانت ولا زالت تهم الأمة الإسلامية مثل ظاهرة استغلال الدين في السياسة وغيرها، وكمعركة التحرير الحضاري و"استعارة الأصالة والمثقف" وتحديات العصر.

رغم أن الكاتب كان مهتما بقضايا كانت تبدو ملحة في زمنه إلا أن كثيرا من تلك القضايا لا زالت مثار اهتمام والمفكرين والعامة من الناس. كمسالة التضامن الإسلامي والتعريب والتقدم وما يماثلها من قضايا تدل على بعد نظر المؤلف واستشرافه لقضايا مستقبلية في مسيرة الأمة الإسلامية.

(و)كتاب من صور التمازج القومي في السودان:

كانت الطبعة الأولى لهذا الكتاب عام 1988م تحت عنوان " حلفاية الملوك: التاريخ والبشر" ، أما الطبعة الثانية فقد كانت في عام 1990م عن دار جامعة أم درمان الإسلامية للطبعة والنشر وهي طبعة مزيدة ومنقحة.

والكتاب عبارة عن دراسة في تاريخ منطقة حلفاية الملوك[24] السياسي والاجتماعي والثقافي وعلاقة أهلها بقبائل السودان المختلفة خلال العصور.

ولطبيعة الكتاب الوثائقية فقد اعتمد الكاتب على المئات من المعاونين له من داخل الحلفاية وخارجها للمساعدة في جمع وتحقيق الوثائق التي شكلت مجموع كتابه. وقد استغرق هذا العمل الكبير ما يقرب من خمسة عشر عاما قبل أن يرى النور في طبعته الأولى.

وترجع أهمية هذه المنطقة وجدارتها بالدراسة لما تتمتع به من خصائص تاريخية وجغرافية مما يجعلها نموذجا رائعا لما حدث في كل أنحاء السودان خلال القرون المتطاولة من تلاقح وتمازج وانصهار لكل العناصر البشرية في بوتقة الوحدة الوطنية التي صاغت الشخصية السودانية صياغة فريدة يرفد فيها تنوع العناصر وحدة الأمة.

ويقدم الكتاب بجانب تاريخ منطقة الحلفاية دراسة فريدة للخريطة البشرية للمنطقة وذلك بتتبع أنساب القبائل المختلفة التي تسكن المنطقة وإرجاعها إلى أصولها العربية والتي تبلغ ست عشرة قبيلة موزعة على اثنتين وأربعين ومائة أسرة كبيرة[25].

يعتبر هذا الكتاب موسوعة اجتماعية فريدة لهذه المنطقة ومرجعا مهما يبين صورة من التمازج السكاني لأهل هذه المنطقة التي تعتبر نموذجا مصغرا للسودان الكبير.

خاتمـة:

ما قدمته من نبذة صغيرة عن الحياة الحافلة التي عاشها المفكر والعالم البروفيسر عون الشريف قاسم تعتبر قيضا من فيض عمَّ خيره الكثيرين، فقد أثرى الحياة الفكرية والمكتبة السودانية خاصة والمكتبة العربية والإسلامية بعدد معتبر من الكتب والمؤلفات التي أوردت معظمها فيما قدمته ولا يزال بعضها لم تتم طباعته إلى الآن، كما أنني قصرت اهتمامي بكتبه ( عليه رحمة الله) المشهورة والمتداولة ولم أتطرق للعديد من مقالاته الصحفية التي نشرها على امتداد حياته الحافلة.

 

حوالہ جات

  1. الهوامش والمصادر ()تقع حلفاية الملوك على بعد حوالي السبعة أميال شمال الخرطوم بحري وكانت تعرف بالحلفاية ولما انتقل إليها العبدلاب واتخذوها عاصمة لهم أضيفت إلى ملوك العبدلاب فأصبح اسمها الشائع حلفاية الملوك وهناك روايات كثيرة عن معنى الحلفاية ويرجح المؤلف أن يكون اسمها مأخوذا من نبات الحلفا المنتشر في تلك المنطقة. من كتاب " من صور التمازج القومي في السودان" للبروفسير عون الشريف قاسم ـ الطابعون جامعة أمّ درمان الإسلامية للطابعة والنشر الطبعة الثانية 1990م.
  2. ()أنظر كتابه اللهجة العامية في السودان بجانب عمله الضخم قاموس اللهجة العامية في السودان.
  3. ()ارجع لكتاب الإسلام والعربية في السودان.
  4. ()مقدمة الطبعة الثانية من القاموس صفحة (5).
  5. ()مقدمة كتاب دراسات في العامية، صفحة (3).
  6. ()المرجع السابق نفسه ورقم الصفحة نفسها.
  7. ()دراسات في العامية، صفحة (12).
  8. ()دراسات في العامية، صفحة (14).
  9. ()دراسات في العامية، صفحة (24).
  10. ()البعاتي اسم يدل على الشخص الذي يموت ثم يبعث من موته في التراث الشعبي ويستخدم في قص الأطفال والحكايات الخرافية (36).
  11. ()دراسات في العامية، صفحة (36).
  12. ()دراسات في العامية، صفحة (75).
  13. ()من مقدمة كتاب شعر البصرة في العصر الأموي بقلم المؤلف صفحة (5).
  14. ()شعر البصرة في العصر الأموي دراسة في السياسة والاجتماع صفحة (19).
  15. ()انظر كتابه دبلوماسية محمد الصادر عن قسم التأليف والنشر بجامعة الخرطوم ( دون تاريخ).
  16. ()دولة إسلامية قامت في السودان في القرن السادس عشر الميلادي.
  17. ()الخلاوي جمع خلوة وهي مكان يخصص لتحفيظ القرآن الكريم للصغار وهي تعادل الكتاب في مصر. وقد لعبت دورا كبيرا في التعليم الديني في السودان ولا زالت.
  18. ()كتاب الإسلام والعربية في السودان دار الجيل 1989م.
  19. ()مقدمة كتاب دبلوماسية محمد صفحة(1).
  20. ()Documents Sur La Diplomatic Musulamane,Paris1935.
  21. ()دبلوماسية محمد، صفحة (5).
  22. ()مقدمة كتاب الرسالة الخاتمة. طبعة دار الجيل عام 1990م.
  23. ()الرسالة الخاتمة (6).
  24. ()الحلفاية مكان مولد المؤلف وله موقع ومكانة في تاريخ السودان الوسيط.
  25. ()انظر إلى القسم الثاني من صور التمازج القومي في السودان ص 153.
Loading...
Issue Details
Article TitleAuthorsVol InfoYear
Article TitleAuthorsVol InfoYear
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...
About Us

Asian Research Index (ARI) is an online indexing service for providing free access, peer reviewed, high quality literature.

Whatsapp group

asianindexing@gmail.com

Follow us

Copyright @2023 | Asian Research Index