8
1
2019
1682060032214_700
1-20
https://www.numl.edu.pk/journals/subjects/156775314807-01-104-ARB-V7-2-18-Formatted.pdf
https://numl.edu.pk/journals/subjects/156775314807-01-104-ARB-V7-2-18-Formatted.pdf
مقدمة
لاشك في ذلك أن علم العقيدة الصحيحة من أجلّ العلوم الإسلامية وأشرفها؛ لأن أمور العقائد مثل النبوات وكلما يتعلق بأمور الآخرة من بعث وجنة ونار،وخاصة منها بمعرفة الله تعالى وأفعاله وصفاته وحقوقه على عباده؛قد تكفّل الله بحفظها وحفظ مصدريها كتاب الله عزّوجلّ وسنة رسوله r حيث قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾([1])،كما اصطفى أناساً من السلف والخلف الذين يحفظونها ويتعلّمونها ويدافعون عنها.
وقد اعتني الأنبياء والرسل بتصحيحها وتأصيلها منها الرسولe حيث تلقّاها من ربه تبارك وتعالى عن طريق الوحي، وبيّنها لأصحابه، والصحابة علّموها التابعين، والتابعون إلى من بعدهم.
ومن الذين سخّرهم الله للدفاع عن العقيدة الربانية والدعوة إليها في شبه القارة الهندية رحمت الله الهندي، وثناء الله أمر تسري،وغيرهما،ومن باكستان جماعة من العلماء منهم (العلامة إحسان إلهي ظهير) الذي لم تأخذه في سبيل دفاع هذه العقيدة الإسلامية لومة أيّ لائم، وقد نجد حياته رحمه الله مليئة بخدمة الدين، فقد تصدّى لدراسة ونقاش أفكار للفرق والتيارات المعاصرة المنتمية إلى الإسلام،مثل البابية، والبهائية، والقاديانية، والصوفية، والإسماعيلية الباطنية، والشيعة، وذلك من خلال تأليفاته، وخطبه في المساجد، ومحاضراته وندواته ومؤتمراته، رغم وجود المخاطر المحدقة به.
ومع إحساس العلامة رحمه الله بالخطر من حوله استمر في الدفاع عن العقيدة الصحيحة والرّد على أقوال الضالين، والمغالين، والمنتحلين، والمنحرفين كاشفاً لخباياهم، وخفاياهم، وعقائدهم، وأفكارهم المخالفة لدين الله عزّوجلّ، وقد قال الشيخ إحسان إلهي: "نفسي وجسمي ومالي وعرضي جعلتها فداء لوجه ربي وابتغاء مرضاته" ([2]).
وبناءً على جهود الشيخ الفائقة في الدفاع عن العقيدة الصحيحة والرد على الفرق المخالفة وتفنيدها خاصة القاديانية اخترت كتابة هذا البحث فإن كان ما أحرره صوابا فبفضل الله عزّوجلّ وكرمه، وإن يكن هناك خطأ فهو من طبيعة الإنسان، وخير الخطائين التوّابون.
أهداف البحث
1 - إلقاء الضوء على شخصية الشيخ إحسان إلهي ظهير ومكانته العلمية
2 - إلقاء الضوء حول جهود الشيخ إحسان إلهي ظهير ودوره في تقرير العقيدة الصحيحة والدفاع عنها
3 - إيضاح عنايته بالرد على الفرق المخالفة ومنهجه في ذلك
4 - الإطلاع بعنايته الخاصة بالرد على العقائد القاديانية
5 - الإطلاع في تقريره العقيدة بختم النبوة والدفاع عنها
خطة البحث
ويتكوّن هذا البحث من مقدمة وأربعة مباحث وخاتمة.
أما المقدمة فيشتمل على أهمية الموضوع
أما المبحث الأول: فيشتمل على تعريف حياة الشيخ إحسان إلهى ظهير وعقيدته، ومكانته العلمية، وثناء العلماء عليه.
أما المبحث الثاني: فيشتمل على منهجه في الإستدلال على مسائل العقيدة والرد على المخالفين
أما المبحث الثالث: فيشتمل على جهوده في الرد على عقائد القاديانية وتفنيدها
مثل عقائدهم في الله تعالى،والأنبياء، والصحابة، والمسيح الموعود، وتفضيلهم قاديان على مكة والمدينة، والجهاد
أما المبحث الرابع: فيشتمل على جهوده في تقرير عقيدة ختم النبوة والرد على القاديانية باستمرارها.
وأخيرًا الخاتمة وأهم النتائج.
المبحث الأول: تعريف حياة الشيخ إحسان إلهى ظهير وعقيدته،ومكانته العلمية وثناء العلماء عليه
اسمه: إحسان الهي ظهير الداعي العلامة، ابن ظهور إلهي بن أحمد الدين بن نظام الدين،وأخوه فضيلة الشيخ الدكتور فضل إلهي حفظه الله تعالى، من أسرة "سيتي"، وقد يطلق عليها اسم عائلة " الشيخ "([3]).
مولده
ولد رحمه الله في مدينة سيالكوت سنة 1945م-1364ه،وقيل:1941، وقيل:1940، وهو مدينة التى حصلت شهرة كبري بالعلماء، والمفكرين، والشعراء الإسلاميين مثل العلامة محمد إقبال وغيره،وقد نشأ الشيخ حفظه الله في أسرة مميّزة بالدين والصلاح،وقد قام والده منذ صغره على تربيته الإسلامية المستمدة من القرآن والسنة،كما حرص عليه الصحبة الصالحة، وقد وهبه الله تعالى منذ صغره الذكاء والفطنة، والحب بالعلم([4]).
طلبه العلم ورحلاته
كان إحسان إلهي ظهير ذكيا، فطنا منذ صغره، ويحبّ العلم والعلماء، قد انتقل بعد تكميل دراسته المتوسطة إلى الجامعة المحمدية، حيث تتلمّذ على عدد من العلماء مثل الشيخ أبي البركات وغيره في علوم شتّى مثل: التفسير، والحديث، والفقه وأصوله، ودراسات حول علم النحو والصرف، وعلوم أخرى سوى ذلك في حوالى مدة ثماني سنوات.
وبعد ذلك سجّل في الدراسة العليا في الجامعة السلفية بفيصل آباد، ودرس هنا الصحيح البخاري على يدي الشيخ الحافظ محمد الجوندلوي، وبعد تخرّجه من الجامعة السلفية التحق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة المملكة العربية السعودية سنة 1963م. وتخرّج سنة 1967م، واستفاد هنا على عدد من العلماء علماً جماًّ في مختلف مجالات العلوم، مثل ابن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني،والشيخ حمد الأمين الشنقيطي، والشيح حماد بن محمد الأنصاري رحمهم الله وغيرهم.وقد سار على مسلك السلف في حصول التعليم حيث حفظ عددا من الكتب والمتون في العلوم والفنون المختلفة، مثل حفظه في النحو ألفية ابن مالك، وفي مصطلح الحديث نخبة الفكر لابن حجر العسقلاني،وفي أصول التفسير الفوز الكبير للدهلوي،وفي البلاغة تلخيص المفتاح، كما حفظ أيضا كثيراً من الأحاديث النبوية والأبيات الشعرية سواء في العربية أو الفارسية والأردوية.وكان متقنا في عدة اللغاة المعروفة سوى الأردية مثل: العربية والفارسية والإنجليزية، ورفض التدريس حينما عرض عليه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ورجع إلى بلده لمساهمته في الدعوة إلى الله مصداقا لقول الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾([5])،([6]).
وقد أصدر هناك مجلّة التى سمّاها ( ترجمان الحديث)،وقصده من إصدار هذه المجلّة الدعوة إلى الله تعالى، والدفاع عن الحق، والرد على الفرق الباطلة مثل القاديانية، والاشتراكية، والبهائية وغيرهم، كما يناظرهم في مراكزهم أيضا ([7]).
وقد سافر أيضا إلى بلدان شتى في العالم للتبليغ والدعوة إلى الله تعالى مثل المملكة العربية السعودية، والكويت، والإمارات، وفرنسا، وإيران، ولندن، وأمريكا، وغيرها الكثير، وقد تاب على يديه كثير من الناس خاصة القاديانيون والبهائيون([8]).
مكانته العلمية وثناءالعلماء عليه
إن مكانة الشيخ إحسان إلهي ظهير عظيمة عند العلماء الكبار، وطلاّب العلم وعامة الناس بل عند مخالفيه أيضا سواء في باكستان أو في غيره، خاصة عند العلماء المملكة السعودية العربية، ويظهر هذا من كلام علماء السعودية العربية مثل ما أثنى عليه، ابن باز،وابن جبرين، وعبد المحسن بن حمد العباد،وأبو بكر الجزائري، ومحمد بن عبد الله السبيل، وعطية سالم وغيرهم، بالداعية المناضل، والحب للعلم والعلماء،حيث قال الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله:"لقد كانت تربطني بالفقيد علاقة وطيدة،... وكنت كثيرا ما ألحّ عليه بتوخّي الحذر، وأن لايفرّق نشاطه لئلا يكثر خصومه فيكيدوا له بكيد الشيطان،... ولكن طبعه رحمه الله ونفسه المندفعة للحق فيما يظهر لي، وحبّه في فضح نوايا أهل البغي والفساد، واطلاعه على مقاصدهم الخبيثة جعله لا يتأثر بعذل عاذل، أو دعوة إلى أناة في كفاح باطل"([9]).
وقال الأستاذ الشيخ محمد المنتصر الكتاني: في تقديمه لكتاب إحسان، "القاديانية": "... وبذلك كان الأستاذ إحسان من المجاهدين بلسانه قبل سنانه، وبقلمه قبل سيفه في كشفه عن حقيقة نبوّة متنبي الإنكليز"([10]).
مؤلفاته
قد ألّف إحسان إلهي ظهير كتباً عديدة في العلوم الإسلامية،ولكن نجد أن معظمها تتعلق حول الطائفة والفرق الضالة، حيث يفند فيها على أصحاب الفرق الضالة والملل المنحرفة، وذكر الشيخ أن قصده من هذه المؤلفات الدفاع عن الإسلام، والغيرة عليه، وبيان الحق من الباطل ([11]). وقد وصل عدد تأليفاته 15 كتابا، وقد حصلت مؤلفات الشيخ قبولا كبيرا، وأثرا هائلا لما حوت من المباحث العلمية،كما نقلت معظم تلك الكتب إلى اللغات الأجنبية أيضا ([12]). ومن مؤلفات الشيخ كما يلي:
1.الإسماعيلية تاريخ وعقائد، 2.والبابية عرض ونقد، 3.والبريلوية عقائد وتاريخ، 4.البهائية نقد وتحليل، 5.القاديانية دراسات وتحليل، 6.التصوف المنشأ والمصادر، 7.دراسات في التصوف، 8.والشيعة والتشيع 9.الشيعة وأهل البيت، 10.الرد الكافي على مغالطات د/ عبد الواحد، 11.الطرق المشهورة في شبه القارة الهندية (مخطوط)، 12.النصرانية ( مخطوط)، هذه المؤلفات بالعربية، وهناك كتب التي ألّفها في اللغة الأردية مثل: سقوط دهاكه، وسفر حجاز، والكفر والإسلام، وترجمة كتاب الوسيلة لابن تيمية، وترجمة كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب([13]).
وفاته
لايزال إحسان إلهي في محنة وجهد حول الدعوة إلى الله تعالى، ونشر علمه إلى أن جاء قدر الله تعالى، وكان جالساً في الندوة التى رتبها وعقدها جمعية أهل الحديث في مدينة لاهور، وفي أثناء إلقائه محاضرته في يوم 23/7/1407ه قد أرسلت أحد الأشخاص مزهرية إلى المنصة، وكانت فيها مواد كيمياوية خطيرة فانفجرت فرمت بالشيخ مسافة عشرين أو ثلاثين مترا، ومات تسعة في الحال، أما على العموم فاستشهد في هذه الحادثة 18 من 200 الحاضرين في هذه الندوة، وحوالي عدد 114 مصابا بجروح بين البسيطة والخطيرة، أما إحسان إلهي ظهير فنقل إلى المستشفى العسكري في الرياض في يوم الاثنين 1/8/1407ه، ففاضت روحه هناك، ودفن في جنة البقيع ([14]).
المبحث الثاني: منهج إحسان إلهي ظهير في الإستدلال على مسائل العقيدة والرد على المخالفين
لاشك في أن المصادر الشرعية للعقيدة الإسلامية تؤخذ من المصادر الثلاثة التي ذكر الله تعالى عند قوله: ﴿يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ... ﴾([15])، وأمر الله تعالى بطاعته في الآية المذكورة أمر باتباع القرآن الكريم ،والأمر بطاعة الرسول r أمر باتباع السنة، والأمر بطاعة أولي الأمر هنا أمر باتباع الولاة على الناس، من الأمراء والحكام والمفتين، إذن القرآن الكريم هو الأصل الأول لاستمداد العقائد كما قال تبارك وتعالى: ﴿يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ...﴾([16]) أي عليكم أن تعتقدوا بجميع ما جاء في كتاب الله عزّوجلّ، أما المصدر الثاني، فهو السنة النبوية المبنية على وحي من الله تعالى مثل القرآن،وهي جاءت بعقائد وأحكام عديدة التى لم تذكر في كتاب الله عزّوجلّ مثل: خروج المهدي، وأشراط الساعة، وأحوال الموتي في القبور، وغير ذلك، وقد قال الله تعالى حول أهمية هذا المصدر:﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ...﴾([17])، والرسول r لا ينطق إلا بالوحي، أما المصدر الثالث الإجماع فلابد له أن يكون مستنده من الكتاب والسنة، لأن الحق لايأتي إلا بالوحي،قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾([18]). إذن للعقيدة مصدران أساسيان الكتاب والسنة، أما الإجماع فمبناه على القرآن والسنة.
أما الخطوات التي يتبعها إحسان إلهي ظهير في الرد على الفرق المخالفة فأذكرها في النقاط التالية:
الأول: اعتماده في الرد على الكتاب والسنة ومنهج السلف
عندما نري كتب إحسان إلهي ظهير رحمه الله فنجد أنه يعتمد في ردوده على الفرق المخالفة على الكتاب والسنة، وفهم السلف الصالح لهما، ويستدل إما بآية قرآنية أو حديث أو قول لأحد من السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين، وقد صرّح الشيخ عن هذا في كتابه " البابية" بقوله:"وبيّنت موقف المسلمين في ذلك سالكا مسلك السلف الصالح مستدلا بآيات الكتاب المبين، وأحاديث الرسول العظيم الصحيحة الثابتة"([19])، وأيضا قال:"لا نجعل المحك والمعيار لمعرفة الصدق عن الكذب، والحق عن الباطل، وتمييز الطيب من الخبيث، والجيد من الردئ إلا الكتاب والسنة، وأن الشرع عبارة عن القرآن والسنة وهو الأصل، وعليه تعرض جميع الآراء والأفعال والعقائد والمعتقدات، ويحكم عليها بالصحة والسقم، والحق والبطلان،ولا يلتفت إلى شيء غيره"([20]).
هذه بعض الأمثلة وإلا هناك أمثلة عديدة على اعتماد إحسان إلهي ظهير على الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح في ردوده للفرق المخالفة.وفي الأخير أقول: إن الشيخ كما يكثر في إيراد الآيات والأحاديث على المسألة الواحدة في تقرير العقيدة الصحيحة والرد على الفرق المخالفة.كذلك كان دقيقا في اختيار الدليل الشرعي في محله المناسب واستحضاره لذلك حينما يحاج الخصوم ([21]).
الثاني: مقارنته آراء الفرق المنحرفة وتأصيلها
نحن نجد في كتب الشيخ رحمه الله عند ردوده على الفرق المخالفة أنه يسير بمنهج متميز، وهو أنه يرجع المسائل العقدية حول الفرق التى يتعرض لها إلى أصولها وجزورها حيث يقارن آراء تلك الفرق وأقوالها بعقائد وأقوال الديانات والمذاهب القديمة، يمكن قصده من ذلك زيادة إلى التأصيل العلمي حيث يتضح عوار تلك الفرق التي ردّ عليها ويبين بُعدها عن الإسلام.
حيث يقول عندما يتحدث عن الصوفية:"لا نكتفي بإيراد النص الصوفي، بل نورد معه النص الذي يشابهه من الديانات الأخرى على خلاف ما تعّوده الكُتّاب"([22]).
وهو أحيانا يقارن عقائد الشيعة بعقائد اليهودية، كما يقارن عقائد الصوفية بعقائد البوذية والنصرانية، والعقائد الإسماعيلية بالعقائد الماسونية،والهندوسية والمجوسية،([23]) والعقائد البابية والبهائية بالعقائد النصرانية والمجوسية والمزدكية وغيرها([24])، وكذلك يقارن عقائد القاديانية بعقائد اليهود والنصارى،ويظهر ذلك عندما نسبت القاديانية الولد لله تبارك وتعالى، وكذلك من اعتقادهم أن غلام أحمد خان هو ابن الله تعالى، بل هو عين الله، فقال إحسان إلهي رحمه الله:"تعتقد القاديانية بأن غلام أحمد هو ابن الله، بل هو عين الله"([25])، وقد ذكر الشيخ إحسان، في ذلك أقوالهم أخرى أيضا منها: قول غلام أحمد:"قال لي الله: أنت من مائنا وهم من فشل – الجبن"([26])، وكذلك يقول:"خاطبني الله بقوله: "اسمع يا ولدي"([27])، وغير ذلك من أقوالهم في ذلك ، فبعد ذكر هذه الأقوال يقارن إحسان إلهي ويؤصلّ أفكارهم هذه بعقائد اليهودية والنصرانية الذين نسبوا الأولاد لله تعالى.
الثالث: رعاية إحسان إلهي ظهير بآداب البحث، والتأدب مع المخالف
نحن نرى في كتب إحسان إلهي أنه يراعي العدل حينما يردّ على الفرق المنتمي إلى الإسلام، ويلتزم بآداب البحث والمناظرة كما يتأدب مع الخصوم، ويجتنب عن السبّ والشتم لهم، بل يرفق معهم.كما صرّح عن هذا في كتابه القاديانية حيث يقول: "وراعيت في الكتاب كله أن لا أخرج عن أسلوب البحث وآداب المناظرة، والتزمت أن لا أبني في الهواء ثم أحكم عليه"([28]).
ويقول حول عدم السبّ والشتم مع المخالف: "وأما الشتم والسباب فمعاذ الله أن نسبّ أحدا، ولو دجّالا مثل غلام أحمد القادياني عملا بقول r: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان»([29])،([30])،وكذلك نجد أنه كان متوسطا في الحكم وليس متشددا فيه ولا في القول.
الرابع: التزام إحسان إلهي ظهير رحمه الله ميزان العدل والانصاف مع الفرق المخالفة
الذي يتضح لنا من خلال كتب الشيخ إحسان إلهي من الخطوات التي يتبعها عند ردوده على الفرق المنتمي إلى الإسلام هو رعايته العدل والإنصاف مع الخصوم كما صرّح عنه في معرض ردوده على البهائية التى تمدح المازندراني زعيمها لغته وكتبه بقوله: "هذه هي الدعاوي الكبيرة، وهذه هي مزاعمهم الفارغة الرنانة فلنرى الحقائق، وننظر في الكتب ونضعها وعباراتها في كفة العدل والإنصاف"([31]). أما صور عدله الذي يلتزم في كتبه عند ردوده مع الفرق المخالفة فهي أخذ أقوالهم من كتبهم الأصيلة المعتمدة لديهم ولم يدنهم إلا من أفواههم([32])، وكذلك اعتداله في أخذ أقوالهم،حيث لم يأخذ أقوال المغالين أو الشاذيين منها، بل يأخذ أقوال مشهورين معتدلين منهم الموثوقين عندهم، حيث صرّح ذلك في معرض رده على الصوفية:"ما بنينا حكمنا، ولا وضعنا احتجاجنا واستدلالنا إلا على المتصوفة المشهورين المعروفين، والموثوق بهم المعتدلين لدى الجميع، وذلك أيضا استشهاداً لا استدلالا "([33]). ومن عدله أيضا أنه لا يحكم عند ردوده الفرق المخالفة إلا بعد أن يلمّ بكل ما عندها([34]).
الخامس: استشهاده رحمه الله بآراء السابقين وأقوالهم عند ردوده الفرق المخالفة
مما نجد حول أسلوب إحسان إلهي ظهير رحمه الله ومنهجه حينما يريد الرد على الفرق المخالفة يستشهد بآراء من سبقه سواء من أئمة السلف الصالح، أو من سبقه من العلماء والباحثين والمستشرقين حيث يذكر ما يناسب منها، وهناك أمثلة عديدة في ذلك في كتبه ،كما صرّح بذلك بقوله:"أوردنا تأييدات من قبل الباحثين والكتّاب من المسلمين والمستشرقين الذين اشتغلوا في دراسة التصوف باعتبارها شهادات خارجية بعد الشهادات الداخلية الناتجة من مقارنة النصوص نفسها"([35]).
كما كان من منهجه تقرير عقيدة السلف الصالح حيث كان يعرضها من خلال ردوده ومناقشته كذلك يبرز جهودهم وأقوالهم في تقرير العقيدة والدفاع عنها كما يتضح ذلك في كتبه رحمه الله مثل ابن تيمية رحمه الله حيث ينقل عنه كثيرا في كتبه ([36])، والذهبي رحمه الله خاصة في نقده الرجال الذين معروفين بالكذب، وثناء الله الأمر تسري في ردوده على القاديانية وإبطاله دعواهم، وإفتائه بكفر متبنئهم الغلام القادياني ([37]). حيث قال إحسان إلهي ظهير رحمه الله عند ذكره العلماء الذين تصدوا للقاديانية في ذلك العصر:"فكان على رأس هؤلاء العلماء الشيخ الجليل العلامة ثناء الله الأمر تسري يناظر لحماية الإسلام في شبه القارة الهندية ،وقد جرى بينه وبين الغلام القادياني عدّة مناظرات، ودوما كان الانتصار حليفا للرجل الإلهي، وببطل الإسلام فاستشاط من ذلك المتنبي القادياني غضباً"([38]). وقد ذكر هناك بعض العلماء الآخرين المعاصرين جهودهم في ذلك، ولكن المجال لا يتسع لي هنا لذكرهم.
السادس: مناقشته المسائل بالدقة والشمولية وترجيحه ما يراه مناسبا
مما نجد من منهج إحسان إلهي ظهير في كتبه عند ردوده على الفرق المخالفة هو دقته عند مناقشته للمسائل العقدية مع توسعه بحثا في ذلك وإشباعه، كما يرجّح ما يراه مناسبا أيضا، وهناك أمثلة عديدة في ذلك في كتب الشيخ رحمه الله منها مثلا عند ما يناقش الإسماعيلية ويردّ عليهم وذلك في نسب "الأئمة الإسماعيلية"، فنحن نراه أنه يتوسع في ذلك حيث يعرض الأقوال بالدقة، ويشبع تلك المسألة بحثا ويقول:"لا يمكن لأحد من الباحثين الذين يبحثون في الإسماعيلية ويكتبون عنها أن يتجنب مسألة النسب للأئمة الإسماعيلية في دور الكشف والظهور لما لها من أهمية بالغة حيث أنها أساس هذا المذهب وهذه الديانة؛ لأن عامة الشيعة بجميع طوائفها لايرون الإمامة إلا في أولاد علي رضي الله عنه وأعقابه، وأنها منحصرة فيهم إلى يوم القيامة. وكل شخص آخر مهما كثرت فضائله، وجلّت محاسنه ومناقبه، وعلت حسناته ومآثره ومفاخره لا يستحق الإمامة ولا يتأهل لها، وكل من ينتصب أو يتصدى لها أو يدّعيها لا يكون إلا مبطلا ظالما ناصبا، لأنها حق لأسرة مقدّسة وبيت مقدّس. من بيت علي رضي الله عنه وفاطمة رضي الله عنها المعني بها والمعبر عنها بأهل البيت"([39]).
بعد ذلك يسوق إحسان إلهي ظهير في ذلك عقائد الشيعة وأقوالهم على ما ذكره كما يسوق أقوال الناس الآخرين وأدلتهم من الإسماعيلية وعلماء أهل السنة، والمستشرقين حول نسب الإسماعيلية ما بين مؤيد ومخالف، ثم يذكر الشيخ رأيه ويرجّح ما يراه مناسبا .
المبحث الثالث: جهود إحسان إلهي ظهير رحمه الله في الرد على عقائد القاديانية وتفنيدها
قام العلامة إحسان إلهي ظهير رحمه الله في تأليفاته للدفاع عن العقيدة الصحيحة، والتفنيد على أكثر الفرق المنحرفة في ذلك مثل البابية،والبهائية، والنصرانية، والباطنية، والإسماعيلية، والقاديانية التي ظهرت في آخر القرن التاسع عشر في شبه القارة الهندية، وهي معروفة في باكستان والهند بإسم القاديانية، أما في أفريقيا وبلاد أخرى غيرها فمعروف بإسم الأحمدية تمويها على المسلمين أنهم ينتسبون إلى الرسول r انشأها الإستعماريون الإنجليزيون في شبه القارة الهندية، وهدفهم في ذلك إبعاد المسلمين عن دينهم وعقائدهم، وخاصة عن فريضة الجهاد لكي لا يواجهوا المستعمر باسم الإسلام ([40]).
وإني أذكر في هذا المبحث بالإيجاز بعض عقائد هذه الفرقة وردود الشيخ عليها، مثل عقائدهم في الله تعالى،والأنبياء والصحابة، والمسيح الموعود، وتفضيلهم قاديان على مكة والمدينة، والجهاد.
أولا:تفنيد عقائدهم في الله تعالى
ذكر إحسان إلهي ظهير رحمه الله في كتابه "القاديانية" من عقائدهم في الله تعالى وهي تشبيههم الله بمخلوقاته، وذكر في ذلك عدة عباراتهم التى تبين لنا عقائدهم في الله، مثل قولهم:"إن الله تعالى يصلي ويصوم، ويصحو وينام، ويوقع ويكتب، ويخطئ ويصيب، ويجامع ويلد، ويتجزأ، ويشبه ويجسم([41]) والعياذ بالله". ويقول الغلام أيضا: "قال الله: إني مع الرسول أجيب، وأخطئ ،وأصيب، وإني مع الرسول محيط"([42]). ويقول الغلام:"أنا رأيت في الكشف بأني قدّمت أوراقا كثيرة إلى الله تعالى، ليوقع عليها، ويصدّق الطلبات التي اقترحتها، فرأيت أن الله وقّع على الأوراق بحبر أحمر"([43]). سبحان الله تعالى عما يقول الظالمون.
ثم قام الشيخ لردّ هذه العقائد مستدلا من الكتاب والسنة وإجماع الأمة على بطلانها حيث يقول:"المسلمون كافة وبدون استثناء يعتقدون بأن الله منزّه عن جميع العيوب، والانفعالات البشرية، وأن ليس له ولد ولا والد، ولم يكن له شريك في الملك، وهو مبرأ عن التشبيه والتجسيم"([44]). بعد ذلك بدأ رحمه الله في ذكر الآيات الكريمة التى تدل على تنزيه الله تعالى عن التشبيه والنقائص، مثل ما جاء في آية الكرسي،بأنه لاينام ولا تأخذه سنة ولا نوم، وأنه ليس كمثله شئ كما جاء في قوله تعالى:﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾([45])، وفي سورة الإخلاص وغير ذلك من الآيات العديدة التي فيها تنزيه الله تعالى عن الأولاد، وأنه الصمد ولم يكن له كفوا أحد.
ثانيا: إبطال عقائدهم في الأنبياء السابقين
قد قام إحسان إلهي ظهير رحمه الله بتفنيد أفكار القاديانية ومتبنئها غلام أحمد إذ ما انتقص شأن الأنبياء السابقين، وفوّق نفسه على جميعهم، حيث يقول إحسان إلهي رحمه الله بيانا عن الغلام القادياني أنه: "زاد في غلوائه حتى فضّل نفسه على سائر الأنبياء والمرسلين، وأهانهم عليهم السلام ومسّ بكراماتهم، وسبّ بعضهم وشتم الآخرين كما تهجّم على كرامة سيدي شباب أهل الجنة، وعلى وزيري رسول الله r ورحمائه، وسفّه أصحابه البررة، حملة لواء الإسلام وناشري سنته المطهرة رضوان الله عليهم أجمعين والأئمة المجتهدين، وأولياء الأمة، وأصفيائها"([46]).
وقد ذكر رحمه الله في ذلك عدة أقوال لغلام أحمد القادياني بتفضله نفسه على الأنبياء عموما وبالأخص آدم، ونوح([47])، ويوسف ([48])،ويهين عيسى عليه الصلاة والسلام بأنه يشرب الخمر وغير ذلك من إهانة لا يليق أن يذكر هنا، مثل ما ذكر الشيخ أنه يقول مفضلا نفسه على جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:"إنه أُعطي كل ما أُعطي لجميع الأنبياء والمرسلين"([49]).
بعد ذكر مثل هذه الأفكار والعقائد للقاديانية حول الأنبياء السابقين عليهم الصلاة والسلام قام الشيخ للرّد عليها، وتبيين كذبهم ودجلهم في ذلك، وأن سبّ الأنبياء كفر ولا يمكن أن يصدر مثل هذه العقائد عن أحد من المسلمين([50]).
وبيّن بالتفصيل فضل الأنبياء السابقين وصدقهم وصبرهم، مثل نوح عليه الصلاة والسلام الذي أوذى أشد الإيذاء لإعلاء كلمة الله، ويوسف عليه الصلاة والسلام الذي شهدت النسوة ببراءته وعفته، وعيسى عليهم الصلاة والسلام الذي شهد الله بأنه كان زكيّاً مستدلا من الكتاب والسنة، وأبطل جميع الشبهات، والاتهامات للقاديانية حول هؤلاء الأنبياء المذكورين ودافع عنهم دفاعا قويا([51]).
ثالثا: تفنيده عقيدة القاديانية بأن المسيح الموعود هو الميرزا غلام أحمد
مما ذكر الشيخ إحسان إلهي ظهير كما سبق أن غلام أحمد القادياني فضّل نفسه على الأنبياء السابقين والصحابة رضوان الله عليهم وانتقص شأن هؤلاء، كذلك ادعي نفسه أنه المسيح الموعود فذكر في ذلك عدة أقوالهم، مثل ما قال غلام أحمد:"أقسم بالله الذي أرسلني، والذي لايفتري عليه إلا الملعونون أنه أرسلني، وجعلني مسيحاً موعوداً"([52]).ويقول أيضا:"اتفقت كاشفات كبار الأولياء على أن المسيح يظهر قبل القرن الرابع عشر أو على رأس القرن الرابع عشر، ولن يتجاوز هذا الزمان، والظاهر أنه لم يعلن أحد غيري لهذا المنصب في القرن الرابع عشر، فلذا أنا هو المسيح الموعود"([53]). هذا بالإيجاز وإلا هناك أقوال أخرى المتعلقة بدعوى غلام أحمد بالمسيح الموعود التي ذكرها إحسان إلهي، بعد ذلك ذكر الشيخ أوصاف المسيح الموعود بالأدلة من السنة النبوية،حيث يقول:"... أخبر الرسول r عن مجيئ المسيح الموعود، وبيّن أوصافه، وحدّد شخصيته لكي لا يلعب من لعب به الشيطان..." فبعد ذكر هذه الأدلة أظهر الشيخ كذب المفتري غلام أحمد، وبيّن جميع مواقع دعوى غلام أحمد القادياني من تلك الأوصاف الصادقة ([54])، فجميع هذه الأمور لم يحدث في زمن غلام أحمد التى تدل على بطلان دعواه ومخالفته لقول الله وقول الرسول r .
رابعا: تفنيده عقيدة القاديانية بإلغائها حكم الجهاد أصلا
قام إحسان إلهي ظهير رحمه الله بدفاع عقيدة المسلمين وهي مشروعية الجهاد ومضيه إلى يوم القيامة،بخلاف رأي غلام أحمد وهو إلغائه حكم الجهاد أصلا خدمة للاستعمار الكافر،وطاعته العمياء لهم، حتى جعله من شروط البيعة لمتبعيه حيث يقول:"اليوم أُلغي حكم الجهاد بالسيف، ولا جهاد بعد هذا اليوم، فمن يرفع بعد ذلك السلاح على الكفار، ويسمّى نفسه غازياً، يكون مخالفا لرسول الله r الذي أعلن قبل ثلاثة عشر قرنا بإلغاء الجهاد في زمن المسيح الموعود، فأنا المسيح الموعود ولا جهاد بعد ظهوري الآن، فنحن نرفع علم الصلح ورأية الأمان"([55]). بعد ذلك ردّ إحسان إلهي رحمه الله هذه عقيدته بناءًا على أن القاديانية لم تكتف بإلغاء الجهاد، بل إن عقائدها "الأصلية" الطاعة والولاء للحكومة الإنكليزية([56]). كذلك ذكر الشيخ الأدلة الكثيرة من الأحاديث النبوية على فضل الجهاد في سبيل الله، وأنه ماض إلى يوم القيامة .
خامسا:تفنيد إحسان إلهي ظهير على عقيدة القاديانية في تقديسهم القاديان على مكة والمدينة المنورة
لاشك في ذلك أن مكة هي أم القرى، ومهبط الوحي والكعبة فيها هي قبلة للمسلمين، أما المدينة فهي معقل الإيمان، ولكن كما ذكر إحسان إلهي رحمه الله"أن القاديانيين يعتقدون أن القاديان أي قرية التي ولد فيها غلام أحمد- هي كالمدينة المنورة، ومكة المكرمة،بل أفضل منهما، وأرضها أرض الحرم، وفيها شعائر الله، وتنزل فيها أنوار الله وبركاته،وفيها قطعة من قطعات الجنة، وفيها مقبرة يسلم عليها محمد رسول الله،وقد ورد ذكرها في القرآن، ومسجدها يضاهي المسجد النبوي، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى، بل هذه القرية نفسها تضاهي قبلة المسلمين وكعبتهم"([57]).
بعد ذكر هذه العقائد للقاديانية حول مكة والمدينة ردّ الشيخ إحسان إلهي رحمه الله أقوالهم، وبيّن بالتفصيل حول فضيلتهما مستدلا من الكتاب والسنة ([58]).
المبحث الرابع:جهود إحسان إلهي ظهير في تقرير عقيدة ختم النبوة وتفنيده على القاديانية باستمرارها
كما ردّ إحسان إلهي ظهير على عقائد القاديانية الباطلة مثلا في ذات الله تعالى،وفي الأنبياء السابقين،والمسيح الموعود،وإنكارهم الجهاد،وتقديسهم القاديان على مكة والمدينة كذلك ردّ عقيدتهم باستمرار النبوة، وأنها لم تختم على محمد r، وهذا من أخص جهوده رحمه الله في ردود عقائدهم حيث ذكر أولا أقوالهم في ذلك مثل قول الغلام المتنبي:"إن من نعم الله أن يجئ الأنبياء، وأن لا تنقطع سلسلتهم، وهذا قانون الله لا تستطيعون أن تجابوه"([59]). وقال ابن الغلام وخليفته الثاني([60]):"نحن -أي القاديانية- نعتقد بأن الله لايزال يرسل الأنبياء لإصلاح هذه الأمة وهدايتها على حسب الضرورة"([61]). ونحن نجد في كتاب الشيخ "القاديانية" أنه يسوق أقوالا لهم كثيرة في ذلك حيث يثبت من بعض هذه الأقول أن الميرزا غلام أحمد نبيهم المزعوم أفضل من جميع المرسلين السابقين بما فيهم محمد r أيضا: مثل قول المتنبي:"أنا وحدي أعطيت كل ما أُعطي لجميع الأنبياء"([62]). وعلى هذا البناء يعتقدون أيضا كما ذكر الشيخ أن جبريل عليه السلام ينزل على الغلام بالوحي مثل ما ينزل على محمد r،وهذا الوحي كالقرآن الكريم ويجب الإيمان به. وكذلك يقول حول وجوب الإيمان بوحيه الذي أنزل عليه:"والله العظيم أؤمن يوحي كما أؤمن بالقرآن، وبقية كتب أنزلت من السماء، وأنا أؤمن بأن الكلام الذي ينزل علىّ من الله، كما أؤمن بأن القرآن نزل من عنده"([63]). وكذلك سمّي ميرزا غلام أحمد حول الكتاب الذي أنزل عليه المبين([64])، بل ذكر الشيخ أنه قال: "إن ما أنزل عليه أفضل من جميع ما أنزل على الأنبياء السابقين"([65]).
بعد ذكر مثل هذه العقائد للقاديانية قام إحسان إلهي ظهير للردّ عليها مستدلا بالقرآن والسنة والإجماع؛ لأن تلك عقيدة القاديانية مخالفة لما ثبت بالمصادر الإسلامية المذكورة، والذي يثبت من نصوص القرآن والسنة أن النبوة ختمت بمحمد r، ولا ينكرها إلا كافر، وقد أجمعت الأمة الإسلامية على ذلك كما ذكر إحسان إلهي ظهير بقوله:"أجمعت الأمة الإسلامية على أن رسول الله r خاتم النبيين لا نبي بعده، وكل من يدعي النبوة بعده إما كذّاب دجّال وإما مخبول، ففي هذه المسألة لم يختلف اثنان من أمّة محمد r من السلف والخلف"([66]). وكما قال في مكان آخر أيضا:"ومن اعتقادات القاديانية، أن جبريل ينزل على غلام أحمد، مع أن المسلمين كافة يعتقدون بعدم نزول جبريل بعد محمد r"([67]). ثم ذكر الشيخ كثيراً من النصوص القرآنية التى تبطل ما يعتقده غلام أحمد حيث قال الشيخ رادّا على القاديانية:"... القاديانية تقول:"إن غلام أحمد القادياني هو النبي والرسول، ويقول الله عزّوجّل:﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾([68])، فهذه الآية نص في المسألة وظاهرة في معناها ولا تحتاج إلى أيّ تأويل وتوضيح، ويفهم منها من له أدنى إلمام باللغة العربية أنه «لا نبي بعد محمد r»([69]). وكذلك استدل الشيخ بنصوص آخرى مثل قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ...﴾([70]) ،وقوله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ﴾([71])، وقوله تعالى:﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾([72])، وكذلك استدل الشيخ من الأحاديث النبوية على ختم النبوة على محمد rمثل قوله:«r إني آخر الأنبياء، وإن مسجدي آخر المساجد»([73]).وبحديث قوله r :«لاتقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالون كلهم يزعم أنه رسول الله وأنا خاتم النبيين لانبي بعدي»([74]). وغير ذلك من الأحاديث التي استدل بها الشيخ للرد على القاديانية في تفنيد عقائدهم باستمرار النبوة، وإبطال الشبهات التى أوردوا حول هذه الأحاديث الدالة على ختم النبوة، كما أورد أقوال العلماء والمفسرين أيضا مبطلا تلك الإيرادات والشبهات ولا مجال لذكر هذه الأقوال هنا ([75]).
وكذلك نجد في كتاب الشيخ أن غلام أحمد ينتقص شأن الرسول rويفضل نفسه عليه، مثل ما قال:"إن النبي r له ثلاث آلاف معجزة، ولكن معجزاتي زادت على مليون معجزة"([76]). ويقول منتقصا شأن الرسول r "وأما تجليات كمالات رسول الله ما كانت راقية إلى منتهاها، بل هذه التجليات بلغت ذروتها في عهدي وفي شخصي"([77]). كما يفضل نفسه عليه r بقوله:
لقد خسف القمر المنير وأن لي غسا القمران المشرقان أتنكر([78])
فنجد هنا أنه يفتخر بخسف القمر والشمس كلاهما بينما النبي r ما خسف له إلا القمر فقط. فهناك أقوال عديدة للقاديانية في ذلك.
بعد ذكر هذه الأقوال للقاديانية قام الشيخ للرد عليها مستدلا من الكتاب والسنة بمثل آيات القرآنية التي فيها تهديد من الله تعالى وتنبيهه للذين يرفعون أصواتهم فوق صوت النبيى r بحبوط الأعمال مع أنهم مؤمنون، فماذا يكون مصير مثل غلام أحمد الكذّاب على شخصية الرسول r، كما ردّ الشيخ على القاديانية في مسألة الصفات العالية الرفيعة والكمالات التي أطلقوها على غلامهم المتنبي، والحال أنه عار عن تلك الصفات، بل عكس ذلك، هو صاحب الجبن والنفاق والمتعبد للكفار، أما النبيr فكان أشجع الناس وأصدقهم ولم ينحن أمامه أحد من الجبابرة، والفراعنة ([79]). كما ردّ الشيخ تفضيل غلام أحمد نفسه على رسول الله r بأنه لا تساوي أدنى رجل من خدّام رسول الله r، وماذا يكون موقفه أمام الله تعالى يوم القيامة على إهانة رسول الله؟ وقد فضّله الله على سائر الموجودات، ولقبه برحمة للعالمين. بعد ذلك ذكر الشيخ عدة فضائل للرسول r مثل الإسراء والمعراج، وإمامته جميع الأنبياء، وحمله لواء الحمد يوم القيامة، وغفران الله تعالى له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ورسالته إلى كافة الناس وغير ذلك من أوصافه r، وفي الأخير دعا متّبعي غلام أحمد إلى التوبة والمغفرة والرجوع إلى الدين الصحيح، وكذلك ردّ جميع معجزات غلام أحمد التى ادعاها، وذكر بعضا من معجزات الرسول r وقال لم يمكن أن نقارن بينها وبين ما ادعى غلام أحمد؛ لأن معجزات النبي r صادقة ثابتة من الكتاب والسنة أما معجزات غلام أحمد ففضيحة مضحكة لا حقيقة لها ([80]).
الخاتمة
وقد توصلت إلى النتائج في هذا البحث، فهي كالتالي: # لاشك في ذلك أن الله تعالى يهئ من الرجال المخلصين على مرّ العصور للدفاع عن دينه والرد عن تأويل الغالين وانتحال المبطلين منهم كان الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله الذي استشهد في سبيل الدفاع عن دين الله عزّوجلّ.
- استخدام إحسان إلهي ظهير رحمه الله السلاحين للدفاع عن العقيدة الإسلامية، النظري مثل التأليفات، والعملي بالخطب والمحاضرات والندوات كما هو دأب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
- انتاج إحسان إلهي ظهير ثمرات طيبة بسبب إهتمام وقته في الدفاع عن العقيدة الإسلامية بالعيش القصير مثل مؤلفاته ومؤتمراته وخطبه ومحاضراته وندواته وأسفاره إلى شتى بقاع الأرض.
- إن من منهج إحسان إلهي ظهير في الدفاع عن العقيدة الإسلامية دراسة كتب السلف الصالح المتعلقة بالعقائد ومعرفته الدقيقة عن الفرق الضالة لإبطال تلك الفرق من أفواهها وكتبها.
- كذلك من منهج إحسان إلهي ظهير شموليته في نقل أقوال الفرق ورعايته الأمانة والتوثيق في ذلك.
- ومن منهج الشيخ في ردوده على الفرق إعتماده على الكتاب والسنة وأقوال السلف.
- وكذلك تبين لنا مما سبق أن الشيخ عند ردوده على الفرق المعاصرة يقارن أقوالهم بالمذاهب القديمة كما يكون مشبعا للبحث ومرجحا ما يراه مناسبا.
- إلتزام الشيخ بالعدل والوسطية مع الفرق الضالة في أخذ عقائدهم من أصل كتبهم، والتأني في الدراسة، والحكم عليها.
- التزام الشيخ عن آداب البحث والمناظرة وموازنة أقوالهم بالكتاب والسنة.
- التزام الشيخ في الرد على جميع عقائد القاديانية الباطلة بالقوة مستدلا من الكتاب والسنة وأقوال السلف.
- تقرير الشيخ عقيدة ختم النبوة وتفنيده أدلة القاديانية باستمرار النبوة بالحجج الباهرة.
هذا ما ظهر من نتائج هذا البحث من خلال دراستى، وفي الأخير أرجو الله تعالى أن يتقبل جهدي المتواضع ويسدّد خطأنا وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
حوالہ جات
- ↑ ()سورة الحجر،الآية:9
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،التصوف المنشأ والمصادر،إدارة ترجمان السنة،لاهور،باكستان،الطبعة الأولى:1406ه،ص:5
- ↑ ()الحازمي،إبراهيم بن عبد الله،موسوعة أعلام القرن الرابع عشر والخامس عشر الهجري في العالم العربي والإسلامي، دار الشريف،الرياض،الطبعة الأولى:1419ه،1/209،والزركلي،محمد خير رمضان يوسف، تتمة الأعلام، دار ابن حزم،بيروت،لبنان،الطبعة الأولى:1418ه، 1/23
- ↑ ()الشيباني،محمد إبراهيم،الجهاد والعلم من الحياة إلى الممات،مكتبة ابن تيمية،الكويت،الطبعة الأولى:1408ه، ص:1
- ↑ ()سورة التوبة،الآية:122
- ↑ ()عبد الشكور،الأستاذ العلامة إحسان إلهي ظهير،حياته ومؤلفاته،إدارة ترجمان السنة،باكستان لاهور،الطبعة الأولى:1406ه، ص:9-10،32
- ↑ ()محمد الصايم، شهداء الدعوة الإسلامية في القرن العشرين،تقديم:محمد عبد الله السمان،دار الفضيلة،القاهرة، ص:163
- ↑ ()عبد الشكور،الأستاذ العلامة إحسان إلهي ظهير،حياته ومؤلفاته،ص:45
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،مقدمة كتاب دراسات في التصوف،تقديم:الشيخ صالح بن محمد اللحيدان،إدارة ترجمان السنة، لاهور،باكستان،الطبعة الأولى: 1409ه، ص: 5
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،مقدمة كتاب القاديانية،إدارة ترجمان السنة،لاهور،باكستان،الطبعة السادس عشر:1404،ص:أ
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،الإسماعيلية تاريخ ونقد،دار عالم الكتب،الرياض،الطبعة الأولى:1406ه،ص:28 – 29
- ↑ ()مجلة المجتمع الكويتية، العدد، 812،في شعبان، عام 1407 ه، ص: 23
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،الجهاد والعلم من الحياة إلى الممات،ص:17
- ↑ ()الدكتور لقمان السلفي،" قصة موت إحسان إلهي ظهير "،مجلة الاستجابة،العدد:11،السودان،ذوالقعدة 1407ه،ص:34
- ↑ ()سورة النساء،الآية:59
- ↑ ()أيضا:136
- ↑ ()سورة النحل، الآية:44
- ↑ ()سورة النساء، الآية: 115
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،البابية عرض ونقد،إدارة ترجمان السنة،لاهور،باكستان،الطبعة السادسة:1404،ص:33-34
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،مقدمة كتاب دراسات في التصوف،ص: 13
- ↑ ()انظر الأمثلة في ذلك في كتب إحسان إلهي ظهير،مثل الشيعة وأهل البيت، إدارة ترجمان السنة،لاهور،باكستان، الطبعة السادس عشر:1404،ص:84 وما بعدها،والتصوف المنشأ والمصادر،ص:72- 73،والقاديانية دراسة وتحليل،إحسان إلهي ظهير،إدارة ترجمان السنة،لاهور،باكستان،الطبعة السادسة عشرة:1404ه،ص:283 وما بعدها
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،مقدمة كتاب دراسات في التصوف،ص:12
- ↑ ()انظر:الأمثلة على ذلك في كتب إحسان إلهي ظهير مثل:الشيعة والسنة،ص:23- 49،والتصوف،ص:8،49، 78،والإسماعيلية تاريخ وعقائد،دار عالم الكتب،الرياض،الطبعة الأولى:1406ه،ص:305
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،البابية عرض ونقد،ص:187ومابعدها، والبهائية نقد وتحليل،إدارة ترجمان السنة،لاهور،باكستان، الطبعة السادسة:1404ه،ص:11- 14،184
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،القاديانية،ص:100
- ↑ ()أيضا،ص:100
- ↑ ()أيضا
- ↑ ()أيضا،ص:12
- ↑ ()الترمذي،محمد بن عيسى،السنن،كتاب البر والصلة،باب ما جاء في اللعنة،رقم الحديث:1977،تحقيق:أحمد محمد شاكر،مطبعة البابي الحلبي،مصر،الطبعة الثانية:1398ه،وقال الترمذي:"هذا حديث حسن غريب"، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي،رقم الحديث:1610، المكتب الإسلامي،بيروت، الطبعة الرابعة: 1405ه، 2/ 179
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير، القاديانية،ص:14
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،البهائية،ص:223
- ↑ ()انظر على سبيل المثال كتب إحسان إلهي ظهير مثل الشيعة والقرآن،إدارة ترجمان السنة،لاهور،باكستان،الطبعة الثانية:1403ه،ص:27،وإحسان إلهي ظهير،الرد الكافي على مغالاطات الدكتور علي عبد الواحد وافي،إدارة ترجمان السنة،لاهور،باكستان،ص:15- 16،والبابية،ص:246
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،التصوف،ص:11 وما بعدها، وكذلك ص:111،رقم الحاشية:211
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،الإسماعيلية،ص:19،وإحسان إلهي ظهير،البريلوية عقائد وتاريخ،إدارة ترجمان السنة،لاهور، باكستان،الطبعة الأولى:1403ه،ص:11
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،الشيعة والتشيع فرق وتاريخ،إدارة ترجمان السنة،لاهور،باكستان،الطبعة العاشرة:1415ه، ص:116 وما بعدها
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،الرد الكافي،ص:183،وإحسان إلهي ظهير،الشيعة والتشيع فرق وتاريخ،ص:238
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،الشيعة والتشيع فرق وتاريخ، ص:83، 107،407
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،القاديانية،ص:154
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،الإسماعيلية،ص:167
- ↑ ()الدكتور غالب،فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها، المكتبة العصرية الذهبية،جدة الطبعة االرابعة:1422ه،ص:487،والموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة،الندوة العالمية للشباب الإسلامي،الرياض،الطبعة الثانية:1409ه،ص:389،وإحسان إلهي ظهير،القاديانية،ص:19 وما بعدها، والمودودي،أبو الأعلى،ما هي القاديانية،دار القلم،كويت،1389ه،ص:9 وما بعده، ومحمد الخضر حسين،طائفة القاديانية، المطبعة السلفية،القاهرة،1351ه،ص:7 وما بعدها
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،القاديانية،ص:97
- ↑ ()أيضا،ص:98
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،القاديانية،ص:98- 99
- ↑ ()أيضا،ص:96
- ↑ ()سورة الشورى،الآية:11
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،القاديانية،ص:49-50
- ↑ ()أيضا،ص:60
- ↑ ()أيضا،ص:62
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،القاديانية،ص:71
- ↑ ()أيضا،ص:50
- ↑ ()أيضا،ص:58- 60،46،65،68
- ↑ ()أيضا،ص:199
- ↑ ()أيضا،ص:199- 200،د.عامر النجار،القاديانية،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع،بيروت،الطبعة الأولى:1425ه،ص: 24
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،القاديانية،ص:302
- ↑ ()أيضا،ص:118
- ↑ ()أيضا،ص:120 وما بعدها
- ↑ ()أيضا،ص:111- 112
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،القاديانية،ص:114- 115
- ↑ ()أيضا،ص:103
- ↑ ()هو محمود بن أحمد الخليفة الثاني للقاديانية، وقد سمّى نفسه خليفة بعد أن مات نور الدين خليفة القاديانية الأوّل سنة 1914م، واستمر وواصل في عبوديته للاستعمار، توفي سنة 1965م(إحسان إلهي ظهير،القاديانية، ص:253)
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،القاديانية،ص:102،ومحمود ابن الفلاح "المندرج في جريدة قاديان" "الفضل" ،الصادرة 14 مايو عام 1925م
- ↑ ()أيضا،ص:105،ود.عامر النجار،القاديانية ص: 25
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،القاديانية ،ص:106- 107
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،القاديانية،ص:109
- ↑ ()أيضا،ص:109
- ↑ ()أيضا،ص:268
- ↑ () أيضا،ص:105- 106
- ↑ ()سورة الأحزاب،الآية:40
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،القاديانية،ص:105- 106
- ↑ ()سورة المائدة،الآية:3
- ↑ ()سورة سبا،الآية:28
- ↑ ()سورة الأعراف،الآية:158
- ↑ ()القشيري،مسلم بن الحجاج،الجامع الصحيح،كتاب الحج،باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة،رقم الحديث:1394،تحقيق:محمد فؤاد عبد الباقي،دار إحياء التراث العربي،بيروت،2/1012،والنسائي،أحمد بن شعيب،السنن،كتاب المساجد،باب فضل مسجد النبي r والصلاة فيه،رقم الحديث:694،تحقيق:عبد الفتاح، مكتب المطبوعات الإسلامية،حلب،الطبعة الثانية:1986،2/35
- ↑ ()الترمذي،محمد بن عيسى،السنن،أبواب الفتن،باب ما جاء لاتقوم الساعة حتى يخرج كذّابون،رقم الحديث:2219، 4/499،وأبوداود، سليمان بن الأشعث،السنن،كتاب الفتن والملاحم،باب ذكر الفتن ودلائلها،رقم الحديث: 4252،تحقيق:محمد محيي الدين،المكتبة العصرية،صيدا،بيروت،والإمام أحمد بن حنبل،المسند،تحقيق:أحمد محمد شاكر،دار الحديث،القاهرة،الطبعة الأولى:1995م،37/79
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،القاديانية،ص:268 وما بعدها
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،القاديانية ،ص:72
- ↑ ()أيضا،ص:79
- ↑ ()أيضا،ص:75
- ↑ ()إحسان إلهي ظهير،القاديانية،ص:78
- ↑ ()أيضا،ص:73- 74
Article Title | Authors | Vol Info | Year |
Article Title | Authors | Vol Info | Year |