2
8
2022
1682060055167_2276
https://drive.google.com/file/d/1oii2RjcPDaCtRZbFJ76hYGMmbANmFG_p/view?usp=sharing
Allah's Love in Authentic Tradition of the Prophet
محمد بن مسحل البقمي: طالب ماجستير في الحديث وعلومه، جامعة أم القرى، السعودية
Abstract:
This research is intended to gather and study the Authentic Traditions of the Prophet presenting love of Allah. This research aims to extrapolate benefits from them. Moreover, it seeks to prove Love character for Allah. This is the doctrine of Ahlu Sunnah Wal Jama'a. The love of Allah is obligatory. It has implications. It has requirements must be attained. Allah's love to his servants has signs. In addition to that، this research illustrates the words،deeds and morality which Allah loves. Compelling reasons for Allah's love and it's benefits are illustrated in this research.
Keywords: Allah's Love, Prophetic Traditions, Sunnah
المقدمة:
الحمد لله الذي أنعم على عباده بوافر النعم وجزيل العطايا، وصلوات ربي وسلامه على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فإنه لا نعمة أعظم من الهداية للإسلام واتباع القرآن واقتفاء سنة خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام، فإن السنة النبوية منهج حياة للمسلم يستظل بظلها وينعم بالعيش تحت لوائها، من مشكاتها يقتبس الضياء الذي يسير به إلى ربه بنور منه سبحانه؛ ولذلك كان من المهم للمؤمن أن يبحث في هذا المورد العذب عن ما يروي ظمأه ويشفي غليله، فهي بفضل الله سبحانه وتعالى محفوظة متيسرة بأيدي أهلها، لا عليهم إلا أن يتفقهوا فيها ويعملوا بما دلت عليه.
لا يرتاب المؤمن صادق الإيمان في حفظ الله لها; لأن ذلك من حفظ الدين، قال جل شأنه: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]، وهي من الذكر الذي تعهد الله بحفظه إذ أن السنة هي المبينة للقرآن الكاشفة عن معانيه حيث أن القرآن جاء بالإجمال في بعض أحكامه فاحتاج إلى السنة لتوضيح ذلك وتفصيله: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل: 44].
وقد جاءت السنة النبوية بما يصلح بدن العبد وروحه في أحاديث كثيرة هي مودعة في دواوين السنة يتناقلها المسلمون جيلاً بعد جيل، ومن أعظم ما يغذي الجانب الروحي عند المسلم أن يبحث في محاب الله سبحانه ليتقرب إليه جل وعلا بما يحب رجاء رحمته والأنس بالقرب منه لأن محبة الله جل وعلا منزلة عليّة من نالها فقد نال كل خير، روى البخاري رحمه الله بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ»(0).
ومن هنا فإني قد توكلت على الله في دراسة موضوع محبة الله في السنة النبوية من الصحيحين دراسة حديثية موضوعية.
تكمن أهمية هذا البحث في النقاط التالية:
-
تتناول هذه الدراسة موضوعاً مهماً يسعى له كل مسلم وهو نيل محبة الله عز وجل إذ هي أعلى المطالب وأسنى المراتب.
-
تخدم هذه الدراسة الجانب الروحي لدى المسلم بمعرفة ما يحبه الله عز وجل ليعمل على التقرب إلى الله جل وعلا عن طريق هذه الأمور المحبوبة له سبحانه.
-
الارتباط بكتب السنة من خلال البحث في موضوعاتها والتفقه من الأحاديث النبوية الشريفة.
-
إثراء المكتبة الحديثية لخدمة السنة النبوية.
-
ممارسة التخريج ودراسة الأسانيد من خلال القسم الأول من هذا البحث.
ولأهمية هذا الموضوع في حياة المسلم ورغبة في تقديم خدمة للسنة النبوية فقد اخترت هذا الموضوع للكتابة فيه.
اتبع الباحث المنهج الاستقرائي فقام بجمع مجموعة من الأحاديث الواردة في الصحيحين عن هذا الموضوع وتخريجها مع الاستشهاد بالآيات إن وجدت لخدمة هذا الموضوع وتحليل الأحاديث لاستنباط المعاني التي تخدم الدراسة.
أهداف البحث:
تهدف هذه الدراسة إلى:
-
جمع الأحاديث المرفوعة الواردة في محبة الله عز وجل من الصحيحين، ودراستها واستنباط الأحكام والفوائد منها.
-
معرفة ما يجب على العبد من إخلاص المحبة لله سبحانه وتعالى.
-
معرفة ما يحب الله عز وجل من الأقوال والأعمال والأخلاق ونحوها للعمل بما يقرب إلى محبته جل وعلا.
-
بيان أهمية السنة النبوية في تغذية الجانب الروحي لدى المسلم.
مدخل مفاهيمي في المحبة - معنى المحبة
المعنى اللغوي: الحب في اللغة: "نقيض البغض، والحب الوداد والمحبة"(0)
المعنى الاصطلاحي: اختلفت عبارات أهل العلم في تعريف المحبة، وقد بحث ذلك ابن القيم(0) رحمه الله في بعض كتبه في تعريف المحبة، كما في كتابه (روضة المحبين)، وكذلك في كتابه (مدارج السالكين)، وكذلك في كتاب (طريق الهجرتين وباب السعادتين) فقد تكلم فيها على المحبة وذكر لها تعريفات أوصلها إلى ثلاثين تعريفاً، ثم قال: "لا تحد المحبة بحد أوضح منها، فالحدود لا تزيدها إلا خفاء وجفاء، فحدها وجودها ولا توصف المحبة بوصف أظهر من المحبة، وإنما يتكلم الناس في أسبابها وموجباتها، وعلاماتها وشواهدها، وثمراتها وأحكامها. فحدودهم ورسومهم دارت على هذه الستة. وتنوعت بهم العبارات. وكثرت الإشارات، بحسب إدراك الشخص ومقامه وحاله، وملكه للعبارة"(0)
- إثبات المحبة لله
تعد صفة المحبة من صفات الله عز وجل حيث أثبتها الله جل وعلا لنفسه في كتابه الكريم في كثير من الآيات، يقول الله سبحانه وتعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [المائدة:54]، ويقول جل وعلا: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران :31]، ويقول سبحانه: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة:222]، في غير ذلك من آيات كثيرة.
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على إثبات المحبة لله عز وجل ففي الحديث الصحيح عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذه والحسن، ويقول: «اللهم إني أُحِبُّهُما فَأحِبَّهُما»(0).
وقال لعلي رضي الله عنه: « لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُفْتَحُ عَلَى يَدَيْهِ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ»(0)، وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في البخاري وغيره عن الله : « وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ»(0)
وأهل السنة يثبتون المحبة لله عز وجل من غير تكييف ولا تشبيه لأن صفات الله عز وجل لا تدخل تحت التكييف والتشبيه وإن كانت معلومة ويعتقدون أن الإيمان بها واجب والسؤال عنها بدعة وأما صفات الخلق فجائز عليها الكيف، بخلاف المبتدعة الذين يحرفون الكلام ويؤولونه فقد ذهب بعضهم إلى تأويل المحبة بمعنى: الإثابة، وقالوا: يحبهم يعني: يثيبهم، ومعنى: يحبونه أي: يفعلون ما يقتضي الثواب، فهم لا يثبتون أن الله يُحِب ولا أنه يُحَب، وقال بعضهم: إن الله يُحَب، ولكنه لا يُحِب؛ لأن المحبة ميل إلى من يُحَب لجلب منفعة أو دفع مضرة وهذا منتفٍ في حق الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية(0) رحمه الله: "وقد ذهب طوائف إلى أن الله لا يُحَبُّ نفسُهُ وإنما المحبة محبة طاعته وعبادته وقالوا: هو أيضاً لا يحب عباده المؤمنين وإنما محبته إرادته للإحسان إليهم وولايتهم ووقع في ذلك طوائف من أصحاب مالك والشافعي وأحمد كالقاضي أبي بكر والقاضي أبي يعلى وأبي المعالي الجويني وغيرهم وهذا في الحقيقة شعبة من التجهم والاعتزال فإن أول من أنكر المحبة في الإسلام الجعد بن درهم أستاذ الجهم بن صفوان فضحى به خالد بن عبدالله القسري وقال : أيها الناس، ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضحٍ بالجعد بن درهم فإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلم موسى تكليماً ثم نزل فذبحه. والذي دل عليه الكتاب والسنة واتفق عليه سلف الأمة وأئمتها ومشايخ الطريق أن الله يُحِب ويُحَب وقد وافقهم على ذلك من تصوف من أهل الكلام كأبي القاسم القشيري وأبي حامد الغزالي"(0).
وأهل السنة يثبتون أن محبة الله جل وعلا لعباده المؤمنين محبة حقيقية وهي من الصفات الاختيارية لله عز وجل التي يتصف بها الرب عز وجل فتقوم بذاته بمشيئته وقدرته مثل كلامه وسمعه وبصره وإرادته ونحو ذلك من الصفات التي نطق بها الكتاب العزيز والسنة المطهرة.
قال الشيخ ابن عثيمين(0) رحمه الله في الرد على من تأول محبة الله: "المحبة عند أهل السنة والجماعة محبة حقيقية تليق بالله سبحانه وتعالى وهي صفة غير صفة الإرادة، وذهب أهل التأويل - من الأشاعرة وغيرهم- إلى أن المراد بالمحبة: إما إرادة الإنعام والثواب، وإما الثواب نفسه، ولا يثبتون له سبحانه وتعالى محبة حقيقية، لماذا؟ يقولون: لأن المحبة ميل الإنسان إلى ما فيه جلب منفعة أو دفع مضرة، والله عز وجل منزه عن هذا، ولكننا نقول لهم: هذا الذي تفسرونه بالمحبة هو لازم المحبة عند المخلوق، أما الله عز وجل فإنه يحب الشيء لكمال جوده وكرمه لا لأنه ينتفع بهذا الشيء، فإن الله يقول في الحديث القدسي: «إِنَّكُم لَن تَبلُغُوا ضرِّي فَتَضُرُّوني، وَلَن تَبلُغُوا نَفْعِي فَتَنفَعُوني»(0)
إذن نقول: المحبة: صفة ثابتة على وجه الحقيقة لله عز وجل، ولكنها هل تشبه محبة المخلوق للمخلوق؟ لا؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]. فكل ما أثبته الله لنفسه من الصفات التي تتفق مع صفات المخلوق في الاسم فإنها تفارق صفة المخلوق في الحقيقة؛ لأن الله يقول: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾.
لماذا نفوا حقيقة المحبة؟ لأنهم يزعمون أنها تقتضي تشبيهًا وتمثيلًا، والتشبيه والتمثيل نقص، ولكننا نقول: إنها لا تقتضي تشبيهًا، فأنتم الآن تثبتون الإرادة، ومع ذلك تقولون: إنها لا تستلزم التشبيه وإنها إرادة تليق بجلاله، فنقول: أي فرق بين الأمرين؟ ليس بينهما فرق إلا قولكم بالتحكم لعقول ليس لها أصل تبني عليه"(0)
المبحث الأول: جمع وتخريج الأحاديث النبوية المرفوعة الواردة في محبة الله عز وجل من الصحيحينعمدت في هذا القسم إلى جمع وتخريج الأحاديث النبوية المرفوعة الواردة في محبة الله عز وجل من الصحيحين، وذلك بالعزو إليهما أو إلى أحدهما إن لم يخرّجه الآخر.
فيما يلي سرد لهذه الأحاديث مع تخريجها على ما سبق:
-
عن الْبَرَاءَ(0) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْأَنْصَارُ لَا يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللهُ».
أخرجه البخاري في "صحيحه" (5 / 32) برقم: (3783) (كتاب مناقب الأنصار، باب حب الأنصار من الإيمان) بهذا اللفظ، ومسلم في "صحيحه" (1 / 60) برقم: (75) (كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حب الْأنصار وعلي رضي الله عنهم من الإيمان وعلاماته) بمثله.
-
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ(0) رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ فِي السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ».
أخرجه البخاري في "صحيحه" (4 / 111) برقم: (3209) (كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة) بمثله، ومسلم في "صحيحه" (8 / 40) برقم: (2637) (كتاب البر والصلة والآداب، باب إذا أحب الله عبدا حببه إلى عباده) بنحوه مطولا.
-
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ(0) رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «مَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟» قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ وَلَا صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ».
أخرجه البخاري في "صحيحه" (8 / 40) برقم: (6171) (كتاب الأدب، باب علامة حب الله) بهذا اللفظ، ومسلم في "صحيحه" (8 / 42) برقم: (2639) (كتاب البر والصلة والآداب، باب المرء مع من أحب) بنحوه.
-
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، قَالَ : فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ، قَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، فَقَالَ لَهُ : هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا ؟ قَالَ : لَا، غَيْرَ أَنِّي أُحِبُّهُ فِي اللهِ، قَالَ : فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ، إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلَا قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ».
أخرجه مسلم في "صحيحه" (8 / 12) برقم: (2567) (كتاب البر والصلة والآداب، باب فِي فضل الحب فِي الله) بهذا اللفظ.
-
عَنْ عَائِشَةَ(0) رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلَاتِهِ فَيَخْتِمُ بِـ { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ. فَسَأَلُوهُ فَقَالَ: لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللهَ يُحِبُّهُ »
أخرجه البخاري في "صحيحه" (9 / 115) برقم: (7375) (كتاب التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي أمته إلى توحيد الله) بهذا اللفظ، ومسلم في "صحيحه" (2 / 200) برقم: (813) (كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة قل هو الله أحد) بمثله.
-
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ(0) رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ»
أخرجه البخاري في "صحيحه" (8 / 106) برقم: (6507) (كتاب الرقاق، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه) بهذا اللفظ، ومسلم في "صحيحه" (8 / 65) برقم: (2683) (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه) بلفظه مختصراً.
-
عن سَهْلٌ بنَ سَعْدٍ(0) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ : «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُفْتَحُ عَلَى يَدَيْهِ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ»، فَبَاتَ النَّاسُ لَيْلَتَهُمْ : أَيُّهُمْ يُعْطَى فَغَدَوْا كُلُّهُمْ يَرْجُوهُ فَقَالَ :«أَيْنَ عَلِيٌّ» فَقِيلَ : يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ فَأَعْطَاهُ فَقَالَ : أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا فَقَالَ : «انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ فَوَاللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ ».
أخرجه البخاري في "صحيحه" (4 / 60) برقم: (3009) (كتاب الجهاد والسير، باب فضل من أسلم على يديه رجل) بهذا اللفظ، ومسلم في "صحيحه" (7 / 121) برقم: (2406) (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه) بمثله مطولاً.
-
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ(0) رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللهِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : اللَّهُمَّ الْعَنْهُ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَلْعَنُوهُ فَوَاللهِ مَا عَلِمْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ ».
أخرجه البخاري في "صحيحه" (8 / 158) برقم: (6780) (كتاب الحدود وما يحذر من الحدود، باب ما يكره من لعن شارب الخمر وإنه ليس بخارج من الملة)
-
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ(0) رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ»
أخرجه مسلم في "صحيحه" (6 / 171) برقم: (2136) (كتاب الآداب، باب كراهة التسمية بالأسماء القبيحة وبنافع ونحوه) بمعناه مختصرا.
-
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ : سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ».
أخرجه البخاري في "صحيحه" (8 / 86) برقم: (6406) (كتاب الدعوات، باب فضل التسبيح) بهذا اللفظ، ومسلم في "صحيحه" (8 / 70) برقم: (2694) (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء) بمثله.
-
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَحْتَجِرُ حَصِيرًا بِاللَّيْلِ فَيُصَلِّي، وَيَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ فَيَجْلِسُ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَثُوبُونَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ حَتَّى كَثُرُوا، فَأَقْبَلَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ خُذُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ؛ فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ مَا دَامَ وَإِنْ قَلَّ ».
أخرجه البخاري في "صحيحه" (7 / 155) برقم: (5861) (كتاب اللباس، باب الجلوس على الحصير ونحوه) بهذا اللفظ، ومسلم في "صحيحه" (2 / 166) برقم: (738) (كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الليل) بمعناه مطولا.
-
عن عبدالله بن مسعود(0) رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: «الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا». قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ». قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ». قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي.
أخرجه البخاري في "صحيحه" (1 / 112) برقم: (527) (كتاب مواقيت الصلاة، باب فضل الصلاة لوقتها) بهذا اللفظ، ومسلم في "صحيحه" (1 / 62) برقم: (85) (كتاب الإيمان، باب بيان كون الإيمان بالله تَعَالَى أفضل الْأعمال) بنحوه.
-
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاوُبَ، فَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ، وَأَمَّا التَّثَاوُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِذَا قَالَ: هَا، ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ».
أخرجه البخاري في "صحيحه (8 / 49) برقم: (6223) (كتاب الأدب، باب ما يستحب من العطاس وما يكره من التثاؤب) بهذا اللفظ، ومسلم في "صحيحه" (8 / 225) برقم: (2994) (كتاب الزهد والرقائق، باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب) بمعناه مختصراً.
-
عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ: وَعَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ قَالَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَهْلًا يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ».
أخرجه البخاري في "صحيحه" (8 / 12) برقم: (6024) (كتاب الأدب، باب الرفق في الأمر كله) بهذا اللفظ، ومسلم في "صحيحه" (7 / 4) برقم: (2165) (كتاب السلام، باب النهي عَنْ ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم) بنحوه.
-
عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ(0) قَالَ : كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي إِبِلِهِ، فَجَاءَهُ ابْنُهُ عُمَرُ فَلَمَّا رَآهُ سَعْدٌ قَالَ : أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ، فَنَزَلَ فَقَالَ لَهُ : أَنَزَلْتَ فِي إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ وَتَرَكْتَ النَّاسَ يَتَنَازَعُونَ الْمُلْكَ بَيْنَهُمْ؟ فَضَرَبَ سَعْدٌ فِي صَدْرِهِ فَقَالَ : اسْكُتْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ».
أخرجه مسلم في "صحيحه" (8 / 214) برقم: (2965) (كتاب الزهد والرقائق)
-
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ»، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قَالَ: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ»
أخرجه مسلم في "صحيحه" (1 / 65) برقم: (91) (كتاب الإيمان، باب تحريم الكبر وبيانه) بنحوه.
-
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللهِ، عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ».
-
أخرجه مسلم في "صحيحه" (6 / 169) برقم: (2132) (كتاب الآداب، باب النهي عَنْ التكني بأبي القاسم) بهذا اللفظ.
-
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « لِلهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا مِائَةٌ إِلَّا وَاحِدًا، لَا يَحْفَظُهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَهُوَ وَتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ».
أخرجه البخاري في "صحيحه" (8 / 87) برقم: (6410) (كتاب الدعوات، باب لله مائة اسم غير واحد) بهذا اللفظ، ومسلم في "صحيحه" (8 / 63) برقم: (2677) (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فِي أسماء الله تَعَالَى وفضل من أحصاها).
-
عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ0 رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا»
أخرجه البخاري في "صحيحه" (2 / 50) برقم: (1131) (أبواب التهجد، باب من نام عند السحر) بهذا اللفظ، ومسلم في "صحيحه" (3 / 162) برقم: (1159) (كتاب الصيام، باب النهي عَنْ صوم الدهر لمن تضرر به أو فوت به حقا) بنحوه مطولاً.
-
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجِزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ : لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ : قَدَّرَ اللهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ».
أخرجه مسلم في "صحيحه" (8 / 56) برقم: (2664) (كتاب القدر، باب فِي الْأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة بالله وتفويض المقادير لله) بهذا اللفظ.
-
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ».
أخرجه البخاري في "صحيحه" (1 / 12) برقم: (16) (كتاب الإيمان، باب حلاوة الإيمان) بهذا اللفظ، ومسلم في "صحيحه" (1 / 48) برقم: (43) (كتاب الإيمان، باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان) بمثله.
المبحث الثاني: محبة الله عز وجل في السنة النبوية دراية - وجوب محبة العبد لله عز وجل:
مما لا يخفى على كل مسلم أن الركن الأعظم من أركان الإسلام هو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وليس الواجب في هذا الركن العظيم هو النطق به دون اعتقاده والعمل بما يقتضيه، بل يجب اعتقاد ما دلت عليه الشهادتان والعمل بما تقتضيهما، وإن من أعظم مقتضيات شهادة أن لا إله إلا الله أن يصرف العبد جميع أنواع العبادات لله سبحانه وتعالى ولا يجوز له صرف أي نوع من أنواع العبادة لغيره سبحانه وتعالى، قال جل وعلا: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: 162-163]
ومن أجلّ العبادات التي يكمل بها إيمان العبد وتوحيده محبة الله سبحانه وتعالى إذ هي أصل دين الإسلام الذي يدور عليه قطب رحاه، فلا يجوز صرفها لغيره جل وعلا أو إشراك غيره به فيها حيث ذم جل وعلا المشركين به إذ جعلوا لله أنداداً يعبدونهم معه ويحبونهم كحبه قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ﴾ [البقرة: 164]
"ففي الآية بيان أن من أشرك مع الله في المحبة فقد جعله شريكاً لله في العبادة واتخذه نداً من دون الله وأن ذلك هو الشرك الذي لا يغفره الله" (0)
فلزم من ذلك أن تخلص المحبة لله، قال ابن القيم رحمه الله: "فتوحيد المحبوب أن لا يتعدد محبوبه وتوحيد الحب أن لا يبقى في قلبه بقية حب حتى يبذلها له" (0)
وبنقص محبة الله في قلب العبد ينقص إيمانه ويكون ذلك قدحاّ في توحيده كما ذكر ذلك ابن رجب الحنبلي(0) رحمه الله فقال: "فإن معنى لا إله إلا الله: لا يؤله غيره حباً ورجاءً، وخوفاً، وطاعة، فإذا تحقق القلب بالتوحيد التام، لم يبق فيه محبة لغير ما يحبه الله، ولا كراهة لغير ما يكرهه الله، ومن كان كذلك، لم تنبعث جوارحه إلا بطاعة الله، وإنما تنشأ الذنوب من محبة ما يكرهه الله، أو كراهة ما يحبه الله، وذلك ينشأ من تقديم هوى النفس على محبة الله وخشيته، وذلك يقدح في كمال التوحيد الواجب"(0)
وقد دلّ الكتاب والسنة على وجوب محبة الله عز وجل في كثير من النصوص، قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [التوبة: 24]
قال الشيخ السعدي(0) رحمه الله: "وهذه الآية الكريمة أعظم دليل على وجوب محبة الله ورسوله، وعلى تقديمها على محبة كل شيء، وعلى الوعيد الشديد والمقت الأكيد، على من كان شيء من هذه المذكورات أحب إليه من الله ورسوله، وجهاد في سبيله، وعلامة ذلك، أنه إذا عرض عليه أمران، أحدهما يحبه الله ورسوله، وليس لنفسه فيه هوى، والآخر تحبه نفسه وتشتهيه، ولكنه يُفَوِّتُ عليه محبوبًا لله ورسوله، أو ينقصه، فإنه إن قدم ما تهواه نفسه، على ما يحبه الله، دلّ ذلك على أنه ظالم، تارك لما يجب عليه"(0)
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تدل على وجوب محبة الله عز وجل، ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ»(0)
وفي هذا دلالة على وجوب محبة الله ورسوله إذ أن العبد لن يذوق طعم الإيمان حتى يحقق هذه المحبة، وقد جاء في الحديث القدسي: «قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ»(0)، والتحاب في الله هو من محبة الله.
في غير ذلك من النصوص الكثيرة الدالة على وجوب محبة الله سبحانه وتعالى.
-
الآثار المترتبة على محبة العبد لله:
-
أنها تكون سبباً لدخول الجنة:
لحديث أنس رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «مَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟» قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ وَلَا صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ»(0). فهذا الحديث يدل على فضيلة محبة الله ورسوله حيث تكون سبباً لمرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، ولذلك فرح الصحابة رضوان الله عليهم بذلك حيث جاء عن أنس رضي الله عنه قوله : فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: « أنت مع من أحببت»، قال أنس: فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم.
ومما يستفاد من الحديث أهمية الرجوع إلى العلماء وسؤالهم عن أمور الدين، وكمال نصح النبي صلى الله عليه وسلم لأمته حيث وجّه عناية الصحابي إلى ما فيه الفائدة له من الاستعداد للدار الآخرة والعمل لما بعد الموت.
-
أنها تجلب محبة الله للعبد:
ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، قَالَ : فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ، قَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، فَقَالَ لَهُ : هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا ؟ قَالَ : لَا، غَيْرَ أَنِّي أُحِبُّهُ فِي اللهِ، قَالَ : فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ، إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلَا قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ»(0).
وهذا يدل على أن العبد إذا أحب أخاً له في الله فإن الله يحبه; لأن المحبة في الله تستلزم محبة الله جل وعلا فإنه لم يحبه إلا من محبته لله تعالى، قال ابن القيم: "والمحبة أنواع متعددة: فأفضلها وأجلها: المحبة في الله ولله، وهي تستلزم محبة ما أحب الله، وتستلزم محبة الله ورسوله"(0)
وفي الحديث فضيلة زيارة المسلم لأخيه المسلم محبة في الله لا لقصد الدنيا أو لغرض المكافأة على معروف صنعه، وفيه بشرى الله لعباده المؤمنين بما يسرهم.
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله لطيفة في أن محبة العبد لله تجلب محبة الله سبحانه فقال رحمه الله: "لولا محبة الله له لما جعل محبته في قلبه، فلما أحبه ألهمه حبه وآثره به فلما أحبه العبد جازاه على تلك المحبة محبة أعظم منها فإنه من تقرب إليه شبراً تقرب إليه ذراعاً، ومن تقرب إليه ذراعاً تقرب إليه باعاً، ومن أتاه مشياً أتاه هرولة"(0).
-
يجد بها العبد حلاوة الإيمان:
جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ»(0)
قال ابن بطال(0): "معنى وجود حلاوة الإيمان هو استلذاذ الطاعات وتحمل المشقات فيما يرضى الله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم وإيثار ذلك على عرض الدنيا، رغبة فى نعيم الآخرة، الذى لا يبيد ولا يفنى"(0)
وكل يسعى لأن تخالط هذه الحلاوة قلبه حتى ينعم في الدنيا والآخرة، وإن حب الله ورسوله من أعظم ما يجلب هذه الحلاوة التي تدل على استكمال الإيمان.
-
مقتضيات محبة العبد لله عز وجل
إن محبة العبد لله جل وعلا ليست دعوى يدّعيها كل أحد، بل هي عقيدة تظهر آثارها على الجوارح، ولذلك فإن لها مقتضيات لا تتحقق بدونها، ومن أهمها:
-
العمل بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم:
ليس كل من ادعى محبة الله سبحانه وتعالى يكون محقاً في تلك الدعوى حتى يأتي بما يثبت ذلك، ولذلك امتحن الله من ادعى محبته بآية عظيمة سماها بعض العلماء آية المحنة، وهي حاكمة على من ادعى محبته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران: 31]
وفي ذلك دليل على علامة صدق من ادعى محبة الله وهو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله، فمن كان متبعاَ له صلى الله عليه وسلم مستناً بسنته كان من أولياء الله الذين صدقوا في محبتهم لله جل وعلا، ويترتب على ذلك محبته سبحانه لهم ومغفرة ذنوبهم.
قال ابن بطال: "ومحبة العبد لخالقه هي التزام طاعته والانتهاء عن معاصيه لقوله تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾ [آل عمران: 31]، وكذلك محبة رسول الله هي التزام شريعته واتباع طاعته"(0)
قال ابن رجب: "ومحبة الله على درجتين: إحداهما: فرض، وهي المحبة المقتضية لفعل أوامره الواجبة والانتهاء عن زواجره المحرمة والصبر على مقدوراته المؤلمة، فهذا القدر لابد منه في محبة الله، ومن لم تكن محبته على هذا الوجه فهو كاذب في دعوى محبة الله، كما قال بعض العارفين: من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده فهو كاذب، فمن وقع في ارتكاب شيء من المحرمات أو أخل بشيء من فعل الواجبات فلتقصيره في محبة الله حيث قدم محبة نفسه وهواه على محبة الله، فإن محبة الله لو كملت لمنعت من الوقوع فيما يكرهه، وإنما يحصل الوقوع فيما يكرهه لنقص محبته الواجبة في القلوب وتقديم هوى النفس على محبته وبذلك ينقص الإيمان كما قال صلى الله عليه وسلم: «لا يَزنِي الزَّاني حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤمِن»(0).
والدرجة الثانية من المحبة - وهي فضل مستحب -: أن ترتقي المحبة من ذلك إلى التقرب بنوافل الطاعات والانكفاف عن دقائق الشبهات والمكروهات، والرضى بالأقضية المؤلمات"(0)
-
محبة ما يحب الله ورسوله وكراهة ما يكره الله ورسوله:
من مقتضيات محبة العبد لله أن يحب ما يحبه الله ورسوله ويكره ما يكرهه الله ورسوله وإلا كانت هذه المحبة دعوى لا دليل عليها، فلا يتصور في العقول أن يدعي أحد محبة غيره ثم هو يفعل ما يكرهه ولا يرضاه، فلو أن عبداً مملوكاً يتنعم في ملك سيده بما يغدق عليه السيد من أصناف النعيم ثم هو في مخالفة أمرِه إذا أمره لا يقيم لأوامره شأناً ولا يرفع بها رأساً فإذا سئل عن محبته لسيده قال: وما لي لا أحبه وهو المتفضل عليّ، بل أنا أحبه محبة شديدة قد لا يصل إليها غيري، قلنا له: لقد كذبت في دعواك، فلو كنت تحبه لأطعته في أمره وتقربت إليه بمحابه، ولكنها دعوى زائفة، فكذلك من ادعى محبة الله جل وعلا – ولله المثل الأعلى- فلا يصح أن تقبل دعوى محبته له سبحانه حتى يقيم الدليل على ذلك من محبة أمره سبحانه وأمر رسوله وكراهة ما يكره الله ورسوله.
قال ابن رجب رحمه الله: "فمن أحبَّ الله ورسوله محبةً صادقة من قلبه، أوجب له ذلك أنْ يُحبَّ بقلبه ما يُحبُّه الله ورسولُه، ويكره ما يكرهه الله ورسوله، ويرضى بما يرضي الله ورسوله، ويَسخط ما يَسْخَطُهُ الله ورسوله، وأنْ يعمل بجوارحه بمقتضى هذا الحبِّ والبغض"(0).
-
موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين:
من مقتضيات محبة العبد لله أن يوالي أولياءه المؤمنين ويعادي أعداءه الكافرين; لأن ذلك دليل على صدق محبته لربه ومولاه وخالقه، قال سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [المائدة: 54]
وقد ذكر جل وعلا في هذه الآية أربع علاماتٍ لعباده الذين يحبهم ويحبونه:
-
أنهم أذلة على المؤمنين، أي رحماء بهم وهذا من توليهم لإخوانهم المؤمنين.
-
أنهم أعزة على الكافرين، أي أشداء عليهم اعتزازاً بدينهم.
-
يجاهدون في سبيل الله.
-
لا يخافون في الله لومة لائم.
وكل هذه العلامات من مقتضيات محبة الله سبحانه.
-
الجهاد في سبيل الله:
إن الجهاد في سبيل الله بشتى أنواع الجهاد - باللسان واليد والمال والعلم وسائر أنواع الجهاد- مما تقتضيه محبة الله عز وجل لأن به نصرة دين الله وإعلاء كلمة الله، وهل كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم إلا جهاداَ وكفاحاً، وقد مرّ معنا في آية المائدة أن من علامات من يحبهم الله ويحبونه أنهم يجاهدون في سبيل الله، وهذا مقتضى المحبة; لأن من أحبّ الله فقد هان عليه كل شيء في سبيل ذلك من نفس أو مال، وقد أمر سبحانه وتعالى عباده بالجهاد في سبيله فقال: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ﴾ [الحج: 78] وامتدح جل وعلا المجاهدين في سبيله مخبراً بمحبته لهم فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ﴾ [الصف: 4]
ووعدهم بالهداية والرشاد جزاء لهم على جهادهم فقال: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [العنكبوت: 69]
وقد جاءت السنة النبوية بما يدل على فضل الجهاد في سبيل الله وأنه ذروة سنام الإسلام، قال صلى الله عليه وسلم: «رَأسُ الأَمرِ الإسْلَامِ وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ وَذَرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهَاد»(0).
ولما جاءه رجل فقال له: دلني على عمل يعدل الجهاد، قال: «هَل تَسْتَطِيعُ إذا خَرَجَ المجَاهِدُ أَنْ تَدخُلَ مَسجِدَكَ فَتَقُومَ وَلَا تَفْترَ وَتَصُومَ وَلَا تُفْطِرَ؟»(0)
-
عدم الخوف من لوم اللائمين في الله:
وهذا من مقتضى محبته سبحانه إذ أن من أحب الله جل وعلا قدّم محابه سبحانه على غيره فلم يلتفت إلى من يلومه في ذلك، لذلك أمر سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بالصدع بما يأمره جل وعلا به من شريعته ودينه فقال: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الحجر:94]
قال ابن كثير(0) رحمه الله: "أي: بلغ ما أنزل إليك من ربك، ولا تلتفت إلى المشركين الذين يريدون أن يصدوك عن آيات الله، ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾ [القلم: 9] ولا تخفهم؛ فإن الله كافيك إياهم، وحافظك منهم، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ [المائدة: 67] "(0).
- الأمارات التي يستدل بها على محبة الله للعبد:
جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم أمارات يستدل بها على محبة الله سبحانه وتعالى، ومن هذه العلامات:
-
حب الأنصار:
عن البراء رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، أو قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: « الْأَنْصَارُ لَا يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللهُ»(0).
ففي هذا الحديث علامة على محبة الله وهي حب الأنصار، فمن أحب الأنصار أحبه الله جل وعلا وذلك لعظيم فضلهم وكريم صنيعهم فهم أهل النصرة والإيواء والمنعة، بذلوا الغالي والنفيس في نصرة الإسلام والمسلمين يبتغون فضلاً من الله ورضواناً، فرضي الله عنهم وأرضاهم.
قال القاضي عياض(0) رحمه الله: "لأن من عرف حق الأنصار، ومكانهم من الدين، ومبادرتهم إلى نصره وإظهاره، وقتال كافة الناس دونه وذَبَّهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ونصرهم إياه حبَّهم ضرورة بحكم صحة إيمانه وحبّه الإسلام وأهله، وعظموا في نفسه بمقدار عظم الإسلام في قلبه، ومن كان منافق السريرة غير مسرور بما كان منهم ولا محب في إظهارهم الإيمان ونصره، أبغضهم لا شك لذلك"(0)
-
محبة لقاء الله:
عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ»(0)
وهذا من علامات محبة الله عز وجل للعبد، فإنه من أحب لقاء الله كان ذلك علامة على محبة الله له، ولا يعني ذلك أنّ من كره الموت فإنّ الله لا يحبه; لأن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: إنا لنكره الموت، قال: « لَيْسَ ذَاكِ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللهِ وَكَرَامَتِهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ وَأَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللهِ وَعُقُوبَتِهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ وَكَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ»(0)
قال أبو عبيد(0): "وهذا الحديث يحمله أكثر الناس على كراهة الموت ولو كان الأمر هكذا لكان الأمر ضيقاً شديداً لأنه بلغنا عن غير واحد من الأنبياء عليهم السلام أنه كرهه حين نزل به وكذلك كثير من الصالحين وليس وجهه عندي أن يكون يكره عَلَز(0) الموت وشدته هذا لا يكاد يخلو منه أحد ولكن المكروه من ذلك الإيثار للدنيا والركون إليها والكراهة أن يصير إلى الله وإلى الدار الآخرة ويؤثر المقام في الدنيا"(0).
- من نَصّ النبي صلى الله عليه وسلم على محبة الله لهم:
-
علي بن أبي طالب:
عن سهل بن سعد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: « لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا، فَقَالَ: أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقِيلَ: هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ، يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، قَالَ: فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ. فَأُتِيَ بِهِ فَبَصَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ، فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَقَالَ عَلِيٌّ : يَا رَسُولَ اللهِ، أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ فَقَالَ: انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللهِ فِيهِ، فَوَاللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ»(0).
في هذا الحديث فضيلة علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث أخبر عليه الصلاة والسلام أنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، وكفى بهذا الفضل والمرتبة العليّة حتى تمنى كل أحد من الصحابة أن يكون هو ذلك الرجل، ففي مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ عمر رضي الله عنه قال: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ وفي حديث بريدة: فما منا رجل له منزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو يرجو أن يكون ذلك الرجل حتى تطاولت أنالها فدعا علياً وهو يشتكي عينه فمسحها ثم دفع إليه.
ولمسلم من حديث علي رضي الله عنه قال: (وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ : أَنْ لَا يُحِبَّنِي إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضَنِي إِلَّا مُنَافِقٌ)(0) .
-
الصحابي قارئ (قل هو الله أحد):
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلَاتِهِ فَيَخْتِمُ بِـ { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ. فَسَأَلُوهُ فَقَالَ: لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللهَ يُحِبُّهُ »(0)، جاء في بعض الروايات أن هذا الرجل يقال له كلثوم، وقيل غير ذلك، فهو مختلف في اسمه.
قال ابن دقيق العيد(0): "يحتمل أن يكون سبب محبة الله له محبته لهذه السورة ويحتمل أن يكون لما دل عليه كلامه لأن محبته لذكر صفات الرب دالة على صحة اعتقاده"(0)
- ما يحبه الله من الأعمال والأقوال والأخلاق ونحوها:
-
التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير:
جاء في الحديث الصحيح عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ»(0).
فيه فضيلة هذه الكلمات وأنها أحب الكلام إلى الله لما تضمنته من تنزيه الله وتعظيمه وتحميده وتوحيده وتكبيره، وقد جاء في الحديث الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ : سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ»(0).
في هذا الحديث العظيم فضل التسبيح بهاتين الكلمتين وهما يحملان من المعاني العظيمة ما جعلهما حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في ميزان العبد يوم القيامة على الرغم من خفّتهما، فالحمد لله على عظيم فضله وجزيل نعمه الذي جعل على الأعمال اليسيرة الأجور الكبيرة التي تثقل ميزان العبد عند ربه.
قال ابن حجر: "وفي الحديث حث على المواظبة على هذا الذكر وتحريض على ملازمته لأن جميع التكاليف شاقة على النفس وهذا سهل ومع ذلك يثقل في الميزان كما تثقل الأفعال الشاقة فلا ينبغي التفريط فيه"(0).
والأحاديث في فضل الذكر كثيرة، قال الصنعاني: "والأحاديث في فضل هذه الكلمات مجموعة ومتفرقة بحر لا تنزفه الدلاء ولا ينقصه الإملاء وكفى بما في الحديث من أنها الباقيات الصالحات، وأنها أحب الكلام إلى الله تعالى"(0).
-
المداومة على العمل:
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ خُذُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ؛ فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ مَا دَامَ وَإِنْ قَلَّ»(0).
في هذا الحديث يبين عليه الصلاة والسلام أن أحب الأعمال إلى الله هي ما داوم عليه صاحبه ولو كان قليلاً، مما يفيد مزية الاستمرار على الطاعة وعدم الانقطاع، وقد كان ذلك من سنة النبي صلى الله عليه وسلم حيث تقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في وصف النبي صلى الله عليه وسلم : «كان عمله ديمة»(0).
والمداومة على الطاعات من صفات الذين امتدحهم الله بذلك فقال: ﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾[المعارج: 23]، وهي وصية الله عز وجل لرسله عليهم السلام حيث جاء في القرآن قولُ عيسى عليه السلام: ﴿وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴾ [مريم: 31]، وأمر بها نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم فقال له: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الحجر: 99]؛ أي: حتى يأتيك الموت.
-
الصلاة على وقتها وبر الوالدين والجهاد في سبيل الله:
12- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: «الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا». قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ». قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ». قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي(0).
يؤخذ من هذا الحديث أن أحب الأعمال إلى الله الصلاة في وقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله، والظاهر من السؤال أن المقصود الأعمال البدنية ولم يكن السؤال عن أعمال القلوب التي أعلاها الإيمان الذي لا تصح الأعمال إلا به.
وفيه الاهتمام بأمر الصلاة على وقتها حيث أنها أوكد الفرائض بعد الشهادتين ولا إسلام لمن ترك الصلاة كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: « الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ»(0)
-
العطاس:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاوُبَ، فَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ، وَأَمَّا التَّثَاوُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِذَا قَالَ: هَا، ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ » (0).
يستفاد من الحديث محبة الله عز وجل للعطاس وكراهيته للتثاؤب، وقد يرد على البعض إشكال في ذلك، وهو كيف يحب الله العطاس ويكره التثاؤب مع أنه ليس من كسب ابن آدم، يقول ابن الجوزي(0) في حل هذا الإشكال: "إن قال قائل: ليس العطاس داخلا تحت الكسب ولا التثاؤب، فما حيلة العبد في تحصيل المحبوب ونفي المكروه؟ فالجواب: أن العطاس إنما يكون مع انفتاح المسام وخفة البدن وتيسير الحركات، وسبب هذه الأشياء تخفيف الغذاء والتقلل من المطعم، فأما التثاؤب فإنه يكون مع ثقل البدن وامتلائه واسترخائه للنوم، فحمد العطاس لأنه يعين على الطاعة، وذم التثاؤب لأنه يثبط عن الخير" (0)
-
الرفق:
عن عائشة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ» (0)
فيه محبة الله تعالى للرفق، والرفق هو لين الجانب والتأني في الأمور وعدم العجلة وهو من الأخلاق الحميدة التي حث عليها الدين، أخرج الإمام أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا عُزِلَ عَنْهُ إِلَّا شَانَهُ» (0)، وقد كان عليه الصلاة والسلام رفيقاً في أموره كلها لم تنقل عنه الغلظة والجفوة، بل هو سمح رحيم رفيق، وها هو الصحابي الجليل مالك بن الحويرث يحدثنا عن تلك الخصال، وهو حديث من خَبره وعرفه رضي الله عنه وصلى وسلم على نبينا محمد صاحب الخلق الهيّن والجناب الليّن، يقول مالك بن الحويرث: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومي فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رحيماً رفيقاً...الحديث (0).
-
العبد التقي الغني الخفي:
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :« إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ»(0). هذه ثلاث خصال يحبها الله عز وجل في العبد، وهي التقوى وغنى النفس وخمول الذكر كما فسر ذلك أهل العلم، قال النووي(0): "المراد بالغنى غنى النفس هذا هو الغنى المحبوب لقوله صلى الله عليه وسلم ولكن الغنى غنى النفس وأشار القاضي إلى أن المراد الغنى بالمال وأما الخفي فبالخاء المعجمة هذا هو الموجود في النسخ والمعروف في الروايات وذكر القاضي أن بعض رواة مسلم رواه بالمهملة فمعناه بالمعجمة الخامل المنقطع إلى العبادة والاشتغال بأمور نفسه ومعناه بالمهملة الوصول للرحم اللطيف بهم وبغيرهم من الضعفاء والصحيح بالمعجمة" (0)
-
الجمال:
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ»، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قَالَ: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ»(0)
يؤخذ من الحديث محبة الله للجمال وأن المنهي عنه المتوعد عليه هو الكبر، يقول أبو الوليد الباجي(0): "وقد شرع في الصلاة التجمل وحسن الزي والهيئة، ومنع الاحتزام وتشمير الكمين وما جرى مجرى ذلك مما ينافي زي الوقار، وكذلك شرع في أيام الجمع التجمل بالملبس والتطيب لاجتماع الناس"(0)
-
أحب الأسماء إلى الله:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللهِ، عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ»(0).
في هذا الحديث بيان أن أحب الأسماء إلى الله هذان الاسمان، إذ أنهما يتضمنان العبودية لله سبحانه، وإن كان يشركهما في ذلك غيرهما من الأسماء المعبدة لله جل وعلا إلا أن هذين الاسمين لهما خصوصية بنص الحديث عمن لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم الذي أخبر بأنهما أحب الأسماء إلى الله، قال ابن حجر: " وإنما كانت أحب إلى الله لأنها تضمنت ما هو وصف واجب لله وما هو وصف للإنسان وواجب له وهو العبودية ثم أضيف العبد إلى الرب إضافة حقيقية فصدقت أفراد هذه الأسماء وشرفت بهذا التركيب فحصلت لها هذه الفضيلة وقال غيره الحكمة في الاقتصار على الاسمين أنه لم يقع في القرآن إضافة عبد إلى اسم من أسماء الله تعالى غيرهما قال الله تعالى: (وأنه لما قام عبد الله يدعوه) وقال في آية أخرى: (وعباد الرحمن) ويؤيده قوله تعالى: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن)"(0)
-
الوتر:
في الحديث الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « لِلهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا مِائَةٌ إِلَّا وَاحِدًا، لَا يَحْفَظُهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَهُوَ وَتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ»(0).
يخبر صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الله جل وعلا وتر يحب الوتر، والوتر هو الفرد، وهو سبحانه يحب الوتر، قال ابن حجر في فتح الباري: "والوتر الفرد ومعناه في حق الله أنه الواحد الذي لا نظير له في ذاته ولا انقسام وقوله: (يحب الوتر) قال عياض: معناه أن الوتر في العدد فضلا على الشفع في أسمائه لكونه دالا على الوحدانية في صفاته وتعقب بأنه لو كان المراد به الدلالة على الوحدانية لما تعددت الأسماء بل المراد أن الله يحب الوتر من كل شيء وإن تعدد ما فيه الوتر وقيل هو منصرف إلى من يعبد الله بالوحدانية والتفرد على سبيل الإخلاص وقيل: لأنه أمر بالوتر في كثير من الأعمال والطاعات كما في الصلوات الخمس ووتر الليل وأعداد الطهارة وتكفين الميت وفي كثير من المخلوقات كالسماوات والأرض"(0)
-
المؤمن القوي:
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الله جل وعلا يحب عبده المؤمن القوي وأنه أحب إليه من الضعيف، فقد ثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجِزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ : لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ : قَدَّرَ اللهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ»(0).
والمقصود بالقوي في هذا الحديث هو قوي الإيمان الذي ينفع نفسه ويتعدى نفعه غيره، وكذلك قوي في أوامر الله بطاعته واجتناب معصيته، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولا تأخذه في الله لومة لائم، قال القرطبي(0): " أي: القوي البدن والنفس، الماضي العزيمة، الذي يصلح للقيام بوظائف العبادات من الصوم، والحج، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصبر على ما يصيبه في ذلك، وغير ذلك مما يقوم به الدين، وتنهض به كلمة المسلمين، فهذا هو الأفضل والأكمل، وأما من لم يكن كذلك من المؤمنين، ففيه خير من حيث كان مؤمنا، قائما بالصلوات، مكثرا لسواد المسلمين، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: «وفي كل خير» لكنه قد فاته الحظ الأكبر، والمقام الأفخر"(0)
-
صلاة وصيام داود عليه السلام:
عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا»(0)
في هذا الحديث الحث على نوافل العبادات من صلاة وصيام، وأن أحب الصلاة إلى الله جل وعلا هي صلاة داود عليه السلام، حيث كان ينام نصف الليل ويقوم يصلي ثلثه وينام سدسه المتبقي، كما أنه أحب الصيام إلى الله سبحانه هو صيام داود عليه السلام إذ كان يصوم يوماً ويفطر يوماً.
-
الأسباب الجالبة لمحبة الله:
من خلال النظر في الأحاديث الواردة في محبة الله عز وجل فإنه يمكن التعرف على الأسباب الجالبة لمحبة الله سبحانه وتعالى، وقد حصرها ابن القيم رحمه الله في عشرة أسباب في كتابه الماتع (مدارج السالكين) وهي:
-
أحدها: قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به، كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه; ليتفهم مراد صاحبه منه.
-
الثاني: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة.
-
الثالث: دوام ذكره على كل حال: باللسان والقلب، والعمل والحال، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر.
-
الرابع: إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى، والتسنم إلى محابه، وإن صعب المرتقى.
-
الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته، ومشاهدتها ومعرفتها، وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومباديها، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله: أحبه لا محالة، ولهذا كانت المعطلة والفرعونية والجهمية قطاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى المحبوب.
-
السادس: مشاهدة بره وإحسانه وآلائه، ونعمه الباطنة والظاهرة، فإنها داعية إلى محبته.
-
السابع: وهو من أعجبها، انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى، وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء والعبارات.
-
الثامن: الخلوة به وقت النزول الإلهي، لمناجاته وتلاوة كلامه، والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
-
التاسع: مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقي أطايب الثمر، ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام، وعلمت أن فيه مزيداً لحالك، ومنفعة لغيرك.
-
العاشر: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل.
فمن هذه الأسباب العشرة: وصل المحبون إلى منازل المحبة، ودخلوا على الحبيب، وملاك ذلك كله أمران: استعداد الروح لهذا الشأن، وانفتاح عين البصيرة، وبالله التوفيق"(0) انتهى كلامه رحمه الله.
المبحث الثالث: ثمرات محبة الله عز وجل للعبد -
ولاية الله للعبد:
إذا أحب الله عبداً تولاه في جميع شؤونه ويسّر له الأمور ودفع عنه الشرور، وتكفي ولاية الله له عن كل ولاية، جاء في الحديث الصحيح عند البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قال: « مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ» (0)
كل هذه العطايا والمنح الجليلة من ذي الفضل والإحسان المترتبة على محبته سبحانه للعبد، فليس على العبد إلا أن يتقرب له تعالى بمحابه من الفرائض ونوافل العبادات وهو يكفيه سبحانه ما أهمه ويكون له ناصراً ومؤيداً، يعطيه أفضل ما يعطي السائلين، ويعيذه مما يستعيذ منه من الشرور والآفات.
وقد كان من تولّي الله لمن أحبه من عباده أن يدافع عنه الصالحون من عباده فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللهِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : اللَّهُمَّ الْعَنْهُ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « لَا تَلْعَنُوهُ فَوَاللهِ مَا عَلِمْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ» (0)، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة عن شتم هذا الصحابي معللاً ذلك بأنه يحب الله ورسوله.
قال ابن القيم رحمه الله: "فإذا سلك العبد على هذا الطريق عطف عليه ربه فقربه واصطفاه وأَخذ بقلبه إليه وتولاه في جميع أموره في معاشه ودينه وتولى تربيته أحسن وأبلغ مما يربي الوالد الشفيق ولده، فإِنه سبحانه القيوم المقيم لكل شيء من المخلوقات طائعها وعاصيها، فكيف تكون قيوميته بمن أحبه وتولاه وآثره على ما سواه، ورضي به من الناس حبيباً ورباً، ووكيلاً وناصراً ومعيناً وهادياً، فلو كشف الغطاءَ عن ألطافه وبره وصنعه له من حيث يعلم ومن حيث لا يعلم لذاب قلبه حبا ًله وشوقاً إليه ويقع شكراً له، ولكن حجب القلوب عن مشاهدة ذلك إخلادها إلى عالم الشهوات والتعلق بالأسباب، فصدت عن كمال نعيمها، وذلك تقدير العزيز العليم" (0)
-
المحبة والقبول من أهل السماء والأرض:
من ثمرات محبة الله لعبده أن يحبه الملأ الأعلى من الملائكة ويوضع له القبول في الأرض، جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ» (0)
وأكرم بها من فضيلة وشرف أن ينادي الله باسم العبد آمراً جبريل بمحبته ومن ثم ينادي جبريل في الملائكة بأن يحبوه ثم يوضع له القبول في الأرض وهو محبة الناس له.
النتائج:
في هذا البحث درسنا الأحاديث المرفوعة الواردة في محبة الله عز وجل من الصحيحين، وقد توصلنا إلى النتائج التالية:
-
إثبات محبة الله سبحانه وتعالى وأنه جل وعلا يحب عباده ويحبه عباده وهو مذهب أهل السنة والجماعة.
-
وجوب محبة العبد لله وأنها من العبادات التي يجب أن تكون خالصة له سبحانه وتعالى، وأنّ لها آثاراً تترتب عليها ومقتضيات يجب تحقيقها.
-
أن محبة الله للعبد لها أمارات يستدل بها على محبته سبحانه، وأن هنالك من نصّ النبي صلى الله عليه وسلم على محبة الله لهم.
-
بيان ما يحبه الله من الأعمال والأقوال والأخلاق ونحوها كما وردت بذلك سنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم.
-
ذكر الأسباب الموجبة لمحبته جل وعلا، وثمرات محبته سبحانه وتعالى.
التوصيات: -
دراسة الأحاديث الواردة في محبة الله عز وجل في السنة النبوية من كتب السنة (رواية ودراية).
-
الأعمال التي يحبها الله عز وجل من السنة النبوية دراسة حديثية موضوعية.
-
الأقوال التي يحبها الله عز وجل من السنة النبوية دراسة حديثية موضوعية.
قائمة المصادر والمراجع: -
القرآن الكريم
-
المكتبة الشاملة
-
جامع خادم الحرمين الشريفين للسنة النبوية
-
أسد الغابة في معرفة الصحابة، ابن الأثير (المتوفى: 630هـ)، دار الكتب العلمية، ط1، 1415ه.
-
الإصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر (852هـ)، دار الكتب العلمية، ط1، 1415هـ.
-
الأعلام، الزركلي (المتوفى: 1396هـ)، دار العلم للملايين، ط15، 2002م.
-
إكمال المعلم بفوائد مسلم، القاضي عياض (المتوفى: 544هـ)، دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع بمصر، ط1، 1419 هـ.
-
بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، الفيروزآبادي (المتوفى: 817هـ)، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي بالقاهرة.
-
تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، شمس الدين الذهبي (المتوفى: 748هـ)، دار الغرب الإسلامي، ط1، 2003م.
-
التاريخ الكبير، محمد بن إسماعيل البخاري (المتوفى: 256هـ)، دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد.
-
التَّحبير لإيضاح معاني التَّيسير، محمد بن إسماعيل الصنعاني (المتوفى: 1182هـ)، مكتبة الرشد بالرياض، ط1، 1433ه.
-
تفسير القرآن العظيم، ابن كثير (المتوفى: 774هـ)، دار الكتب العلمية بيروت، ط1، 1419هـ
-
تهذيب اللغة، محمد بن أحمد الأزهري (المتوفى: 370هـ)، دار إحياء التراث العربي بيروت، ط1، 2001م.
-
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبد الرحمن بن ناصر السعدي (المتوفى: 1376هـ)، مؤسسة الرسالة، ط1، 1420ه.
-
جامع الترمذي، محمد بن عيسى بن سَوْرة الترمذي (المتوفى: 279ه)، دار الغرب الإسلامي ببيروت، 1996م.
-
جامع العلوم والحكم، ابن رجب الحنبلي (المتوفى: 795هـ)، مؤسسة الرسالة ببيروت، ط7، 1422هـ.
-
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، ابن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ)، مجلس دائرة المعارف العثمانية بالهند، ط2، 1392ه.
-
زاد المعاد في هدي خير العباد، ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)، مؤسسة الرسالة ببيروت - مكتبة المنار الإسلامية بالكويت، ط27، 1415هـ
-
سبل السلام، محمد بن إسماعيل الصنعاني (المتوفى: 1182هـ)، دار الحديث.
-
سنن ابن ماجه، ابن ماجه محمد بن يزيد القزويني (المتوفى: 273ه)، دار الرسالة العالمية، ط1، 1430هـ.
-
سنن أبي داود، أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني (المتوفى: 275ه)، دار الكتاب العربي ببيروت.
-
سنن النسائي، أحمد بن شعيب النسائي (المتوفى: 303ه)، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع بيروت، ط1، 1428هـ
-
سير أعلام النبلاء، شمس الدين الذهبي (المتوفى: 748هـ)، دار الحديث بالقاهرة، 1427ه.
-
شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ابن العماد العكري الحنبلي (المتوفى: 1089هـ)، دار ابن كثير بدمشق، ط1، 1406 ه.
-
شرح صحيح البخاري، ابن بطال (المتوفى: 449هـ)، مكتبة الرشد بالرياض، ط2، 1423هـ.
-
صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري (المتوفى: 256هـ)، دار طوق النجاة ببيروت، ط1، 1422هـ
-
صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج النيسابوري (المتوفى: 261هـ)، دار الجيل ببيروت.
-
الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، شمس الدين السخاوي (المتوفى: 902هـ)، منشورات دار مكتبة الحياة ببيروت.
-
طبقات الحفاظ، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)، دار الكتب العلمية ببيروت، ط1، 1403ه.
-
طبقات الشافعية الكبرى، تاج الدين السبكي (المتوفى: 771هـ)، هجر للطباعة والنشر والتوزيع، ط2، 1413هـ
-
الطبقات الكبرى، محمد بن سعد (المتوفى: 230هـ)، دار صادر ببيروت، ط1، 1968 م.
-
طبقات النسابين، بكر بن عبد الله أبو زيد (المتوفى: 1429هـ)، دار الرشد بالرياض، ط1، 1407 هـ.
-
طريق الهجرتين وباب السعادتين، ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)، دار السلفية بالقاهرة، ط2، 1394هـ.
-
علماء نجد خلال ثمانية قرون، عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام (المتوفى: 1423ه)، دار العاصمة بالرياض، ط2، 1419هـ.
-
عمدة القاري شرح صحيح البخاري، بدر الدين العينى (المتوفى: 855هـ)، دار إحياء التراث العربي ببيروت.
-
عون المعبود شرح سنن أبي داود، محمد العظيم آبادي (المتوفى: 1329هـ)، دار الكتب العلمية ببيروت، ط2، 1415 هـ
-
غريب الحديث، القاسم بن سلام (المتوفى: 224هـ)، الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية بالقاهرة، ط1، 1404ه.
-
فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني (المتوفى: 852ه)، دار المعرفة بيروت، 1379ه.
-
فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن رجب الحنبلي (المتوفى: 795هـ)، مكتبة الغرباء الأثرية بالمدينة النبوية - مكتب تحقيق دار الحرمين بالقاهرة، ط1، 1417 هـ
-
فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام، محمد بن صالح العثيمين، المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع، ط1، 1427 ه.
-
فوات الوفيات، محمد بن شاكر الملقب بصلاح الدين (المتوفى: 764هـ)، دار صادر ببيروت، ط1، 1974م.
-
كشف المشكل من حديث الصحيحين، ابن الجوزي (المتوفى: 597هـ)، دار الوطن بالرياض.
-
لسان العرب، محمد بن مكرم ابن منظور (المتوفى: 711هـ)، دار صادر ببيروت، ط3، 1414هـ
-
مجموع الفتاوى، ابن تيمية (المتوفى: 728هـ)، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، 1416هـ.
-
مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)، الكتاب العربي ببيروت، ط3، 1416 هـ.
-
مسند أحمد، أحمد بن محمد بن حنبل (المتوفى: 241ه)، جمعية المكنز الإسلامي- دار المنهاج، ط1، 1431ه.
-
مسند الدارمي، عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (المتوفى: 255هـ)، دار المغني للنشر والتوزيع بالرياض، ط1، 1412هـ
-
مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار، ابن حبان البستي (المتوفى: 354هـ)، الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، 1411 هـ
-
معجم المؤلفين، عمر رضا كحالة، مكتبة المثنى ببيروت - دار إحياء التراث العربي بيروت.
-
المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، أحمد بن عمر القرطبي(المتوفى: 656هـ)، دار ابن كثير بدمشق- بيروت، ط1، 1417ه.
-
المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد، إبراهيم بن محمد ابن مفلح (ت 884هـ)، مكتبة الرشد، ط1، 1410ه.
-
المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، شرف الدين النووي (المتوفى: 676هـ)، دار إحياء التراث العربي ببيروت، ط2، 1392ه.
-
موطأ مالك، مالك بن أنس (المتوفى: 179ه)، مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ط1، 1425هـ
-
نيل الأوطار، محمد بن علي الشوكاني (المتوفى: 1250هـ)، دار الحديث بمصر، ط1، 1413هـ
-
الوافي بالوفيات، صلاح الدين خليل بن أيبك (ت764 ه)، دار إحياء التراث، 1420هـ.
0) أخرجه البخاري في "صحيحه" (8 / 105) برقم: (6502) (كتاب الرقاق، باب التواضع) بهذا اللفظ.
0) انظر: لسان العرب (1/289)
0() محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزرعي ثم الدمشقي الفقيه الأصولي المفسر النحوي العارف شمس الدين أبو عبد الله ابن قيم الجوزية، لازم الشيخ تقي الدين وأخذ عنه وتفنن في علوم الإسلام كان عارفا بالتفسير وبأصول الدين والفقه وله اعتناء بعلم الحديث والنحو وعلم الكلام والسلوك وقد أثنى عليه الذهبي ثناء كثيراً. (المقصد الأرشد 2/384)
0) انظر: مدارج السالكين (3/11)
0) أخرجه البخاري في "صحيحه" (5 / 24) برقم: (3735) (كتاب فضائل الصحابة، باب حدثني الحسن بن محمد) بمثله.
0) أخرجه البخاري في "صحيحه" (4 / 47) برقم: (2942) (كتاب الجهاد والسير، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام) بهذا اللفظ، ومسلم في "صحيحه" (7 / 121) برقم: (2406) (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه) بنحوه مطولا.
0) أخرجه البخاري في "صحيحه" (8 / 105) برقم: (6502) (كتاب الرقاق، باب التواضع) بهذا اللفظ.
0() أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الحراني ابن تيمية الشيخ الإمام العالم العلامة المفسر الفقيه المجتهد الحافظ المحدث شيخ الإسلام نادرة العصر ذو التصانيف والذكاء والحافظة المفرطة تقي الدين أبو العباس، المتوف 728ه (الوافي بالوفيات 7/11)
0) انظر: الفتاوى (10 / 697، 698)
0() هو صاحب الفضيلة الشيخ العالم المحقق، الفقيه المفسّر، الورع الزاهد، محمد ابن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن آل عثيمين من الوهبة من بني تميم، توفي 1421 هـ (الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين على الشبكة)
0) أخرجه مسلم في "صحيحه" (8 / 16) برقم: (2577) (كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم) بهذا اللفظ.
0) انظر: فتح ذي الجلال والإكرام (2/304، 305)
0() البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي يكنى أبا عمرو، وقيل: أبا عمارة، وهو أصح، رده رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بدر، استصغره، وأول مشاهده أحد، وقيل: الخندق، وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة غزوة، (أسد الغابة 1/ 362)
0() أبو هريرة الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرهم حديثا عنه وهو دوسي من دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن مالك بن نصر بن الأزد، وقد اختلف في اسمه اختلافا كثيرا، لم يختلف في اسم آخر مثله ولا ما يقاربه، أسلم أبو هريرة عام خيبر، وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لزمه وواظب عليه رغبة في العلم فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، توفي 57هـ وقيل 58هـ وقيل 59 هـ (أسد الغابة 6/313)
0() أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار واسمه: تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة الأنصاري الخزرجي النجاري، من بني عدي بن النجار، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتسمى به، ويفتخر بذلك، واختلف في وقت وفاته، ومبلغ عمره، فقيل: توفي سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة اثنتين وتسعين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين، وقيل: سنة تسعين. (أسد الغابة 1/294)
0() عائشة بنت أبي بكر الصديق الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين، زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأشهر نسائه، تتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بسنتين، وهي بكر، قاله أبو عبيدة، وقيل: بثلاث سنين، توفيت سنة سبع وخمسين، وقيل: سنة ثمان وخمسين. (أسد الغابة 7/186)
0()عبادة بن الصّامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن قيس بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ، أبو الوليد، شهد بدراً، وشهد المشاهد كلّها بعد بدر، توفي 34 هـ (الإصابة 3/505)
0() سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الساعدي، كان اسمه حزناً، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلاً، توفي سنة ثمان وثمانين، وقيل: توفي سنة إحدى وتسعين.(الإصابة 4/500)
0() عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي، شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا، وأحدا، والخندق، وبيعة الرضوان، وخيبر، والفتح، وحنينا، وغيرها من المشاهد، قتل شهيداً سنة 23 هـ، (أسد الغابة: 4/137)
0() سمرة بن جندب بن هلال بن حريج الفزاري، يكنى أبا سعيد، وقيل: أبو عبد الرحمن، وأبو عبد الله، وأبو سليمان، غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم غير غزوة، وسكن البصرة، وكان زياد يستخلفه عليها إذا سار إلى الكوفة، ويستخلفه على الكوفة إذا سار إلى البصرة، توفي 59هـ وقيل: 58 هـ. (الإصابة 4/464)
0() عبد اللَّه بن مسعود بن غافل- بمعجمة وفاء- ابن حبيب بن شمخ بن الهذلي، أبو عبد الرحمن، أسلم قديما وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا والمشاهد بعدها، ولازم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال أبو نعيم وغيره: مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين. وقيل مات سنة ثلاث. وقيل: مات بالكوفة، والأول أثبت. (الإصابة 4/200)
0() عامر بن سعد بن أبي وقاص، قال محمد بن عمر: توفي عامر بن سعد سنة أربع ومائة. (الطبقات الكبرى 5/127)
0) عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي يكني أبا محمد وقيل أبو عبد الرحمن، أمه ريطة بنت منبه بن الحجاج السهمي، وكان أصغر من أبيه باثنتي عشرة سنة، أسلم قبل أبيه، وكان فاضلا عالما قرأ القرآن والكتب المتقدمة. (أسد الغابة 3/345)
0) انظر: فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد (1/216)
0) انظر: مدارج السالكين (3/20)
0() الحافظ زين الدّين وجمال الدّين أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي الشهير بابن رجب، الشيخ الإمام العالم العلّامة، الزاهد القدوة، البركة، الحافظ، العمدة، الثقة، الحجّة، الحنبلي المذهب، توفي 795ه. (شذرات الذهب 8/578)
0) انظر: جامع العلوم والحكم (2/347)
0() عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالله بن ناصر بن حمد آل سعدي، فسر القرآن الكريم، وبين أصول التفسير، وشرح جوامع الكلام النبوي، ووضح أنواع التوحيد وأقسامه، وهذب مسائل الفقه وجمع أشتاتها، توفي 1376ه. (علماء نجد خلال ثمانية قرون 3/281)
0) انظر: تيسير الكريم الرحمن (2/643)
0) سبق تخريجه صفحة 18
0() أخرجه مالك في الموطأ (1/1390)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/798)
0) سبق تخريجه صفحة 12
0) سبق تخريجه صفحة 12
0) انظر: زاد المعاد (4/249)
0) انظر: طريق الهجرتين وباب السعادتين (242)
0) سبق تخريجه صفحة 18
0() العلامة أبو الحسن علي بن خلف بن بطال البكري القرطبي ثم البلنسي ويعرف بابن اللجام، شرح الصحيح في عدة أسفار رواه الناس عنه،
توفي449ه.(سير أعلام النبلاء 13/303)
0) انظر: شرح صحيح البخاري (1/66)
0) انظر: شرح صحيح البخاري (1/67)
0) أخرجه البخاري في "صحيحه" (3 / 136) برقم: (2475) (كتاب المظالم، باب النهبى بغير إذن صاحبه)
0) انظر: فتح الباري لابن رجب (1/52)
0) انظر: جامع العلوم والحكم (2/ 397)
0) أخرجه الترمذي (4/362)، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
0) أخرجه البخاري في "صحيحه" (1 / 17) برقم: (36) (كتاب الإيمان، باب الجهاد من الإيمان) (بمعناه.)
0() إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير القيسي البصروي الشيخ عماد الدين، اشتغل بالحديث مطالعة في متونه ورجاله فجمع التفسير وشرع في كتاب كبير في الأحكام لم يكمل وجمع التاريخ الذي سماه البداية والنهاية وعمل طبقات الشافعية، توفي سنة 774ه. (الدرر الكامنة1/446)
0) انظر: تفسير ابن كثير (4//551)
0() سبق تخريجه صفحة 11
0() القاضي عياض بن موسى بن عياض بن عمر بن موسى بن عياض العلامة عالم المغرب أبو الفضل اليحصبي السبتي الحافظ، كان إمام أهل الحديث في وقته وأعلم الناس بعلومه وبالنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم، توفي 544 هـ (طبقات الحفاظ 1/470)
0) انظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم (1/334-335)
0() سبق تخريجه صفحة 13
0() سبق تخريجه صفحة 3
0() أبو عبيد القاسم بن سلام البغدادي، القاضي أحد الأعلام، قال ابن راهويه: أبو عبيد أوسعنا علما وأكثرنا أدباً وأكثرنا جمعاً ولي قضاء طرطوس وفسر غريب الحديث وصنف كتباً، ومات بمكة سنة أربع وعشرين ومائتين (طبقات الحفاظ 1/183)
0) قَالَ اللَّيْث: العَلَزُ: شِبه رِعْدة تَأْخُذ الْمَرِيض والحريص على الشَّيْء. (تهذيب اللغة 2/82)
0) انظر: غريب الحديث (3/1)
0) سبق تخريجه صفحة 14
0) أخرجه مسلم في "صحيحه" (1 / 60) برقم: (78) (كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حب الْأنصار وعلي رضي الله عنهم من الإيمان وعلاماته)
0) سبق تخريجه صفحة 13
0() محمد بن علي بن وهب بن مطيع، الإمام العلامة شيخ الإسلام تقي الدين أبو الفتح ابن دقيق العيد القشيري المنفلوطي المصري المالكي الشافعي، أحد الأعلام وقاضي القضاة؛ توفي 702 ه. (فوات الوفيات 3/442)
0) انظر: فتح الباري (13/357)
0() سبق تخريجه صفحة 14
0() سبق تخريجه صفحة 14
0) انظر: فتح الباري لابن حجر (11/208)
0() انظر: سبل السلام (2/706)
0) سبق تخريجه صفحة 15
0) أخرجه البخاري في "صحيحه" (3 / 42) برقم: (1987) (كتاب الصوم، باب هل يخص شيئا من الأيام)
0() سبق تخريجه صفحة 15
0) أخرجه الترمذي (4/365) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
0) سبق تخريجه صفحة 15
0() الشيخ الإمام العلامة، الحافظ المفسر، شيخ الإسلام، مفخر العراق، جمال الدين، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد، وكان رأسا في التذكير بلا مدافعة، فهو حامل لواء الوعظ، والقيم بفنونه، مع الشكل الحسن، والصوت الطيب، والوقع في النفوس، وحسن السيرة، وكان بحرا في التفسير، علامة في السير والتاريخ، توفي 597 هـ (سير أعلام النبلاء 15/455-456)
0) انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين (3/530)
0) سبق تخريجه صفحة 16
0) مسند أحمد (42/467)
0) أخرجه البخاري في "صحيحه" (1 / 128) برقم: (628) (كتاب الأذان، باب من قال ليؤذن في السفر مؤذن واحد) (بهذا اللفظ)
0) سبق تخريجه صفحة 16
0() يحيى بن شرف بن مري بن حسن بن حسين بن حزام ابن محمد بن جمعة النووي الشيخ الإمام العلامة محيي الدين أبو زكريا، كان يحيى رحمه الله سيداً وحصوراً، لا يصرف ساعة في غير طاعة هذا مع التفنن في أصناف العلوم فقهاً ومتون أحاديث وأسماء رجال ولغة وتصوفاً وغير ذلك، توفي 676ه. (طبقات الشافعية الكبرى 8/395)، (الأعلام للزركلي 8/149)
0) انظر: شرح النووي على مسلم (18/100-101)
0() سبق تخريجه صفحة 16
0() أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي المالكي الأندلسي الباجي؛ كان من علماء الأندلس وحفاظها، توفي 474 هـ (وفيات الأعيان 2/408)
0) انظر: المنتقى شرح الموطأ (7/220)
0() سبق تخريجه صفحة 16
0() انظر: فتح الباري (10/570)
0() سبق تخريجه صفحة 17
0() فتح الباري لابن حجر (11/227)
0() سبق تخريجه صفحة 17
0() أبو العبّاس القرطبي أحمد بن عمر بن إبراهيم الأنصاري المالكي المحدّث الشّاهد، نزيل الإسكندرية، كان من كبار الأئمة، ولد سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، وسمع بالمغرب من جماعة، واختصر «الصحيحين» وصنّف كتاب «المفهم في شرح مختصر مسلم».
وتوفي في ذي القعدة سنة 656ه (شذرات الذهب 7/473)
0() المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم (6/682)
0() سبق تخريجه صفحة 17.
0() مدارج السالكين في منازل إياك نعبد وإياك نستعين (3/19)
0)سبق تخريجه صفحة 3
0)سبق تخريجه صفحة 14
0) طريق الهجرتين وباب السعادتين (180)
0(( سبق تخريجه صفحة 13
Mohammad meshal albogamy || Allah's Love in Authentic Tradition of the Prophet || Ibn Khaldoun Journal for Studies and Researches || Volume 2 || Issue 8 || Pages 1 - 36.
0
Article Title | Authors | Vol Info | Year |
Volume 2 Issue 8 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 8 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 8 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 8 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 8 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 8 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 8 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 8 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 8 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 8 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 8 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 8 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 8 | 2022 | ||
Article Title | Authors | Vol Info | Year |