Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Ibn Khaldoun Journal for Studies and Researches > Volume 2 Issue 8 of Ibn Khaldoun Journal for Studies and Researches

دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر المشرفين التربويين بمكة المكرمة |
Ibn Khaldoun Journal for Studies and Researches
Ibn Khaldoun Journal for Studies and Researches

Article Info
Asian Research Index Whatsapp Chanel
Asian Research Index Whatsapp Chanel

Join our Whatsapp Channel to get regular updates.





The role of Islamic education teachers in promoting the value of chastity for high school students from the viewpoint of educational supervisors in Makkah


الباحث: سالم مسعد صالح المجنوني: ماجستير في التربية، جامعة جدة، السعودية.

Abstract:

The study aims to identify the reality of the role of Islamic education teachers in promoting the value of chastity among high school students from the point of view of educational supervisors in Mecca, to know the challenges facing them, and to reach proposed solutions in this, the researcher used the descriptive curriculum, and the questionnaire used a tool for study to collect data and information from the sample of the study, which formed thirty-five supervisors of Islamic education and they are the entire study community, and the study reached the following results: The degree of approval of the study sample on the role of Islamic education teachers in promoting the value of chastity among high school students in general is very high, where their responses were strongly approved, and the degree of approval of the sample of the study on the reality of the role of Islamic education teachers in promoting the value of chastity among high school students came very high, where their responses were strongly approved, as well as the degree of approval of the sample of the study on the difficulties faced by Islamic education teachers in enhancing the value of chastity among high school students came very high, where their responses were strongly approved, as well as the degree of approval of the sample of the study on the difficulties faced by Islamic education teachers in enhancing the value of chastity among high school students came very high, where their responses were strongly approved, as well as the degree of approval of the sample of the study on the difficulties faced by Islamic education teachers in enhancing the value of chastity among high school students came very high, as were their responses strongly approved, as well as the degree of approval of the sample of the study sample to the reality of the role of Islamic education teachers in promoting To a high degree, where their responses were approved, and the degree of approval of the study sample for the proposed solutions for Islamic education teachers in enhancing the value of chastity among high school students came very high, where their responses were strongly approved.

Keywords: Teachers of Islamic Education, Chastity, Secondary School, Educational Supervisors.

المقدمة:

دعا الدين الإسلامي إلى مكارم الأخلاق وحث على الاستقامة، والعفاف، والطهر، وتربية الأمة الإسلامية على حب الفضيلة، مما ينتج عنه استقرار الأسر وحمايتها، وحفظ أعراضها، وصيانة أنسابها، وطهارة المجتمع، وسد أبواب الفساد، ووصف الله سبحانه رسوله ﷺ بالخلق العظيم فقال: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيم﴾ (القلم: 4)

وإن تعزيز الأخلاق والقيم الفاضلة وسط أفراد المجتمع لا يستغني عنه المسلمون في أي وقت؛ فهو يشبه أمور العقيدة من جهة عناية القرآن به، فالآيات القرآنية المتعلًقة بموضوع الأخلاق كثيرة ومتضافرة، تأمر بالحسن، وتمدح المتَّصفين به، وتنهى عن القبيح وتذم المتصفين به، وكذلك الأحاديث التي تمدح حسن الخلق، وتذم سيئ الأخلاق، ولا شك أن هذا يقطع بأهمية الأخلاق ومكانتها في الإسلام (الشيعاني، 2016م،1)

وقد بين النبي ﷺ أن الغاية من بعثته إنما هي لإتمام صالح الأخلاق فقال ﷺ: «إنما بعثت لأتمم صالحي الأخلاق». (البخاري، 1998م، 143، الحاكم، 1990م، 2/670)، والناس على اختلاف مشاربهم يحبون محاسن الأخلاق، ويألفون أهلها، ويبغضون مساوئ الأخلاق، وينفرون من أهلها، فحسن الخلق يتضمن عبادات عظيمة، قال الغزالي: "الخلق الحسن أفضل أعمال الصديقين وهو على التحقيق شطر الدين، وهو ثمرة مجاهدة المتقين ورياضة المتعبدين، والأخلاق السيئة هي السموم القاتلة والهلكات الدامغة والمخازي الفاضحة والرذائل الواضحة" (المناوي، 1937م، 2/446)، والغاية كذلك من إتمام صالح الأخلاق؛ لكي لا تختفي الأخلاق الحسنة في المجتمع، ويظهر الضعف في القيم، ويبتعد الناس عن التمسك بالمبادئ الأخلاقية ويصبح المجتمع المسلم مكانًا للتحلل الأخلاقي وينقاد وراء المخططات المنافية لقيم المجتمع التي تحاول ترسيخ الانحرافات الأخلاقية في ذهن الشباب المسلم كالحرية المطلقة القائمة على أساس الإباحية، والمسوغة لكلا الجنسين في إقامة العلاقات غير المشروعة، وتهيئة السبل الكفيلة بإشاعة الفساد وتحفيز الجانب الشهواني لديهم من خلال تقليد شخصيات انحرفت عن الأخلاق القويمة بشكل مبتذل، وبث برامج في وسائل التواصل الاجتماعي تدعو إلى البعد عن أخلاق الإسلام.

وإن قيمة العفة خير ما يتمسك بها الفرد لصون نفسه وتربيتها؛ تلك القيمة الذي اتصف به الأنبياء والرسل وعباد الله الصالحين الذين يمثلون القدوة الصالحة لمجتمعهم، وقد أشارت دراسة (الزربتلي، 2013م، 165-166) إلى أن للعفة أهمية بالغة في الحفاظ على تماسك الأسرة والمجتمع حيث أنها لا تقتصر على جانب واحد بل تتناول أخلاق المسلم بكل جوارحه، والابتعاد عن العفة يجلب عذاب الله تعالى في الدنيا والآخرة واضطراب أمن البلاد، وزعزعة نفوس أفرادها، وانحطاط الإنسانية، وانتشار الأمراض.

مشكلة الدراسة وأسئلتها:

اتفقت الأديان والكتب السماوية السابقة على الحفاظ على العفة، وجاء القرآن الكريم وهو خاتم الكتب الربانية فأحاطها بمزيد من العناية والمحافظة والرعاية، وعدّ المحافظة على العرض من الضرورات الخمس التي لابد لكل مجتمع منها وهي: الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال، كما هو مقرر في أصول الشريعة وقواعدها المعتبرة.

والعفة من أقوى سبل وقاية الشباب المسلم من الوقوع في وحل الرذيلة والشهوة، لأن لمرحلة الشباب أهمية كبرى في حياة الإنسان، لما تتمتع به هذه المرحلة من القوة والنشاط والعطاء، ففيها يكتمل نمو الإنسان في كافة مظاهره، كما أنها مرحلة يسهل فيها الوقوع في الانحرافات الأخلاقية، وأكدت دراسة (الحازمي، 2010م، 398-399) أن العفة تتمثل من خلال مجموعة من الأخلاق الحسنة وتظهر في أقوال وأفعال الفرد المسلم على قدر عفة قلبه وملئه بالعقيدة الصحيحة، وفاقد العفة فاقد لمكارم الأخلاق، وإن للأسرة والمسجد والمدرسة ووسائل الإعلام دوراً بارزاً في تنمية العفة.

تتمثل مشكلة الدراسة في السؤال الرئيسي التالي:

ما دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر المشرفين التربويين بمكة المكرمة؟

ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة التالية:

1. ما واقع دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر المشرفين التربويين بمكة المكرمة؟

2. ما التحديات التي تواجه معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر المشرفين التربويين بمكة المكرمة؟

3. ما الحلول المقترحة لمعلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر المشرفين التربويين بمكة المكرمة؟

4. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0,05) لوجهة نظر المشرفين التربويين في دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية تعزى لمتغيرَي (المؤهل العلمي/ وسنوات الخبرة)؟

أهداف الدراسة:

من خلال هذه الدراسة يحاول الباحث الوصول إلى الأهداف التالية:

1. التعرف على مفهوم العفة وأهمية تعزيزها لدى طلاب المرحلة الثانوية بمكة المكرمة.

2. الوقوف على واقع دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر المشرفين التربويين بمكة المكرمة.

3. معرفة التحديات التي تواجه معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر المشرفين التربويين بمكة المكرمة.

4. الوصول إلى حلول مقترحة لمعلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر المشرفين التربويين بمكة المكرمة.

أهمية الدراسة:

تبدو أهمية الدراسة وثمرتها من حيث موضوعها، ومن حيث صلتها بالمجتمع وحاجة الناس إليها، ومدى تحقيقها للأهداف والنتائج المرجوة من ورائها، وإن موضوعها مهم يحتاج إليه البشر كلهم عامة ومعلمي التربية الإسلامية خاصة؛ لكونه يتصل بواقع حياتهم العلمية والعملية، وهي كالآتي:

1. توضح العفة في التربية الإسلامية وأثرها التربوي على المجتمع.

2. توضح علاقة العفة بطلاب المرحلة الثانوية وبكافة جوانب حياتهم.

3. تعرف بواقع دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية.

4. تساهم في معرفة التحديات التي تواجه معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية فتساعدهم في حلها وحل الكثير من المشكلات التربوية.

5. توصل معلمي التربية الإسلامية إلى حلول مقترحة تساعدهم في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية وبناء العملية التربوية لها.

حدود الدراسة:

1. الحدود الموضوعية: دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر المشرفين التربويين.

2. الحدود المكانية: مكاتب الإشراف التربوي التابعة لإدارة التعليم بمكة المكرمة.

3. الحدود الزمانية: الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 1443هـ / 1444هـ.

4. الحدود البشرية: مشرفو التربية الإسلامية في مدينة مكة المكرمة.

مصطلحات الدراسة:

التعريف الإجرائي للدور: يمكن القول بأنه الإجراءات والمهام والأنشطة والأساليب التي يقوم بها معلم التربية الإسلامية لتعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية.

التعريف الإجرائي للعفة: أنها الامتناع عما لا يحل من الشهوات الغريزية، والتمسك بنزاهة وطهارة النفس بالقول والفعل.

أولًا: الإطار المفاهيمي للدراسة:

مفهوم العِفّة لغة واصطلاحًا:

مفهوم العِفّة لغة:

تدل مادة "عفَّ " في اللغة على أصلين صحيحين: أحدهما الكف عن القبيح، والآخر دال على قلة شيء. فالأول: العفّة: الكف عما لا ينبغي. والأصل الثاني: العفّة: بقية اللبن في الضرع. (الرازي، 1979، 4/3)، وهي ترك الشهوات من كل شيء، وغلب عن حفظ الفرج مما لا يحل. (المعجم الوسيط، 2004م، 2/611).

مفهوم العِفّة اصطلاحًا:

يعرفها الراغب الأصفهاني (1992م، 573) بأنها حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة، والمتعفف هو المتعاطي لذلك بضرب من الممارسة والقهر، وعرفها (2007م، 224) بأنها ضبط النفس عن الملاذ الحيوانية، وهي الحالة المتوسطة بين إفراطٍ هو الشره وبين تفريطٍ هو جمود الشهوة.

ويرى الباحث أن العفة ترك ما قبحه الشرع وما لا يحله من الشهوات، وعدم التطلع إلى ما لا يحمد، كما أنه ترك الشيء الدنيء المحتقر المزهد فيه ترفعًا، كمنافاة رذائل الأخلاق في جميع صورها، وكما أن مقتضى العفة ترك ما هو منهي عنه شرعًا ومروءةً، كذلك من العفة طلب ما هو مأمور به شرعًا ومروءةً.

العِفّة في مصادر التربية الإسلامية:

أولًا: في القرآن الكريم:

أولًا: في الترفع عما لا يملكه الإنسان من أموال غيره: قال تعالى: ﴿وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ لِتَأۡكُلُواْ فَرِيقًا مِّنۡ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلۡإِثۡمِ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ (البقرة: 188)، وقوله تعالى:﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمۡۚ﴾ (النساء: 29) وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوۡاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِۦ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡض لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكۡتَسَبُواْۖ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكۡتَسَبۡنَۚ وَسۡ‍َٔلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمًا﴾ (النساء: 32)، وفي الآية الأخرى يثني الله عز وجل على المتعففين عن السؤال، والذين يترفعون عن طلب الحاجة من الناس أو الالحاح فيها مع شدة الحاجة لهـا، قال تعالى: ﴿لِلۡفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحۡصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ ضَرۡبًا فِي ٱلۡأَرۡضِ يَحۡسَبُهُمُ ٱلۡجَاهِلُ أَغۡنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعۡرِفُهُم بِسِيمَٰهُمۡ لَا يَسۡ‍َٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافًاۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌ﴾ (البقرة: 273)، وكذلك ما ورد في الآية التالية حيث يحث الله تعالى أولياء اليتامى أن يعفوا عن أموالهم، وأن يمتنعوا عن أخذ أجرة على رعايتها إذا كان الوصي غنيًا، فلينزه نفسه عن ماله، ويرضى بما قسم الله تعالى له، قال تعالى: ﴿وَٱبۡتَلُواْ ٱلۡيَتَٰمَىٰ حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغُواْ ٱلنِّكَاحَ فَإِنۡ ءَانَسۡتُم مِّنۡهُمۡ رُشۡدًا فَٱدۡفَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ أَمۡوَٰلَهُمۡۖ وَلَا تَأۡكُلُوهَآ إِسۡرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكۡبَرُواْۚ وَمَن كَانَ غَنِيًا فَلۡيَسۡتَعۡفِفۡۖ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلۡيَأۡكُلۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ﴾ (النساء: 6)، وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ مَالَ ٱلۡيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ أَشُدَّهُۥۚ وَأَوۡفُواْ بِٱلۡعَهۡدِۖ إِنَّ ٱلۡعَهۡدَ كَانَ مَسۡ‍ُٔولًا﴾ (الإسراء: 34).

ثانيًا: في الغرائز والرغبات الفطرية: وذلك بغض الأبصار وحفظ الفروج قال تعالى: ﴿قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ ۝ وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ (النور: 30-31)، وقال تعالى: ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيۡنَيۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦٓ أَزۡوَٰجًا مِّنۡهُمۡ زَهۡرَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا لِنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِۚ وَرِزۡقُ رَبِّكَ خَيۡرٌ وَأَبۡقَىٰ﴾ (طه: ١٣١)، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلَّآ أَن يُؤۡذَنَ لَكُمۡ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيۡرَ نَٰظِرِينَ إِنَىٰهُ وَلَٰكِنۡ إِذَا دُعِيتُمۡ فَٱدۡخُلُواْ فَإِذَا طَعِمۡتُمۡ فَٱنتَشِرُواْ وَلَا مُسۡتَ‍ٔۡنِسِينَ لِحَدِيثٍۚ إِنَّ ذَٰلِكُمۡ كَانَ يُؤۡذِي ٱلنَّبِيَّ فَيَسۡتَحۡيِۦ مِنكُمۡۖ وَٱللَّهُ لَا يَسۡتَحۡيِۦ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَٰعًا فَسۡ‍َٔلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَاب ذَٰلِكُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ﴾ (الاحزاب: 53)، فإن من الوسائل المفضية إلى عفة الفرج غض البصر فإذا حفظ المسلم بصره عن النظر إلى الحرام كان ذلك وسيلة لحفظ الفرج وصيانة من الوقوع فيما حرم الله عليه، ومن أطلق بصره كان ذلك مفضياً للوقوع في الحرام وانتهاكاً لستر العفة ووقع فيما حذر منه الله ورسوله ﷺ.

ثالثًا: في الحث على الزواج: قال تعالى: ﴿وَأَنكِحُواْ ٱلۡأَيَٰمَىٰ مِنكُمۡ وَٱلصَّٰلِحِينَ مِنۡ عِبَادِكُمۡ وَإِمَآئِكُمۡۚ إِن يَكُونُواْ فُقَرَآءَ يُغۡنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيم ۝ وَلۡيَسۡتَعۡفِفِ ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغۡنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَٱلَّذِينَ يَبۡتَغُونَ ٱلۡكِتَٰبَ مِمَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡ فَكَاتِبُوهُمۡ إِنۡ عَلِمۡتُمۡ فِيهِمۡ خَيۡرًاۖ وَءَاتُوهُم مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِيٓ ءَاتَىٰكُمۡۚ وَلَا تُكۡرِهُواْ فَتَيَٰتِكُمۡ عَلَى ٱلۡبِغَآءِ إِنۡ أَرَدۡنَ تَحَصُّنًا لِّتَبۡتَغُواْ عَرَضَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَمَن يُكۡرِههُّنَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ مِنۢ بَعۡدِ إِكۡرَٰهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيم﴾ (النور: 32-33).

رابعًا: في حفظ المرأة وصيانتها: وذلك بحثها على عدم التبرج وإظهار الزينة وعدم الخضوع بالقول لغير المحارم وبالقرار في البيوت وعدم خروجهن إلا بالحجاب الشرعي قال تعالى: ﴿وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَاۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوۡ ءَابَآئِهِنَّ أَوۡ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآئِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ أَخَوَٰتِهِنَّ أَوۡ نِسَآئِهِنَّ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُنَّ أَوِ ٱلتَّٰبِعِينَ غَيۡرِ أُوْلِي ٱلۡإِرۡبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفۡلِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يَظۡهَرُواْ عَلَىٰ عَوۡرَٰتِ ٱلنِّسَآءِۖ وَلَا يَضۡرِبۡنَ بِأَرۡجُلِهِنَّ لِيُعۡلَمَ مَا يُخۡفِينَ مِن زِينَتِهِنَّۚ وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ (النور: 31)، وقال تعالى: ﴿وَٱلۡقَوَٰعِدُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ ٱلَّٰتِي لَا يَرۡجُونَ نِكَاحًا فَلَيۡسَ عَلَيۡهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعۡنَ ثِيَابَهُنَّ غَيۡرَ مُتَبَرِّجَٰتِۢ بِزِينَةٍ وَأَن يَسۡتَعۡفِفۡنَ خَيۡرٌ لَّهُنَّۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم﴾ (النور: 60)، وقال تعالى: ﴿ فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مَرَضٌ وَقُلۡنَ قَوۡلًا مَّعۡرُوفًا۝وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ﴾ (الأحزاب: 32-33)، وليبقى الكيان الإنساني محتشمًا محفوظًا من الانحلال ومن ارتكاب الرذائل جاء تشريع الحجاب، قال الله تعالى: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن يُعۡرَفۡنَ فَلَا يُؤۡذَيۡنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ (الأحزاب: 59).

خامسًا: في عدم المجاهرة بالفواحش: بالبعد عن الزنا واللواط والشذوذ ومظان المفاسد ومواطن الأوبئة والشبهات لئلا تذبل العفة بالمجاهرة بالفواحش وتعففًا من الوقوع في المشتبهات أو الشبهات، قال تعالى: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَۖ﴾ (الأنعام: ١٥١)، وقال تعالى: ﴿قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلۡإِثۡمَ وَٱلۡبَغۡيَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ﴾ (الأعراف: 33)، وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ﴾ (النحل: 90)، وقال تعالى: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلًا﴾ (الإسراء: 32)، وقال تعالى: ﴿وَلُوطًا إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦٓ إِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنۡ أَحَدٍ مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ۝أَئِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلرِّجَالَ وَتَقۡطَعُونَ ٱلسَّبِيلَ وَتَأۡتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلۡمُنكَرَۖ﴾ (العنكبوت: 28-29)، وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ (النور: ١٩)، وقال تعالى: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرًا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡم﴾ (الحجرات: ١٢)، وإذا ظهرت الفواحش والزنا واللواط والشذوذ في مجتمع فإن الله يعاجل أهله بالعقوبة، فتحل الكوارث والأسقام، وتنتشر الأوبئة والأمراض، ويخيم الظلم ويعم الفساد في الأرض.

سادسًا: في تشريع الاستئذان: حفاظًا على الأسرار وسترًا على الأعراض، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتًا غَيۡرَ بُيُوتِكُمۡ حَتَّىٰ تَسۡتَأۡنِسُواْ وَتُسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَهۡلِهَاۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٌ لَّكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ۝ فَإِن لَّمۡ تَجِدُواْ فِيهَآ أَحَدًا فَلَا تَدۡخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤۡذَنَ لَكُمۡۖ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ٱرۡجِعُواْ فَٱرۡجِعُواْۖ هُوَ أَزۡكَىٰ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِيم﴾ (النور: 27-28).

سابعًا: في اطلاع الله على الإنسان في جميع أحواله وتقلباته: واستحضار ذلك في نفسه يجعله متجملًا بالعفة والحشمة، قال تعالى: ﴿يَعۡلَمُ خَآئِنَةَ ٱلۡأَعۡيُنِ وَمَا تُخۡفِي ٱلصُّدُورُ﴾ (غافر: ١٩)، وقال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِيدِ﴾ (ق: ١٦)، وقال تعالى: ﴿ أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجۡوَىٰ ثَلَٰثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمۡ وَلَا خَمۡسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمۡ وَلَآ أَدۡنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمۡ أَيۡنَ مَا كَانُواْۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ﴾ (المجادلة: ٧)، وقال تعالى: ﴿أَلَمۡ يَعۡلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ﴾ (العلق: ١٤).

ثانيًا: في السنة النبوية:

أولًا: في الترفع عما لا يملكه الإنسان من أموال غيره:

1- حديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه فقال فيه: شهدت النبي ﷺ وهو يقول: «والله لأن يأتي أحدكم صبيرًا ثم يحمله يبيعه، فيستعفَّ منه؛ خير له من أن يأتي رجلا يسأله» (الإمام أحمد، 2001م، 16/385)، إذن حمل الصبار بشوكه وعصارته شديدة المرارة على الظهر خير وأهون من سؤال العطاء من الناس؛ ففـي حمـلـه عـفـة واستعفاف وشرف، وحفظ لكرامة المؤمن وعزته.

2- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه إن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله ﷺ فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده، فقال: «ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر» (البخاري، 1999م، 238)

3- عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: ركب رسول الله ﷺ حماراً وأردفني خلفه وقال: «يا أبا ذر، أرأيت إن أصاب الناس جوع شديد لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك، كيف تصنع؟ قال: الله ورسوله اعلم، قال "تعفف"» (الإمام أحمد، 2001م، 35/252)

4- عن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله ﷺ قال ذات يوم في خطبته: «ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني، يومي هذا... وكان مما قال: أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف ومتعفف ذو عيال» (مسلم، 2000م، 1241)، يدل الحديث على أن العفيف المتعفف ذا العيال الذي عف يده عن المسألة وعن الحرام أنه من الثلاثة الذين يدخلون الجنة لحسن فعلهم وتنزيه أنفسهم.

5- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سرحتني أمي إلى رسول الله ﷺ، فأتيته فقعدت فاستقبلني وقال: «من استغنى أغناه الله عز وجل، ومن استعفَّ أعفه الله عز وجل، ومن استكفى كفاه الله عز وجل، ومن سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف» فقلت: ناقتي الياقوتة خير من أوقية، فرجعت ولم أسأله. (النسائي، 2009م، 505).

ثانيًا: في الغرائز والرغبات الفطرية: وذلك بغض البصر وحفظ الفرج والزواج والبعد عن الفواحش من الزنا والشبهات:

1. قال رسول الله ﷺ: «ثلاثة لا ترى أعينهم النار: عين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله، وعين غضت عن محارم الله» (الطبراني، 1994م، 19/416).

2. عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة: أصدقوا إذا حدثتهم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم» (الإمام أحمد، 2001م، 37/417).

3. عن علي بن رباح قال: سمعت عتبة بن النُّدَّر يقول: كنا عند رسول الله ﷺ فقرأ ﴿طسم﴾ حتى إذا بلغ قصة موسى قال: «إن موسى ﷺ أجر نفسه ثماني سنين، أو عشرًا، على عفة فرجه وطعام بطنه» (ابن ماجه، 2009م، 440)

4. عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت» (الإمام أحمد، 2001م، 3/١٩9)، وقوله ﷺ: (حفظت فرجها) أي: "منعت نفسها عن الفواحش" (القاري، 2002م، 5/2125)

5. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «ثلاثة؛ حقٌ على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف». (الترمذي، 2009م، 522).

6. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «بروا آباءکم تبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم» (المنذري، 1997م، ۳/۲۱۸)، وفي رواية: «وعفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم» (مسلم، 2000م، ٤/١٧١).

ثالثًا: في اطلاع الله على الإنسان في جميع أحواله وتقلباته:

1. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه كان يقول: «اللهم إني أسالك الهدى والتقى، والعفاف والغنى» (مسلم، 2000م، 1181).

2. قال ابن عباس رضي الله عنهما: أخبرني أبو سفيان: أن هرقل قال له: سألتك ماذا يأمركم؟ فزعمت: أنه يأمر بالصلاة، والصدق، والعفاف، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، قال: وهذه صفة نبي.. الحديث (البخاري، 1999م، 437).

3. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «أعف الناس قِتلة أهل الإيمان» (أبو داود، 2009م، 539).

تلك كانت أبرز معاني العفة في السنة النبوية، فالسنة كالقرآن دعت إلى العفة؛ لأنها سبيل الخلاص من الفحش والرذائل، وهي الحصن الذي يتحصن به الفقير والمسكين وذو الحاجات، والركن الشديد الذي يركن إليه الشباب الذي لا يجد ما يعينه على الزواج، وجعلت الساعي وراء رزقه بغية العفـة كالمجاهد في سبيل الله الذي بلغ أسمى المراتب وهي الشهادة.

ثالثًا: العِفّة عند السلف:

1- قال عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو يخطب: «لا تكلفوا الأمَةَ غير ذات الصنعة، الكسب، فإنكم متى كلفتموها الكسب، كسبت بفرجها، ولا تُكلفوا الصغير الكسب، فإنه إذا لم يجد سَرق، وعِفوا إذا أعفكم الله، وعليكم من المطاعم بما طاب منها» (الإمام مالك، 1991م، 2/160)

٢- قال لقمان الحكيم: «حقيقة الورع العفاف» (ابن أبي الدنيا، 1988م، ٥٩).

٣- قال ابن عباس رضي الله عنهما: قال الناس بايع لابن الزبير: فقلت: وأين بهذا الأمر عنه؟ أما أبوه فحواري النبي ﷺ -يريد الزبير- وأما جده فصاحب الغار -يريد أبا بكر-، وأما أمه فذات النطاقين -يريد أسماء- وأما خالته فأم المؤمنين -يريد عائشة- وأما عمته فزوج النبي ﷺ -يريد خديجة- وأما عمة النبي ﷺ فجدته -يريد صفية-، ثم عفيف في الإسلام، قارئ للقرآن، والله إن وصلوني وصلوني من قريب، وإن ربوني ربوني أكفاء كرام) (البخاري، 1999م، 800)

٤- قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «نحن معشر قريش نعد الحلم والجود السؤدد، ونعد العفاف وإصلاح المال المروءة»، وقال أبو عمرو بن العلاء: «كان أهل الجاهلية لا يسودون إلا من كانت فيه ست خصال وتمامها في الإسلام سابعة: السخاء والنجدة والصبر والحلم والبيان والحسب، وفي الإسلام زيادة العفاف» (ابن مفلح، 1999م، ۲/٢٠٦) فزينة هذه الخصال العفة، فإذا نزعت فلا خير في الباقيات.

٥- قال أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرحي: «وأي رجل أعظم أجراً من رجل ينفق على عيال صغار، يُعِفُّهُم -أو ينفعهم الله به- ويغنيهم» (مسلم، 2000م، 403)

٦- قال محمد بن أبي عمرة في وصيته لبنيه وأهله: «وأن العفاف والصدق خير وأتقى من الزنا والكذب» (الدارمي، 2000م، 4/2031) (الزهري، 2001م، 9/204).

٧- قال أيوب السختياني: «لا ينبل الرجل حتى يكون فيه خصلتان: العفة عن أموال الناس، والتجاوز عنهم». (الماوردي، 1986م، 187)

٨- قال الماوردي (1986م، 227) «أنشدتُ لإبراهيم بن المدبّر:

إن القناعة والعفاف *** ليغنيان عن الغنى *** فإذا صبرت عن المنى *** فاشكر فقد نلت المنى»

٩- قال محمد بن علي: الكمال في ثلاثة: «العفة في الدين، والصبر على النوائب، وحسن التدبير في المعيشة، وسئل الأحنف بن قيس عن المروءة فقال: العفة والحرفة» (الماوردي، 1986م، 329).

10- قال سفيان الثوري في يوم عيد: «إن أول ما نبدأ به في يومنا عِفة أبصارنا» (ابن أبي الدنيا، 1988م، ٦٣) فكانت وصيته لأصحابه في هذا اليوم العظيم هي العفة وغض البصر.

١١- قال الإمام الشافعي (2006م، 94):

عفوا تعف نساؤكم في المحرم *** وتجنبوا ما لا يليق لمسلم

إن الزنى دين فإن أقرضته *** كان الزنى من أهل بيتك فاعلم.

12- عن أبي بكر بن عياش قال: جيء بتاج كسرى إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: «إن الذين أدوا هذا لأمناء، فقال له علي رضي الله عنه: إن القوم رأوك عففت فعفوا، ولو ارتعت ارتعوا» (ابن الجوزي، 1978م، 155).

13- قال مزاحم بن زُفر: قال لنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: «خمس إذا أخطأ القاضي منهن خطة، كانت فيه وصمة: أن يكون فَهِمًا، حَلِيمًا، عفيفًا، صليبًا، عالمًا سؤولا عن العلم» و"(عفيفًا) أي يعف عن الحرام فإنه إذا كان عالمًا ولم يكن عفيفًا، كان ضرره أشد من ضرر الجاهل" (ابن حجر، 2004م، 3/3209-3210)، فالعفة إحـدى صفات القاضي، وميزة تفرق بين الناس وبها تتفاوت منـازلهم، فيها امتاز القاضي والعالم وأشراف القوم.

أنواع العِفّة:

يذكر الماوردي (1986م، 321-324) أن العفة نوعان:

 

  • أحدهما: العفّة عن المحارم، وهي نوعان: أحدهما ضبط الفرج عن الحرام، والثاني كف اللسان عن الأعراض.

  • والثاني: العفّة عن المآثم، وهي نوعان: أحدهما: الكف عن المجاهرة بالظّلم، والثاني: زجر النفس عن الإسرار بخيانة.

    والــذي يســعى إلى الاتصــاف بالعفــة لابــد أن يســتوعب جميــع أنواعهــا، ولا يغفــل عــن بعضهــا، وبناءً على ما ذُكر يلخص الباحث أنواع العفة بأنها:

    أولًا: عفة النفس: وتكون بتزكيتهــا وتطهريهــا، قــال تعالى: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ (الشمس: 7-10)، فيرتفع المرء عمـا يدنس الـنفس أو يحـط مـن كرامتهـا، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾ (القــصص: ٥٥) فلا يرد تعففًا وتنـزهًا، ولا يدخل في مساويء الأخلاق، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ (الفرقـان: ٦٣).

    ثانيًا: عفة البصر: ويكون ذلك بكفه عن النظر إلى ما لا يحل النظر إليه بخفضه إلى الأرض، أو بصرفه إلى جهة أخرى، قال تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ﴾(النور ، آية ٣٠)، ثم أكد سبحانه هذا الأمر بتخصيص النساء بالخطاب في قوله تعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾(النور ، الآية ٣١)، فيبين سبحانه أن غض الأبصار وحفظ الفروج أطهر للنفوس، وأفضل عند الله، وأطيـب وأتقى للدين، وأنمى للأعمال، فإن من حفظ بصره وفرجه، طهر من الخبث الذي يتدنس به أهل الفواحش، وزكت أعماله، بسبب ترك المحرم الذي تطمع إليه النفس وتدعو إليه.

    ثالثًا: عفة السمع: والسمع من نعم الله تعالى التي يجب عفتها كباقي الجوارح من البصر واللسان، قال تعالى: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ (الإسراء: 36)، "عبّر الله عز وجل عن هذه الحواس بأولئك، لأن لها إدراكًا وجعلها مسؤولة فهي حالة من يعقل" (الثعالبي، 1998م، 3/473) "فأجراها مجرى العقلاء لما كانت مسؤولة عن أحوالها شاهدة على صاحبها" (البيضـاوي، 1998م، 3/255).

    رابعًا: عفة اللسان: وذلك بحفظه وصونه وعفته عما يغضب الله عز وجل، فلا يقول ويتكلم إلا خيرًا وطيباً، قال تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ (ق: ١٨).

    خامسًا: عفة البطن: وتحصـل بالامتناع عـن اللقمة الحـرام، فـلا يـأكل مـا حـرم الله ولا يدخل في جوفه شـبهه، ويكون أكله حلالًا طيباً، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «أيها الناس إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ (المؤمنون:51)، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ (البقرة:172).

    سادسًا: عفة القلب: والقلب أهم الأعضاء في جسم الإنسان، قال رسول الله ﷺ: «ألا وإن في الجسد مـضغة، إذا صـلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» (البخاري، 1999م، 12) (مسلم، 2000م، 698)، وصـــلاح القلـــب وعفته بأن يكـــون طـــاهرًا مــن كـــل سوء، كحـــب غير الله وحب الفـــواحش وحب شـــيوعها، وقال رسول الله ﷺ: «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه» (الإمام أحمد، 2001م،20/343)، فيكون قلبه معلقًا بالله مقبلًا على ما أحل الله، ومنكرًا ومدبرًا عن كل ما حرم الله.

    سابعًا: عفة الفرج: ويكون ذلك بعـدم وضعه أو الاسـتمتاع بـه في الحـرام وحفظـه كما أمر الله عز وجل فقال: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ (النور: الآية 30-31).

    ثامنًا: عفة اليد: وتكون بالاكتساب وطلب العيش، والاستغناء عما في أيدي الناس، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ (الملك: 15)، "ففي قوله تعالى: ﴿فَامشوا فِـي مناكِبِهـا﴾ أي: لطلب الرزق والمكاسب". (السعدي، 2003م، 838)، وقال النبي ﷺ: «ما أكل أحـد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وأن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده» (البخاري، 1999م، 333)، ويكون هذا الاكتساب من الأوجه التي أحلها الله عز وجل فيحفظ يده ويعفها عن سرقة المال وعن الرشوة والربا، ويقوم بإيفاء الكيل والوزن، والعدل في التعامل مع المسلمين أخذًا وعطاء وبيعاً وشراء.

    تاسعًا: عفة الرِجِل: ويكون ذلك بتسخيرها فيما يرضي الله عز وجل من الطاعات والعبادات والابتعاد عن مواطن السيئات والمحرمات، فلا يخطوا برجيله إلى معصية أو إلى حرام، وإنما يعف رجليه بامتثال أوامر الله تعالى بالمشي بهما إلى بيوت الله تعالى، وإلى طلب العلم وإلى صلة الأرحام وعيادة المريض، وتشييع الجنائز والحج وغيرها من الطاعات التـي يثـاب عليها المسلم فتزكو نفسه وترفع درجته وتكفر سيئاته.

    دوافع العِفّة:

    أولًا: الإيمان بالله والحياء منه واستشعار مراقبته سبحانه وتعالى: فالإيمان بالله عز وجل هو الركيزة الأساسية الدافعة لتحقيـق العـفـة حيث أن المسلم الصادق يسعى لتحقيق الإيمان والعمل بمقتضاه، فهو يؤمن بالله ويبتغي رضاه، ويخشی عقوبته وسخطه، ويستحي منه ويستشعر مراقبته، فقد جعل بينه وبين عذاب الله وقاية بفعل أوامره تعالى واجتناب نواهيه، وإذا عرف المسلم بأن الله أمره بالأخلاق الحسنة، وبالكف عن القبح من الأقوال والأفعال، وأنه هو الذي أمر بالاستعفاف والعدل والإحسان وغيرها من الأخلاق، فإنه يلتزم بها ولا يتركها، وبالإيمان يكون صلاح الظاهر والباطن فيخاف المسلم من ربه في سره وعلانيته فيعف نفسه وجوارحه عما حرم الله عليه.

    ثانيًا: الإيمان باليوم الآخر وتذكر الجزاء والعقاب فيه: فإن الإيمان باليوم الآخر وتذكر مـا أعـده الله فيه مـن المتـاع الـذي يعجـز عـن وصـفه الواصـفـون لعبـاده الصالحين ذوي العفة في هذه الحياة الدنيا، وأن الله سبحانه سيجازي على الالتزام بهذا الخلق، ويثيب على الصبر والكف عن المعاصي واتباع الشهوات، وكذلك تذكر العقاب الذي يكون لمن لم يمنع نفسه عن هواها ووقع في رذائل الأعمال والأقوال، لهو يبعث على قمع الشهوات في النفس ودرئها عن تجاوز الحد، ويبعث المسلم على الإقبال إلى الله بصدق وإخلاص وعفاف، وتلك هي نقطة الارتكاز في الطاعات، والحاجز أمام دفعات الهوى، فبهذا ينهى المسلم نفسه عن الانجرار وراء الأهواء ولا يقدم على فعل المعصية، وحتى وإن أقدم على المعاصي فسيبادر إلى التوبة والاستغفار والندم على ما فعل فيبقى في دائرة الطاعة، وذلك لعلمه بأنه سائر إلى الله سبحانه وأنه واقف بين يديه محاسب ومعاقب على كل صغرية وكبيرة.

    ثالثًا: الوازع الديني وذكر الله وعبادته: والـوازع الديني الإيمـانـي هـو ثمـرة المحافظـة علـى ذكر الله وعبـادته والإكثار منهما وتنويعهـا، وهو كفيـل بـردع الإنسـان عـن كـل سـوء، وحـافظ لـه بـإذن الله مـن كـل فتنة، فإن من بات ذاكرًا لله فلا يعصيه بارتكاب المحرمات لأنه جعل مراقبة الله عز وجل دائمة في السر والعلن، فإن عصاه فكانت الإنابة إليه سبحانه، ومن اشتغل بذكر الله تعالى وداوم عليه كان ذلك مشغلة له عن الخوض بالباطل وكل ما لا يحل فيحقق بذلك العفة، وعبادة الله كذلك تشغل وقت المسلم بما ينفعه وعما لا يحل وتجعله أكثر احترازًا من الوقوع فيما ينافي العفة.

    رابعًا: الزواج: فهو من المعالم الدافعة للعفة بل هو من أنجح وأفضل الدوافع لتحقيق العفاف، فبه يحصن الإنسان نفسه ويمنعها مما حرم الله، ولذلك جاء الحض على التبكير بالزواج وتيسير أمره وإزالة عوائقه، وإن الزواج هو الطريق الفطري الذي تستفرغ فيه الكوامن الجنسية في النفس البشرية، علاوة على الهدف السامي الذي ينتج عن ذلك التلاقي الشرعي بين الزوجين من ذرية تستكمل دورها في عمارة الأرض، قـال عـز وجـل: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (النور: 32)، وقد أرشد رسول الله ﷺ الشباب إلى الصوم وإلى الزواج لصون العرض وحفظ الفرج، فقال رسول الله ﷺ: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» (البخاري، 1999م، 907).

    خامسًا: التربية والتنشئة الاجتماعية: التربية أمرها عظيم وهي التي تحفظ الجيل من خرق العفة، وقد كان رسول الله ﷺ يسعى إلى تربية الصحابة وتعليمهم على الأخلاق الكريمة والآداب الإسلامية، ومن أساليب التربية التي تدفع للعفة أسلوب القدوة، وخير من يقتدى به هو رسول الله ﷺ، والاقتداء به لا يكون إلا بالإيمان به واتباعه، ومن أعظم المؤثرات في دافع التربية والتنشئة الاجتماعية للعفة الأسرة، فهي نواة المجتمع وأساسها الذي بدأت وتكونت من الوالدين، فالوالدان من أهم الأسباب المؤثرة في ذلك، ديانتهما وسلوكهما وأخلاقهما، وقد حرص الإسلام على العناية بالأبناء عناية فائقة قبل زواج الأبوين بأن جعل الصلاح أمرًا مطلوباً في كل منهما، فعندما تتكون الأسرة على هذا النهج وتقوم بتربية أبناءها على العفة بأنواعها والقيام بالأعمال الصالحة والمحافظة عليها، والكف عما لا يحل من المحرمات، واجتناب التقليد الأعمى لأهل الفسق والفجور، ومن عدم إدخال البيوت ما هو مفسد أو سبيل إلى الفساد بكافة ألوان اللهو المحرم ووسائله فهو دافع كبير للعفة في حياة الشباب، ومن أعظم المؤثرات في دافع التربية والتنشئة الاجتماعية للعفة البيئة التي ينشأ فيها الفرد، فإن لها تأثير على عقيدته والتزامه وأخلاقه، وهي دافع كبير يعين على العفـة ويحفـظ مـن الفتنة، ولا شك أن الذي يعيش في بيئـة مـوبـوءة ينالـه أذاهـا فمـن أراد السلامة لدينـه وعرضه فليحرص على العيش في الأجواء النقية من شوائب الدنس والنجس، وكذلك الابتعاد عن الأجواء المحركة للشهوات والداعية لها، من رؤية النساء أو الاختلاط بهـن سـواء كـان نظـرًا أو محادثـة أو معاكسة وكذا المطالعـة فـي الصـور في قنـوات وسائل التواصل والأجهزة الذكية، ومـا سـوى ذلـك مـن التـردد على الأسواق والحدائق العامـة وعامـة التجمعات المختلطة، مما له تأثيرًا سلبيًا على العفة، ومن أعظم المؤثرات في دافع التربية والتنشئة الاجتماعية للعفة الصحبة الصالحة التي لا تذكرك بالمعصية إذا كنت بعيداً عنها ولا تكون سببًا يعينك على ارتكابها، وهي التي تقوي لديك الوازع الديني الإيماني والتعاون معها على البر والتقوى والعفة، وتذكرك إذا نسيت أو غفلت، وتعينك على فعل كل خير وطاعة، ومن هنا يعلم شدة الحاجة إلى الاهتمام والعناية بالتربية والتنشئة الاجتماعية، والقدوة والأسرة والبيئة والصحبة، لما لها تأثير كبير في الحفاظ على العفة.

    سادسًا: مجاهدة النفس: إن من دوافع العفة أن يجاهد المسلم نفسه على الاستقامة على شرع الله عز وجل، فالامتثال لأوامر الله ورسوله تحتاج لمجاهدة النفس وصبٍر عليها بحبسها على طاعة الله والكف عن معصيته، بلا جزع أو ضجر، قال سبحانه وتعالى في ذلك: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (العنكبوت: 69).

    سابعًا: استثمار الوقت واشغاله بالصالحات: فإن ذلك دافعًا لأن يكون الإنسان منشغلًا عن سفاسف الأمور ورذائلها فيحقق العفة، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال لرجل وهو يعظه: «اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» (ابن حجر، 2004م، 3/2812)، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي ﷺ: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» (البخاري، 1999م، 1113)، فعلى المرء أن يحفظ نفسه عن المعاصي، ويتجنب إهدار الوقت فيما يغضب الله عز وجل، ويشغل نفسه ووقته بما يحبه الله ويرضاه، إذ إن عدم شغل وقت الفراغ يعني غياب الهدف الحقيقي في الحياة، فيؤدي به ذلك أن يتلاعب به الشيطان ويوقعه فيما ينافي العفة والفضائل.

    آثار العِفّة:

    أولًا: تحقيق الإيمان وتقوية صلة العبد بربه: فإن من آثار العفة أنها تجعل العفيف ممتثلًا لأوامر الله ومتقيًا لغضبه، ومن أهم أوامره سبحانه وتعالى التحلي بالأخلاق الفاضلة الكريمة التي ترفع من مكانة الإنسان بين الخلائق، فيكون بذلك عفيفًا ملكًا يمشي على الأرض، فالعفيف ملاذه وملجأه الله عز وجل، يستمد منه القوة والعون على مواجهة المغريات والفتن، وهو في معية الله تعالى مستحضرًا عظمته في قلبه، ومراقبـًا له كأنـه يـراه في كل أحوالـه، خاشـعًا مفـرغًا قلبـه عـن الشـواغل الدنيويـة والمحرمـات، ذاكــرًا لله عـلـى كل حــال، يسعى لإرضاء ربه، يلتفــت إلى جميــع عيوبــه وذنوبــه ويســتغفر الله منهــا، تقي اصطفاه الله، عزيز النفس ذو كبرياء، فهو في كنف الله ومحبته وحفظه ورعايته ولطفه.

    ثانيًا: رضا الله عنه: فمن عفّ أبدله الله خيرًا مما عدل عنه وحرّمه على نفسه، وأورثه الله فضلاً، وخف عنه الــوزر وعظــم له القــدر عنــد الله تعــالى، فهو مضاعف الثواب فكلما تضاعفت دواعي الفتنة والفجور، واختلطت على الناس الأمور، وانشغلوا عن طاعة الله واتباع أوامره وتجنب نواهيه، استلزم ذلك قدراً أكبر من التقوى والعفة والصبر عن المعاصي مما يجعله أوفر جزاء وأجزل ثوابًا فتتضاعف له الحسنات، فيجازى العفيف بالجنة والنعيم المقيم، ومن البديهي أن يجازى العامل على عمله، وينجو من النار، فمن عف عما حرم الله عليه فاز بالنجاة من النار.

    ثالثًا: الصحة والاستقرار النفسي: فصاحب العفة قوي القلب، وطيب النفس، ومنشرح الصدر، ومستريح البال، ومطمئن؛ لأن من يسير وراء شهواته يعاني عذاباً وتعبًا، أما من يعف نفسه عن الحرام، ويحافظ على طاعة ربه وذكره، فيعيش طمأنينة وراحة بال، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ (الرعد: 28)، فالعفة تورث القلب فرحًا وسرورًا، والانحراف عنها يورثه ندمًا وحسرة، ففيها اللذة والانشراح، ولهذا يقول ابن القيم (2019م، 162): «ولذة العفة أعظم من لذة الذنب! ولا ريب أن النفس إذا خالفت هواها، أعقبها ذلك فرحًا وسرورًا ولذة أكمل من لذة موافقة الهوى»، ولا ريب أن هذه اللذة تطمئن قلب العفيف، وتُريح باله مــن متاعــب الدنيــا، ويعيش بصحة وهناء، ورضــا واســتكانة، ويكــون راضيــًا قنوعــًا صابــرًا، سـعيدًا في الدارين.

    رابعًا: اكتساب الصفات الحميدة: فمن آثار العفة على المتصف بها أن الله يرزقـه حســن الاوصــاف؛ لأنه لما عف واستغنى ووجد أنه لا يطمع، كان ذلك محفزًا له على الصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة.

    خامسًا: الوقاية والحفظ والصون للفرد والأسرة والمجتمع: فالمتصف بالعفة إمـا أن يكـون حافظًـا نفسه عن المحرمات والمفاسد، فـإن الحفـظ مرهــون بالتقــوى، لأن المعــاصي تشــتت بــال الإنســان وتشــغله فيـمـا لا يعنيــه، وإمــا المــراد بهــا حفــظ الله لــه، وهــو أمـر واضـح أيضًـا إذ تحفظه وتصونه وتجعـل المسلم محبوبـًا مـن الله، وفي عينــه وتحــت حراســته، فتكون العفة حصنًا له ولأسرته وللمجتمع مــن الوقــوع في المعــاصي والرذائــل، وتدفع لفعـل الخيـر وتعين عليه، حتى تبشر العفيف بالرحمة والمغفرة من الله وحســن الخاتمــة.

    سادسًا: الاقتداء بالأنبياء والصالحين: فمن آثار العفة أنها تجعل المسلم متخلقًا بأخلاق الأنبياء والسلف الصالح؛ لأن العفة من أخلاقهم، فأنبياء الله ورسله هم أعف الناس وأطهرهم وأتقاهم، وهم مثال الاقتداء لمن أراد الاقتداء والاهتداء، وقد ضرب الله لنا بهم الأمثلة في كتابه الكريم، لعل أبرزها وأوضحها عفة يوسف عليه السلام في قصته مع امرأة العزيز، وهذا هدي الأنبياء جميعا وديدنهم، وعليه سار عباد الله الصالحين، فبالعفة يحصل التشبه واللحوق بهم، فإن من أحب قومًا حشر معهم، ومن تشبه بقوم فهو منهم.

    المدرسة الثانوية ودور معلم التربية الإسلامية فيها:

    المدرسة الثانوية لها أهمية كبيرة من حيث خصائصها التي تميزهـا عـن غيرها من المراحل التعليمية، "فالمدرسة هي ذاك المكان المخصص لتعليم وتحفيظ الناشئة علمـاً واحـداً أو علوماً مختلفة، يتعاهد الناشئة هذا المكان فترة من العمر لتحصيل هذه العلوم علـى أيدي مدرسين ومعلمين ومربين متخصصين" (الحدري، 1997م، 544).

    "وإن المدرسة الثانوية والقائمين عليها من المعلمين وواضعي المناهج ومقـرري الأنشطة يدركون تماماً أهمية التربية الأخلاقية في بناء الشخصية الإسلامية، وإن الأخلاق في المجتمع الإسلامي بما فيه المدرسة هي الركيزة الأساسـية التي يرتكز عليها لضمان سير الحياة الاجتماعية العادلة فيها، والتي تتـسم بـالقيم والفضائل، والمعايير الثابتة التي تؤدي إلى استقراره وأمانه" (الحازمي، 2010م، 342).

    وما تحققه المدرسة في الوقت الحاضر من أهداف ووظائف، لا يمكن إنكـار أثره التربوي الكبير على الطلاب، في مساعدتهم علـى التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، وهذا في حد ذاته له قيمة تربوية عظيمة الأثر، وفي اكسابه العديد من الخبرات والمهارات والقيم الجديدة التي قد لا يصادفها في المنزل، بالإضافة إلى أنه من خلال تعامله مع نوعيات مختلفة من الأقران فإنه يقتبس ويأخذ عنهم القيم الصالحة والفاسدة" (عطار، 1981م، 83)

    وتتمثل أبرز الأدوار والمهام التربوية للمدرسة في (الحدري، 1997م، 612): أولًا: زرع العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفوس الناشئة، ثانيًا: وقاية العقيدة من التفلت والانحراف فإذا ما زرعت العقيدة فـي النفـوس فـإن المحافظة عليها -بعد ذلك- من أولويات المربي، عن طريق تعاهـد النفـوس بالتذكير ما بين الفينة والأخرى بما يثبت هذه العقيدة، وتكون وقاية العقيدة من الزلل والانحراف عن طريق غرس الأخلاق الإسـلامية لتزكية هذه النفوس وتهذيبها.

    دور معلم التربية الإسلامية في المدرسة الثانوية:

    "يعد المعلم المسلم أساساً ومحوراً للعملية التعليمية والتربوية، لذلك نحتاج إلى تأهيله تربويًا حتى يستطيع أن يتفهم سلبيات المناهج ويحاول بما أوتي من علم غزير واطلاع واسع وروح إسلامية مضيئة أن يظهر الحقائق كما هي صحيحة بعيدة عن الدس، خالية من شوائب كل فكر منحرف، فيساهم بذلك في تنشئة التلاميذ علـى الوعي والتفكير واكتساب المزيد من الخبرات والتجارب الصحيحة" (الحازمي، 2010م، 305)

    "وإن المعلم هو أكثر الناس احتكاكًا بالتلاميذ وهو أكثرهم قدرة في التـأثير علـيهم، وخاصة حين يملك القدرات التي تؤهله لذلك، ومنها: أن يكون قدوة لطلابه، ويملك القدرة العلمية الجيدة التي تعينه على أداء رسالته، ويكون على قدر كبير من الخلق الإسلامي الرفيع بلا تكلف أو تصنع، ويكون على معرفة بالطرق الشرعية التي يملك بها قلوب طلابه، ويملك الصفات القيادية التي تمكنه من السيطرة على طلابه" (الحدري، 1997م، ٥٨٦).

    ومن الصفات والقدرات كذلك التي يجب أن يملكها المعلم المربي لكي يحقق وظيفته، كما يذكرها النحلاوي (2015م، 140): "أن يكون هدفه وسلوكه وتفكيره ربانيًا؛ بأن ينتسب إلى الرب جل جلاله في طاعته، وعبوديته، وعلمه، ومعرفته، واتباعه، ويكون مخلصًا، أي لا يقصد بعلمه التربوي واطلاعه إلا مرضاة الله عز وجل، وصبورًا على معاناة التعليم وتقريب المعلومات إلى أذهان طلابه، وصادقًا فيما يدعوا إليه، وعلامة صدقه أن يطبقه على نفسه؛ لأن الطلاب وخاصة الناشئين منهم يتـأثرون بسلوك معلمهم كما يتأثرون بكلامه فهو قدوتهم في كل ما يقول ويعمل، ويكون كذلك دائم التزود بالعلم والمدارسة له، فيكون على نصيب وافر من المعرفة والعلم، ويكون قادرًا على ضبط طلابه ويضع الأمور في مواضعها، ودارسًا لنفسيتهم، واعيًا للمؤثرات والاتجاهات التي تؤثر فيهم".

    المرحلة الثانوية وارتباطها بالعِفّة:

    "المرحلة الثانوية هي المرحلة النهائية من مراحل التعليم العام؛ يلتحق بها الطالب بعد اجتياز المرحلة المتوسطة، ويقضي بها ثلاث سنوات دراسية لينقل إلى الدراسة الجامعية أو الخوض في الحياة العملية"(حكيم، 2012م، 82)، وهذه المرحلة تكون بين عمر (15-18) سنة، فهي أهم مراحل العمر التي يمر بها الانسان حيث يكون فيها البلوغ الذي يترتب علـيه جريان قلم التكليف وتثبت له أحكام الرجـل ويحمل المسؤولية، ومن أسباب أهمية هذه المرحلة وارتباطها بالعفة ما ذكره (القرشي، 2010م، 59-62): "أولًا: أن الشباب هم عماد الأمة ومستقبلها، ثانيًا: الشباب أهم مراحل حياة الإنسان، ثالثًا: الشباب أكبر تقبلًا للتغير وقبول كل جديد، رابعًا: مرحلة الشباب مرحلة الإرشاد والتوجيه وتكوين الشخصية".

    وكذلك من أسباب أهمية هذه المرحلة وارتباطها بالعفة:

    • أولًا: لأن الداعي المحـرك لـهـم فـي هـذا الجانـب أعظـم وأكبـر مـمـا لـدى غيرهم.

    • ثانيًا: لأن الشباب هم سر قوة ونهضة للأمة ومبعث عزتها وكرامتها، لما يتصفون به من روح الإقدام والإقبال وصفاء الذهن والعقل ووفرة الطاقة والقوة، لذا فهم الأقدر على قيادة الأمة وبنائها والعمل على صناعة حضارتها، فهذا السن هو باكورة الحياة، وفيه قوتها، وهو قوة بين ضعفين، ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة، قال تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ﴾ (الروم: ٥٤)، فلهذه الأهمية كان الحديث عن هذه المرحلة بشكل خاص.

    ثانيًا: الدراسات السابقة:

    دراسة الزربتلي، فدوى فؤاد محمد، (2013م)، بعنوان العفة في ضوء القرآن الكريم "دراسة موضوعية" والتي من أهم أهدافها: بيان منهج القرآن الكريم في وضع مقومات العفة، والوقوف على الأسباب المعيقة لخلق العفة، وإبراز المقومات التي تمكِّن المسلم من الالتزام بهذا الخلق، واستخدمت الباحثة المنهج الموضوعي في دراستها، وكان من أهم نتائجها: أن للعفة أهمية بالغة في الحفاظ على تماسك الأسرة والمجتمع، والعفة لا تقتصر على جانب واحد بل تتناول أخلاق المسلم بكل جوارحه، والابتعاد عن العفة يجلب عذاب الله تعالى في الدنيا والآخرة، واضطراب أمن البلاد، وزعزعة نفوس أفرادها، وانحطاط الإنسانية، وانتشار الأمراض، ومن أسباب الابتعاد عن العفة ضعف الإيمان وعدم تحكيم شرع الله، والعضل عن الزواج، والصحبة السيئة، وغياب الأمر بالمعروف، وانتشار وسائل الإعلام الفاسدة.

    دراسة الغامدي، صالح محمد صالح، (2013م)، بعنوان الدعوة إلى العفة في ضوء الكتاب والسنة "دراسة تأصيلية" والتي من أهم أهدافها: التعرف على العفة أنواعها وشروطها وكيفية تحقيقها، وبيان الدعوة إليها أهميتها وضوابطها ووسائلها وأساليبها وثمارها ومعوقاتها، واستخدم الباحث المنهج الاستقرائي في دراسته، وكان من أهم نتائجها: أن العفة جوهرة ثمينة تحتاج إلى وقاية والأخلاق الحسنة تدعو إليها، ومن أعظم وسائل الدعوة لتحقيق العفة الإيمان بالله تعالى، ومن أعظم معوقات الدعوة لتحقيق العفة وأشدها خطراً التغريب، ومن أساليب الدعوة إلى العفة الترغيب والترهيب، وتذكر الآخرة، ومن أعظمها الحوار، ومن أعظم نماذج وقصص العفة قصة يوسف عليه السلام، ومن أعظم ثمار العفة تحقيق الإيمان بالله عز وجل.

    دراسة مزوزي، فاطمة الزهراء، (2013م)، بعنوان العفة في القرآن الكريم موجباتها، مظاهرها وآثارها "دراسة في التفسير الموضوعي" والتي من أهم أهدافها: بيان معنى العفة كما جاء بها القرآن الكريم، وبيان موجبات العفة ومظاهرها وآثارها، وتوعية أفراد المجتمع بأهمية العفة في الحياة الفردية والاجتماعية، وقد استخدمت الباحثة المنهج الموضوعي في دراستها، وكان من أهم نتائجها: أن العفة لا تقتصر فقط على الامتناع عن الشهوة المحرمة وإنما امتناع عن كل مستقبح ومستقذر شرعا وعرفا، ومن مظاهر العفة كل فعل جميل، وهي تدعو إلى الترفع عما في أيدي الناس، واجتناب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وإيثار السترة والحجاب على الزينة والتبرج، ولها آثارًا حميدة تعود على الفرد والمجتمع بالخير والفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة.

    دراسة الحازمي، حنان بنت محمد بن قاضي، (2010م)، بعنوان تصور مقترح لدور بعض المؤسسات التربوية والتعليمية في تطبيق العفة على الفرد والمجتمع من وجهة نظر التربية الإسلامية، والتي من أهم أهدافها: بيان مفهوم العفة والتعرف على أنواعها وشروطها وأسبابها وثمراتها وفوائدها ومعوقاتها، وتوضيح أهمية العفة في الإسلام والتربية الإسلامية والتعرف على دور بعض المؤسسات التربوية والتعليمية في تطبيق العفة في المجتمع المسلم، واستخدمت الباحثة المنهج الاستنباطي والوصفي، وكان من أهم نتائجها: أن العفة تتمثل من خلال مجموعة من الأخلاق الحسنة وتظهر في أقوال وأفعال الفرد المسلم على قدر عفة قلبه وملئه بالعقيدة الصحيحة، وفاقد العفة فاقد لمكارم الأخلاق، وإن للأسرة والمسجد والمدرسة ووسائل الإعلام دوراً بارزاً في تنمية العفة.

    دراسة القرشي، عبد الباري مبارك حمود، (2010م)، بعنوان الأساليب التربوية لتنمية خلق العفة لدى الشباب وتطبيقاتها في ضوء التربية الإسلامية، والتي من أهم أهدافها: بيان مفهوم خلق العفة والوقوف على أسباب انحراف الشباب عنه والتدابير الوقائية لها، وإبراز أساليب التربية الإسلامية لتنمية خلق العفة والتطبيقات التربوية لها في الأسرة، واستخدم الباحث المنهجين الوصفي والاستنباطي في دراسته، وكان من أهم نتائجها: أن العفة خلق جامع للكف عن كل ما حرم الله تعالى، والتربية الإيمانية والحوار والترغيب والترهيب والمراقبة الذاتية والمحاسبة والتيسير في الزواج من أنجح الأساليب التربوية في كف الشباب عن الانحرافات الجنسية، وأن الإسلام يقر بوجود الغريزة الجنسية في الإنسان، ويحث على إشباعها بما يوافق المنهج الرباني، والإسلام يهدف إلى حماية الشاب المسلم وصونه عن كل ما يضره.

    دراسة شلبي، سعد، (2001م)، بعنوان العفة في السنة النبوية، والتي من أهم أهدافها: التعرف على مفهوم العفة وعلى عوائق الاستعفاف ومصادره الوقائية، واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي في دراسته، وكان من أهم نتائجها: أنه يجب أن نعف أنفسنا قبل أولادنا عن أسباب الانحراف الخلقي، وأن الأمثلة العملية من السنة النبوية قدوة لنا وأسوةً لشبابنا وفتياتنا، والقواعد الوقائية والمصادر العلاجية من زواج مبكر للشباب والفتيات واستخدام عنصر الوقت لابد أن تطبق لصالح الفرد والجماعة.

    التعقيب على الدراسات السابقة:

    1. استفادت الدراسة الحالية من الدراسات السابقة في التعرف على ما تم التوصل إليه من النتائج والتوصيات ومحاولة استكمال تلك الجهود للوصول إلى نتائج جديدة، الاستفادة كذلك من طريقة تحليل النتائج وكيفية تفسيرها

    2. الاستفادة من الإطار النظري من مفهوم العفة ومصادرها في التربية الإسلامية، وبعض جوانب من أنواعها ودوافعها وآثارها التربوية، وأهمية تعزيزها لدى طلاب المرحلة الثانوية.

    3. الاستفادة من أوجه القوة في تلك البحوث والدراسات وتفادي مواطن الضعف.

    الإطار الميداني للدراسة:

    منهج الدراسة: استخدم الباحث في دراسته المنهج الوصفي بمدخله المسحي باعتباره المنهج العلمي الأكثر مناسبة لهذه الدراسة.

    مجتمع الدراسة: تكوّن مجتمع الدراسة من جميع مشرفي التربية الإسلامية بمكاتب الإشراف التربوي بمكة المكرمة، التابعة للإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة، البالغ عددهم خمسة وثلاثون مشرف بالعام الدراسي 1443هـ-1444هـ موزعون على أربع مواقع بمدينة مكة المكرمة وهي: مدينة مكة المكرمة – محافظة الجموم – محافظة الكامل – محافظة بحرة، حسب الإحصائيات الصادرة من الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة.

    عينة الدراسة: اختار الباحث كامل مجتمع الدراسة عينةً لدراسته.

    بناء وضبط أداة الدراسة:

    تمثلت أداة الدراسة التي استخدمها الباحث في استبانة دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر المشرفين التربويين بمكة المكرمة ومعرفة التحديات التي تواجههم، والوصول إلى حلول مقترحة في ذلك، وقد تم التحقق من صدق الاستبانة بطريقتين وهما: الصدق الظاهري، وصدق الاتساق الداخلي، وفيما يلي توضيح لكل منهما:

    أ. صدق الاتساق الظاهري (face Validity): حيث تم عرض الاستبانة في صورتها الأولية على لجنة من الخبراء والمختصين في أصول التربية والقياس والتقويم ومناهج طرق التدريس، والذين أبدوا بعض الملحوظات التي تم مراعاتها في الصورة النهائية للاستبانة.

    ب. صدق الاتساق الداخلي (صدق البناء) (Constructive Validity): بعد إجراء التعديلات التي اقترحها المحكمون على الصورة المبدئية أصبحت الاستبانة تتكون من (50) عبارة، وللتأكد من صدق البناء التكويني للاستبانة طُبقت على نتائج الاستبانة ومن ثم استخراج معامل ارتباط بيرسون بين كل عبارة من عبارات الاستبانة والمحور الذي تنتمي اليه، باستخدام البرنامج الاحصائي (spss) فكانت قيم معاملات الارتباط بين عبارات الاستبانة والمحور الذي تنتمي إليه، تراوحت بين (0.423- 0.889) وجميعها دالة احصائية عند (0.01) مما يشير إلى مناسبة هذه العبارات للمحاور التي تنتمي اليها، وكانت قيم معاملات الارتباط بين كل محور من محاور الاستبانة والدرجة الكلية لجميع المحاور تراوحت ما بين (0.612-0.791) وجاءت جميعها دالة احصائياً عند مستوى (0.01) مما يشير إلى مناسبة هذه الأبعاد لقياس دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية.

    وقد تحقق الباحث من ثبات الأداة بطريقتين هما:

    أ. معامل كرونباخ الفا (Cronbach's Alpha): فكانت قيمة معاملات الثبات عند المحور الأول واقع دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية بلغت (0.948)، وبلغت قيمة معامل الثبات عند المحور الثاني: التحديات التي تواجه معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية (0.911)، وبلغت قيمة معامل الثبات عند المحور الثالث الحلول المقترحة لمعلمي التربية الإسلامية في تعزيز العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية (0.964) كما كانت قيمة معامل الثبات للاستبانة ككل بلغت (0.927).

    ومما سبق نلاحظ أن جميع قيم معاملات الثبات مرتفعة، وقد تجاوزت الحد المقبول كمعيار لقبول الثبات؛ "حيث يرى كثير من المختصين والباحثين أن المحك المحكم في معامل ألفا كرونباخ هو (0.60)" (البطش وأبو زينه، 2007م، 143)؛ مما يشير إلى أن الاستبانة تتمتع بمعامل ثبات مقبول، ويمكن الوثوق بثبات النتائج التي يمكن أن تسفر عنها الاستبانة عند تطبيقيًا.

    ب. مؤشر الصدق (الصدق الذاتي) (Index -Validating): تم حساب مؤشر الصدق، وذلك من خلال احتساب الجذر التربيعي لمعامل الثبات، وقد بلغت قيمت مؤشر الصدق الذاتي لمحاور الاستبانة والاستبانة ككل ثباتًا عاليًا تراوح بين (0.954- 0.982)، وهذه النتيجة تُعد مقبولة لاعتبار أداة الدراسة (الاستبانة) ثابتة، ومن هنا يمكن وصف أداة الدراسة الحالية (الاستبانة) بالثبات العالي، وأن البيانات التي تمَّ الحصول عليها من خلال تطبيق أداة الدراسة (الاستبانة) تخضع لدرجة عالية من الاعتمادية ويمكن الوثوق بصحتها.

    وفي تصحيح الاستبانة تم إعطاء أوزان تقديرية لكل استجابة ضمن مقياس ليكرت الخماسي، وتعبر الدرجة الكلية على الاستبانة عن مجموع الأوزان التقديرية التي حصل عليها أفراد الدراسة في جميع عبارات الاستبانة، وبهذا تكون أدنى درجة للإجابة عليها (36) وأعلى درجة (180).

    ولتحديد معايير الحكم على المتوسطات الحسابية لاستجابات أفراد عينة الدراسة على عبارات الاستبانة (ويقصد بها النقطة أو المدى الذي إذا وصلت إليه استجابات المفحوصين) فإنَّه يجتاز فئة التقدير لهذا المدى، حيث تعتبر عملية تحديد هذه الدرجة من الأمور الأساسية في بناء المقاييس التربوية، واستناداً إلى ذلك فإنه يمكن تقييم المتوسطات الحسابية التي وصلت إليها الدراسة، كما سيتم التعامل معها لتفسير البيانات، وتم حساب المدى الذي إذا وصلت إليه الاستجابات (5-1 يساوي 4) ثم تقسيمه على عدد خلايا المقياس للحصول على الطول في الخلية المقابلة لكل تقدير (4/5 يساوي 0.80) بعد ذلك تم إضافة هذه القيمة إلى أقل قيمة في المقياس أو بداية المقياس وهي الواحد الصحيح، لتشكيل الفئة الأولى، ثم اضافة طول الفئة في كل مرة لتشكيل الفئة الثانية، ثم الفئة التي تليها، حسب عدد فئات المقياس.

    المعالجات الإحصائية للدراسة:

    1- تم استخدام التكرارات والنسب المئوية للتعرف على الخصائص الديموغرافية لأفراد الدراسة.

    2- تم التحقق من صدق الاتساق الداخلي لأداة الدراسة، باستخراج معامل ارتباط بيرسون بين كل عبارة من عبارات الاستبانة والمحور الذي تنتمي اليه، باستخدام البرنامج الاحصائي (spss).

    3-معامل الثبات بطريقة كرونباخ الفا للتعرف على ثبات أداة الدراسة.

    4- معامل الثبات بطريقة مؤشر الصدق الذاتي للتعرف على ثبات أداة الدراسة.

    5-المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لوصف واقع دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية، وكذلك وصف التحديات التي تواجههم والوصول إلى حلول مقترحة لذلك من وجهة نظر المشرفين التربويين بمكة المكرمة.

    6- اختبار "ت" (Independent samples T Test) لاستجابة أفراد الدراسة المعيارية لوصف واقع دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية، وكذلك وصف التحديات التي تواجههم والوصول إلى حلول مقترحة لذلك من وجهة نظر المشرفين التربويين بمكة المكرمة طبقًا لمتغيريّ (المؤهل العلمي والخبرة).

    7- اختبار تحليل التباين الأحادي (One way ANOVA) لمعرفة دلالة الفروق في درجة وصف واقع دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية، وكذلك وصف التحديات التي تواجههم والوصول إلى حلول مقترحة لذلك من وجهة نظر المشرفين التربويين بمكة المكرمة طبقًا لمتغيريّ (المؤهل العلمي والخبرة).

    مناقشة وتحليل نتائج الدراسة:

    قام الباحث بحساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتبة وبيان درجة التقدير لها، حتى ظهرت النتائج التالية:

    جدول رقم (8) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتبة ودرجة الموافقة لاستجابات أفراد الدراسة على الاستبانة ككل وعند محاورها الثلاثة (ن يساوي 35)

    درجة الموافقة

    الترتيب

    الانحراف المعياري

    المتوسط الحسابي

    المحاور الرئيسية

     

    موافق بشدة

    2

    0.67

    4.35

    المحور الأول

    1

    موافق

    3

    0.89

    4.09

    المحور الثاني

    2

    موافق بشدة

    1

    0.49

    4.69

    المحور الثالث

    3

    موافق بشدة

    0.68

     

    4.37

     

    دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية (الدرجة الكلية)

    تشير النتائج في الجدول رقم (8) إلى أن المتوسط العام لدور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر المشرفين التربويين بمكة المكرمة بلغ (4.37) والانحراف المعياري (0.68) بدرجة موافق بشدة، وقد تراوحت المتوسطات الحسابية للمحاور ما بين (4.09 - 4.69) والانحرافات المعيارية ما بين (0.49-0.89) وجاءت بدرجة موافق وموافق بشدة، وحلّ المحور الثالث: الحلول المقترحة لمعلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر المشرفين التربويين بمكة المكرمة الترتيب الأول بمتوسط حسابي (4.69) وانحراف معياري (0.49) بدرجة موافق بشدة، وجاء المحور الأول: واقع دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر المشرفين التربويين بمكة المكرمة في المرتبة الثانية بمتوسط حسابي (4.35) وانحراف معياري (0,67) بدرجة موافق بشدة، بينما جاء المحور الثاني: التحديات التي تواجه معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر المشرفين التربويين بمكة المكرمة في المرتبة الثالثة بمتوسط حسابي (4.09) وانحراف معياري (0.89) بدرجة موافق، وهذا يدل على أن لمعلمي التربية الإسلامية دورًا كبيرًا في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية.

    وهذا وافق ما أشار إليه العيسي (2007م، 116) "بأن المعلم يعتبر أهم عناصر المجتمع المدرسي، بل هو شريانه؛ إذ يمثل حلقة الوصل بين كافة تلك العناصر، وعليه تعتمد كل عمليات التربية والتعليم في تحقيق أهدافها، ولا تعد القدوة وحدها كافية، فلا بد للمعلم أن ينقل القيم والمبادئ الأخلاقية الفاضلة إلى طلابه وإرشادهم وتوجيههم في ضوء ذلك، ويتطلب ذلك خلق جو مناسب من العلاقات بينه وبين طلابه، ومواقف تربوية وتعليمية داخل البيئة المدرسية تساعد التلاميذ على تقبل تلك القيم الأخلاقية"، كذلك داغستاني (2005م) "الذي أشار إلى ضرورة أن يوجه المعلم طلبته التوجيه الصحيح باتجاه نموهم الخلقي، والبحث عن الطرق والوسائل والأساليب التي تساعدهم في تنمية القيم الأخلاقية" ووافق كذلك دراسة (الحازمي، 2010م) "أن للمدرسة دوراً بارزاً في تنمية العفة" والمعلم هو أحد منسوبي المدرسة.

    أولا: النتائج المتعلقة بالسؤال الأول: ما واقع دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر المشرفين التربويين؟، والذي تكوّن من (20) عبارة.

    تم حساب المتوسط الحسابي والانحراف المعياري لدرجة موافقة عينة الدراسة على الدرجة الكلية على المحور، ودرجة عباراته، ورُتبت العبارات حسب المتوسط الحسابي ويتضح ذلك من خلال الجدول رقم (1).

    جدول رقم (1) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتبة ودرجة الموافقة لاستجابات أفراد الدراسة على عبارات المحور الأول (ن تساوي 35)

    م

    العبارة

    المتوسط الحسابي

    الانحراف المعياري

    الترتيب

    درجة الموافقة

    8

    يحذّر المعلم طلابه من الوقوع في الفواحش كالزنا واللواط والشذوذ والاستمناء

    4.68

    0.53

    1

    موافق بشدة

    7

    يوجه المعلم طلابه إلى غض البصر

    4.63

    0.49

    2

    موافق بشدة

    6

    يوجه المعلم طلابه إلى الصبر على أداء الطاعات وترك المحرمات

    4.57

    0.65

    3

    موافق بشدة

    12

    يحذّر المعلم طلابه من الوقوع في العلاقات المحرمة شرعًا

    4.57

    0.69

    4

    موافق بشدة

    15

    يحض المعلم طلابه على كف اللسان عن المحرمات

    4.48

    0.51

    5

    موافق بشدة

    9

    يوجه المعلم طلابه إلى اللباس المحتشم وعدم كشف العورات

    4.46

    0.70

    6

    موافق بشدة

    10

    يحث المعلم طلابه على تجنّب أماكن الرذيلة والفتن والشبهات كالاختلاط والخلوة المحرّمة

    4.46

    0.66

    7

    موافق بشدة

    11

    يحذّر المعلم طلابه من خطر المحتوى الضار في وسائل التواصل الاجتماعي

    4.43

    0.61

    8

    موافق بشدة

    19

    يوجه المعلم طلابه إلى استثمار أوقاتهم بما ينفعهم

    4.40

    0.69

    9

    موافق بشدة

    16

    يحض المعلم طلابه على العمل والكسب الحلال

    4.37

    0.59

    10

    موافق بشدة

    1

    يقوم المعلم بعرض النصوص الشرعية عن قيمة العفة لطلابه

    4.37

    0.69

    11

    موافق بشدة

    3

    يعزز المعلم لطلابه دوافع العفة كـالإيمان بالله والحياء منه وغيرها

    4.31

    0.72

    12

    موافق بشدة

    4

    يوجه المعلم طلابه إلى الاهتمام بصلاح القلب وعفته

    4.31

    0.79

    13

    موافق بشدة

    14

    يحذّر المعلم طلابه من سماع المحرمات كاللغو والمعازف وغيرها

    4.31

    0.58

    14

    موافق بشدة

    2

    يبين المعلم لطلابه ثمار العفة في الدنيا والآخرة

    4.23

    0.81

    15

    موافق بشدة

    17

    يوظف المعلم مع طلابه أساليب تربوية حول قيمة العفة مثل (القدوة والحوار والترغيب والترهيب)

    4.17

    0.71

    16

    موافق

    13

    يوجه المعلم طلابه إلى البحث عن بيئة صحيّة صالحة يتمسك بها

    4.17

    0.82

    17

    موافق

    20

    يوجه المعلم طلابه إلى المواقع النافعة على محركات البحث في الإنترنت

    4.11

    0.69

    18

    موافق

    18

    يذْكُر المعلم لطلابه نماذج (قصص وأقوال) عن قيمة العفة

    4.06

    0.76

    19

    موافق

    5

    يوضّح المعلم لطلابه أساليب تزكية النفس بالعفة

    3.91

    0.82

    20

    موافق

    المتوسط الحسابي العام

    4.35

    0.67

    موافق بشدة

    يتضح من الجدول رقم (1) أن هناك تقارب في استجابات أفراد الدراسة على عبارات المحور الأول، حيث أن المتوسط الحسابي لهم يتراوح ما بين (3.91) إلى (4.68)، وهذه المتوسطات تقع بالفئة الرابعة والخامسة من فئات المقياس المتدرج الخماسي والتي تشير إلى درجتي (موافق وموافق بشدة) ويلاحظ أن متوسط الموافقة العام قد بلغ (4.35) درجة من (5)، والتي تشير إلى خيار (موافق بشدة) على أداة الدراسة

    وقد وافق أفراد الدراسة على أن يحذّر المعلم طلابه من الوقوع في الفواحش كالزنا واللواط والشذوذ والاستمناء في المرتبة الأولى بمتوسط حسابي (4.68) وانحراف معياري (0.53) وبدرجة موافق بشدة، ويفسّر ذلك بأن أول ما يتبادر إلى الذهن عند ذكر العفة هي العفة عن الفواحش وهي ما جاءت في نوع عفة الفرج وهذا الجانب هو من أهم جوانب العفة عند الشباب، فلذلك كان دور المعلمين كبيرًا جدًا في تحذير الطلاب منه، وكان الأعلى من عبارات المحور.

    وهذا يتفق مع ما ورد عن الشاب الذي جاء إلى رسول الله ﷺ يستأذن في الزنا وكيف تعامل معه رسول الله ﷺ وكيف علمه ورباه وأحسن تربيته وأظهر الشفقة عليه والرفق به فما كان من الشاب إلا أن أحب معلمه ومربيه واتبع ما أوصاه به وما نهاه عنه فما التفت الشاب إلى الزنا بعد ذلك بل التزم بعفة فرجه عن الحرام.

    ويأتي في المرتبة الثانية توجيه المعلم لطلابه إلى غض البصر بمتوسط حسابي (4.63) وانحراف معياري (0.49) وبدرجة موافق بشدة، ولأن البصر هو الطريق إلى ما لا يحل ويترتب على إطلاقه الوقوع في الفواحش فيفسد بذلك نوعين من أنواع العفة: عفة البصر وعفة الفرج، وقد حثنا ديننا الحنيف على غضّ البصر عن المحارم، وما خاطب به سفيان الثوري أصحابه في يوم العيد ناصحاً إياهم بغض البصر وقد خرجوا للفرح والزينة: فقال "إن أول ما نبدأ به في يومنا غض أبصارنا" (ابن أبي الدنيا، 1988م، 63)، فذلك توجيهه في وقت يكثر فيه ما هو ملفت للنظر ويدعو للفتنة، فلذلك كان دور المعلمين كبيرًا جدًا في توجيه الطلاب بذلك.

    وتتفق هذه النتيجة مع ما أمر الله به عباده بقوله: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ﴾ (النور: 30)، وتتفق مع ما توصلت إليه دراسة (الزربتلي، 2013م) أن "غض البصر مقصد شرعي يجب أن يحققه الرجل والمرأة على السواء".

    ويأتي في المرتبة الثالثة توجيه المعلم طلابه إلى الصبر على أداء الطاعات وترك المحرمات، بمتوسط حسابي (4.57) وبدرجة موافق بشدة، وذلك لأن الصبر من أقوى الدوافع للعفة، وذكر ابن القيم (2019م، 445-452): أن الصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله: بالمحافظـة عليهـا دوامـاً وعـدم تعطيلهـا، وصبر عن معصية الله: بالبعد عنها، ومجانبة اقترافها وأن في ذلك إبقاء لإيمان العبد وعدم نقصانه بالمعصية، فكان دور المعلمين كبيرًا جدًا في توجيه الطلاب بذلك.

    وهذا يتفق مع قول الله عز وجل: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (الزمر: 10)، ويتفق مع حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء خيراً أوسع من الصبر» (البخاري، 1999م، 238)، ويتفق مع ما توصلت إليه دراسة (الغامدي، 2013م) ودراسة (الحازمي، 2010م) إلى "أن الأخلاق الحسنة تدعو إلى خلق العفة"، وأن "خلق العفة يتحقق من خلال مجموعة الأخلاق مثل: الصبر".

    ويأتي توظيف المعلم مع طلابه أساليب تربوية حول قيمة العفة مثل (القدوة والحوار والترغيب والترهيب)، والبحث عن بيئة صحيّة صالحة، والبحث عن المواقع النافعة على محركات البحث في الإنترنت، ويذْكُر لطلابه نماذج (قصص وأقوال) عن قيمة العفة، ويوضح أساليب تزكية النفس بالعفة في المرتبة السادسة عشر إلى المرتبة العشرون وجميعهم درجة موافق، ويُفسر ذلك بأن المعلمين يلتزمون غالبًا بمنهج تعليمي داخل المدرسة، وتوظيف الأساليب وذكر القصص والأقوال يستخدمونها غالبًا في مناهجهم التعليمية، وقد يعود ذلك إلى أن هذه العبارات ليست ذات أهمية كبيرة جدًا لتعزيز قيمة العفة، فلذلك كان دورهم في هذه العبارات أقل من غيرها.

    وهذا يتوافق مع دراسة (القرشي، 2010م) في "أن أسلوب الترغيب والترهيب من الأساليب التي تنمي العفة لدى الشباب" ودراسة (الغامدي، 2013م) "أن الترغيب والترهيب من أساليب الدعوة إلى العفة".

    واجمالًا فإن النتيجة السابقة تعكس دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر المشرفين التربويين بدرجة عالية جدًا.

    ثانيًا: النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني: ما التحديات التي تواجه معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر المشرفين التربويين؟، والذي تكوّن من (15) عبارة.

    وقد تم حساب المتوسط الحسابي والانحراف المعياري لدرجة موافقة عينة الدراسة على الدرجة الكلية على المحور، ودرجة عباراته، ورُتبت العبارات حسب المتوسط الحسابي ويتضح ذلك من خلال الجدول رقم (2).

    جدول رقم (2) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتبة ودرجة الموافقة لاستجابات أفراد الدراسة على عبارات المحور الثاني (ن يساوي 35).

    م

    العبارة

     

    المتوسط الحسابي

    الانحراف المعياري

    الترتيب

    درجة الموافقة

    3

    الغزو الفكري والأخلاقي والثقافي للطلاب من خلال وسائل مختلفة

    4.71

    0.52

    1

    موافق بشدة

    9

    سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من الطلاب

    4.54

    0.66

    2

    موافق بشدة

    7

    وجود الشبهات المغرية أمام الطلاب

    4.48

    0.74

    3

    موافق بشدة

    6

    سهولة الوصول إلى المعاصي وما لا يحل

    4.48

    0.82

    4

    موافق بشدة

    5

    عدم اقتداء الطلاب بالقدوات الحسنة

    4.22

    0.84

    5

    موافق بشدة

    10

    اعتماد الطلاب على مصادر معلومات غير موثوقة

    4.20

    0.90

    6

    موافق

    2

    ضعف تركيز الطلاب على صلاح القلوب وتزكية النفوس

    4.20

    0.90

    7

    موافق

    4

    غياب القدوات والأمثلة التي يحتذى بها عن الطلاب

    4.17

    0.89

    8

    موافق

    8

    اهتمام الطلاب بالألعاب الالكترونية التي تحتوي على محرمات

    4.11

    0.93

    9

    موافق

    1

    ضعف الوعي الديني والأخلاقي لدى الطلاب

    4.03

    1.01

    10

    موافق

    14

    قلة تنظيم فعاليات تثقيفية متنوعة عن قيمة العفة في الأنشطة الطلابية

    4.00

    0.91

    11

    موافق

    11

    ضعف الإمكانات اللازمة لإرشاد الطلاب داخل المدرسة

    3.80

    0.96

    12

    موافق

    15

    ضعف دور الأسرة في تعزيز قيمة العفة لدى أفرادها

    3.77

    1.06

    13

    موافق

    12

    كثرة أعداد الطلاب داخل المدارس مما يقلل التأثير فيهم

    3.54

    1.07

    14

    موافق

    13

    ضعف تعاون الإدارة المدرسية أو منسوبيها مع المعلم

    3.14

    1.26

    15

    محايد

    المتوسط الحسابي العام

    4.09

    0.89

    موافق

    يتضح من الجدول رقم (2) أن هناك تقارب في استجابات أفراد الدراسة على عبارات المحور الثاني، حيث أن المتوسط الحسابي لهم يتراوح ما بين (3.14) إلى (4.71)، وهذه المتوسطات تقع بالفئة الثالثة والرابعة والخامسة من فئات المقياس المتدرج الخماسي والتي تشير الى درجات (موافق بشدة وموافق ومحايد)، ويلاحظ أن متوسط الموافقة العام قد بلغ (4.09) درجة من (5)، والتي تشير إلى خيار (موافق) على أداة الدراسة.

    وقد وافق أفراد الدراسة على أن الغزو الفكري والأخلاقي والثقافي للطلاب من خلال وسائل مختلفة في المرتبة الأولى بمتوسط حسابي (4.71) وانحراف معياري (0.52) بينما يأتي سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من الطلاب ووجود الشبهات المغرية أمام الطلاب في المرتبة الثانية والثالثة على التوالي بمتوسطات حسابية (4.54) و(4.48) على التوالي، وتأتي سهولة الوصول إلى المعاصي وما لا يحل، وعدم اقتداء الطلاب بالقدوات الحسنة في المرتبة الرابعة والخامسة بمتوسطات حسابية (4.48) و (4.22) على التوالي وجميعهم بدرجة موافق بشدة، ويفسّر ذلك بأن هناك من يعمل ويخطط لإفساد هذه المرحلة والتي هي مرحلة التوجيه والحداثة، فسادًا دينيًا وأخلاقيًا، ومن ثَم فساد المجتمعات، وهم دعاة فتنة وشر، ويفسّر أيضًا بضعف العلم والوعي والإدراك عند طلاب المرحلة الثانوية بمخاطر الغزو الفكري والأخلاقي، ومخاطر سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك امتلاكهم الأجهزة من الجوالات وغيرها وتوفر الإنترنت بكل سهوله ويسر، وسهولة وصولهم لأي معلومة، فلذلك كانت هذه العبارات تعكس أوائل التحديات التي تواجه معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية.

    وهذا يتوافق مع ما توصلت إليه دراسة (الحازمي، 2010م) إلى "أن أعداء الإسلام يتربصون بالأمة الإسلامية ويعملون علـى زعزعتهـا وتفتيت كيانها، والقضاء على عقيدتها، بالشهوات المحرمة، والشبهات المضللة"، ويتوافق مع دراسة (الغامدي، 2013م) أن "من أعظم معوقات الدعوة لتحقيق العفة وأشدها خطراً التغريب" وكذلك دراسة (الزربتلي، 2013م) أن "من أسباب الانحراف والبعد عن العفاف انتشار وسائل الإعلام الفاسدة".

    ويأتي اعتماد الطلاب على مصادر معلومات غير موثوقة، وضعف تركيز الطلاب على صلاح القلوب وتزكية النفوس، وغياب القدوات والأمثلة التي يحتذى بها عن الطلاب، واهتمام الطلاب بالألعاب الالكترونية التي تحتوي على محرمات، في المرتبة السادسة والسابعة والثامنة والتاسعة على التوالي بمتوسطات حسابية (4.20) و(4.20) و(4.17) و(4.11) على التوالي بدرجة موافق، ويفسّر ذلك بأن المعلومات غير الموثوقة باتت منتشرة، وربما يعتمد عليها الطلاب فتوقعهم في الشبهات وفي ما لا يحل، ويفسّر ضعف تركيز الطلاب على صلاح القلوب وتزكية النفوس، لأنه من التحديات التي تضعف نوعين من أنواع العفة وهي عفة النفس وعفة القلب، وأما القدوات والأمثلة فإنها إذا غابت عن الطلاب يكون تمسكهم بالعفة ضعيف جدًا، لما للقدوة من أثر كبير في تعزيز قيمة العفة، وأما اهتمام الطلاب بالألعاب الالكترونية المحرمة ربما يعود ذلك إلى انتشارها إلى حد أوصلها أن تكون من التحديات الكبيرة لتعزيز قيمة العفة، فهي تشغل الطلاب عما ينفعهم وربما توصلهم إلى التقليد لبعض المحرمات التي تحتويها فتأثر بذلك في عفتهم، فلذلك كانت هذه العبارات من التحديات التي تواجه معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية.

    وهذا يتفق مع دراسة (الحازمي، 2010م) في أن "الأسرة تقوم بدور كبير في تنمية العفة بين أبنائها من خلال القدوة الحسنة التي تؤثر تأثيراً بالغاً في الأبناء بتأثرهم بسلوك الوالدين وتزويدهم بكـل ما يغرس هذا الخلق فيهم وجعله صفة من صفاتهم، وأن العفة مأخوذة من كف النفس عن الشهوات المحرمة التي تؤدي إلـى التفريط في حق الله تعالى وحق الناس وحق النفس، وتتمثل في الفرد عن طريق مخافة الله والمروءة والتقوى والمحاسبة الذاتية للنفس بصفة دائمة، وإن امتثالها في النفس يعد دليلاً على سلامة إيمانها، واستقامتها على شرع الله، وفاقد خلق العفة فاقد لمكارم الأخلاق".

    ويأتي ضعف تعاون الإدارة المدرسية أو منسوبيها مع المعلم في المرتبة الخامسة عشر والأخيرة بمتوسط حسابي (3.14) وبدرجة محايد، ويفسّر ذلك إلى أن المدرسة أو منسوبيها تسعى إلى تحقيق رسالتها ولا تكون عائقًا أمام المعلمين في القيام بدورهم في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية، فلذلك لم تكن هذه العبارة من التحديات التي تواجه معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية.

    وهذا يتوافق مع دراسة (الحازمي، 2010م، 342) "أن للمدرسة دوراً بارزاً في تنمية العفة، وإن المدرسة الثانوية والقائمين عليها من المعلمين وواضعي المناهج ومقـرري الأنشطة يدركون تماماً أهمية التربية الأخلاقية في بناء الشخصية الإسلامية"، وما يذكره الحدري (1997م، 612) في أن الأدوار والمهام التربوية للمدرسة تتمثل في: زرع العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفوس الناشئة، ووقاية العقيدة من التفلّت والانحراف عن طريق غرس الأخلاق الإسـلامية لتزكية هذه النفوس وتهذيبها.

    ثالثًا: النتائج المتعلقة بالسؤال الثالث: ما الحلول المقترحة لمعلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر المشرفين التربويين؟، والذي تكوّن من (15) عبارة.

    وقد تم حساب المتوسط الحسابي والانحراف المعياري لدرجة موافقة عينة الدراسة على الدرجة الكلية على المحور، ودرجة عباراته، ورُتبت العبارات حسب المتوسط الحسابي ويتضح ذلك من خلال الجدول رقم (3).

    جدول رقم (3) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتبة ودرجة الموافقة لاستجابات أفراد الدراسة على عبارات المحور الثالث (ن يساوي 35).

    م

    العبارة

    المتوسط الحسابي

    الانحراف المعياري

    الترتيب

    درجة الموافقة

    7

    حث الطلاب على اختيار الصحبة الصالحة

    4.83

    0.38

    1

    موافق بشدة

    1

    تنمية الوازع الديني والأخلاقي لدى الطلاب

    4.80

    0.41

    2

    موافق بشدة

    14

    تشجيع الطلاب على استثمار أوقاتهم بما ينفعهم

    4.77

    0.43

    3

    موافق بشدة

    2

    حث الطلاب على الصبر في أداء الطاعات وترك المحرمات

    4.74

    0.51

    4

    موافق بشدة

    3

    توجيه الطلاب إلى غض البصر

    4.71

    0.46

    5

    موافق بشدة

    4

    إرشاد الطلاب إلى ستر العورات وعدم الوقوع في الفواحش

    4.71

    0.52

    6

    موافق بشدة

    6

    إرشاد الطلاب إلى الاستفادة من المحتوى النافع في وسائل التواصل الاجتماعي

    4.71

    0.46

    7

    موافق بشدة

    5

    تحذير الطلاب من ارتياد الأماكن المشبوهة

    4.68

    0.53

    8

    موافق بشدة

    9

    ارشاد الطلاب إلى كف اللسان عن المحرمات

    4.65

    0.54

    9

    موافق بشدة

    8

    تحذير الطلاب من سماع المحرمات

    4.65

    0.48

    10

    موافق بشدة

    15

    تشجيع الطلاب للاطلاع على المصادر الصحيحة للمعلومات

    4.66

    0.59

    11

    موافق بشدة

    11

    تحذير الطلاب من أكل الحرام

    4.63

    0.59

    12

    موافق بشدة

    12

    تنظيم فعاليات متنوعة للطلاب عن قيمة العفة داخل المدرسة

    4.63

    0.49

    13

    موافق بشدة

    13

    حث الأسرة على توفير الرعاية المناسبة لأفرادها

    4.63

    0.54

    14

    موافق بشدة

    10

    إرشاد الطلاب إلى العمل والكسب الحلال

    4.54

    0.56

    15

    موافق بشدة

    المتوسط الحسابي العام

    4.69

    0.49

    موافق بشدة


    يتضح من الجدول رقم (3) أن هناك تقارب في استجابات أفراد الدراسة على عبارات المحور الثالث، حيث أن المتوسط الحسابي لهم يتراوح ما بين (4.54) إلى (4.83)، وهذه المتوسطات تقع جميعها بالفئة الخامسة من فئات المقياس المتدرج الخماسي والتي تشير الى درجة (موافق بشدة)، ويلاحظ أن متوسط الموافقة العام قد بلغ (4.69) درجة من (5)، والتي تشير إلى خيار (موافق بشدة) على أداة الدراسة

    وقد وافق أفراد الدراسة على أن حث الطلاب على اختيار الصحبة الصالحة، وتنمية الوازع الديني والأخلاقي لديهم في المرتبة الأولى والثانية بمتوسطات حسابية (4.83) و(4.80) وانحرافات معيارية (0.38) و(0.41) على التوالي بدرجة موافق بشدة، ويفسّر ذلك بأن من أهم ما يساعد على تعزيز العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية تنمية الوازع الديني والأخلاقي، الصحبة الصالحة التي لا تذكرك بالمعصية إذا كنت بعيداً عنها ولا تكون سببًا يعينك على ارتكابها، وهي التي تقوي لديك الوازع الديني الإيماني والتعاون معها على البر والتقوى والعفة، وتذكرك إذا نسيت أو غفلت، وتعينك على فعل كل خير وطاعة، فهما أصلان في التمسك بقيمة العفة، فلذلك هما أقوى الحلول المقترحة لتعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية.

    وهذا يتوافق مع أمر الله تعالى لنبيه محمداً ﷺ فقال: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ (الكهف: ٢٨)، ومع قوله ﷺ: «الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل» (ابو داود، 2009م، 957)، ويتوافق مع دراسة (الحازمي، 2010م) في أن " العفة تمثل في الفرد عن طريق مخافة الله والمروءة والتقوى والمحاسبة الذاتية للنفس بصفة دائمة"، ومع دراسة (القرشي، 2010م) في "أن أسلوب المراقبة الذاتية والمحاسبة من أهم الأساليب التي تساعد الشاب على تقويم ذاته وإصلاح عيوبه وترفيه أخلاقه وترك سبيل المفاسد والعودة إلى سبيل الهدى والصلاح"، ومع دراسة (الغامدي، 2013م) في "أن الأخلاق الحسنة تدعو إلى خلق العفة".

    ويأتي في المرتبة الثالثة والرابعة والخامسة تشجيع الطلاب على استثمار أوقاتهم بما ينفعهم، وكذلك حثهم على الصبر في أداء الطاعات وترك المحرمات، وغض البصر بمتوسطات حسابية (4.77) و(4.74) و(4.71) على التوالي بدرجة موافق بشدة، لأن ذلك دافعًا لأن يكون الإنسان منشغلًا عن سفاسف الأمور ورذائلها فيحفظ نفسه عن المعاصي، ويتجنب إهدار الوقت فيما يغضب الله عز وجل، ويشغل نفسه ووقته بما يحبه الله ويرضاه فيحقق بذلك العفة، ولأن الصبر من أقوى الدوافع للعفة، وذكر ابن القيم (2019م، 445-452): أن الصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله: بالمحافظـة عليهـا دوامـاً وعـدم تعطيلهـا، وصبر عن معصية الله: بالبعد عنها، ومجانبة اقترافها وأن في ذلك إبقاء لإيمان العبد وعدم نقصانه بالمعصية، ولأن البصر هو الطريق إلى ما لا يحل ويترتب على إطلاقه الوقوع في الفواحش فيفسد بذلك نوعين من أنواع العفة: عفة البصر وعفة الفرج، وقد حثنا ديننا الحنيف على غضّ البصر عن المحارم، وما خاطب به سفيان الثوري أصحابه في يوم العيد ناصحاً إياهم بغض البصر وقد خرجوا للفرح والزينة: فقال "إن أول ما نبدأ به في يومنا غض أبصارنا" (ابن أبي الدنيا، 1988م، ٦٣)، فذلك توجيهه في وقت يكثر فيه ما هو ملفت للنظر ويدعو للفتنة، فلذلك كانت من أقوى الحلول المقترحة لتعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية.

    وتتفق هذه النتيجة مع حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال لرجل وهو يعظه: «اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» (ابن حجر، 2004م، 3/2812)، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي ﷺ: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» (البخاري، 1999م، 1113)، ومع ما أمر الله به عباده بقوله: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ﴾ (النور: ٣٠)، ثم أكد سبحانه وتعالى هذا الأمر بتخصيص النساء بالخطاب في قوله تعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ (النور: الآية ٣١)، وتتفق مع ما توصلت إليه دراسة (الزربتلي، 2013م) أن "غض البصر مقصد شرعي يجب أن يحققه الرجل والمرأة على السواء"، ومع قول الله عز وجل: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (الزمر: 10)، ووعده الصابرون بالجنة حين يقال لهـم: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾ (الرعد: ٢٤)، وقال تعالى: ﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا﴾ (الإنسان: 12)، وهم من أحباء الله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ (آل عمران: ١٤٦)، ويتفق مع حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء خيراً أوسع من الصبر» (البخاري، 1999م، 238)، ويتفق مع ما توصلت إليه دراسة (الغامدي، 2013م) ودراسة (الحازمي، 2010م) إلى "أن الأخلاق الحسنة تدعو إلى خلق العفة"، وأن "خلق العفة يتحقق من خلال مجموعة الأخلاق مثل: الصبر".

    رابعًا: النتائج المتعلقة بالسؤال الرابع: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05) لوجهة نظر المشرفين التربويين في دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية تعزى لمتغيريّ (المؤهل العلمي/ وسنوات الخبرة)؟

    جدول رقم (4) نتائج اختبار "ت" للفروق بين استجابات أفراد الدراسة تعزى لمتغير المؤهل العلمي.

    المحور

    المؤهل العلمي

    العدد

    المتوسط الحسابي

    الانحراف المعياري

    قيمة

    (ت)

    الدلالة

    الإحصائية

    الأول

    واقع دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر المشرفين التربويين بمكة المكرمة

    بكالوريوس

    12

    4.58

    0.51

    0.59

    0.55

    ماجستير

    12

    4.67

    0.65

    دكتوراه

    11

    4.82

    0.40

    الثاني

    التحديات التي تواجه معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر المشرفين التربويين بمكة المكرمة

    بكالوريوس

    12

    4.58

    0.67

    0.34

    0.63

    ماجستير

    12

    4.83

    0.39

    دكتوراه

    11

    4.73

    0.47

    الثالث

    الحلول المقترحة لمعلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر المشرفين التربويين بمكة المكرمة

    بكالوريوس

    12

    4.38

    0.34

    0.48

    0.71

    ماجستير

    12

    4.75

    0.45

    دكتوراه

    11

    4.81

    0.40

    ويتضح من الجدول رقم (4) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) فأقل في إجابات أفراد الدراسة من محاور الدراسة الثلاثة باختلاف المؤهل العلمي حيث كانت مستويات الدلالة (0.55) و(0.63) و(0.71) على التوالي وهي أكبر من مستوى الدلالة (0.05)؛ وهذا يوضّح أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أفراد الدراسة تعزى لمتغير المؤهل العلمي.

    جدول رقم (5) نتائج تحليل التباين الاحادي (one way ANOVA) للفروق في متوسطات إجابات أفراد الدراسة تعزى لمتغير المؤهل العلمي.

    المحور

    مصدر التباين

    مجموع

    مربعات

    درجات

    الحرية

    متوسط

    المربعات

    قيمة ف

    (F)

    الدلالة

    الإحصائية

    الأول

     

    بين المجموعات

    0.323

    2

    0.162

    0.561

    0.576

    داخل المجموعات

    9.220

    32

    0.288

    المجموع

    9.543

    34

     

    الثاني

    بين المجموعات

    0.378

    2

    0.189

    0.689

    0.509

    داخل المجموعات

    8.765

    32

    0.274

    المجموع

    9.143

    34

     



    الثالث

    بين المجموعات

    0.047

    2

    0.023

    0.135

    0.874

    داخل المجموعات

    5.553

    32

    0.174

    المجموع

    5.600

    34

     

    يتضح من الجدول رقم (5) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) فأقل في إجابات أفراد الدراسة باختلاف متغير المؤهل العلمي حيث مستويات الدلالة في كل من محاور الدراسة وقيم هذه الدلالات الإحصائية كالتالي (0.576) و(0.509) و(0.874) على التوالي، وهذا يوضح أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أفراد الدراسة تعزى لمتغير المؤهل العلمي، ويعود ذلك إلى أن المؤهل العلمي ليس له التأثير البالغ في معرفة دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية، في حال أن الأفراد الذين قامت عليهم الدراسة لديهم خبرة كافية وطويلة في الوصول إلى ذلك، حتى أن 97,10% منهم خبرته 10 سنوات فأكثر.

    أما متغيّر سنوات الخبرة فإن أفراد الدراسة لم يكن منهم من تقل سنوات خبرته عن 5 سنوات وكان 97,10% منهم خبرته 10 سنوات فأكثر، مما أدى إلى عدم القدرة على إجراء العمليات الإحصائية في معرفة الفروق ذات الدلالة الإحصائية لوجهة نظرهم في دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية تعزى لهذا المتغيّر.

    النتائج:

    1. درجة موافقة عينة الدراسة على دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية بشكل عام عالية جدًا، حيث جاءت استجاباتهم موافقة بشدة، بمتوسط حسابي (4.37).

    2. درجة موافقة عينة الدراسة على واقع دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية عالية جدًا، حيث جاءت استجاباتهم موافقة بشدة، بمتوسط حسابي (4.35).

    3. درجة موافقة عينة الدراسة على الصعوبات التي تواجه معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية عالية، حيث جاءت استجاباتهم موافقة، بمتوسط حسابي (4.09).

    4. درجة موافقة عينة الدراسة على الحلول المقترحة لمعلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية عالية جدًا، حيث جاءت استجاباتهم موافقة بشدة، بمتوسط حسابي (4.69).

    5. عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05) بين وجهة نظر عينة الدراسة حول دور معلمي التربية الإسلامية في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية تعزى لمتغير) المؤهل العلمي).

    التوصيات:

    1. إقامة ورش عمل واجتماعات مع معلمي التربية الإسلامية لتعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية ومعرفة الصعوبات التي تواجههم ووضع الحلول لها، وحثهم على استخدام الأساليب التربوية مثل (القدوة والحوار والقصص والأقوال والترغيب والترهيب).

    2. تنظيم فعاليات تثقيفية متنوعة في الأنشطة الطلابية بالتعاون مع جمعيات الدعوة والإرشاد وجهات أخرى، تساهم في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية.

    3. عقد لقاءات تطويرية بين المشرفين التربويين والمعلمين تساهم في تعزيز قيمة العفة لدى طلاب المرحلة الثانوية، وتناقش الصعوبات التي تواجههم ووضع الحلول لذلك.

    4. تعزيز دور الأسرة والمجتمع من خلال إقامة فعاليات مجتمعية متنوعة تساهم في تعزيز قيمة العفة لدى أفرادهم، وذلك بمشاركة المشرفين التربويين والمعلمين.

    المقترحات:

    1. قياس مدى قيمة العفة لدى الطلاب بجميع المراحل الدراسية بالمملكة العربية السعودية ومدى اعتزازهم بها.

    2. تقييم دور معلمي جميع التخصصات في جميع المراحل الدراسية في غرس وتعزيز قيمة العفة لدى طلابهم بالمملكة العربية السعودية.

    3. تقييم دور معلمي التربية الإسلامية في غرس وتعزيز القيم التربوية لدى طلابهم بالمملكة العربية السعودية.

    4. تقييم دور المشرفين التربويين في حث المعلمين على غرس وتعزيز القيم التربوية لدى طلابهم بالمملكة العربية السعودية.

    5. برنامج تدريبي مقترح للمعلمين يساهم في غرس وتعزيز القيم التربوية لدى الطلاب بالمملكة العربية السعودية.

    6. تقييم دور الأسرة في تعزيز قيمة العفة لدى أبنائها بالمرحلة الثانوية بالمملكة العربية السعودية.

    قائمة المصادر والمراجع:
    • القرآن الكريم

    • ابن أبي الدنيا، عبد الله بن محمد، (1988م)، الورع، الكويت: الدار السلفية.

    • ابن أبي الدنيا، عبد الله محمد، (١٩٨٨م)، الإخوان، بيروت: دار الكتب العلمية.

    • ابن الجوزي، عبد الرحمن علي محمد، (1978م)، مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بيروت: دار الكتب العلمية.

    • ابن القيم، محمد أبو بكر، (2019م)، مدارج السالكين في منازل السائرين، بيروت: دار ابن حزم.

    • ابن حجر، أحمد بن علي، (2004م)، فتح الباري بشرح صحيح البخاري، لبنان: بيت الأفكار الدولية.

    • ابن ماجه، محمد يزيد القزويني، (2009م)، سنن ابن ماجه، الرياض: دار السلام.

    • ابن مفلح، عبد الله محمد بن مفلح، (1999م)، الآداب الشرعية، بيروت: مؤسسة الرسالة، ط3.

    • أبو داود، سليمان بن الأشعث السجستاني، (2009م)، سنن أبي داود، الرياض: دار السلام.

    • الإمام أحمد، أحمد بن محمد بن حنبل، (2001م)، مسند الإمام أحمد بن حنبل، بيروت: مؤسسة الرسالة.

    • الإمام مالك، مالك بن أنس، (1991م)، موطأ الإمام مالك، بيروت: مؤسسة الرسالة.

    • البخاري، محمد بن إسماعيل، (1998م)، الأدب المفرد، الرياض: مكتبة المعارف.

    • البخاري، محمد إسماعيل، (1999م)، صحيح البخاري، الرياض: دار السلام، ط2.

    • البطش، وليد، أبو زينة، فريد، (2007م)، مناهج البحث العلمي: تصميم البحث والتحليل الاحصائي، عمان: دار المسيرة.

    • البيضاوي، عبد الله عمر محمد، (1998م)، أنـوار التنزیـل وأسـرار التأویـل، بيروت: دار إحياء التراث العربي.

    • الترمذي، محمد عيسى، (2009م)، جامع الترمذي، الرياض: دار السلام.

    • الثعالبي، عبـد الـرحمن محمد مخلوف، (1998م)، الجـواهر الحسـان فـي تفسـير القـرآن، بيروت: دار إحياء التراث العربي.

    • الحازمي، حنان محمد قاضي، (2010م)، تصور مقترح لبعض دور المؤسسات التربوية والتعليمية في تطبيق العفة على الفرد والمجتمع من وجهة نظر التربية الإسلامية، رسالة دكتوراه، مكة المكرمة: جامعة أم القرى.

    • الحاكم، محمد عبد الله، (1990م)، المستدرك على الصحيحين، بيروت: دار الكتب العلمية.

    • الحدري، خليل عبد الله، (1997م)، التربية الوقائية في الإسلام، مكة المكرمة: جامعة أم القرى.

    • الخياط، ماجد، (2010م)، أساسيات البحوث الكمية والنوعية في العلوم الاجتماعية، عمان: دار الراية.

    • الدارمي، عبد الله عبد الرحمن، (2000م)، مسند الدارمي المعروف بـ(سنن الدارمي)، المملكة العربية السعودية: دار المغني.

    • الرازي، أحمد بن فارس، (1979م)، معجم مقاييس اللغة، دار الفكر.

    • الراغب الأصفهاني، أبو القاسم الحسين بن محمد ابن المفضل، (1992م)، المفردات في غريب القرآن، بيروت: دار القلم الدار الشامية.

    • الراغب الأصفهاني، أبو القاسم الحسين بن محمد ابن المفضل، (2007م)، الذريعة إلى مكارم الشريعة، القاهرة: دار السلام.

    • الزربتلي، فدوى فؤاد محمد، (2013م)، العفة في ضوء القرآن الكريم دراسة موضوعية، غزة: الجامعة الإسلامية.

    • السعدي، عبد الرحمن ناصر، (2003م)، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، بيروت: دار ابن حزم.

    • الشافعي، محمد إدريس، (2006م)، ديوان الإمام الشافعي، بيروت: دار الكتب العلمية، ط4.

    • الشيعاني، محمد حسين، (2016م)، منهج القرآن الكريم في توفير العفة والحفاظ عليها، بحث مقدم لمؤتمر مقدس6، رقم الوثيقة (MQ6A123)، مكة المكرمة: جامعة أم القرى.

    • الطبراني، سليمان بن أحمد، (1994م)، المعجم الكبير، القاهرة: مكتبة ابن تيمية، ط2.

    • الطبراني، سليمان أحمد، (1995م)، المعجم الأوسط، القاهرة: دار الحرمين.

    • الطبري، محمد جرير، (1966م)، تاريخ الطبري، بيروت: دار التراث، ط2.

    • القاري، علي سلطان، (2002م)، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، بيروت: دار الفكر.

    • القرشي، عبد الباري مبارك حمود، (2010م)، الأساليب التربوية لتنمية خلق العفة لدى الشباب وتطبيقاتها في ضوء التربية الإسلامية، رسالة ماجستير، مكة المكرمة: جامعة أم القرى.

    • الماوردي، علي بن محمد، (1986م)، أدب الدنيا والدين، دار مكتبة الحياة.

    • المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، (2004م)، القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، ط4.

    • المناوي، زين الدين محمد، (1937م)، فيض القدير شرح الجامع الصغير، القاهرة: المكتبة التجارية الكبرى.

    • المنذري، عبد العظيم عبد القوي، (1997م)، الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، بيروت: دار الكتب العلمية.

    • النحلاوي، عبد الرحمن، (2015م)، أصول التربية الإسلامية، دمشق: دار الفكر.

    • النسائي، أحمد شعيب علي، (2009م)، سنن النسائي، الرياض: دار السلام.

    • حكيم، عبد الحميد عبد المجيد، (2012م)، نظام التعليم وسياسته، القاهرة: الدار الهندسية إيتراك للطباعة والنشر.

    • عطار، ليلى عبد الرشيد، (1981م)، الجانب التطبيقي في التربية الإسلامية، رسالة ماجستير، جدة: جامعة الملك عبد العزيز.

    • مسلم، مسلم بن الحجاج، (2000م)، صحيح مسلم، الرياض: دار السلام، ط2.



    Salem Almajnuni || The role of Islamic education teachers in promoting the value of chastity for high school students from the viewpoint of educational supervisors in Makkah || Ibn Khaldoun Journal for Studies and Researches || Volume 2 || Issue 8 || Pages 271 - 313.

    0



 

Loading...
Issue Details
Article TitleAuthorsVol InfoYear
Article TitleAuthorsVol InfoYear
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...
About Us

Asian Research Index (ARI) is an online indexing service for providing free access, peer reviewed, high quality literature.

Whatsapp group

asianindexing@gmail.com

Follow us

Copyright @2023 | Asian Research Index