Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Ibn Khaldoun Journal for Studies and Researches > Volume 2 Issue 7 of Ibn Khaldoun Journal for Studies and Researches

الحياة الاقتصادية بمنطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب |
Ibn Khaldoun Journal for Studies and Researches
Ibn Khaldoun Journal for Studies and Researches

Article Info
Authors

Volume

2

Issue

7

Year

2022

ARI Id

1682060055167_2307

PDF URL

https://drive.google.com/file/d/1Kaq5zHuC3TVRUrlD-ULmoWiPfS7tJR5t/view?usp=sharing

Subjects

الاقتصاد الثروة الفلاحة التجارة الصيد البحري

Asian Research Index Whatsapp Chanel
Asian Research Index Whatsapp Chanel

Join our Whatsapp Channel to get regular updates.

Economic life in the Saguia El-Hamra and Wadi El-Dahab regions

 

النعمة بوشامة: باحث في سلك الدكتوراه، تخصص علم الاجتماع، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة ابن طفيل، القنيطرة، المغرب

:Abstract

This article comes to present a scientific approach on the most prominent aspects of economic life witnessed in the Saguia El-Hamra and Wadi Eddahab regions, which are located in the area of southern Morocco. To accurate scientific research on some aspects of these wealth, highlighting the subject of economic life in the Saguia El Hamra and Wadi Eddahab regions, in an effort to continue serving scientific and academic research in this field.

Keywords: Economy, wealth, agriculture, trade, fishing.


المقدمة:

المظهر العام والغالب للاقتصاد المحلي، هو انعكاس الوسط الطبيعي المتمثل في الجفاف وفقر التربة وعنف التقلبات الجوية، وما ينسجم مع ذلك من غلبة البداوة وعدم الاستقرار"0، وعلى الرغم من ذلك فقد شكل هذا الوسط الطبيعي القاسي بمنطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب ثروة مادية للبدو الرحل، إذ كان البحث الدائم عن المراعي الشاسعة وآبار المياه محط جذب لتنمية قطعانهم، مما جعل نمط عيش الترحال والانتقال الدائم ديدن هذا المجتمع الظاعن، وذلك بحثا عن مناطق الخضرة المؤقتة ونقاط تواجد المياه، لتتغير المعادلة كليا مع المجيء الاستعماري، خاصة عند اكتشافه لثروة الفوسفات والعمل على نقله مباشرة لإسبانيا، وذلك لإعادة تدويره وتصديره لبقية دول العالم، بالإضافة إلى اكتشاف ثروات معدنية أخرى كالحديد.. وتطوير منشآت استغلال الثروة السمكية بشكل جد متطور.

"لقد ارتبط التواجد الاقتصادي الاسباني بالصحراء بالتحولات السياسية والاقتصادية التي عرفتها اسبانيا خلال القرن العشرين"0، ورغم هذه التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي عرفتها المنطقة خلال فترة الستينيات، والتي انتقلت بالمنطقة من نمط اقتصاد الترحال إلى اقتصاد السوق ضمن حواضر الاستقرار والتمدين، إلا أن مجال تربية الماشية بقي هو القطاع الرئيسي بالنسبة للساكنة، واستمرت غالبية الساكنة في ممارسة نشاط تربية المواشي بالبادية، أما السكان القاطنين بالحواضر التي أنشأتها الإدارة الاسبانية، فارتبطوا هم كذلك بالبادية وبتربية الماشية، وهو ما سيحدو بنا إلى التطرق بتفصيل لموضوع الحياة الاقتصادية بمنطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب متسائلين عما لحقها من تحولات راهن ؟

  • أهداف الدراسة:

    تتجلى أهداف هذه الدراسة في كونها مساهمة علمية تسعى إلى استجلاء بعض خصائص الحياة الاقتصادية التي تعرفها منطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب، وذلك من خلال التطرق لأبرز المناشط الاقتصادية بمجال الدراسة من خلال الوقوف عند مميزات النشاط الرعوي وقطاع الصيد البحري والممارسة الزراعية ثم مداخيل السياحة.

  • المنهج:

    اعتمدنا في منهج دراستنا هذه على المنهجين الوصفي والتاريخي كمنهجين أساسيين في البحث، وذلك لتوافقهما مع دراسة موضوع الحياة الاقتصادية بمنطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب، وحتى يسعفنا هذين المنهجين في تتبع ووصف جوانب من التحول الذي طرأ على المنطقة المدروسة خلال انتقالها من وضعية الى أخرى، وهو ما يعد المنهج التاريخي والوصفي أقرب وأنجع آلية لمقاربة وتحليل واقع المناشط الاقتصادية راهنا بالمنطقة.

  • أهمية الدراسة:

    تكمن أهمية دراستنا هذه في التوجه العلمي والأكاديمي الذي تسعى لتحصيله، عبر محاولة تقديم دراسة لجوانب من الحياة الاقتصادية التي تشهدها ربوع الساقية الحمراء ووادي الذهب.

    المبحث الأول: النشاط الرعوي بمنطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب:

    نستهل بداية بالتعريفات اللغوية التي حددت لنا مفهوم المجتمعات الرعوية، حيث لا نجد في المعاجم العربية إلا لفظ البدو والرعي والترحال، وسنحاول التطرق إلى بعض سماتها الدلالية من خلال هذه المعاجم، فالبدو عند ابن منظور "خلاف الحضر، والنسب إليه بدوي، والحاضرة القوم الذين يحضرون المياه وينزلون عليها في حمراء القيظ، فإذا برد الزمان ظعنوا عن أعداد المياه وبدوا طلبا للقرب من الكلأ"0، ويعرف الرعي على أنه "مصدر رعى الكلأ ونحوه يرعى رعيا والراعي يرعى الماشية أي يحوطها ويحفظها والماشية ترعى أي ترتفع وتأكل"0، وتتوافق كل التعريفات اللغوية مع الدلالات التي عرف بها ابن منظور المفهومين السالفين، بينما في المعاجم الأجنبية نجد الترحال مرادفا ل "نمط عيش يتميز بتنقل المجموعات البشرية قصد ضمان البقاء"0، وفي معجم "أوكسفورد" يستعمل الرعي للدلالة على الاحتفاظ ورعي الماشية والقطيع" 0، بينما الترحال يعني "فرد من هؤلاء الذين يتنقلون من مكان لآخر لإيجاد مراعي خصبة لحيواناته والذي لا يمتلك أي مسكن دائم" .0

    وفي موسوعة الأنتروبولوجيا نجد تعريفها للترحال على أنه "عبارة عن أفراد متنقلين بدون مسكن قار وحياتهم اليومية مليئة بالتحركات المتكررة، هناك العديد من التمظهرات للترحال. ربما أن الأكثر تداخلا هو الترحال الرعوي، ولكن الصيادين- البستانيون، يمكن لهم أيضا أن يعتبروا من الرحل"0.

    لقد تناول "ابن خلدون" المجتمعات البدوية قائلا: "قد ذكرنا أن البدو هم المقتصرون على الضروري في أحوالهم، العاجزون عما فوقه، وأن الحضر المعتنون بحاجات الترف والكمال في أحوالهم وعوائدهم. ولا شك أن الضروري أقدم من الحاجي والكمالي وسابق عليهما لأن الضروري أصل والكمالي فرع ناشئ عنه. فالبدو أصل للمدن والحضر وسابق عليهما لأن أول مطالب الإنسان الضروري، ولا ينتهي إلى الكمال والترف إلا إذا كان الضروري حاصلا. فخشونة البداوة قبل رقة الحضارة. ولهذا نجد التمدن غاية للبدوي يجري إليها، وينتهي بسعيه إلى مقترحه منها. ومتى حصل على الرياش الذي يحصل له به أحوال الترف وعوائده عاج إلى الدعة، وأمكن نفسه إلى قياد المدينة. وهكذا شأن القبائل المتبدية كلهم" .0

    إن اصطلاح البدو هو "لفظ مشتق من الكلمة الإغريقية Nemo أي يرعى، ويستخدم في حقل الأنثروبولوجيا للدلالة على أسلوب الحياة حيث لا يقتصر الأمر هنا على البدو الرعاة فقط ولكنه يدل كذلك على بعض الأشكال الاجتماعية الأخرى التي يغلب عليها افتقار الإقامة الدائمة، أو التوطن والاستقرار"0، وبتعبير آخر، هناك بداوة متنوعة بحيث لا يمكن أن نتحدث حصرا عن بداوة الصحراء وفقط، فهناك بداوة زراعية وبداوة تتصل بالصيد والقنص.

    وسنقتصر في حديثنا عن النشاط الرعوي عند الدراسات التي اكتفت بالاهتمام بالمجتمعات الرعوية ضمن المعطى البيئي فقط، حيث قسمت هذه المجتمعات وفقا لاستراتيجيات وأساليب تنقلاتها، وهنا نقصد بالذات المقاربات الجغرافية التي حددت الترحال الرعوي كأحد أهم المناشط التي تمارسها المجتمعات الرعوية، بناء على المسافة التي يمضيها الرحل أثناء تنقلهم.

    ونجد في نموذج الكتابات الانثروبولوجية التي قاربت موضوع المجتمعات الرعوية في علاقتها بالايكولوجيا، من خلال مقاربة تأثير الظروف الإيكولوجية على العلاقة بين "الانسان بوسائله التكنولوجية والبيئة الطبيعية. وما يحيط استثمارها من قيم ومعتقدات وما تفرضه تلك البيئة من أنماط معينة من العلاقات بين الأشخاص والجماعات في المجتمع، نحاول التعرف على ملامح ذلك التساند القائم بين الظروف الايكولوجية والمكونات البنائية في بعض المجتمعات القبلية الإفريقية، وبخاصة فيما يتعلق بأثر تلك الظروف الإيكولوجية في تكوين أنساقها السياسية ووحداتها الثأرية ".0

    ويعتبر "ايفنس بريتشارد" من خلال كتابه حول "قبيلة النوير" جنوب السودان النموذج الأدق حول تحليل العناصر المشكلة للمجتمعات الرعوية، حيث يستحضر توافقا بين الأنساق الاجتماعية والأنساق البيئية دامجا بين عاملين اثنين لتوضيح هذه العلاقة، فالنويريون لهم تصور خاص للزمن حاول "بريتشارد" أن يشرحه مع استحضاره للرؤى الايكولوجية التي طرحها، ذلك أن النويري يفسر الزمن من خلال اتصاله تحديدا بالبيئة التي تحدد تعاقب الفصول وطبيعة التنقل، وبذلك فإن تحديد مسافة الترحل مرتبط بعنصر البيئة، وهكذا تكون علاقة الإنسان بالبيئة مؤثرة على طبيعة تشكل البنية الاجتماعية والسياسية.

    لقد عمل "بريتشارد" على دراسة النسق الايكولوجي من خلال استحضاره للنظرية الانقسامية، مستلهما أفكاره حول قبيلة النوير لتحليل خصائص النظام الانقسامي داخلها، في ما أطلق عليه بنزعتي الانصهار والانشطار، ومن خلال هذه المقاربات التي قدمها يمكننا أن نحدد بنية المجتمعات الرعوية، من خلال العنصر الثالث المتعلق بطبيعة التنظيم الاجتماعي وعلاقته بالإنتاج الرعوي عموما، وهي علاقة تفرض علينا النظر إلى طبيعة تسيير هذه المجتمعات ونظامها السياسي والثقافي والفكري، حيث نجد بعض الأبحاث اللاحقة في هذا الصدد قد وطدت هذه العلاقة من خلال ربطها بين الخصائص الثقافية والبيئية.

    وفي مقابل هذا بيَّن الباحث "بيير بونت" في مقال له حول هذا الموضوع خلال دراسته لحالة المجتمع البيظاني أن التفسيرات التي قدمها "ايفانس بريتشارد" غير مقنعة، فإذا كانت هذه التفسيرات تنطبق على التنظيم الرعوي لإفريقيا الشرقية فإن تطبيق ذلك على مجتمعات شمال غرب إفريقيا لا ينسجم بالمرة، وهو ما يوضحه "بيير بونت" من خلال "وجود مراعي دائمة في المجال البيظاني من جهة ووجود التجارة العابرة للصحراء من جهة أخرى"0.

    ومن زاوية أخرى نجد أن التحليل الماركسي قد نفى عن المجتمعات الرعوية صفة التحول السياسي، حيث اعتبر الباحث "أناتولي خازانوف" Anatoly M. Khazanov في دراسته المعنونة ب "الرحل والعالم الخارجي" أنها مجتمعات محكوم عليها بالشقاء الأزلي، حيث لا تقوم هذه المجتمعات إلا في تضاد تام مع وجود الدولة، كما انبرى "إنجلز" على توطيد هذه الفكرة في كتابه "أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة" من خلال مقابلته ما بين التنظيم الاجتماعي والسياسي لعشيرة "الايروكوا" بالهند والتنظيم الجديد المحدد في التمدن، معتبرا بأنه "كان ينبغي تحطيم هذه المشاعة البدائية، فحطمت. ولكنها حطمت بتأثيرات تبدو لنا من الوهلة الأولى، بمثابة انحطاط، بمثابة خطيئة أصلية بالمقارنة مع المستوى الأخلاقي العالي الذي بلغه المجتمع العشائري القديم. إن أحط الدوافع –الجشع الخشن، الولع الفظ باللذائذ، البخل القذر، السعي الأناني إلى نهب الملك المشترك- هي التي تدشن المجتمع الجديد المتمدين، المجتمع الطبقي" .0

    بينما عمدت بعض النظريات الماركسية المعاصرة خاصة مع الباحث "بيير بونت" في دراساته العميقة حول المجتمعات الرعوية سواء مع التوارق أو في صحراء البيظان، مقدما أهمية بالغة في دراسته لهذه المجتمعات لمعطى الشمولية والموضوعية، حيث نظر إلى النظرية الانقسامية كمبدأ استراتيجي محاولا بذلك التوفيق بين المبدأ الانقسامي والترابي، معتبرا أن "سبب وجود المبدأ الانقسامي في هذه المجتمعات راجع إلى "نمط الانتاج" القائم في هذه المجتمعات، الذي يتميز بالتنظيم المنزلي للإنتاج وخصوصية الشكل الجماعي"0، كما أن تطور هذه الدراسات الماركسية أفضى بها إلى تجاوز قيمة الماشية وعلاقتها بالقيم الثقافية، إلى تحليل طبيعة التملك الرائج في هذه المجتمعات الرعوية، بينما بينت الدراسات الانثروبولوجية الحديثة والمعاصرة حول المجتمعات الرعوية بأنه لا يمكن دراستها بمعزل عن الإطار الإقليمي والقومي للعلاقات بين السلالات، وعلاقة ذلك بنظام الدولة المسيطرة والشعوب الزراعية المجاورة، حيث اشتغلت هذه الأبحاث على إشكاليات توطين البدو والعمل على استقرارهم، وتبيان العلاقة بين هذه المجموعات الرعوية والدولة، ومعطيات وأسباب التغير في نمط العيش وسياسات الدول في تنمية هذه المجتمعات، إلى غير ذلك من القضايا التي انبرت على دراستها.

    هكذا يظهر أن المجتمعات الرعوية غير محكومة بنمط معيشي واحد قائم على الترحال، بل يجمع بين نشاطات مختلفة كالصيد والزراعة والتجارة.. بينما محاولة اختصار المجتمعات التي تزاول الرعي الترحالي في العوامل البيئية وفقط من شأنه أن يحجب عنا طبيعة نظامها الاجتماعي والسياسي، وعندما نتحدث عن المجموعات القبلية الرعوية بمجال الدراسة لابد لنا من الرجوع لبنياتها الاجتماعية والسياسية، حيث أن هناك علاقة وطيدة بين التصورات الاجتماعية التي يفكر بها الرحل ومختلف هذه البنى، كما أن شروط الرعي لا تخضع لديها لحالة دورية دائمة تنظم سيرها، بل تكون فترات الأزمات (الحروب، الجفاف، الخوف..) متحكمة هي الأخرى في تنظيمها الخاص.

    بناء على ما سبق، سنتطرق لبعض الجوانب من الحياة الرعوية التي كانت سائدة بمنطقة الدراسة زمن البداوة والترحال، محاولين معرفة ما شملها من تغيرات خاصة بعد إقامة الأهالي واستقرارهم بالمدن، ذلك أنه كان آنذاك "قد يخطئ القائل في إطار الدورة الرعوية بأن الحيازة على امتلاك الماشية هو عبارة عن اقتصاد مغلق. ذلك أن إحدى مظاهر المجتمع الصحراوي الأكثر بروزا هي قوتها التجارية.. فالرعي والمعركة والتجارة هو الثلاثي الأساس في الاقتصاد الصحراوي"0، كما أن الحياة الاقتصادية للرحل بمجال الدراسة زمن البداوة كانت قائمة على نظام التنقل الدائم الذي يفرضه الترحال، مما جعلهم يسمون أنفسهم "أهل رحالة" أو "رحالة"، كما يوظفون الاسم الخاص بالعربية الفصحى "أهل بوادي" حيث ينمون ثلاثة أصناف من الماشية:

    - الجمال.

    - الماعز.

    - الأغنام.

    ويعد صنف الجمال الأكثر تكيفا مع نمط العيش في الصحراء نظرا لطبيعة بنيتها الفيزيولوجية، فخلال فصل الصيف تكون الذكور منها "جمل" ويجمع على "جمال" والإناث "ناكة" وتجمع على "نياك" قادرة على أن تبقى دون شرب لمدة خمسة أيام، وذلك مع إمكانها الاستمرار في العمل والترحال، أما إذا بقيت هذه الماشية في حقل معين تأكل العشب الخاص بالفصل فإنها تتحمل العطش لمدة خمسة عشر يوما، وإذا حصل لها العشب المعروف محليا ب "أحشيش" فإنها تتحمل العطش لمدة عشرين يوما، وأما في فصلي الشتاء والخريف فيكاد الرحل لا ينشغلون بالماء ما دامت هنالك مراع خضراء، إلا أن الثابت من هذا هو وجود فترات من الزمن تلتقي فيها ندرة العشب والمياه مما خلق أزمات حقيقية للرحل (سنوات الجفاف بداية من سنة 1947م والسنوات الموالية)، وطالما كان العشب مخضرا فإن الرحل يقطنون بعيدا عن الآبار حيث يتزودون عادة بالماء من البرك ومن الخزانات والآبار المائية، حيث يبعثون بشاب من المخيم إلى بئر غالبا ما تبعد عنهم بخمسين كيلومتر أو أكثر مع عدد من الجمال تحمل "الكرب" اللازمة، وعادة ما يحمل كل جمل أربعة "كربات" تسع كل واحدة منهم أربعون لترا تقريبا من الماء، وفي بعض الأحيان يوظفون الحمير للغرض ذاته، غير أنه ليس هناك من دابة تتحمل تأثير الحرارة المفرطة في الصحراء أكثر من الجمل.

    واعتبارا لكون الرحل رعاة متمرسين فهم يقومون بتمييز طبيعة الأرض وجودتها رعويا، وهنا نجدهم يضربون مثلا شعبيا حول جودة أرض "تيرس" وحسن مراعيها وسرعة نمو إبلها قائلين: "خمس انياك وامخول، وخمس آليال وتحول، فخمس عيمان أتمول"، كما يميزون عناصر قطعانهم بدقة فائقة، وذلك من خلال اعتمادهم معيار عمر الجمل ولونه وحجمه وحالته من الجانب التناسلي، وبذلك فهم يميزون بين الجمال الكاملة "اجمل" والجمال الذكور المخصي "أزوازيل"، وأما الجمال المسماة ب "اجهل" والتي تستعمل للإخصاب أو كمطية في الأوقات الباردة، فهي أقل مقاومة لبعض المهام مقارنة ب "أزوازال" الذي يتم الاعتماد عليه حتى خلال أشهر الصيف الحارة، كما أن الجمل الذكر كيف ما كان نوعه لا يستحمل ذكرا آخر معه في القطيع، وخلال فترات المعاشرة عادة ما يظهر غضبه حتى أمام الجمال من نوع "أزوازيل" والتي غالبا ما تكون أكبر حجما، ومن المهم أن "نشدد على هذه المعطيات الكمية وعلى الحوارات المطولة و الساخنة التي دارت بين عدة أشخاص حول الماشية وبيعها وشرائها، وهي التي استخرجنا منها الخلاصات التالية:

  • أزوليل: وهو قطيع من 05 إلى 10 رؤوس حسب بعضهم ومن 05 إلى 15 رأس حسب آخرين.

  • كطع: وهو قطيع من 15 إلى 30 أو 40 رأس حسب بعضهم وأقل من ذلك حسب آخرين.

  • أكليف: قطيع من 30 إلى 40 رأس حسب بعضهم وأقل من ذلك حسب آخرين.

  • آعصات إبل: ويدل بكل بساطة على قطيع الإبل، وهو أكبر عدد من رؤوس الجمال التي يستطيع شخص رعيها، ويصل عددها إلى 70 رأس" .0

  • كما تم وصف الإبل شعريا0 من خلال ترتيبها "صيدح سابك، ناك عشر، ناك شايل، ناك لكح"0، "جدع، حك، بنت لبون، كعس، مخلول، بنت اعشار"، "ابن اعشار0، احوار، ءامخلول، اكعود".0

    وإذا كان مالك الإبل يزاول مهام النقل فإن عدد الجمال لديه تكون أكبر من عدد النوق (30 مقابل 01) والأمر نفسه إذا كان يمتهن الفلاحة، وأما إذا كان يزاول تنمية قطعان الإبل باعتباره كساب أو رحال فغالبا ما تكون عدد نوقه أكبر من عدد الجمال (01 مقابل 03)، ولذلك نجد أن الناقة لدى مجتمع الدراسة كانت تشكل مركز الاقتصاد الرعوي، حيث لا يقتصر دورها على الإنتاج الخاص بمادة الحليب أو الإنجاب، بل إنها توظف كذلك أحيانا في حمل الأمتعة، وهكذا نجد أن "الغنم لا تحظى باهتمام كبير ليس في الاقتصاد في الصحراء فقط بل حتى ما يمكن أن نطلق عليه تقدير الرحل"0، وهي وإن كانت لا تحضى بالتقدير نفسه الذي يحضى به الجمال فإنها تخضع بالرغم من ذلك لتصنيفات مختلفة، من خلال تحديدها بناء على أعمارها وأعدادها، وهي معايير تؤخذ بعين الاعتبار ليس فقط ضمن ميدان المتاجرة بها، وإنما أيضا عند تحديد المبلغ المالي المفروض على كل مسلم دفعه (الزكاة)، وتصنف محليا إلى ما يلي:

    "أشياه: وهو مجموعة من 03 إلى 04 أو 05 من رؤوس الماعز.

    كلفة: مجموعة من 05 إلى 20 من رؤوس الماعز.

    آكز: مجموعة من 20 إلى 30 من رؤوس الماعز.

    آغنم: مجموعة من 40 فأكثر".0

    ومن المعتاد أن يمتلك الرحل بمنطقة الدراسة عددا من رؤوس الماعز مع رؤوس الجمال حتى يكتمل الإطار الاقتصادي، وعندما يتعلق الأمر بالماشية الصغيرة "لغنم" فيتم تحديدها بناء على أنواعها فتسمى الماعز "كحال" نسبة إلى لونها الأسود، في حين أن رؤوس الغنم توصف ب "ابياض" نسبة إلى لونها الأبيض، ويتم ربط رؤوس الشياه عادة من جانب الأرجل نظرا لقوتها أما الماعز فتربط من رأسها، وأما عملية الحلب فنجد أن المرأة تقوم بحلب الماعز بينما يحلب الرجل النوق، حيث جرت العادة أن تكون النساء هن المكلفات بجمع الحطب اللازم لإيقاد النار وإعداد الطعام اليومي، بينما يتكلف الرجال بجمع الحبوب والأعشاب ك "أفز" و "أكامس" و"أنافس".

    كما تتم عملية جز الماشية خلال فصل الربيع حيث توظف لهذا الغرض أداة تشبه منجلا صغيرا وتسمى "لمزيز"، وتستهل هذه العملية من قبل شخص محدد سلفا حيث يتم جز الأغنام كلها مرة واحدة من أولاها إلى آخرها، وليس من المهم أن تجز كلها مرة واحدة، وقد يضطر بعض أفراد القبيلة نظرا لمحدودية إمكانياتهم المادية إلى طلب مساعدة الآخرين من قبيلته، والشخص الذي يطلب هذه المساعدة وهو عادة رب أسرة يسمى ب "آمتوز"، ويطلق على عملية المساعدة هذه والتي يقوم بها في الغالب أفراد القبيلة القاطنين في مجال محدود ب "التويزة".

    وغالبا ما تعمل العائلات الثرية بمنطقة الدراسة على تكليف مهام رعي المواشي الى رعاة يعيشون في معزل عن المالكين مقابل أجر محدد، ويتم تكليفهم كذلك للتأكد من أخبار المراعي وأماكن تساقط الأمطار، حيث يشكل كراء راع محترف أمرا ينم عن الغنى والمكانة الاجتماعية المرموقة، ويطلق على الماشية التي تكون في الترحال مع الرعاة لوحدهم بتسمية "كسيبة" أو "آعزيب"، وبذلك يعد الرجل الذي يمتلك 25 رأس جمل ضمن "الطبقة الوسطى" في الصحراء، ومن يمتلك 50 رأسا فهو غني ومن يمتلك 100 رأس أغنى من ذلك، بينما من يمتلك أكثر من 200 رأس يعتبر من أغنى الأغنياء، وأما أولئك الذين لا يتوفرون على شيء بالإضافة إلى الفقراء ذوي جمل أو جملين فإنهم يستفيدون من "الزكاة".

    واليوم نرى أنه مع استقرار شبه نهائي للرحل بمجال الدراسة بالتجمعات السكنية المجاورة نتيجة للقطيعة التي أحدثها الاستعمار الاسباني في المكونات الصحراوية ذاتها، ومع ما وفرته الدولة بعد استرجاع هذه المناطق من أسواق دائمة بهذه الحواضر الجديدة، تتيح الحصول بسهولة على مواد لا تصنع غالبا في الصحراء، الأمر الذي جعل من الحياة الرعوية مقارنة مع الفترات الماضية في تحول ملحوظ إذ صارت "تجارة رعوية" بدل نمط عيش دائم، وبذلك يمكن أن نتحدث راهنا عن "أفول النمط الاقتصادي الرعوي بسبب تحول المجال من فضاء إنتاجي إلى آخر للضبط قد أدى بأفراد القبيلة الى التفكير في بدائل اقتصادية"0، مما خلف أثراً عميقاً في نفوس البدو الرحل خاصة فئة المسنون الذين لازالو يتذكرون بكثير من الحنين تلك الفترات الترحالية، وهو ما يدفعنا الى التساؤل عن مدى قدرة الصحراويين اليوم بمجال الدراسة على تقبل واستيعاب التأثيرات الجديدة المرتبطة ببنيات تبلورت على الأنشطة المدنية بدل الأنشطة المتعلقة بالترحال والبداوة.

    وختاما، أفضت مجموعة من العوامل أبرزها الهيمنة الاستعمارية على مجال الدراسة الى تغيير نمط عيش القبائل الصحراوية القاطنة بهذا المجال، مما أثر على مصادر اقتصادها خاصة النشاط الرعوي الذي كانت تزاوله، فنتج عن ذلك ما يمكن أن نسميه ب"أزمة الترحال" خاصة مع بداية عملية "الإستقرار"، هذه الإقامة التي لم تكن إرادية ولا نتيجة لتطورات طبيعية اقتصادية واجتماعية، وإنما في ارتباط مع دخول عامل "التغيير" الذي تجسد في لحظة الاصطدام بالاستعمار، الذي وضع حدودا جغرافية قيدت من هامش عمليات الرعي التي كانت مفتوحة ومن دون حواجز أمنية، الأمر الذي أفضى الى تشتت مختلف القبائل الصحراوية بين مجالات سيادية مختلفة، وبالتالي أفول وانهيار النمط الاقتصادي الرعوي، وعلاوة على المعطى الرعوي بمجال الدراسة، أعطى الموقع الجغرافي للمنطقة من خلال موقعها في المحيط الأطلسي مؤهلات تجارية وبحرية وسياحية، سنحاول التطرق لها هي الأخرى بالتفصيل.

    المبحث الثاني: ملامح قطاع الصيد البحري بمجال الدراسة:

    "يعتبر الشريط البحري الذي يفصل الصحراء عن جزر الكناري من أغنى الشواطئ البحرية في العالم التي تتوفر على ثروة سمكية مهمة"0، ويشكل الصيد البحري بمنطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب نشاطا اقتصاديا هاما كان ما قبل الحقبة الاستعمارية حبيس بعض القبائل الصحراوية التي امتهنت هذا النشاط (ايمراكن، الشناكلة، مجاط..)، كما أن "أهم ثروة تتوفر عليها شبه جزيرة واد الذهب هي الأحياء البحرية، فالأسماك العائمة ما بين جزر الكناري والشاطئ الصحراوي تمثل ثروة هامة.. والأسماك متنوعة فالسردين يتم صيده ما بين يوليوز ونونبر، ثم لانكوسطا وتتردد على مياه المنطقة قوارب الصيد من جزر الكناري وكاطالونيا وايطاليا، وتصطاد أسماك التون وPargo و Dorada و Corvina و Merluza وY besugo و pescadilla وهي كثيرة فائضة العدد.. فموقع لاسارغا Sarga la عند طارف اركيبة (Punta Durnford) تبحر منه السفن بالأسماك نحو كانارياس وغينيا، وهي من أغنى المواقع البحرية"0 .

    لقد كان لتوفر المنطقة على احتياطي هائل من الثروة السمكية المختلفة الأنواع، بل وتوفرها على بعض الأسماك المصنفة من أحسن الأنواع السمكية بالعالم، سببا مباشرا في بسط الاستعمار الاسباني على المنطقة وجلبه للشركات الغربية الأجنبية التي باشرت استغلال هذه الثروة عبر أساطيلها البحرية، وفقا للاتفاقيات التي أبرمتها مع الإدارة الاسبانية والتي خولت لها هذا الاستغلال الجائر للثروة السمكية بالمنطقة.

    إن الثروة البحرية التي تزخر بها سواحل منطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب كانت سببا رئيسيا في جلب الأساطيل القادمة من اسبانيا وجزر الكناري وهي مجهزة بوسائل حديثة للصيد والمعالجة والحفظ، والتي عملت على استغلال هذه الثروة السمكية، حيث يرجع "تردد الصيادين الاسبان الكناريين على السواحل الصحراوية الى ما يزيد عن أربعة قرون فيما قبل النزول الاسباني على ساحل وادي الذهب"0، كما أدى الالتقاء القاري لمنطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب الى تشكل ساحل بحري طويل يبلغ امتداده حوالي 1500 كلم، ينطلق ما بين وادي درعة شمالا الى منطقة لكويرة جنوبا، حيث يحتوي هذا الساحل على عدة مناطق للصيد تعد من أغنى المصائد السمكية في العالم سواء على مستوى نوعية الأسماك أو كميتها الضخمة، وهو ما جعل الصيادين الكناريين الاسبان يصلون الى هذه السواحل الصحراوية منذ القرن الخامس عشر ميلادي.

    وتقدر المساحة الإجمالية التي تشغلها المياه الإقليمية للمنطقة حوالي 150.000 كلم² متيحة بذلك حوالي 190 نوعا من الأسماك وعشرات الأنواع من القشريات والرخويات، ويشكل الصيد بمنطقة وادي الذهب نواحي سواحل الداخلة والرأس الأبيض أكثر سهولة من شمال المنطقة بمياه بوجدور وطرفاية، ويتراوح عدد السفن التي تمتهن عمليات الصيد بالمنطقة "بين 450 و800 سفينة حسب فصول السنة، كما أن معدل ما تصطاده كل سفينة هو ما بين 200 و450 كيلوغرام في اليوم"0.

    لقد مارست مجموعة من القبائل الصحراوية التي كانت تقطن بالسواحل الصحراوية نشاط الصيد البحري التقليدي (ايمراكن، مجاط، الشناكلة..)، في مقابل القبائل الصحراوية الأخرى التي اتجهت للرعي الظاعن في عمق دواخل الصحراء، غير أن هذا الوضع انقلب جذريا اليوم مع ما فرضته شروط التمدين وظروف الاستقرار على الجميع من البحث عن توفير سبل العيش، خاصة بعد أن أضحى قطاع الصيد البحري من أهم الثروات التي تذر أموالا طائلة بالمنطقة، وهكذا أضحينا نرى أفراد من مختلف القبائل الصحراوية تمارس نشاط الاشتغال في ميدان الصيد البحري، سواء عمالا في الأساطيل البحرية التي ترتاد أعالي البحار أو الاستثمار الخاص في هذا القطاع بعدما كان قطاعا هامشيا لدى ساكنة المنطقة.

    المبحث الثالث: حرفة التجارة بمجال الدراسة:

    "الصحراء لم تكن -حسب ما اطلعنا عليه من مصادر إلى حدود اللحظة- حائلا بين إفريقيا السوداء والمغرب الكبير، وإنما تقوى وتضعف تلك الروابط حسب الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية"0، بل إن التبادل التجاري والمادي يضعف أمام تنامي الروابط الروحية والدينية والسياسية، وما الحركة المرابطية والطريقة الكنتية القادرية والمعينية الفاضلية والتيجانية.. إلا دليلا واضحا على حجم هذه الروابط التي تؤرخ لتواصل تاريخي ديني تجاوز الحدود السياسية، إذ كانت الأنشطة التجارية تتأثر بهذه الدينامية، حيث "يذهب بعض الباحثين الى ربط انتشار الديانة الاسلامية في جنوب –اتراب البيظان- وإفريقيا السوداء بالتجارة العابرة للصحراء ومن هؤلاء محمد المختار ولد السعد" .0

    لقد كان نظام المقايضة هو الوسيلة المعتمدة في التبادل التجاري بين الأهالي، فقد "أظهرت قراءتنا للمصادر المحلية وتفحصنا لنصوص الرواية الشفهية أن هذه التجارة كانت قائمة على المقايضة وأنه كانت هناك مواد أساسية تلعب دور النقود في التبادل التجاري وذلك منذ القديم وأهمها البيصة (هي لفة القماش)0، حيث كانت النقود غير معتمدة في نظام التعامل التجاري بالمنطقة، إذ كان يتم التبادل بالمواشي والإبل مقابل شراء منتجات تجارية أو غذائية، و"كانت البضائع تتحرك بحرية من دون رسوم جمركية، من فاس ومراكش وكلميم إلى الساقية الحمراء ووادي الذهب، وكانت النقود قليلة جدا في هذه المناطق، الأمر الذي ولد عنه نظام تبادلي يتم عبر نظام المقايضة"0، وهو نفس الطرح الذي سجله لنا "الشيخ محمد المامي بن البخاري الباركي" قائلا بأن: "البلاد ليس فيها سكة (عملات)، وحدد لنا العروض التي تقوم مقام العملات في كل منطقة من مناطق البلاد كبني المخاض في أرض بني دليم، والأكسية في طورا، وكبني المخاض والغنم في ما بينها وبين القبيلة، وكالغنم والعروض في القبلة الغربية، وكعدائل الملح والدوائق في بعض البلاد الشرقية"0.

    لقد جسدت التجارة العابرة للصحراء معطى دينامكيا متحكما في ترحال القبائل الصحراوية ما بين المغرب وموريتانيا ومالي، فقد كانت منطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب "على مر القرون عقدة في المواصلات الجنوبية، وطريقا تجاريا لم تتوقف أهميته خلال كل حقب التاريخ. وقد تضاعف اهتمام المخزن بها عندما تبين أن الأجانب يحاولون، انطلاقا منها، إضعاف الدولة وطعنها من الخلف"0، ولم يوقف هذه المبادلات التجارية نسبيا إلا هذا التدخل الأجنبي والاستعماري بدءا من الربع الأول من القرن العشرين، حيث انقلب التجار الى تسيير تجارتهم ضمن مجالات جغرافية ضيقة، وتقلصت هذه التجارة التقليدية وتغيرت معانيها و"يرجع ذلك الى ثلاثة عوامل مرتبطة عضويا فيما بينها:

  • التوغل الأوربي.

  • تجريد القبائل من السلاح.

    3. تقليص تجارة العبيد الى حد أقصى ".0

    4. حصل تطور في التجارة الصحراوية بمنطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب من تجارة متنقلة على ظهر الإبل الى تجارة مستقرة تعتمد على النقود، وقد كان للتدخل الاستعماري الاسباني أثر بليغ في التحكم في التجارة الصحراوية، حيث كان مخططا لها مسبقا من قبل الإدارة الاسبانية لجعل المنطقة سوقا متحكم فيها من قبلهم.

    5. لقد أضحت مواصفات التجارة بالمنطقة تحكمها قوانين الإدارة الاستعمارية، حيث سعت هذه الإدارة الى خلق "ساكنة مستقرة من أهل الصحراء تعيش في مراكز حضرية كالعيون ورأس جوبي والداخلة، أفرادها هم عادة عمال وتجار في غالبيتهم.. ونجد الى جانبهم صيادين، "حواتة"، من بعض القبائل الشاطئية الصغيرة، وهم بدورهم لا يتنقلون كثيرا"0، وبذلك سعت اسبانيا في المجمل للتحكم في شرايين القوافل التجارية الصحراوية واستثمار الرأسمال البشري فقط كسوق استهلاكية تعود عليها بالأرباح.

    وبعد استرجاع المنطقة وعودتها لحاضرة الوطن، عملت المملكة المغربية على تثبيت عوامل الاستقرار والاندماج بمنطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب، عبر توطيد دعائم التمدن وتعميم العمل المأجور انطلاقا من توسيع وتشييد البنيات التحتية لمدن ومداشر وحتى قرى المنطقة، وخلق فرص الشغل في المصالح الإدارية (المؤسسات الحكومية، العمالات والجماعات المحلية، رجال السلطة، قوات الجيش والشرطة، قطاع البناء والصيد البحري..).

    لقد حصل انتقال اقتصادي فرضته سياسة الدولة لتأهيل المنطقة، فلم تعد الأنشطة الرعوية والزراعات الموسمية عصب حياة الدورة الاقتصادية بالمنطقة، وهو تغيير نحو مناشط تجارية جديدة أسهمت في ارتفاع مستوى الدخل للأفراد، من خلال ظهور قطاعات تجارية تذر الدخل، وأضحى العمل يمثل مكانة هامة في المجتمع المحلي، بالرغم من ميل الساكنة لمهن محددة كالإدارة والجيش والوظيفة العمومية.. وبالرغم من "هيمنة علاقات اقتصادية رأسمالية يحكمها السوق، فإنه لا يزال المأجور المحلي سواء كان رجلا أو امرأة يحافظ على علاقات كبيرة مع مجموعته الأصلية، فغالبية المأجورين يعودون الى أسرهم المقيمة بالبادية في فترات الراحة .. من أجل الرعي و"الكروح"0، واللبن"0، وبذلك تنامي قطاع البناء والعقار بالمنطقة، فظهرت ظاهرة الادخار في البنوك واستثمار الأموال في مجال الصيد البحري، والاندماج المطرد في حياة المدينة والسوق والمال.

    المبحث الرابع: النشاط الفلاحي بمجال الدراسة:

    "ليست هناك فلاحة تقليدية مهما كانت متواضعة"0 بمنطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب، إذ كان نشاط الرعي هو المدخول الأساسي للمجتمع البدوي بهذه المنطقة، اعتبارا لنمط العيش القائم على الترحال الدائم، ولطبيعة المنطقة بيئيا واجتماعيا، حيث شكلت العوامل البيئية والمناخية بمنطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب القاسية في مجملها والمتسمة بقلة التساقطات المطرية وتوالي سنوات الجفاف عاملا أثر على الفرشة المائية، وعلى جودة الأراضي الصالحة للزراعة، مما أفضى لندرة المياه وشحها وهو ما انعكس سلبا على قيام قطاع فلاحي واعد بالمنطقة، اللهم استغلال فترات تساقط الأمطار وسيل الأودية لزراعة بعض الحقول على ضفافها، لاستغلال إنتاج وجمع محصول زراعي غالبا ما يكون في شكل حبوب القمح والشعير والتي يتم تخزينها لفترات القحط والمصغبة، وهنا يطلعنا الباحث الاسباني "خوليو كارو باروخا" عن جانب من التقنيات الفلاحية التقليدية التي كان سكان الصحراء يوظفونها أثناء مباشرتهم لأشغال حرث حقولهم الزراعية، ف"كل الأشغال الفلاحية يتم بدؤها بالبسملة المتعارف عليها: "بسم الله". وأول هذه الأشغال إثر الوصول الى الكرارة هو عملية قطع النباتات وحرقها ("لحريك") ويحصل هذا عادة إذا ما مضى زمن طويل على حرث الكرارة.. بعد ذلك تأتي عملية الحرث، بعد زرع البذور، ينبغي الحرث في الاتجاه الآخر، وذلك قصد ضمان أن بدور الشعير قد دفنت في الأرض تماما"0، لتنتهي العملية بجني المحصول الذي غالبا ما يكون في شهر أبريل، بحسب طقس كل سنة ومدى تأثيره على نمو النباتات ونضجها، حيث تتم هذه العملية بواسطة "منجل مسنن"0، وهي من أصعب المراحل في عملية زراعة الحقول، وبعد عملية الحصاد تأتي عملية "الدرس" ولهذا الغرض يتم توفير فضاء دكت أرضيته، حيث تربط الجمال بعمود يتم تثبيته في محور الأرضية المخصصة لهذا الغرض، ويتم تمديد المحصول من حوله قبل بدء العملية، وبعد أن تدوس الحيوانات المحصول بما يكفي، تتم عملية فرز الحبوب عن "التبن"، معرضين المحصول للرياح مستعملين في رفعه "مدراة"، ليختم العمل بالاحتفاظ بحبوب الشعير علفا لقطعان المواشي، والتي غالبا ما تكون عبارة عن "مطامر" أي مخازن جماعية عبارة عن كهوف ذات مداخل جد ضيقة، وهذا "يعني أن كل مخزن يسمح بحفظ حبوب عائلات كثيرة.. وهكذا فلكل قبيلة أو فرع مخازنه التي تستدعي حراستها أن يستأجر رجل لهذا الغرض عندما يمضي أصحابها في الترحال"0، وتخرج الزكاة عن حبوب الشعير شريطة أن يفوق قدر المحصول مائة عبرة سنويا، أي أن إخراج الزكاة يفرض أن يكون مقدار المنتوج المحصود أكبر من ثلاث "كرارات" تم زرعها.

    ويتضاعف استهلاك الأسر للشعير عشر مرات بسبب الجفاف وانعدام المراعي الخاصة بقطعان الابل والمواشي، ذلك أن "جفاف سنتي 1947 و 1948 والذي قضى على آلاف رؤوس الماشية، أثر كذلك على محصول الشعير الذي انخفض من 21,56 الى 8,86، ومن تم الى 6,95 وأخيرا الى 0,49"0، وترافق موجة الجفاف هذا أمراض كالطاعون الذي نسج حوله سكان المنطقة معتقدات شعبية، حيث قاموا بتصنيفه الى تسعة أنواع، ومعتبرين بذلك الرقم تسعة رقما مشؤوما، معتقدين أن إحدى أنواع هذا الطاعون يأتي من ثلاثة حيوانات تأتي من السماء، وثلاثة تأتي من حيوانات تمشي على الأرض، وثلاثة تأتي بحسبهم من حيوانات تمشي تحت الأرض و"كان من الممكن أن يضاف شكل عاشر من الطاعون وهو الذي يشكله رجال آخرون يتربصون مستعدين للانقضاض على ثمار عمل وممتلكات الغير"0.

    لقد كانت الساكنة تتجه في تحصيل معيشتها اليومية على طول السنة نحو قطاع تربية وتنمية قطعان المواشي، معتمدين على نمط الترحال القائم أساسا تربية الإبل والماعز والأغنام، وعلى الرغم مما شمل نشاط الرعي بالمنطقة من تحولات فرضتها مرحلة الاستقرار ودخول البدو للحواضر والمدن، فان النشاط الرعوي لازال مستمرا وان ضعف بشكل كبير، على الرغم من كونه اليوم أضحى يمثل جزءا من التباهي الاجتماعي خاصة في مجال تربية قطعان الإبل، اعتبارا لكونه ظل يمثل جانبا من التراث الشعبي المحلي بالمنطقة.

    مثلت تربية المواشي جانبا مهما في الدورة الاقتصادية للمجتمع الصحراوي، حيث تم استغلال النشاط الزراعي بالمنطقة بالرغم من اكراهاته نظرا لتواجد مناطق رعي شاسعة، من خلال إقامة زراعات موسمية تعتمد على فيض الوديان والتساقطات التي تدفع بالبدو الى زرع الحقول، ومع توالي سنوات الجفاف تضطر الساكنة للترحال بحثا عن الكلأ والماء، وهو ما جعل بعض الباحثين يطلق على الساكنة توصيف "رجال المزن"، كناية على تتبعهم وسفرهم الدائم بحثا عن الماء وتعلقهم بغيوم السماء المنذرة بتساقط الأمطار، وهو ما يساعد على توفير العشب والكلأ والماء لهم ولقطعانهم.

    المبحث الخامس: مظاهر قطاع الفوسفاط بمجال الدراسة:

    تسببت مجموعة من العوامل وراء مباشرة عمليات التنقيب عن الفوسفاط بمنطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب، لعل أبرزها تداعيات الأزمة الاقتصادية التي ضربت اسبانيا بعد الحرب الأهلية التي عرفتها، وما خلفته كذلك الحرب العالمية الثانية من نتائج كارثية على اقتصاد الدول الرأسمالية، فكانت الحاجة الى المواد الأولية والطاقات الطبيعية أمرا ملحا، خاصة الفوسفات الذي كان ضروريا في قطاع الزراعة اذ لا يمكن الاستغناء عن الأسمدة لضمان مردودية كبيرة، وبذلك تزايد الاحتياج العالمي للفوسفاط، مما حفز اسبانيا الى تكثيف عمليات التنقيب عن الفوسفاط بالصحراء منذ الأربعينيات، كما ساهمت بطالة اليد العاملة الخبيرة في الصناعات الفوسفاطية باسبانيا، وتزايد أثمان الفوسفاط في الأسواق العالمية انطلاقا من مستوى جودته.

    إن معدن الفوسفات هذا الذي "يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للمستعمر الأوروبي، يكاد لا يعني شيئا، أو يعني على الأقل شيئا مختلفا، بالنسبة للرحل والرعاة في الصحراء"0 ذلك أن العشب والكلأ كان يكتسي للبدو بالصحراء أهمية قصوى، بالنظر الى شغفهم الدائم لتحصيله لضمان مصدر عيشهم القائم على تنمية قطعان المواشي والإبل.

    "يشكل الفوسفاط ثروة مهمة في المنطقة الأمر الذي كان يعلمه الجنرال فرنكو، الشيء الذي أكدته زيارته للعيون سنة 1950م، ومن خلال هذه الزيارة إلتقى بعالم الجيولوجيا Manuel Alia Medina، والذي إكتشف معدن الفوسفاط سنة 1947م"0، وهكذا تم اكتشاف ثروة الفوسفاط بالمنطقة حيث وجد بجودة عالية، الأمر الذي أفضى إلى انطلاق "عملية التنمية الاقتصادية بتلك المناطق، وخصوصا بعد اكتشاف الفوسفاط بها حيث تم إعداد شركة فوس بوكراع خلال الستينات من القرن الماضي"0 بعدما تمكن عالم الجيولوجيا الاسباني والأستاذ بجامعة مدريد البروفيسور "مانويل آليا ميدينا" من اكتشاف معدن الفوسفاط بمنطقة الساقية الحمراء سنة 1947م بعد قيامه بمجموعة من الأبحاث الجيولوجية، التي كلف لها من طرف المديرية العامة للمغرب والمستعمرات باسبانيا و"قام بجمع عينات من الطبقات الرسوبية الموجودة شمال لحمادة قصد تحديد تاريخ تكونها، وذلك بمساعدة أخيه عالم الكمياء خوصي José، وأرسل ميدينا في هذا الشأن تقريرا الى رئيس الحكومة الاسبانية يلمح فيه لوجود طبقة فوسفاطية مهمة بالصحراء ".0

    قام "ميدينا" بمجموعة من الأبحاث الجديدة في نفس سنة 1947م حيث أنشأ مختبرا لدراسة العينات التي جمعها من "وادي العبادلة" بالساقية الحمراء جنوب العيون، وكانت النتائج ايجابية جدا، حيث "وجد مانويل مدينا بأنه على امتداد نهر بوكراع وايتكي فان الطبقات الغنية بالمعدن تظهر على سطح الأرض مباشرة، وتحتوي على 60 في المئة من الفلز"0 وهو ما توجه بلقائه في 08 أكتوبر 1947م بالجنرال "فرنكو" الذي أخبره باكتشافه السار.

    وبأوامر مباشرة من الجنرال الاسباني "فرانكو" استمرت عمليات التنقيب عن الفوسفاط بمنطقة الساقية الحمراء، توجت مع نهاية سنة 1951م بالوصول لنتائج مبشرة تفيد الى أن الطبقات الفوسفاطية في "هضبة ازيك" متواجدة بثروة كبيرة وبنفس السمك الذي تم العثور عليه ب"وادي العبادلة"، وهو ما عبر عنه عالم الجيولوجيا والمهندس المشرف على على شركة تنقيبات Adaro بالقول:" يمكن أن نقول أننا حددنا في هضبة ازيك وبالمستويين الثاني والثالث ما يقارب أكثر من 4 مليار طنا من الفوسفاط بنسبة نقاوة تصل الى 40 في المائة و 50 فالمئة وفي المستوى A-2 و B-2 وجدنا في البئرين الفوسفاطيين 13 و14 أنه ليس من الصعب الوصول الى 40 أو 50 مليون طن بنسبة نقاوة تصل الى 55 في المائة".0

    كانت هذه النتائج جد ايجابية مما دفع الجنرال فرانكو لزيارة المنطقة في أكتوبر 1950م، عقد خلالها اجتماعا دام ساعتين جمعه مع وزير الأشغال العمومية ورئيس المعهد الوطني للصناعة والمدير العام للمستعمرات ومدير شركة Adaro كما حضره المهندس "ميدينا"، اطلع من خلاله "فرنكو" والوفد القادم معه على نتائج التنقيب عن الفوسفاط بالمنطقة، وقد كانت نتائج التنقيب بعد ذلك سلبية بعد انتقال "ميدينا" سنة 1952م للقيام بأبحاث جنوب منطقة بوجدور، وبذلك "أوقف المعهد الوطني للصناعة عمليات التنقيب عن الفوسفاط سنة 1956م وامتد ذلك لخمس سنوات لاحقة بسبب معارك جيش التحرير التي عرفتها المنطقة"0.

    إن أهم ما توصلت إليه التنقيبات حول الفوسفاط بمنطقة الساقية الحمراء هو التأكد من وجوده بكميات كبيرة بمنجم بوكراع، الذي يبعد حوالي 100 كلم جنوب شرق مدينة العيون، ويفصله عن البحر حوالي 100 كلم كذلك، ويمتد على مساحة قدرها 38 كلم طولا و7 كلم عرضا، على شاكلة "شريط فوسفاطي يقدر ب 268 كلم ويقدر مخزونه بحوالي 953 مليون متر مكعب من الفوسفاط، أي ما يمثل 1700 مليون طن، وتصل نقاوة هذا المعدن في منجم بوكراع الى 67.7 في المائة"0 . لكن أعلن عن بداية الاستغلال الفعلي لمعدن الفوسفاط بمنجم بوكراع سنة 1962م بعد أن حصلت الشركة الاسبانية "انمينصا Enminsa" على قروض مالية من الأبناك الأمريكية لاقتناء المعدات الموظفة في عملية استغلال الفوسفاط، حيث تم جلب وحدات صناعية لمعالجة الفوسفاط وتجهيز المياء بالعيون بالأدوات الضرورية وخلق حزام ناقل، غير أن هذه التجهيزات سيتم إيقاف تطويرها بداية مع فترة السبعينيات عبر تراجع اسبانيا عن رصد ميزانية الاستثمار في مجال الفوسفاط بالصحراء، ومرد ذلك الى حدوث تطورات سياسية جديدة، وحرص اسبانيا على استغلال ثروة الفوسفاط بأقل التكاليف المالية، وهو ما يفسر استرجاعها لأموالها المستثمرة في الفترة ما بين 05 الى 10 سنوات من مباشرة استغلالها لمنجم بوكراع بالعيون جنوب المغرب.

    أنشأت اسبانيا سنة 1969م شركة "فوس بوكراع" لاستغلال الفوسفاط حيث وصل الانتاج سنة 1975م الى حوالي 10 مليون طن، وقد بلغ عدد العمال بهذه الشركة حوالي 1272 عامل، ولتسهيل استغلاله عملت الادارة الاسبانية على خلق حزام ناقل للفوسفاط الخام ينقله من منطقة بوكراع الى الميناء، حيث يمر ب55 محطة مراقبة في ظرف ساعة واحدة، وتم تشييد ميناء العيون حتى يساعد هو الآخر على نقل الفوسفات من مدينة العيون باتجاه اسبانيا لإعادة معالجته وانتاج مشتقاته وتصدير جزء منه لدول العالم وعلى وجه الخصوص الأسواق الآسيوية، هذا الميناء الذي تكلفت بصيانة تجهيزاته والإشراف عليها شركات اسبانية وأخرى غربية كشركة "كروب" الألمانية لنقله ومعالجته، والقيام بعملية التخلص من التراب العالقة بالفوسفاط عن طريق تذويبها في المياه، وكذا عقد الشركة الاسبانية الوطنية اتفاق شراكة مع شركة ألمانية تدعى "شتراباج" لتجهيز ميناء عائم داخل البحر طوله 2,3 كلم على شكل جزيرة عائمة، ولما كانت أمواج البحر ترتفع لمستوى تسعة أمتار، فقد تم إنزال ركائز الجسر الى عمق 17 مترا في الماء، لتستقر داخل رصيف الحجر الكلسي القاري مشكلة قواعد من الاسمنت المسلح والحجر يصل عمقها 45 مترا وسمك جدرانها 24 سم وقطرها 2,5 متر وتقوم بخدمة هذه الركائز روافع ضخمة تتحرك على مجموعة من القضبان الحديدية وسط الجزيرة العائمة، حيث تقوم بحمل كل رافعة ما مقداره 200 طن متري، وقد قدرت طاقة هذا الميناء من 10 الى 13 مليون طن سنويا، حيث يحمل الفوسفات إليه بواسطة أنبوب ضخم طوله 100 كلم هي المسافة الحاصلة بين منطقة بوكراع والعيون، إذ احتفل في 26 يناير 1970 رسميا بتدشين ميناء العيون الجديد، ليتم في مارس 1973 تصدير ما يقرب من ثلاثة ملايين طن وكانت النفقات قد بلغت 12 مليار بسيطة، و "يبلغ عدد العمال في بوكراع نحو 1120 من بينهم 215 صحراويا"0، حيث عملت الإدارة الاسبانية في شخص وزير الإسكان الاسباني "سنيور مورطيز" في 04 أكتوبر 1970 بزيارة للعيون لتوزيع 600 مسكن على عمال منجم بوكراع، كل هذه النفقات ستعمل هذه الإدارة الاستعمارية على استرجاعها كاملة في ما بعد، وتصل مبيعات الفوسفات بجماعة بوكراع (جنوب شرق مدينة العيون) اليوم الى "2987 مليون طن حيث يصدر معظمه الى الخارج، ويعتبر مورد عيش بالنسبة لفئة مهمة من السكان محليا ووطنيا بتشغيل 1790 مستخدم".0

    في اللحظة التي كانت فيها الشركات الغربية تقوم بالتنقيبات الواسعة في الصحراء الإفريقية، ومع تزايد اكتشافات الغاز الطبيعي والبترول في الجزائر ثم ليبيا ومصر، انطلقت أطماع الإدارة الاسبانية وتقوت آمالها في الوصول الى نفس الكشوفات في صحراء المغرب، خاصة بعد صدور قانون موقع من الجنرال "فرنكو" صدر في الجريدة الرسمية في 29 و31 دجنبر 1958 ينظم مسار استثمار الأموال في البحث، ويسمح للشركات الأجنبية أن تقوم بعمليات التنقيب بعدما لم يكن مسموحا لها من قبل بذلك، حيث يعطي هذا القانون تسهيلات كبيرة للاستثمارات الخارجية سواء أقدمت على تحرياتها ضمن التراب الاسباني أو في الجهات الخاضعة للحكم الاسباني.

    هذا وقد تم إجراء تعديل على هذا التشريع القانوني السالف الذكر بعد استقلال بلد غينيا الاستوائية، والتي كانت تعتبر المنطقة الرابعة في القانون البترولي بعد الدولة الاسبانية، والمنطقة الجزرية (البليار، كناريا، الجزر الجعفرية، سبتة، مليلية) ومنطقة افريقيا الغربية (الساقية الحمراء ووادي الذهب)، حيث قدم هذا التشريع أجل ست سنوات بالنسبة للمنطقة الثانية والثالثة لتقديم عروض الشركات والمستثمرين الذين تقدم لهم عروض بلغت تخفيضاتها الى 25 في المائة.

    وبخصوص منطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب فإن هذا التشريع سمح للادارة الاستعمارية الاسبانية بمباشرة التنقيب على طول النجد القاري المحاذي للساحل، حيث تلتزم الشركات الأجنبية الحاصلة على رخص الحق في البحث والاستخراج بتحويل العملات الأجنبية الى العملة الاسبانية "البسيطة" حسب السعر الرسمي للبنك المركزي، اذ "تأخد الدولة الاسبانية 12,5 من صافي الأرباح في حالة الاستخراج. كما أنها تحدد بشكل تعاقدي الكمية العينية التي تريد الحصول عليها"".0"

    وهكذا انطلقت مباشرة أعمال البحوث والتنقيبات في يناير 1959م شملت مختلف الطبقات الجيولوجية، حيث بلغ عدد الشركات سنة 1960م خمسون شركة أغلبها اسبانية، وبلغت الدراسات الأولية ما يقارب الثمان سنوات، حيث ظهرت كميات محدودة من النفط في المنطقة، حيث وجد البترول في الثالث من غشت 1969 على عمق 3.446 مترا، لتعلن الشركة الأمريكية "كونتينونتال" عن توقف البحث وإغلاق البئر البحرية الذي اعتبرته غير ذي قيمة تجارية، وتوقف الحفر في المنطقتين البحريتين (61 و47 حرف الألف)، وفي 20 أبريل 1971 أعلنت شركة "ايسو ستاندار" عثورها على النفط في منطقتي "فم واد عيفا" و "حاسي عثمان" ليغلق البئران مرة أخرى بمبرر ضئالة الكميات الاحتياطية، والواقع أن كل هذه الشركات السالفة لم تستثمر أموالا معقولة وأجهزة مهمة في أبحاثها، اعتبارا أنها من الشركات المتوسطة وعدم وجود ضمانات معقولة من قبل الإدارة الاسبانية مما جعل الشركات الكبرى تتخوف من المغامرة.

    إن اكتشاف الفوسفات كان من بين أبرز العوامل التي ساهمت في إطالة التواجد الاستعماري بالصحراء، وهو ما يفسر التغير الطارئ الذي طبع السياسة الاسبانية حول المنطقة مباشرة بعد اكتشافه، وهي سياسة موسومة بالجشع والاستغلال للطاقات المعدنية والطبيعية، بدل أن ينعكس ذلك على الحالة الاجتماعية والاقتصادية لأهالي المنطقة، حيث بقيت أحوال العمال الصحراويين في المنشآت الفوسفاطية ضعيفة جدا مقابل أوضاع العمال الاسبان، فالاستحواذ على عائدات مناجم الفوسفاط (منطقة بوكراع) واستغلال الثروات المعدنية والبحرية كان كله موجها لصالح الإدارة الاستعمارية الاسبانية، فلم يعد ذلك "على المنطقة بأية منفعة وهو ما أدى الى حالة النكبة"0، وهي نفس السياسة التي تم بلورتها كذلك في باقي القطاعات الأخرى بالمنطقة، فما هي ملامح ذلك بالقطاع السياحي؟

    المبحث السادس: بعض تجليات السياحة الصحراوية بمجال الدراسة:

    تعد السياحة الصحراوية نشاطا هاما في الاقتصاد المحلي بالمنطقة، حيث شكلت الشواطئ الممتدة على طول المحيط الأطلنتي وما تتوفر عليه من ثروات ضخمة، أضف الى ذلك الجوانب الطبيعية بدواخل المنطقة التي توفر السياحة الايكولوجية والرياضية، كما أتاحت المآثر التاريخية والنقوش الصخرية والثقافة المادية واللامادية التعريف بالمنطقة وتحريك دورة العجلة الاقتصادية بالمنطقة، حيث نميز في هذا الصدد بنوعين من النقوش الكتابية بالمنطقة:

    الكتابة اللوبية (الأمازيغية) والتيفيناغ، فأما "الأولى فيمكن ردها الى زمن تاريخي قديم يرقى حتى العهد القرطاجي، أما الثانية فهي ترجع لزمن حديث وهي مهمة جدا لأنها تكمل الكتابات التي اكتشفها الأستاذ الفرنسي تيودور موند (T. Monod) في أواسط الصحراء"0، وهي معلومات تاريخية مهمة عن المنطقة قبل المجيء الإسلامي، ف"الصناعة والحضارة البربرية بصفة عامة انزوت في هذه البقعة خلال العصر الروماني، فكانت الأسلحة والدرق والخناجر وحلي النساء تصنع في أماكن متفرقة اعتبارا من نهر درعة "0.

    وجدير بالذكر أنه بعد جلاء الاستعمار الاسباني من منطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب وبسط إدارة المياه الإقليمية للمملكة المغربية، فرضت إجراءات قانونية جديدة جعلت هذه الشركات الغربية محط المراقبة والمتابعة القانونية، كما عملت الدولة على تطوير البنيات التحتية لموانئ المنطقة لخلق دينامية سياحية واقتصادية واعدة، من شأنها جلب مشاريع استثمارية مهمة (فنادق، مقاهي ومطاعم..) وتشجيع خلق المقاولات والشركات وذلك جهدا من أجل توفير فرص شغل قارة للسكان، إلا أن قطاع السياحة بقي شبه غائب وضعيف بالمنطقة على الرغم من حجم مجهودات الدولة في هذا القطاع، نتيجة لتفشي ظاهرة التهرب الضريبي الذي جعل المنطقة مجرد وجهة لتأسيس شركات ومقاولات اقتصادية على الورق، بينما مؤسساتها الإدارية خارج المدار الحضري للمنطقة، أضف الى ذلك وجود ضعف حاد للفنادق المصنفة بالمنطقة مقارنة بحجم النمو الديموغرافي الكبير وكذا غياب شبكات طرقية هامة من شأنها أن تربط المدن الصحراوية الكبرى مع المواقع ذات القيمة السياحية والأثرية.

    الخاتمة:

    لا تزال مختلف المناشط الاقتصادية بمنطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب تعاني من الكثير من الإكراهات التي جعلتها لا تصل لمصاف المساهمة الحقيقية في الدفع بعجلة التنمية المحلية والوطنية بالمغرب، مما يفرض على الدولة مستقبلا إيلاء المزيد من الاهتمام والتأهيل لهذه القطاعات حتى يتسنى تطويرها وفق المعايير الدولية، والتي من شأنها مستقبلا أن تجلب الاستثمارات والموارد المالية الخارجية.

    قائمة المصادر والمراجع:

    • ابن منظور، د. ت. لسان العرب، م 11، دار لسان العرب، بيروت.

    • خوليو كارو بروخا، دراسات صحراوية، ترجمة أحمد صابر، تقديم: رحال بوبريك، مركز الدراسات الصحراوية، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط. طبعة سنة 2015.

    • سيد أحمد الشرادي، الملامح العامة لمجتمع البيضان: دراسة مونوغرافية لقبيلة أولاد ادليم، أطروحة دكتوراه غير منشورة، جامعة الحسن الثاني، الدار البيضاء، 2007-2008.

    • شارلوت سيمور، موسوعة علم الانسان، المفاهيم والمصطلحات الانثروبولوجية، ترجمة مجموعة من الباحثين، تحت اشراف محمد الجوهري، المجلس القومي للترجمة، 2008.

    • فريديريك انجلز، أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة، بمناسبة أبحاث لويس هنري مورغان، ترجمة: الياس شاهين، موسكو، دار التقدم، د ت.

    • عبد الرحمن ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، ج. 2، تحقيق: علي عبد الواحد وافي، دار نهضة، القاهرة، ط 3. 1900.

    • دافيد بوالا، امروك الحرف، تحقيق وتعليق: سيدي أحمد ولد الأمير، تقديم: عبد الودود ولد الشيخ، مركز الدراسات الصحراوية، الرباط، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، ط.1، 2016.

    • محمد دحمان، الترحال والاستقرار بمنطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب، الرباط، مطبعة كوثر، ط 1، 2006.

    • محمد دحمان، الساقية الحمراء ووادي الذهب في الكتابات الاسبانية (1933-1885)، الرباط، طوب بريس للطباعة والنشر والتوزيع، ط 1، 2014.

    • محمد دحمان، دينامية القبيلة في المغارب بين الترحال والاقامة، دراسة سوسيو-أنثروبولوجية حول أولاد بالسباع، الرباط، طوب بريس، ط 1، 2012.

    • محمد المامي بن البخاري الباركي، كتاب البادية ونصوص أخرى، 1202-1282 هـ، مركز الدراسات الصحراوية، ط. 2، الرباط، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، 2014.

    • محمد الغربي، الساقية الحمراء ووادي الذهب، الدار البيضاء، مطابع دار الكتاب، الجزء الأول، 01 يناير 1965.

    • محمد سبى، اسبانيا والصحراء: 1934-1975 دراسة تاريخية واجتماعية، مركز الدراسات الصحراوية، الرباط، دار أبي رقراق للطباعة والنشر ط.1، 2015.

    • محمد عبده محجوب، مقدمة لدراسة المجتمعات البدوية: منهج وتطبيق، الكويت، وكالة المطبوعات، ط. 2، 1974.

    • larousse Illustré. Librairie Larousse, Paris. 2014.

    • Oxford Dictionary. Oxford university press. Oxford. 2014.

    • James Birx. H. Encyclopedia of Anthropology. United state. 96 F. 3d 120 (5 th Cir. 1996). Williams. R. 2004.

    • Bonte. P. « Ecological and Economic Factors in the Determination of pastoral specialisation ». In Change and developpement in nomadic and Pastoral Societies. Directed by Galaty. J-G. and Salzman. Ph-c. 1981.

    • Assidon Elsa. Sahara occidental. Un enjeu pour le nord ouest africain (cahiers libres). Francois Maspero. Paris. 1978.

    • Gaudio Attilio, le dossier du Sahara Occidental. Nouvelles éditions latines. Paris. 1978.

    0: محمد الغربي، الساقية الحمراء ووادي الذهب، الدار البيضاء، مطابع دار الكتاب، الجزء الأول، 01 يناير 1965، ص71.

    0: محمد سبى، اسبانيا والصحراء: 1934-1975 دراسة تاريخية واجتماعية، مركز الدراسات الصحراوية، الرباط، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، ط 1، 2015، ص166.

    0: ابن منظور، لسان العرب، م 11، بيروت، دار لسان العرب، د. ت، ص67.

    0: نفس المرجع السابق. ج. 06، ص180.

    0: larousse Illustré. Librairie Larousse, Paris. 2014. P. 841.

    0: Oxford Dictionary. Oxford university press. Oxford. 2014. P. 1074.

    0: Ibid. 999.

    0: James Birx. H. Encyclopedia of Anthropology. United state. 96 F. 3d 120 (5 th Cir. 1996). Williams. R. 2004. P. 1745.

    0: عبد الرحمن ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، ج. 2، تحقيق: علي عبد الواحد وافي، دت، ط 3، القاهرة، دار نهضة مصر، 1900م، ص473.

    0: شارلوت سيمور، موسوعة علم الانسان، المفاهيم والمصطلحات الانثروبولوجية، ترجمة مجموعة من الباحثين، المجلس القومي للترجمة، 2008، ص265.

    0: محمد عبده محجوب، مقدمة لدراسة المجتمعات البدوية: منهج وتطبيق، الكويت، وكالة المطبوعات، ط 2، 1974، ص140.

    0: Bonte. P. «Ecological and Economic Factors in the Determination of pastoral specialisation». In Change and developpement in nomadic and Pastoral Societies. Directed by Galaty. J-G. and Salzman. Ph-c. 1981. P. 46.

    0: فريديريك انجلز، أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة، بمناسبة أبحاث لويس هنري مورغان، ترجمة: الياس شاهين، موسكو، دار التقدم، د ت، ص127-128.

    0: محمد دحمان، الترحال والاستقرار بمنطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب، الرباط، مطبعة كوثر، ط 1 ، 2006، ص32.

    0: خوليو كارو بروخا، دراسات صحراوية، ترجمة أحمد صابر، تقديم: رحال بوبريك، مركز الدراسات الصحراوية، طبعة سنة 2015، الرباط، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، ص151.

    0: خوليو كارو بروخا، دراسات صحراوية، ترجمة أحمد صابر، تقديم: رحال بوبريك، مركز الدراسات الصحراوية، طبعة سنة 2015، الرباط، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، ص131-132.

    0: دافيد بوالا، امروك الحرف، تحقيق وتعليق: سيدي أحمد ولد الأمير، تقديم: عبد الودود ولد الشيخ، مركز الدراسات الصحراوية، الرباط، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، ط1، 2016، ص70.

    0: صيدح: الناقة الصالحة للركوب، وسابك: أي سريعة، وناك عشر أي ناقة عشراء أي مضى لحملها عشرة أشهر، وناك شايل أي ناقة في أول النتاج، وناك لكح تقال للناقة التي مر على ولادتها 15 أو 20 يوما.

    0: هذه أسنان صغيرة الإبل.

    0: هذه أسنان صغيرة الإبل.

    0: خوليو كارو بروخا، دراسات صحراوية، ترجمة أحمد صابر، تقديم: رحال بوبريك، مركز الدراسات الصحراوية، طبعة سنة 2015، الرباط، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، ص143.

    0: مرجع سابق، ص144.

    0: سيد أحمد الشرادي، الملامح العامة لمجتمع البيضان: دراسة مونوغرافية لقبيلة أولاد ادليم، جامعة الحسن الثاني، كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، الدار البيضاء، تحت اشراف: د. مصطفى جفال، 2007-2008، ص332.

    0: Assidon Elsa. Sahara occidental. Un enjeu pour le nord ouest africain (cahiers libres). Francois Maspero. Paris. 1978. P. 35.

    0: محمد دحمان، الساقية الحمراء ووادي الذهب في الكتابات الاسبانية (1933-1885)، الرباط، طوب بريس للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، 2014، ص132-133.

    0: محمد سبى، اسبانيا والصحراء، مرجع سابق، ص174.

    0: محمد الغربي، الساقية الحمراء ووادي الذهب، الترحال والاستقرار بمنطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب، الطبعة الأولى، الرباط، مطبعة كوثر برانت، 2006، ص91.

    0: محمد دحمان، دينامية القبيلة في المغارب بين الترحال والاقامة، دراسة سوسيو-أنثروبولوجية حول أولاد بالسباع، الطبعة الأولى، الرباط، طوب بريس- 2012، ص120.

    0: نفس المرجع السابق، ص121.

    0: مرجع سابق، ص122.

    0: Gaudio Attilio, le dossier du Sahara Occidental. Nouvelles éditions latines. Paris. 1978. P. 31-32.

    0: الشيخ محمد المامي بن البخاري الباركي، كتاب البادية ونصوص أخرى، 1202-1282 هـ، مركز الدراسات الصحراوية، ط 2، الرباط، دار أبي رقراق للطباعة والنشر - 2014. ص85.

    0: محمد الغربي، الساقية الحمراء ووادي الذهب، الدار البيضاء، مطابع دار الكتاب، الجزء الأول، 01 يناير 1965، ص6.

    0: خوليو كارو بروخا، دراسات صحراوية، مرجع سابق، ص153.

    0: المصدر السابق، ص167.

    0: الكروح: هو الهواء اللطيف المنعش.

    0: محمد دحمان، الترحال والاستقرار بمنطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب، مطبعة كوثر برانت، ط1، الرباط 2006، ص327.

    0: خوليو كارو بروخا، دراسات صحراوية، مرجع سابق، ص168.

    0: مرجع سابق، ص184.

    0: منجل مسنن: يتكون من مقبض خشبي وقطعة حديدية على شكل هلال غالبا قطرها لا يتجاوز 28 سنتمتر والشفرة الحديدية المسننة تصل الى ثلاثة سم عرضا.

    0: خوليو كارو بروخا، دراسات صحراوية، مرجع سابق، ص194.

    0: المرجع السابق، ص196.

    0: المرجع السابق، ص196.

    0: خوليو كارو بروخا، دراسات صحراوية، مرجع سابق، ص101-102.

    0: Alejandro Murillo. Desarollo de la provincia del sahara africa. Vol XVII. N 277. November 1960. P. 09.

    0: Bonte Pierre. La Saqiya alhamra. Berceau de la culture ouest-saharienne. Histoire et societes du maroc saharien. 2012. p. 305.

    0: محمد سبى، اسبانيا والصحراء، مرجع سابق، ص181-182.

    0: محمد الغربي، الساقية الحمراء ووادي الذهب، مرجع سابق، ص77.

    0: محمد سبى، اسبانيا والصحراء، مرجع سابق، ص184.

    0: المصدر السابق، ص184.

    0: المرجع السابق، ص186.

    0: محمد الغربي، الساقية الحمراء ووادي الذهب، مرجع سابق، ص83.

    0: خليل حماد، المرأة في مجتمع البيظان، مجلة ثقافة الصحراء، عدد 4، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، خريف 2015، ص84.

    0: محمد الغربي، الساقية الحمراء ووادي الذهب، مرجع سابق، ص85.

    0: محمد دحمان، الترحال والاستقرار بمنطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب، الرباط، مطبعة كوثر برانت، 2006، ص190.

    0: محمد الغربي، الساقية الحمراء ووادي الذهب، مرجع سابق، ص105-106.

    0: المرجع السابق، ص106.

    Neama Bouchama || Economic life in the Saguia El-Hamra and Wadi El-Dahab regions || Ibn Khaldoun Journal for Studies and Researches || Volume 2 || Issue 7 || Pages 943 - 968.

    0



Loading...
Issue Details
Article TitleAuthorsVol InfoYear
Article TitleAuthorsVol InfoYear
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...
About Us

Asian Research Index (ARI) is an online indexing service for providing free access, peer reviewed, high quality literature.

Whatsapp group

asianindexing@gmail.com

Follow us

Copyright @2023 | Asian Research Index