2
7
2022
1682060055167_2316
https://drive.google.com/file/d/1wCrZqQR8j2iq_AkrnYf1dWBhVR0dRhby/view?usp=sharing
حوار التوحيد حوار الاستدراج الوصول لعقيدة التوحيد الخطاب العقائدي
Dogmatic Speech Stereotype: Unification Model
أ. محمد لفته ساجت: مدرس مساعد في علوم القرآن والتربية الإسلامية، العراق
Muhammad Lafta Sajat: Assistant Lecturer in Quranic and Islamic Studies, Iraq
Abstract:
Monotheism is an authority over hearts and souls, and there is hardly anything else comparable to it in its power and influence that makes the human soul a watchdog over the behavior of its owner. All beliefs, and we find the dialogues of all the prophets calling for monotheism were characterized by clarity and the appropriate style for the minds of the invitees, and by realistic evidence, and their weapon in that is the word that expresses the idea taken from their reality, coupled with the awakening of the minds and the conscience expressed by the prophets. By which the individual is saved from everything that leads him to internal conflict and external conflict with others, and saves him from confusion and anxiety, and to move them from a reality that did not achieve their humanity to a reality that raises them to the level of humanity.
Keywords: monotheism dialogue, enticement dialogue, access to the doctrine of monotheism, doctrinal discourse
المقدمة:
ان اساس التربية المجتمعية بل والفردية تتضح في دعوة الانبياء - عليهم السلام - في أمرين هما تبشير وترغيب من جانب وانذار من جانب آخر، فلو خُلّي مقام التربية عن أحد الأمرين لما حصل المقصود، فالتركيز على التبشير والترغيب ربّما يورث الغرور في المربي، كما أنّ التركيز على الإنذار والتخويف قد يورث اليأس والقنوط، فلو كان منهج تربية المجتمع مزدوجاً بالتشويق والترغيب لبانت اثاره في المجتمع، ولذلك نرى أنّ الله سبحانه وتعالى يصف عامة الانبياء بكونهم مبشرين ومنذرين فيقول: ﴿فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ﴾[البقرة: 213] (0) ومن العوامل الأساسية للإخفاق والهزيمة في خطة تربوية أمران، هما: حسن الظن المبالغ فيه بالذات، وثانيهما: اليأس والكسل من جهة، والشعور بالحمق والبلادة والانكسار، اللذان هما نتيجةٌ مشتركةٌ لهما، وكذلك التخلي عن الواجب والتفريط بالفرص والمواهب(0) فإن الرسالة الإلهية رسالة واقعية تنطلق في أهدافها وأساليبها من نظرتها إلى الإنسان وما في نفسه من أحاسيس ومشاعر، وما ينتابه من خوف أو رجاء، ومن هنا اعتمدت أسلوب التبشير والتحذير في دعوته إلى الحق والخير وتجنب الباطل والشر، لأن التبشير وحده يفتح للنفس رغباتها ومشتهياتها ويدفعها إلى التجرؤ والانسياق وراء المحرمات، والتحذير وحده يُغلق على النفس مطالبها الأساسية، ويبعثها على القنوط والشعور بالحرمان، وفي إطار هذين الأسلوبين، يأتي حديثهم -عليهم السلام - فتارة يأمرونهم بالاستغفار ومن هذا ما جاء في قوله تعالى: ﴿وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ﴾ [هود: 90] وأخرى يحذرنهم من عذاب الله -سبحانه وتعالى- في الآخرة ومن ذلك ما جاء على لسان النبي شعيب بقوله: ﴿إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ﴾ [هود: 84](0).
ولذا من الضروري للرساليين أن يخططوا في الدعوة، من أجل تغيير المفهوم المنحرف، لتغير القاعدة الفكرية التي ينطلقون منها في ما يفكرون وفي ما يتحركون، ولا بد في هذا المجال من دراسة أفضل الأساليب الفنية للخصائص الفكرية والروحية من أجل تحقيق الاتصال الهادئ الذي ينفذ إلى القلب بمرونة، بعيدا عن كل عوامل الإثارة القاسية التي تشبه الصدمة القوية المضادة، لأن الأسلوب هو العنصر الحيوي في تحريك الفكر والشعور، نحو الارتباط بالقناعات الرسالية، واختيار الأسلوب اللين في الكلمة والجو، والابتعاد عن طبيعة الإثارة في ذلك ﴿فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً﴾ [طه: 44] لا خشونة فيه ولا عنف، ولا إثارة، فعندما يقوده الأسلوب الحكيم إلى التفكير، وفي الوقت نفسه عند ما تثير فيه الذكرى بالخوف أمام قضية المصير في ما ينتظره من عذاب اللّه (0)، والقول اللين " لا يكون بالملق أو الإدهان، فإن هذه أمور تتجافى مع الحق إلا بالقول الحق، وما كانت رسالاتهم -عليهم السلام- إلا الحق وطلب الحق، ولا يطلب الحق إلا بالقول الحق، وإنما لين القول يكون باللين والرفق، حتى لا يصدم في أمره بالجفوة، وبيان أن الحق يزكى نفسه " (0)، وإن الخطاب القرآني يشكل مدخلاً مناسباً مرن ومتحرك فرسالته شاملة تتجه في أكثر من اتجاه، ترتكز مرة على العقل، وأخرى على العاطفة، وعلى الحس ثالثة ليفتح للإنسان المجال في فكره وقلبه ووجدانه ليناقش ويفكر ويشعر في كل باب يريد أن يلجه، وفي أي هدف يُريد الوصول إليه، بكل محبة وموضوعية (0).
وهذه هي مسيرتهم -عليهم السلام- بالدعوة إلى اللّه، على مستوى الجهاد الفكري، أو على صعيد الجهاد العملي الحركي وذلك بأن ينفتح على اللّه في عمق فكره وشعوره، ليبقى مرتبطا بالهدف الذي يتحرك نحوه، وربما يوحي التحدث عن الغاية بكلمة لحصول التذكّر والخشية، انطلاقا من دراسة طبيعة تأثير الأسلوب في النتيجة، بعيدا عن الجانب الذاتي الخاص في الشخص المدعو، فإن الأساليب الرقيقة الهادئة التي تتعامل مع الأشخاص من موقع الدراسة الواعية لكل العوامل المؤثرة في أفكارهم ومشاعرهم، لا بد أن تؤدي إلى النتائج المرجوة (0). وأحياناً يعد كلٌ من التبشير والإنذار وسيلة من أهم الوسائل التي وظفها الأنبياء - عليهم السلام - في مسيرة العمل الدعوي والتربوي، في حين أنّ البعض قد يرجح لذائذ الدنيا الزائلة، على حقارتها قياساً بلذائذ الآخرة، ويرجحها على نعيم الجنة وخلودها بكل ما ورد في حقها من التمجيد (0)، فإنّ إصلاح المجتمعات الإنسانية لا يتيسر بغير الا بدعوة التوحيد، لأنّ وحدة المجتمع والتعاون والإيثار كلها أمور تسترفد من منبع واحد وهو توحيد المعبود، وأمّا الشرك فهو أساس كل فرقة وتعارض وتضاد وفرقة وتشظي وحدة المجتمع ومن هنا ففي التوحيد خلاص الإنسان من كل ما يؤدي به إلى الصراع مع نفسه ومع غيره.
سنتطرق في هذا المطلب لبعض خطاب الانبياء -عليهم السلام - ومناهجهم في الدعوة الى الله مع اقوامهم ونركز على حوارات سيدنا ابراهيم -عليه السلام - الذي تميز بالحكمة والصبر والثبات والاستدلال العقلي في قبال التحدي والتمرد من قبل قومه.
المطلب الاول: مفهوم التوحيد لغة واصطلاحاً:
اولاً: التوحيد لغة:
التوحيد في البعد اللغوي يعني: " وَحَدَ الشَّيْءُ فهو يَحِدُ حِدَةً، وكل شيء على حدةٍ بائنٌ من آخر، وقد وَحُدَ يَوْحُدُ وحَادَةً وَوَحْدَةً ووَحَداً، والتوحيد: الإيمان بالله وحدَهُ لا شريك له، والله الواحدُ الأحَدُ ذو التَّوَحُّدِ والوَحْدانيّةِ "(0).
وقد قال ابن فارس: "(وحد) الواو والحاء والدال: اصلٌ واحدٌ يدلُ على الانفراد من ذلك: الوحدة هو واحد قبيلته: اذ لم يمكن فيه مثلة " (0)
واشار ابن منظور بقوله "وَحَدٌ ووَحِيدٌ ومُتَوَحِّد أَي مُنْفَرِدٌ، والوحِيدُ بني على الوَحْدة والانفراد"(0)
في حين يرى الفيومي "وَحَدَ يَحِدُ حِدَةً مِنْ بَابِ وَعَدَ انْفَرَدَ بِنَفْسِهِ فَهُوَ وَحَدٌ بِفَتْحَتَيْنِ وَكَسْرُ الْحَاءِ، ووَحُدَ بِالضَّمِّ، وَحَادَةً، ووَحْدَةً فَهُوَ وَحِيدٌ كَذلِكَ وَكُلُّ شَىْءٍ عَلَى حِدَةٍ؛ أَي مُتَمَيِّزٌ عَنْ غَيْرِه وَيَكُونُ أَحَدٌ وصف يوصْفُ به الْبَارِي لِاخْتِصَاصِهِ بِالْأَحَدِيَّةِ فَلَا يَشْرَكُهُ فِيهَا غَيْرُهُ وَلِهذَا لَا يُنْعَتُ بِهِ غَيْرُ اللهِ تَعَالَى فَلَا يُقَالُ رَجُلٌ أَحَدٌ"(0).
وقد جاء في كتاب التعريفات بأنه " الحُكم بأن الشيء واحدٌ والعلم بأنه واحد "(0).
ثانياً: التوحيد اصطلاحاً:
يتضح ممّا تقدم أن التوحيد: هو تجريد الذات الربانية عن كل ما يتصور ، ويُتخيل في ، والتوحيد ثلاثة اشياء: معرفة الله تعالى بربوبيته وجلاله وعظمته، والتصديق بالوَحدانية، ونفي النظائر عنه جُملة وتفصيلا (0).
ولوح الباقلاني على أن التوحيد: " هو الاقرار بانه ثابت موجود، واله واحد فرد معبود ليس كمثله شيء؛ على ما قرر به قوله تعالى﴿ وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾" [البقرة: 163] (0).
وقد ذكر في كتاب الاحتجاج قول الأمام الصادق -عليه السلام - عن معنى (الله الواحد) فقال -عليه السلام - " واحد في ذاته، فلا واحد كواحد، لأن ما سواه من الواحد متجزي وهو تبارك وتعالى واحد لا يتجزى، ولا يقع عليه العد" (0) فان التوحيد يعني: " التسليم الكامل والمطلق لكل التعاليم التي جاءت في كتاب الله ، واعتبارها منهجاً للمسيرة والحركة في الحياة " (0) فمن خلال التعريفات التي ذكرت فيتضح بأن التوحيد هو الاعتراف بالله - عز وجل - دون غيره...
المطلب الثاني: نماذج تطبيقية
اولاً: حوار التوحيد
كما جاء في قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ * قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ * وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ * قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 51-67]
لقد كانت رسالة النبي -عليه السلام - في الدعوة الى توحيد الله وإغاثتهم من تلك من العبودية للهوى، والعبودية لأصنام لا تضر ولا تنفع، فقد خاطبهم بتلك الحجج الواضحات الكفيلة بتحريرهم من تلك العبودية وجاء الخطاب القرآني لعمّه الّذي بمنزلة أبيه في تربيته بعد موت أبيه ﴿ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ﴾، ثم استطرد من ذلك إلى تفسير الرشد وهو الدعاء إلى توحيد اللّه ورفض ما عبد من دونه، فبدأ أولا بذكر أبيه لأنه الأهم عنده في النصيحة وإنقاذه من الضلال ثم عطف عليه قَوْمِهِ كقوله ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: 214] ودلالة قوله ﴿ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ﴾ تحقير لها وتصغير لشأنها وتجاهل بها مع علمه بها وبتعظيمهم لها، وفي خطابه لهم بقوله ﴿أَنْتُمْ﴾ استهانة بهم وتوقيف على سوء صنيعهم (0) ففيه تحقير لشأن آلهتهم المصوّرة بصور أجسام ذوات أرواح، وتوبيخ لإجلالهم لها، فإنّ التمثال صورة لا روح فيها، فلا يضرّ ولا ينفع. (0) والاستفهام في قوله تعالى ﴿ما هذِهِ التَّماثِيلُ ﴾ يتسلط على الوصف في قوله تعالى: ﴿الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ﴾ وصيغ بأسلوب توجه الاستفهام إلى ذات التماثيل لإبهام السؤال عن كنه التماثيل في بادىء الكلام إيماء إلى عدم الملاءمة بين حقيقتها المعبر عنها بالتماثيل وبين وصفها بالمعبودية المعبر عنه بعكوفهم عليها، وهذا من تجاهل العارف استعمله تمهيدا لتخطئتهم بعد أن يسمع جوابهم فهم يظنونه سائلا مستعلما ولذلك أجابوا سؤاله بقولهم﴿ وَجَدْنا آباءَنا لَها عابِدِينَ﴾؛ فإن شأن السؤال بكلمة (ما) أنّه لطلب شرح ماهية المسئول عنه. (0) ويدل جواب قومه على التحجر العقلي والنفسي داخل قوالب التقليد الميتة، في مقابل حرية الإيمان، وانطلاقه للنظر والتدبر، وتقويم الأشياء والأوضاع بقيمها الحقيقية لا التقليدية، فالإيمان باللّه طلاقة وتحرر من القداسات الوهمية التقليدية، والوراثات المتحجرة التي لا تقوم على دليل (0) ، وهذا الجواب هو العصا التي يتوكأ عليها كل عاجز، والحبل الذي يتشبث به كل غريق، وهو التمسك بمجرّد تقليد الاعمى دون علم وبصيرة (0).
وفي الوقت نفسه هذا من تجاهل العارف استعمله تمهيدا لتخطئتهم بعد أن يسمع جوابهم فهم يظنونه سائلا مستعلما كلمة (ما) فإن شأن السؤال وأنّه لطلب شرح ماهية المسئول عنه، ومن الملحوظ أن أغلب خطابات الرسل والصالحين لأقوامهم، يقومون بتبليغهم أوامر الله وتعاليمه، بخطاب العقل بمنطق قوي وحجة ظاهرة ودليل قاطع، وتارة بالقول اللين الذي يبتعد عن الاستعلاء والإكراه ممتزجاً بحرص المتكلم على مصلحة المخاطب وهدايته (0) وهنا ما نلحظه في خطاب النبي -عليه السلام- خاطب وجدانهم محباً لهم وحرصاً منه عليهم ثم انتقل الى خطاب العقل.
إن دعوة التوحيد التي أطلقها النبي -عليه السلام - فهي منطلق للنهوض بهم من واقعهم المظلم مستنداً إلى الإشارات العقلية والحسية المقترن بأنواع التأكيدات، والحاكي عن الحزم التامّ سبّب أن يرجع عبدة الأصنام إلى أنفسهم قليلا، ويتوجّهوا إلى التحقّق من قول إبراهيم، فأتوا إلى إبراهيم ﴿قالُوا أَ جِئْتَنا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ﴾ لأنّهم قد اعتادوا على عبادة الأصنام، وكانوا يظنّون أنّ ذلك حقيقة حتميّة، ولم يكونوا يصدّقون أنّ أحدا يخالفها بصورة جديّة، و لذلك سألوا إبراهيم هذا السؤال تعجّبا، إلّا أنّ إبراهيم أجابهم بصراحة (0) فقال لهم: ﴿ قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ﴾ [الانبياء: 56] فقد حكم بأن ربهم هو رب السماوات وأن هذا الرب هو الذي فطر السماوات والأرض وهو الله سبحانه، وفي ذلك مقابلة تامة لمذهبهم في الربوبية والألوهية فإنهم يرون أن لهم إلها أو آلهة غير ما للسماوات والأرض من الإله أو الآلهة، وهم جميعا غير الله سبحانه ولا يرونه تعالى إلها لهم ولا لشيء من السماوات والأرض بل يعتقدون أنه إله الآلهة ورب الأرباب وفاطر الكل رد لمذهبهم في الألوهية بجميع جهاته وإثبات أن لا إله إلا الله وهو التوحيد (0).
فإنّ خطاب النبي إبراهيم -عليه السلام - قد بيّن بهذه الكلمات القاطعة أنّ الذي يستحقّ العبادة هو خالقهم وخالق الأرض وكلّ الموجودات، أمّا قطع الحجر والخشب المصنوعة فهي لا شيء، وليس لها حقّ العبادة، وخاصة وقد أكّد بقوله ﴿وَأَنَا عَلى ذلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾ فأنا لست الشاهد الوحيد على هذه الحقيقة، بل كلّ ذي عقل (0).
فانطلق النبي ابراهيم -عليه السلام - من منطق قوي واستطاع من خلال عباراته وجمله القصيرة المحكمة ان يبطل اقوال المضلّين، ولم يثنه بأسهم عن مواصلة الطريق، بل كان يواجه الأمور بالصبر والحلم المعبّرين عن روحه الكبيرة، كما جاء في محاجته مع نمرود ومع عمّه آزر و مع القضاة أثناء محاكمته حيث قالوا له: ﴿أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ﴾ [الانبياء: 62]، وياتيهم بحجة تحير عقولهم العوجاء التي لاتبصر نور الحق بكل ثقة حسب مقتضى المقام المناسب فقال لهم ﴿قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ﴾ [الانبياء: 63] لقد استطاع من خلال هذه الجملة ان يفحمهم ويسدّ عليهم طريق الردّ عليه (0).
وفي نفس الوقت مع علمهم أن الأصنام جمادات لا شعور لها ولا تنطق فتمت عند ذلك عليهم الحجة الواضحة والدليل القاطع، فقضى كل منهم على نفسه أنه هو الظالم دون إبراهيم -عليه السلام - فقوله: ﴿فَرَجَعُوا إِلى أَنْفُسِهِمْ﴾ استعارة بالكناية عن تنبههم وتفكرهم في أنفسهم، وقوله: ﴿فَقالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ﴾ أي قال كل لنفسه مخاطبا لها: إنك أنت الظالم حيث تعبد جمادا لا ينطق (0).
وهنا يتضح قوّة الاحتجاج عند نبي اللّه إبراهيم -عليه السلام - بعد أن حطم أصنامهم جميعها إلّا كبيرها ممّا تركهم في الوهلة الأولى يغوصون في تفكير عميق، ممّا حدا بهم لأنّ يلوموا أنفسهم وكادوا أن يهتدوا إلى الحقّ لو لا وجود تلك الرواسب من العوامل السلبية في نفوسهم (التعصب، الكبر، العناد) التي أمالت كفة انحرافهم على قبول دعوة الحق، فــعادوا من جديد إلــى ما كــانوا عليه (0).
وقد نرى ان الخطاب القرآني قد استعمل كلمة (ثم) فقال ﴿ ثُمَ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ﴾ [الانبياء: 65] لان كل مفردة في النص القرآني لها مسوغ لغرضٍ معينَ يقتضيه المعنى، وهذه المفردة بطبيعة الحال تؤدي هدفاً معيناً لغرض مقصود، فدلالتها تعني انقلبوا إلى المجادلة بعد ما استقاموا بالمراجعة؛ شبّه عودهم إلى الباطل بصيرورة أسفل الشّيء مستعليا على أعلاه (0)، وأن الإيمان بالرسالة الإلهية لا يمثّل فكرا تجريديا، كما هو الإيمان بالحقائق، كما هو اعتقادهم بجماد لا يضر ولا ينفع، بل هو فكر للحياة وللعمل، لا ينفصل فيه جانب التصور عن الممارسة؛ فللإيمان بعده العملي إلى جانب بعده النظري؛ لأن المطلوب هو الإحساس بوجود اللَّه بالمستوى الذي يعيش فيه الإنسان حالة الارتباط به في أجواء الطاعة، ومن هنا نجد النبي -عليه السلام - طرح قضية عبادتهم لأصنامهم بين العبادة الحقيقية التي ينبغي لهم الاقتداء والسير على خطاه في قضية التوحيد، لتؤكد العلاقة الطبيعية بين توحيد العقيدة وتوحيد العبادة، فلا معنى لأن نؤمن باللَّه من دون عبادة، كما لا معنى للعبادة من دون إيمان، ولهذا كان التأكيد على العبادة باعتبار أنها التجسيد الحقيقي للإيمان (0).
وحقا لقد كانت الأولى رجعة إلى النفوس، وكانت الثانية نكسة على الرؤوس اذ قالوا ﴿ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ﴾ كما يقول التعبير القرآني المصور العجيب.. كانت الأولى حركة في النفس للنظر والتدبر؛ أما الثانية فكانت انقلابا على الرأس فلا عقل ولا تفكير، وإلا فإن قولهم هذا الأخير هو الحجة عليهم، وأية حجة للنبي ابراهيم -عليه السلام- أقوى من ردهم هذا واعترافهم على انفسهم وتسفيه لعقولهم فأخذتهم العزة بالإثم، وركبوا مطية الغرور برغم أنهم عرفوا الحقيقة وأدركوا بطلان أفكارهم وزيف معتقداتهم ولكن اصروا على عنادهم رغم الحج الواضحات (0).
وياتي للاستدلال المنطقي من قبل النبي إبراهيم ليوجّه لهم أشدّ هجماته، وهنا وفتح أمام الميدان والمجال ليرمي عقولهم بوابل من التوبيخ واللوم المنطقي الواعي: ﴿قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴾ [الانبياء: 66] فما ذا تنفع هذه الآلهة المزعومة الخياليّة التي لا قدرة لها على الكلام، وليس لها شعور وإدراك، ولا تقدر أن تدافع عن نفسها، ولا تستطيع أن تحمي عبّادها، ولا يصدر عنها أي عمل (0)، ومرة أخرى أكدّ النبي إبراهيم-عليه السلام - على فضيلة العقل في الإنسان، وضرورة اهتمامه بها واستخدامها من أجل مصلحته وتكامل ذاته فقال لهم ﴿ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [الانبياء: 67] فجاء خطابه وتأكيده على العبودية لله وحده دون غيره وهذا ما يجعل من الدعوة إلى عبادة اللَّه دعوة إلى بناء الحياة على أساس إسلام الأمر للَّه في كل شيء، ومع هذه الدلائل والقرائن الواضحات التي جاءهم بها المخاطب، فلم يعودون إلى وجدانهم مع المواجهة العلمية بقوا غارقين في الوثنية والشرك وبالضلال ولكن دعوته التوحيدية لهم وإنقاذهم من الأوثان التي ينصاعون لعبادتها بسب جهلهم المركب وشركهم المستمر (0) ، ومع هذا العناد والجفاء من قبل قومه اصر النبي على هدايتهم بما تقتضي الرّسالة من التّبليغ والنّصح والإخبار بما لا يعلمونه (0).
ثانياً: حوار الاستدراج (للوصول لعقيدة التوحيد)
كما جاء في قوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الانعام: 75- 79]
نستوحي من هذا الخطاب القرآني في حوار النبي -عليه السلام - منهجاً عملياً وعلميا جديداً في مواجهة ردود الفعل مع الآخرين عن طريق الاستدلال في قوله تعالى ﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ﴾ [سورة الانعام: 76] على ما قدمه إليهم من مفاهيم في إثبات قضايا العقيدة الفكرية، فضلا عن استخراج مشاهد متعددة للمعنى الواحد، وهذا بطبيعة الحال يشد ذهن القارئ والسامع إلى معرفة ما تحمله تلك الدلالات الواضحات، وإنه -عليه السلام - بعد الفراغ مما حاج به أباه آزر وقومه في أمر الأصنام يشتغل بأربابها وهي الكوكب والقمر والشمس فيقول لما رأى كوكبا: (هذا رَبِّي) (0) ، ودلالة خطابه ورده عليهم على سبيل الإِنكار والاستخبار لأنّ قومه كانوا يعبدون الكواكب أو على وجه النّظر والاستدلال لأنّه كان طالباً في حداثة سنه (فَلَمَّا أَفَلَ) غاب ﴿ قالَ لا أُحِبُ الْآفِلِينَ﴾ فضلًا عن عبادتهم فانّ الانتقال والاحتجاب والاستتار دليل الحدوث والفقر (0).
وفي الوقت نفسه هذا الكلام منه يحتمل ان يكون على سبيل المماشاة مع القوم بإظهاره الدّخول في دينهم ثمّ الاستدلال بالأفول والزّوال على عدم تربيته بالاستقلال ليكون أقرب الى الدّعوة والإنصاف وابعد عن الشّغب والاعتساف، ولا يلزم منه الكذب المحرّم لانّه كان في مقام الإصلاح، أو قصد تربيته بنحو تربية الكواكب للمواليد بإذن اللّه وورّى بحيث يظنّ انّه أراد المعبود، أو قصد الإنكار وانّه لا يصحّ ان يكون ربّا لكنّه ورّى بصورة الاخبار وكان المقدّر في نفسه الاستفهام الانكارىّ، ويحتمل ان يكون على سبيل الاستفهام الانكارىّ للإنكار على قومه لانّهم كانوا ثلاثة أصناف: صنف يعبد الزّهرة، وصنف يعبد القمر، وصنف يعبد الشّمس، فأنكر على الثّلاثة عبادتهم، (0)، والحب هو الفطرة النقية قبل أن يصبح فكرة مستدلة متكاملة، وحين تكون علاقة البشر بربه علاقة الحب، حيث يحبّ البشر ربه بصورة طبيعية ما دام ربه سبحانه قد أغذق عليه نعمة ظاهرة وباطنة فيكون عدم وجود هذا الحب بالنسبة الى الكوكب دليلا على أنه ليس بآلهة حتما! لان الله ينعم على البشر ليلا نهارا (0).
وفي هذه التعبيرات دلالة تعبير من كأنه لم ير كوكبا ولا قمرا ولا شمسا، وأوضح التعبيرات دلالة على هذا المعنى قوله -عليه السلام - في الشمس: ﴿هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ﴾ فإن هذا كلام من لا يعرف ما هي الشمس وما هما القمر والكوكب غير أنه يجد الناس يخضعون لها ويعبدونها ويقربون لها القرابين كما يرويه التاريخ عن أهل بابل (0)، وليس الامر على حسب ما تدعون وما تعبدون، وليس ذلك شأن الرب القائم على كل شىء؛ ولذا أثبت لهم لأول وهلة أن هذا لا يمكن أن يكون ربا وقال مبينا بغض هذه الحال، وأنه لا يعبد ما يكون على هذه الشاكلة (0).
وقد اكّد الحكم بمؤكّدات عديدة ﴿ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ﴾ [سورة الانعام: 78] تذكير الاشارة باعتبار الخبر ولتنزيه الرّبّ عن سمة التّأنيث ﴿ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ﴾ [سورة الانعام: 78] بعد ما قوى الدّاعى وتمّ الحجّة نادى القوم صريحا وأظهر التّبرّى ونفى الرّبوبيّة صريحا واكّد الحكم بانّ واسميّة الجملة ثمّ لم يكتف به وأظهر ربوبيّة اللّه الّذى هو خالق الكلّ بإخلاص الوجه له، ولكن في خطابه مسايرة لهم فى تفكيرهم واعتقادهم، ومن هنا يظهر: وجه عدم أخذه في حجته مسألة احتياج العالم بأسره إلى الصانع الفاطر للسماوات والأرض كما أخذ به في استبصار نفسه في بادي أمره على ما يحكيه الله عنه بقوله: ﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً﴾ [سورة الانعام: 79] فإن القوم على اعترافهم بذلك بفطرتهم إجمالا كانوا أنزل سطحا من أن يعقلوه على ما ينبغي أن يعقل عليه بحيث ينجح احتجاجه و يتضح مراده -عليه السلام - وناهيك في ذلك ما فهموه من قوله: ربي الذي يحيي ويميت (0).
وقد ختم خطابه بقوله: ﴿وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ نفى أن يكون من المشركين، فذكر ضمير المتكلم فى موضع النفى، وقد نفى أن يكون فى عداد المشركين الذين أشركوا النجوم مع الله أو الأصنام التى تسمت بأسمائها، وبذلك انخلع من الشرك وأهله، وصار حجة للمؤمنين على الــكافرين(0).
الخاتمة:
إن الإقرار والأيمان بالله وحده إلهاً ورباً هو من أنبل الغايات الأخلاقية في حياة الإنسان، بل لو تتبعنا آيات القرآن الكريم في حوارات الانبياء والرسل -عليهم السلام - مع اقوامهم للمسنا المواقف التي كانوا يقفونها في سبيل الدعوة إلى الله عبر رسالاتهم، والأساليب التي كانوا يتبعونها في طريق الدعوة لرأيناها تنسجم إلى أبعد حد وتلتقي مع الخط العام للأسلوب الإسلامي في الدعوة؛ فلن نجد العنف والشدة والغلظة، ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة والجدل بالتي هي أحسن.
في نهاية هذا البحث أود أن أسجل اهم النتائج التي توصلت إليها واسال الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد.
-
اتسمت دعوة النبي ابراهيم -عليه السلام - بوسائل عدة منها: الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والإنذار من عذاب الله تعالى، والاحتجاج الذي يعتمد على منطق العقل والأخلاق.
-
ويتضح من خطاب النبي ابراهيم التأكيد التجرد من الهوى النفسي والمصالح الدنيوية، فهو إنسان أرسله الله -سبحانه وتعالى- لا بلاغ رسالاته السماوية، كما أن الانبياء لا يبتغون من وراء عملهم اجراً أو فائدة خاصة أو مقام دنيوي.
-
حرية الارادة والاختيار، ومن موقع حرية الفكر والحوار وعلى هذا المنطلق انطلق من جميع الانبياء في تبليغ رسالات الله.
-
قد قابل التحدي والتمرد من قبل قومه بالصبر والثبات وفي تكرار ذكرهم في القرآن الكريم دلالة تدل على إن نتحمل مسؤوليتنا الرسالية في الحياة، مستلهمين خطواتهم في أسلوبهم ودعوتهم إلى الله، موقنين أننا جزء من هذه المسيرة الرسالية.
-
كل خطابات الانبياء مرتبطة ومنسجمة مع القاعدة الإلهية في الالتزام العقائدي الذي ينظّم الحقوق والواجبات المجتمعية.
قائمة المصادر والمراجع: -
القرآن الكريم
-
الاحتجاج، الطبرسي، ابي منصور احمد بن علي بن ابي طالب، (ت 548ه)، منشورات الشريف الرضي، مطبعة شريعت، ط1.
-
الأصفى فى تفسير القرآن، الكاشاني المولى فتح الله، مؤسسة المعارف الاسلامية، ط1، (1423هـ).
-
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، منشورات مدرسة علي بن أبي طالب_عليه السلام_ قم، ط1,( 1421هـ).
-
الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به، الباقلاني، ابي بكر بن الطيب البصري، (ت403هــ)، تحقيق :محمد زاهد الكوثري، المكتبة الازهرية للتراث، مصر، ط2، 2000م-1421هـ).
-
البحر المحيط في التفسير، محمد بن يوسف ابو حيان الاندلسي(ت745هـ ), تحقيق : صدقي محمد جميل, دار الفكر العلمية, بيروت _لبنان، ط1، (1420هـ).
-
التحرير والتنوير: بن عاشور:ج8/ص147-148.
-
التعريفات، الجرجاني، علي بن محمد السيد الشريف الجرجاني،(ت816 ه)، تحقيق ودراسة محمد صديق المنشاوي، دار الفضيلة للنشر والتوزيع، مصر:ص62.
-
تفسير الصافي، الفيض الكاشاني المولى محمد محسن(ت1091هـ)، تحقيق الشيخ حسين الأعلمي، منشورات مكتبة الصدر، ايران _طهران، الطبعة الثالثة،(1415هـ).
-
تفسير بيان السعادة فى مقامات العبادة، كنابادي السلطان محمد، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، ط2، ( 1408هـ).
-
تفسير من وحي القرآن: السيد محمد حسين فضل الله(ت1431 هـ-2010م)، دار الملاك للطباعة والنشر، بيروت، ط2 ( 1419هـ).
-
الحوار في القرآن قواعده اساليبه معطياته، السيد محمد حسين فضل الله (ت1431هـ-201م)، دار الملاك للطباعة والنشر، بيروت- لبنان، ط6،(1421هـ- 2001م).
-
زبدة التفاسير ، الكاشاني المولى فتح الله ، مؤسسة المعارف الاسلامية ، ط1، ( 1423هـ).
-
زهرة التفاسير: محمد احمد مصطفى أبو زهرة، ( ت1394هـ- 1974م)، دار الفكر العربي، بيروت ط1، (د.ت).
-
طرائق التربية دراسة في آراء السيد الخميني -قدس الله سره - التربوية، بقلم السيد مهدي الموسوي الكاشمري، عربها عن الفارسية السيد حسن النمر، دار الولاء، بيروت.
-
العين، الخليل بن احمد الفراهيدي، (ت 170 هـ) تحقيق الدكتور عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية بيروت لبنان،ط1، 2002م – 1424هـ.
-
فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (1250هـ) تحقيق دكتور عبد الرحمن عميرة، دار بن كثير، دار الكلم الطيب، دمشق، بيروت، ط1،(1414هـ).
-
في ظلال القرآن، سيد قطب (ت1385ه_1966م)، دار الشروق، بيروت، الطبعة السابعة عشر، (1412هـ).
-
القران نهج وحضارة، الشيخ عبد الشهيد مهدي الستراوي، منشورات مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، بيروت لبنان، ط1، ( 1418هـ -1997م).
-
القصص القرآنية دراسة ومعطيات واهداف، الشيخ جعفر السبحاني، مؤسسة الامام الصادق، لبنان، ط1، (1427، 2009م ).
-
لغة الحوار في القرآن الكريم، دراسة وظيفية اسلوبية، د. فوز سهيل كامل نزال، الجامعة الأردنية، الجوهرة للنشر والتوزيع، ط١، (١٤٢٤ه_٢٠٠٣م).
-
المصباح المنير، الفيومي، احمد بن محمد بن علي الفيومي المقرى (ت770 هـ)، المكتبة العصرية، بيروت – لبنان.
-
المعجم الوسيط: إبراهيم مصطفى، أحمد الزيات، حامد عبد القادر، محمد النجار، مجمع اللغة العربية الادارة العامة للمعجمات وإحياء التراث، مكتبة الشروق الدولية، مصر_القاهرة، ط4، (1425هـ_ 2004م).
-
معجم مقاييس اللغة، ابن فارس، ابي الحسن احمد بن فارس بن زكريا (ت360 ه)، تحقيق عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، (د.ط)(د.ت).
-
من هدي القرآن: محمد تقي المدرسي, دار محبي الحسين، طهران, ط1، (1419هـ).
-
منية الطالبين في تفسير القرآن المبين، الشيخ جعفر السبحاني، دار جواد الائمة -عليه السلام- للطباعة والنشر، بيروت- لبنان، ط1، (1435هـ- 2013م).
-
الميزان في تفسير القرآن، السيد محمد حسين الطبطبائي (ت1402هـ _ 1981م)، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية، قم،ط5، (1417هـ).
0 منية الطالبين في تفسير القرآن المبين، الشيخ جعفر السبحاني، دار جواد الائمة_عليه السلام _ للطباعة والنشر، بيروت- لبنان، ط1، (1435هـ- 2013م): 19/ 182.
0 طرائق التربية دراسة في آراء السيد الخميني -قدس الله سره - التربوية، بقلم السيد مهدي الموسوي الكاشمري، عربها عن الفارسية السيد حسن النمر، دار الولاء، بيروت –لبنان: 114.
0 القصص القرآنية دراسة ومعطيات واهداف، الشيخ جعفر السبحاني، مؤسسة الصادق _عليه السلام _، لبنان، ط1، (1427، 2009م ): ١/٣٢٣.
0 تفسير من وحي القرآن: السيد محمد حسين فضل الله (ت1431 هـ-2010م)، دار الملاك للطباعة والنشر، بيروت، ط2 ( 1419ه): : 15/ 114.
0 زهرة التفاسير: محمد احمد مصطفى أبو زهرة، ( ت1394هـ- 1974م)، دار الفكر العربي، بيروت ط1، (د.ت): 9/4730.
0 الحوار في القرآن قواعدهـ- اساليبهـ- معطياته، السيد محمد حسين فضل الله (ت1431هـ-201م)، دار الملاك للطباعة والنشر، بيروت- لبنان، ط6، (1421هـ- 2001م): ٩٦.
0 تفسير من وحي القرآن: السيد محمد حسين فضل الله: 15/ 113.
0 طرائق التربية دراسة في آراء السيد الخميني -قدس الله سره - التربوية، بقلم السيد مهدي الموسوي الكاشمري: 117.
0 العين، الخليل بن احمد الفراهيدي، (ت 170 هـ) تحقيق الدكتور عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية بيروت لبنان، ط1، 2002م – 1424ه: 4/ 351.
0 معجم مقاييس اللغة، ابن فارس، ابو الحسن احمد بن فارس بن زكريا (ت360 ه)، تحقيق عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، (د.ط) (د.ت):6/ 91.
0 لسان العرب: ابن منظور: 3/ 448.
0 المصباح المنير، الفيومي، احمد بن محمد بن علي الفيومي المقرى (ت770 هـ)، المكتبة العصرية، بيروت - لبنان، ص335.
0 التعريفات، الجرجاني، علي بن محمد السيد الشريف الجرجاني، (ت816 ه)، تحقيق ودراسة محمد صديق المنشاوي، دار الفضيلة للنشر والتوزيع، مصر/62.
0 المعجم الوسيط، إبراهيم مصطفى، أحمد الزيات، حامد عبد القادر، محمد النجار، مجمع اللغة العربية الادارة العامة للمعجمات وإحياء التراث، مكتبة الشروق الدولية، مصر-القاهرة، ط4، (1425هـ- 2004م): 1016.
0 الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به، الباقلاني، ابي بكر بن الطيب البصري، (ت403هــ)، تحقيق: محمد زاهد الكوثري، المكتبة الازهرية للتراث، مصر، ط2، 2000م-1421ه، 22.
0 الاحتجاج، الطبرسي، ابي منصور احمد بن علي بن ابي طالب، (ت 548ه)، منشورات الشريف الرضي، مطبعة شريعت، ط1، (د.ت): 1/ 70.
0 القران نهج وحضارة، الشيخ عبد الشهيد مهدي الستراوي، منشورات مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، بيروت لبنان، ط1، ( 1418هـ -1997م) 123.
0 البحر المحيط في التفسير، محمد بن يوسف ابي حيان الغرناطي (ت745هـ )، تحقيق: صدقي محمد جميل، دار الفكر العلمية، بيروت -لبنان، ط1، (1420هـ):ج 7/ص442.
0 زبدة التفاسير ، الكاشاني المولى فتح الله ، مؤسسة المعارف الاسلامية ، ط1، ( 1423ه): 4/328.
0 التحرير والتنوير: بن عاشور:ج 17/ص69.
0 فى ظلال القرآن: سيد قطب: 4/2385.
0 فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (1250هـ) تحقيق دكتور عبد الرحمن عميرة، دار بن كثير، دار الكلم الطيب، دمشق، بيروت، ط1، (1414هـ): 3 /486.
0 لغة الحوار في القرآن الكريم، دراسة وظيفية، د. فوز سهيل كامل نزال، الجامعة الأردنية، الجوهرة للنشر والتوزيع، ط١، (١٤٢٤هـ-٢٠٠٣م): ١٩٣.
0 الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، منشورات مدرسة علي بن أبي طالب- عليه السلام - قم، ط1، ( 1421هـ): 10/184.
0 الميزان في تفسير القرآن، السيد محمد حسين الطبطبائي (ت: 1402هـ - 1981م)، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية، قم، الطبعة الخامسة، (1417هـ): 14/298.
0 الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل: الشيخ ناصر مكارم الشيرازي: 10/184.
0 المصدر نفسه: 7/551.
0 الميزان فى تفسير القرآن: الطباطبائي: 14 /301.
0 الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل: الشيخ ناصر مكارم الشيرازي: 8/284.
0 الأصفى فى تفسير القرآن، الكاشاني المولى فتح الله، مؤسسة المعارف الاسلامية، ط1، ( 1423هـ): 2/785.
0 تفسير من وحي القرآن، السيد محمد حسين فضل الله: 10/ 156.
0 في ظلال القرآن، سيد قطب (ت1385هـ-1966م)، دار الشروق، بيروت، الطبعة السابعة عشر، (1412ه): 4/2387.
0 الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل: الشيخ ناصر مكارم الشيرازي: 10/193.
0 ينظر: القصص القرآني: جعفر السبحاني: ١/102.
0 التحرير والتنوير: بن عاشور: 8/ 147-148.
0 الميزان فى تفسير القرآن: الطباطبائي: 7/158.
0 تفسير الصافي، الفيض الكاشاني المولى محمد محسن(ت1091ه)، تحقيق الشيخ حسين الأعلمي، منشورات مكتبة الصدر، ط3، (1415ه): 2/133.
0 تفسير بيان السعادة فى مقامات العبادة، كنابادي السلطان محمد، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، ط2، ( 1408هـ): 2/137.
0 من هدي القرآن: محمد تقي المدرسي، دار محبي الحسين، ط1، (1419ه): 3/112.
0 الميزان فى تفسير القرآن: الطباطبائي: 7 /158.
0 زهرة التفاسير: محمد ابو زهرة: 5/2561.
0 الميزان فى تفسير القرآن: الطباطبائي: 2/354.
0 زهرة التفاسير: محمد ابو زهرة: 5/2564.
Muhammad Lafta Sajat || Dogmatic Speech Stereotype: Unification Model || Ibn Khaldoun Journal for Studies and Researches || Volume 2 || Issue 7 || Pages 732 - 747.
0
Article Title | Authors | Vol Info | Year |
Volume 2 Issue 7 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 7 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 7 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 7 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 7 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 7 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 7 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 7 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 7 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 7 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 7 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 7 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 7 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 7 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 7 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 7 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 7 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 7 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 7 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 7 | 2022 | ||
Article Title | Authors | Vol Info | Year |