2
6
2022
1682060055167_2358
https://drive.google.com/file/d/1LwTw-VHZafYg6tiISVv8uoPMvo9ts_xN/view?usp=sharing
Soviet influence in Iran during World War II 1939-1945
أ. م. د رحيم حسن محمد الشامي: كلية التربية الأساسية، جامعة ذي قار، العراق
Abstract
The study aims to know the nature of the international competition over Iran due to its distinguished geographical location, which forms a link between two different camps, the European countries and the United States of America on the one hand, and the Soviet Union on the other hand, during World War II. In his study, the researcher adopted the modern historical method, where he followed the development of military events and the political and economic relations between the two sides historically. Among the most important findings of the study: The instability in the political and economic relations between Russia and Iran due to the pressures of foreign countries and their interference in the internal affairs of Iran.
Keywords: Soviet influence, Soviet occupation, World War II
المقدمة:
تعد إيران واحدة من الدول المهمة التي لعبت دورا اساسيا في منطقة الخليج العربي بصورة عامة وذلك لأنها تمثل اكبر دولة خليجية مما جعل الدول الكبرى تتنافس للحصول عليها، كما انها تحتل موقعا متميزا في الصراع الدولي، كونها تربط بين معسكرين متباينين لأسيما اثناء الحرب العالمية الثانية، فهي من جهة تكون حلقة الوصل بين الهند وبين المستعمرات البريطانية في الخليج العربي ومن جهة اخرى تقترب بصورة كبيرة جدا من الحدود السوفيتية التي مشت مجالا حيويا للدول الكبرى ورغبة السوفيت في الوصول الى المياه الدافئة في الخليج العربي والهند، ومن هذا احتلت اير ان اهمية كبيرة في العقلية السوفيتية.
قسمت هذه الدراسة الى ثلاثة مباحث تناول المبحث الأول منها بداية النفود السوفيتي في إيران من قيام الثورة البلشفية عام 1917 الى عام 1938. وقد بينت فيه محاولات السوفيت للسيطرة على إيران خلا مدة ما بين الحربين في حين كان المبحث الثاني مخصصا للتدخل السوفيتي في شمالي إيران للمدة1939-1941 وهي المرحلة الاولى بالنسبة الى إيران كونها لم تدخل في الحرب بسبب سياسة الحياد التي اتخذها الشاه الإيراني فضلا عن قيام الدول الكبرى بعزله عن العرش. اما المبحث الثالث فقد تطرق الى التنافس السوفيتي - الانكلو امريكي - على إيران للمدة 1942 - 1945 وهي من اهم المراحل التي مرت بها إيران، بعد عملية الاحتلال السوفيتي البريطاني لها ودخولها العرب مع الحلفاء.
اعتمدت هذه الدراسة على مجموعة من المصادر وفي مقدمتها الوثائق العراقية لمحفوظة بدار الكتب والوثائق العراقية في بغداد، لاسيما وثيقة الاحتلال البريطاني السوفيتي لإيران. في حين كانت الكتب العربية الرافد الرئيس للدراسة، فقد امدتها بالكثير من المعلومات القيمة، لاسيما كتاب إيران في سنوات الحرب العالمية الثانية، لمؤلفه عبد الهادي كريم سلمان وهو في الاصل رسالة ماجستير، وقد جسدت هذه الدراسة التطورات السياسية في إيران بصورة واضحة جدا، وكتاب العلاقات الدولية لاير ان، للمؤلف مازن إسماعيل رمضاني وآخرون، وهو من الكتب التي تناولت العلاقات أمريكية السوفيتية مدة البحث والعلاقات الامريكية الإيرانية وكتاب التاريخ المعاصر، لمؤلفه خضير مظلوم فرحان البديري- ورسالة الماجستير العلاقات الإيرانية- السوفيتية 1951-1979 للباحث شامل عناد حسن البديري التي اغنت البحث بمعلومات قيمة جداً فضلاً عن بعض الكتب الاجنبية التي تناولت العلاقات الإيرانية- السوفيتية خلال مدة البحث.
جالت الظروف الصعبة المعروفة التي مر بها بلدنا العزيز وخاصة السياسية والصحية دون الحصول على مصادر مهمة بما في ذلك السجلات والوثائق في دار الكتب والوثائق وفي المكتبات الأخرى، ورغم ذلك تمكن الباحث من تجاوز ذلك الى حد ما.
المبحث الاول بداية النفوذ السوفيتي في إيران (1917-1938)
ظهرت النوايا الحسنة للروس اتجاه فارس منذ البدايات الاولى للثورة البلشفية ولاسيما ان الروس قد أعلنوا الغاء معاهدة 1907 بين بريطانيا وروسيا القيصرية وألغوا جميع الامتيازات التي حصلوا عليها القياصرة فيها وذلك في عام 1917 (0). وربما ان روسيا أرادت ان تصنع تصورا استراتيجيا بعيدا المدى من اجل بناء علاقات طيبه مع الحكومة الفارسية وذلك لانها منطقه حساسة تشغل جانبا مهما من حدودها الجنوبية، وهي المفتاح نحو الشرق والمياه الدافية في الخليج العربي والهند، ومن ثمة يمكن ان أستخدمها لزيادة التوسع الروسي فيما بعد (0) ما ادى هذا عقد اتفاقيه صداقه معها وهي اتفاقيه بريست ليتوفسك في 15 كانون الاول ديسمبر عام 1917، انهت بموجبها حالة الحرب وسحب القوات الروسية من الارض الفارسية (0).
إلا ان هذا الود الفارسي -الروسي لم يستمر طويلا بفعل التدخلات الخارجية وفي مقدمتها البريطانية التي ما كانت تسمح بأن تقام علاقه طيبه مع الروس لان ذلك يستعمل على تقليص النفوذ البريطانية في فارس (0) كما حاولت الحكومة السوفيتية تطوير علاقتها مع إيران، لكن حكومة وثوق(0) الدولة رفضت هذا الساعي (0)، وبتحريض من بريطانيا ولم يكتفوا بذلك بل حرضوا الروس البيض بالهجوم على السفارة السوفييتية وإلقاء القبض على منتسبيها وتسليمهم الى السفارة البريطانية التي قامت بنفيهم الى الهند (0).
و في 26 حزيران/يونيو 1919 أعلنت الحكومة السوفيتية تخليها عن جميع ما حققته روسيا القيصرية من مكاسب على حساب حقوق الشعب الإيراني(0). ومع ذلك ظلت إيران تدور في فلك السياسة البريطانية وأنعكس ذلك بشكل واضح في عقد المعاهدة البريطانية الفارسية في 9 اب/ أغسطس 1919 حصلت بموجبها على امتيازات كبيرة ولاسيما بعد عمليه الانسحاب الروسي (0) فتقدمت القوات البريطانية واحتلت كل الاراضي الفارسية التي كانت واقعة تحت السيطرة الروسية والتي جعلت من فارس محمية بريطانية (0) وهذا ما دفع السلطات الروسية معارضه هذه الاتفاقية والرد بشده على البريطانيين في 28 اب/أغسطس من العام نفسه حينما وجه الكرملين نداء الشعب الفارسي طالبه فيه بإخراج قوات الاحتلال البريطاني ومقاومته(0) وفي 30 منه وجه وزير الخارجية الروسي شيشيرون بيانا للشعب الفارسي ادان فيه المعاهدة، وأعلن عدم الاعتراف بها، وأتهم المسؤولين في الحكومة الفارسية باستلام الرشوة من بريطانيا لابرام المعاهدة (0) كما صرح بأن القوات الروسية الحمراء سوف تعبر الاراضي الفارسية سريعا من الشمال لتقف الى جانب الحركة الوطنية فيها مما جعل حركة الجنكلين ترفض المعاهدة وتهدد باللجوء إلى العصيان وقد ايدت الحكومة الروسية هذا الموقف وأرسلت قوات عسكريه إلى منطقة كيلان لمساعدة الحركة الوطنية فيها ضد حكومة طهران (0) وللوقف بوجه القوات البريطانية التي كانت تساعد الجماعات المسلحة في القوقاز ضد النظام الروسي مما جعل البرلمان الفارسي يرفض المعاهدة ولا يصادق عليها (0) وكان من بين الأسباب المؤدية للرفض الروسي هو تخلص الفرس من الجنود القوزاق والروس واحلال بدلا عنهم ضباط بريطانيين بقيادة الكولو نيل سميث الذي أصبح مستشارا ماليا وعسكريا لهم (0).
كانت السياسة الخارجية لبلاد فارس بعد انقلاب 21 شباط /فبراير1921 وتولى رضا خان(0) (1925 -1941) الحكم متوافقة تماما مع السياسة السوفيتية، اذا ايد الروس هذا الانقلاب وتعاملوا بصوره جيدة ونوايا طيبة مع الملك الجديد، وردوا على المعاهدة البريطانية الفارسية بتوقيع معاهده صدافه مع الانقلابين في 26 من الشهر نفسه ضمنت روسيا بموجبها مصالحها داخل فارس(0) وذلك من خلال بندين مهمين هماالبند الخامس نصه على التزام بلاد فارس بعدم السماح بوجود قوات اجنبيه مسلحة على اراضيها تعادي روسيا، وخلفائها والبند السادس الذي سمح لروسيا بإدخال قوات الى الاراضي الفارسية في حال قيام طرف ثالث باستخدام الاراضي الفارسية ضد امنها وامن حلفاءها كما ثم في اليوم نفسه الفاء المعاهدة البريطانية الفارسية(0) ومن الملاحظ بان هذه المعاهدة كانت موجهه بصوره اساسية الى الوجود البريطاني في فارس والذي كان يدعم الحركات الانفصالية ضد روسيا مما جعلها تعمل على وضع هذين البندين القاسيين جدا (0) في المقابل حصلت بلاد فارس وفق هذه المعاهدة على تنازل الروس عن ديون الحكومة القيصرية التي كانت بذمة فارس كذلك مؤسسات السكك ودوائر البريد والبرق واعادت لها حق الملاحة في بحر من قزوين ومنعت روسيا من التدخل في شؤونها الداخلية وسحبت قواتها من كيلان مقابل سحب القوات البريطانية الجنوب (0)
في عام 1921 رفضت الحكومة السوفيتية منح الحكومة الفارسية امتياز النفط شمال اراضيها وعدته مناقضا لبنود اتفاقية شباط/ فبراير من العام نفسه فقد منحت الحكومة الفارسية شركة ستاندر اويل الأمريكيه امتياز استغلال النفط في شمال البلاد الذي كان في الاصل إلى شخصيه روسيه وهو خو ستاريا(0)، والا ان السوفيت وافقوا على منح الامتياز إلى شركة سنكلير الأمريكية في 2٠ كانون الأول/ديسمبر من عام 1923 بعد أن ضمنوا تفوق البضائع السوفيتيه واعتماد فارس على السوفيت كليا في الشمال (0) وقد استمرت. العلاقات السوفييتية الفارسية بالتأزم والانفراج، فعندما كانت تتأزم العلاقات بينهما يلجأ السوفيت إلى استخدام العقوبات الاقتصادية التي كانت تؤثر كثيرا على الجانب الفارسي و اذا تحسنت العلاقات استخدم السوفيت سياسه اللين معهم (0) وفي عام 1923 عمل السوفيت من خلال الوزير المفوض في بلاد فارس على اقامه شبكه دعائية قويه للبلاشفه في الاراضي الفارسية موجهه ضد الوجود البريطاني وقد ظهرت اكثر من 2٠ صحيفة تندد بالوجود البريطاني وتنشر الافكار الشيوعية فيها(0) ونتيجة لذلك عملت بريطانيا على اعادة تقسيم بلاد فارس من جديد عملا بتقسيم عام 1907 الا ان السوفيت رفضوا هذا المشروع واكدوا دعمهم المطلق للحكومة الفارسية الموحدة ذات الحكومة المركزية القوية(0) ولعل الامتيازات الكبيرة التي حصل عليها السوفيت وفق معاهده عام 1921 والمصالح الكثيرة لهم في بلاد فارس دفعتهم لرفض المشروع البريطاني لا سيما وانهم ارادوا استغلال بلاد فارس لمصلحتهم دون مشاركة بريطانية.
حاول السوفيت في عام 1924 عقد معاهده تجاريه مع فارس الاانهم فشلوا في ذلك، مما جعلهم يعملون على إعادة الكره مره اخرى فنجحوا عقدها عام 1927 والتي اكده مضمونها معاهده 1921 مما اسهم في نمو التبادل التجاري بين البلدين بصوره ملموسه، وفي العامين التاليين زادت حصة أسهم السوفيت من النمو التجاري بين البلدين وارتفعت الى 38% بعدان كانت 23% في عام 1926 (0). وفي 27 اب/أغسطس 1935تم عقد معاهده تجاريه جديده بين الحكومة السوفييتية والحكومة الإيرانية تضمنت مجموعه من البنود جاء في مقدمتها، استعداد الاتحاد السوفيتي علي تزويد إيران بالأسلحة مقابل اعطاء الإيرانيين كميه من الحبوب الإيرانية التي أصر الشاه رضا خان دفعها الى السوفيت بالرغم من عدم احتياجهم. اليها (0) وقد بلغ معدل حصة الاتحاد السوفيتي بعد توقيع هذه المعاهدة خلال المدة 1936- 1937 حوالي 35 ٪ من قيمه الصادرات الإيرانية الخارجية(0) .
وقد رفض الشاه الإيراني تجديد الاتفاقية بعد انتهائها في عام 1938 وكما جعل الصادرات الإيرانية نحو الاتحاد السوفيتي تنخفض الى 5/11 وفي عام 1939 (0) وذلك بسبب التخوف السوفيتي من جعل اراضيه معبرا نحوه المانيا مما يؤثر في العلاقات مع دول الحلفاء وبالتالي دخولها الحرب الى جانب المانيا التي لم تكن مرتاحة لصداقتها ولم تكن تأمن جانبها.
وفي اذار/مارس عام 1939 تأزمت العلاقات السوفييتية الإيرانية كثيرا وذلك بسبب منح الشاه الإيراني شركه شل الهولندية البريطانية امتيازا لاستغلال النفط في المقاطعات الشمالية متجاهلا بذلك بنود معاهده شباط/ فبراير 1921 (0)مما جعل السوفيت يقلصون من التعاملات التجارية والدبلوماسية مع إيران بحيث اغلقوا في عام 1938 جميع قنصلياتهم في إيران ما عدا واحده في ميناء بهلوي، وفي المقابل طلب السوفيت من إيران العمل بنفسه داخل الاراضي السوفييتية(0).
المبحث الثاني: التدخل السوفيتي في شمال إيران (1939 – 1941).
اعلن الشاه الإيراني في 4 ايلول/سبتمبر عام 1939 حياد بلاده التام من الحرب العالمية الثانية (1939 1945) (1939 – 1941) ازاء المعسكرين المتخاصمين، وفي 27 من تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه، أوضح الشاه هذه السياسة امام المجلس النيابي الإيراني، ونتيجة لذلك لم يعارض الاتحاد السوفيتي موقف الحكومة الإيرانية، التي طبقت الحياد بصورة كبيرة جدا حتى أن البيانات التي كانت تصدرها الصحافة الإيرانية كانت متوافقة مع هذا الراي، فكانت تنشر البلاغات والتوجيهات الصادرة من الجبهتين على حد سواء(0).
وكان انعكاس العلاقات الالمانية - السوفيتية اثره الكبير على العلاقات السوفيتية الإيرانية، لان ایران حاولت ایجاد موازنة بين السوفيت والبريطانيين من خلال ادخال طرف ثالث، وهي المانيا، اذ كانت العلاقات الالمانية السوفيتية في تحسن مستمر مما اوجد تناغما كبيرا بين السوفيت والإيرانيين بعد أن وقعت المانيا معاهدة عدم اعتداء مع السوفيت في عام 1939(0) فاثر ذلك في علاقات ایران الخارجية وسياستها تجاه الاتحاد السوفيتي الذي عادت علاقاتهما تتحسن نوعا ما من جديد، فأثر ذلك في توقيع معاهدة تجارية بينهما في آذار/مارس عام 1940، كان الهدف الرئيس والاساسي للمسؤولين الإيرانيين ضمان منفذ امين لتجارتهم مع المانيا، فقد كانت الحاجة ماسة لنقل البضائع الإيرانية عبر الأراضي السوفيتية، وارتفعت الصادرات بعدها الى الاتحاد السوفيتي الى 11 % بعد أن كانت1% فقط في العام الذي سبقه(0)، وكان هذا التحسن بعد الاتفاق السري الذي جرى بين وزير خارجية الاتحاد السوفيتي مولوتوف، ووزير الخارجية الألماني روبنتروب، أكد فيه مولوتوف على اهمية إيران الاقتصادية والحيوية لكلا البلدين(0).
الا أن التغير في السياسة الالمانية تجاه الاتحاد السوفيتي القى بضلاله على الإيرانيين، اثر الهجوم الألماني على السوفيت في 22 حزيران/يونيو عام 1941، فبعد أن كان السوفيت لا يعارضون السياسة الإيرانية. ذهب بعد الهجوم الالماني الى مهاجمة تلك السياسة، ومعارضته للوجود الألماني داخل ایران، باعتباره يمثل خطرا على مصالحهم النفطية في حقول باكو في القفقاس السوفيتية، ولاسيما بعد أن أصبحت الاراضي الإيرانية المنفذ الرئيس للمساعدات العسكرية التي كان على الحلفاء ايصالها إلى السوفيت لتعزيز صمودهم تجاه القوات الالمانية (0). فادى ذلك إلى تازم العلاقات السوفيتية - الإيرانية بعد ان توجه الشاه نفسه الى مناصرة المانيا والخروج من دعم الحلفاء، ومن سياسة الحياد التام.
وفي 19 تموز/يوليو عام 1941 ارسلت الحكومة السوفيتية مذكرة تحذيرية إلى الحكومة الإيرانية طالبتها فيها بخروج الألمان المتواجدون على اراضيها، ثم كررت المذكرة في 16 اب/أغسطس من العام نفسه، الا أن الحكومة الإيرانية رفضتها بالكامل(0)، وفي 25 من الشهر نفسه وجهت الحكومة السوفيتية انذارا اخيرا الى الحكومة الإيرانية عبرت فيه عن خيبة أملها ازاء الموقف الإيراني، ومن طبيعة تطورات الأحداث السريعة على الصعيد الدولي لم تترك خيارا افضل للسوفيت سوى ممارسة الضغط على الحكومة الإيرانية لتنفيذ مطالبها بخروج جميع الألمان من ایران، لاسيما بعد فشل كل الجهود السياسية التي بذلها الحلفاء للضغط على الشاه الإيراني ودفعه لتنفيذ مطالبهم، لذا فان الحلفاء ادركوا بعدم فعالية الأسلوب الدبلوماسي، فكان الحل العسكري هو الخيار الوحيد لقطع دابر النشاطات المانية في إيران (0)، فبدأت القوات الروسية والقوات البريطانية باحتلال الاراضي الإيرانية ففي 25 اب /أغسطس 1941 تقدمت القوات السوفيتية من الشمال مستخدمة المادة الخامسة والمادة السادسة والمادة الثالثة عشر من المعاهدة السوفيتية - الإيرانية لعام 1921 كذريعة للتدخل العسكري. السوفيتي باتجاه تبریز وبندر بهلوي حتى وصلت الى الحدود الفاصلة بين ایران - وتركيا واكملت احتلال باقي المناطق الشمالية في غضون ثلاثة أيام ولم يتمكن الجيش الوطني الإيراني من مقاومة قوات الحلفاء سواء في المناطق الشمالية او الجنوبية(0).
دخلت القوات البريطانية من محورين الأول من الجنوب باتجاه المحمرة ومنشات النفط في عبادان، والثاني من الغرب من منطقة خانقين باتجاه كرمنشاه و همدان(0) ووضعت المطقة المحايدة التي تضم طهران العاصمة تحت السيطرة الإيرانية، أدى الاحتلال البريطاني السوفيتي لإيران في النهاية الى تمركز القوات الاميركية في إيران عام 1942 كجزء من جهود الحلفاء الحربية و هكذا اعيد احتلال وتقسيم ایران من جديد كما حصل قبل واثناء الحرب العالمية الأولى
وبالرغم من خضوع الشاه الإيراني لمطالب الحلفاء وتأكيده للسفير السوفيتي سمیر نوف بأبعاد الألمان من بلاده في غضون اسبوعا واحدا فقط، فيما عدا قسم من اختصاصيهم الذين توجد حاجة ملحة لبقائهم في مواقع عملهم في إيران، وبعد استولت القوات البريطانية والسوفيتية على الأراضي الإيرانية ارسلت الدولتان مذكرة نهائية الى الشاه الإيراني تضمنت ما يلي:
1- ابعاد جميع الألمان الموجودين في إيران خلال مدة اسبوع.
2-انسحاب القوات الإيرانية إلى خارج المناطق التي ترابط فيها القوات السوفيتية والبريطانية.
-3جعل ایران منطقة عبور لنقل الإمدادات الضرورية الى الحلفاء.
4- أن تحافظ ایران على حيادها ولا تقدم على اي عمل معاد للسوفيت او البريطانيين.
وفي 30 آب/أغسطس عام 1941 بعث السوفيت بمذكرة إلى الحكومة الإيرانية طالبوا فيها بابداء تسهيلات لهم باستغلال منابع النفط في الشمال وصيد السمك في بحر قزوين، وان يستمروا بدفع الضريبة المقررة عن صيد السمك في البحر بموجب اتفاقية عام 1927(0)
وفي نهاية آب/أغسطس عام 1941 قدم الشاه الإيراني مجموعة من الطلبات الى الحلفاء للموافقة عليها، الا ان طلباته رفضت وهي:
1- انسحاب القوات البريطانية والسوفيتية من المناطق التي احتلتها والسماح للقوات الإيرانية بالدخول الى كرمنشاه.
2- عدم اتصال الحلفاء بالجنود الإيرانيين.
3 - تعويض بريطانيا والاتحاد السوفييتي إيران ما لحق بها من أضرار جراء العمليات الحربية.
4- اجراء مفاوضات بين السوفيت والإيرانيين بشأن حقول الشمال، لانها ترد اول مرة ولم يكن لها اتفاق سابق(0).
وفي الوقت ذاته عمل الحلفاء على تغير الشاه رضا خان بعد أن رفضت طلباته، ووضعت بدلا عنه ابنه محمد رضا خان(0))1941 – 1979 (في 16 ايلول/سبتمبر عام 1941، في حكم ایران(0)، وقد اظهر النوايا الحسنة تجاه الحلفاء، الذين حصلوا منه على تأكيدات بالوقوف بالضد من دول المحور وقد ترجم ذلك بعقد معاهدة مع الدول الكبرى سميت بمعاهدة طهران بين بريطانيا والاتحاد السوفيتي و إيران، في 29 كانون الثاني/يناير عام 1942، تتكون من مقدمة وتسع مواد وثلاثة ملاحق، تعهد الحلفاء بموجبها بان يحترموا وحدة الأراضي الإيرانية وسيادتها واستقلالها السياسي، وان تدافع الدولتين "الاتحاد السوفيتي وبريطانيا" عن ایران بكافة الوسائل والطرق ضد اي اعتداء الماني، كما ضمنت حق الدول الكبرى بابقاء قوات عسكرية على الأراضي الإيرانية واستخدام المنشاة الإيرانية للأغراض۔ العسكرية كما تعهدت الدول الكبرى بسحب قواتها من الاراضي الإيرانية، بعد ستة أشهر من انتهاء الحرب مع دول المحور، كما ألزمت الدول الكبرى بتقديم مساعدات اقتصادية الى ایران (0).
ومنذ بداية الدخول السوفيتي الى ایران اخذت الحكومة السوفيتية بالتدخل في الشؤون الداخلية لإيران، لاسيما في الشمال، فقد حاول الجيش السوفيتي فصل الشمال الإيراني كليا عن بقية أجزاء الدولة، وسعى إلى تحريض العشائر الموجودة في الشمال ودعمها بصورة كبيرة مما شجعها على القيام باضطرابات ومحاربة الجيش الإيراني في الكثير من المناطق الشمالية ومنها ((بانه وسقز ورضائية وسردشت" وقد استمرت المعارك طيلة المدة من شهري ايلول/سبتمبر وكانون الأول/ ديسمبر من عام 1941، اذ سيطر حمه رشید خان على جميع هذه المناطق، ثم ظهرت زعامة اخرى وهو عمر خان شكاك وهو زعيم عشيرة شكاك المعروفة في إيران، والذي ذاع صيته في العشرينيات وبقي معتقلا في طهران حتى عام 1941، فبعد خروجه من السجن سيطر على مناطق واسعة جدا تمتد من شاه آباد وحتى ماكو شمالا واعلن استقلاله عن العاصمة طهران والف جيش، ورفع شعارا خاصا به وهو عبارة عن قاعدة خضراء يتوسطها خنجران متقاطعان وثلاثة نجوم بيضاء في زاويته العليا(0).
ومن الأحزاب السياسية التي لاقت رواجا وانفتاحا كبيرا بعد دخول القوات السوفيتية إلى شمالي إيران هو حزب توده ایران (حزب الجماهير الإيرانية) الشيوعي(0)، الذي تأسس في تشرين الأول/أكتوبر عام 1941، بعد أن وحد انصاره الفكر الاشتراكي الماركسي عملهم، وكان ابرز مؤسسي هذا الحزب رضا روسته وابو القاسم اسدي وايراج اسكندري ومحمد بهرامي ومرتضى يزدي ورضا زادمتیش وجعفر بیشوري وزير داخلية جمهورية كيلان، ولم يتجاوز في شعاراته ومنهاجه الذي لم يتعدى حدود المطالب الليبرالية الديمقراطية، لانه ركز على الحريات الديمقراطية وتعزيز الاستقلال السياسي والاقتصادي لإيران وتطهير الجهاز الحكومي من العناصر الموالية للفاشية، واقامة علاقات جيدة مع الحلفاء، ووضع قوانين العمل(0).
وفي نهاية عام 1941 قامت الحكومة السوفيتية بدعوة وفد كردي من مهاباد الى العاصمة الأذربيجانية مكونة من 30 شخصا وهم وجهاء وشيوخ عشائر كوردية، وقدم لهم السوفيت الأموال والهدايا، ثم استمرت الاتصالات بهم حتى عام 1945، عندما تم الاعلان عن تشكيل جمهورية مهاباد والتي أطلق عليها اسم الجمهورية الكوردية الشعبية " مهاباد"، وقد وقفت الولايات المتحدة الأمريكية بالضد من هذه الجمهورية حتى تم الانسحاب السوفيتي من الاراضي الإيرانية (0).
وفي 16 ايلول/سبتمبر عام 1942 نشط المثقفون الكرد لتاسيس تنظيم سياسي باسم ((كومه له ى زيانه وه ی کورد)) أي حزب الأحياء الكردي، الذي جعل الحكم الذاتي شعارا له، ثم أصدر مجلة عرفت باسم " نیشتمان" أي المواطن، والتي تطبع في تبریز باللغة الكردية. وقد انتمى إليه السياسي الإيراني الكبير قاضي محمد في تشرين الأول/أكتوبر عام 1944، ثم أصبح من اكبر التجمعات الإيرانية الكردية (0)
دعمت الحكومة السوفيتية قيام جمهورية أذربيجان السوفيتية التي تاسست في 12 كانون
الأول/ديسمبر عام 1945 على الأراضي الإيرانية والتي دعمتها بكل الوسائل السياسية والعسكرية والاقتصادية واتخذت من باكو عاصمة لها(0).
المبحث الثالث: التنافس السوفيتي - الانكلو امريكي في إيران (1945 - 1942)
بالرغم من اندلاع الحرب العالمية الثانية ودخول الاتحاد السوفيتي فيها الى جانب الحلفاء، الا أن العلاقات بين الحلفاء والسوفيت لم تكن على ما يرام، ولاسيما فيما يتعلق بالوضع الداخلي لإيران وعلى الرغم من التعاون الكبير بين الحلفاء والسوفيت واعتماد أحدهم على الآخر، فان بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية عملت جاهدة لابعاد السوفيت عن ایران.
حقق البريطانيون نجاحا ملموسا في التدخل في السياسة الإيرانية في بداية عهد رضا شاه، فقد ضمنوا مصالهم النفطية في الجنوب واتخذوا بعض الخطوات للحصول على امتیاز جديد للتنقيب عن النفط في بلوجستان، كما أن معظم رؤساء الوزراء والوزراء الإيرانيين معروفين بولائهم لبريطانيا (0) وقد انعكس هذا التحسن السياسي على العلاقات الاقتصادية بين الجانبين فقد بدأت البضائع البريطانية تجد طريقها الى إيران، لاسيما استخدام القاطرات البريطانية بدلا عن القاطرات الألمانية في مجال سكك الحديد، كما بدأت المواد الغذائية الهندية والاقمشة تسترجع مكانتها لدى الإيرانيين، كما أن الشاه الإيراني نفسه قد مال إلى جهة البريطانيين ويتحدث عن العلاقات التقليدية مع بريطانيا، ويعبر عن ارتياحه الكامل لتلك العلاقات ودحر دول المحور(0) والنصر الذي تحققه القوات البريطانية عليها(0)
اما الولايات المتحدة الأمريكية فقد كانت نجاحاتها لا تقل أهمية عن النجاحات البريطانية، فقد ایدت الحكومة الأمريكية الاحتلال البريطاني - السوفيتي، كما مولت۔ الاتحاد السوفيتي بالمعدات الحربية والمؤن والذخيرة بصورة مباشرة عبر الأراضي الإيرانية، فضلا عن نقلها 130 الف جندي امريكي عبر الاراضي الإيرانية بعد أن دخلت ایران الحرب ضد دول المحور، وأطلقت على هذه القوات اسم "قيادة الخليج الفارسي(0)، وواصلت امدادها بالبعثات العسكرية ومنها بعثة الكابتن كلارنس رادلي لتموين الجيش الإيراني، وبعثة الكولونيل نورمان شوارتز کويف لتنظيم الشرطة الإيرانية وبعثة جون كرايلي لاعادة تنظيم الشؤون المالية في الجيش الإيراني اضافة الى تحديث الجيش الإيراني بدلا عن القائد العام للجيش الإيراني(0) وفي بداية عام 1943 وصلت بعثة مالية أمريكية إلى ایران برئاسة ارثر هلسبوغ الذي أصبح مسؤولا عن الادارة المالية في إيران ومنح صلاحيات اعادة تنظيم وزارة المالية الإيرانية والدوائر التابعة لها، وفي 4 اذار من العام نفسه، منح ارثر صلاحيات واسعة في الميدان الاقتصادي، مثل انشاء تنظيم حكومي خاص بالحبوب والاسعار ونقل وتوزيع المنتجات الزراعية وسن قوانين الضريبة التصاعدية(0).
وبسبب الوجود السوفيتي في إيران اصبح هناك تقارب في المصالح الأمريكية- البريطانية، الذي قضى على كثير من التناقضات بينهما خلال مدة الحرب، واصبح هناك تنسيقا واضحا بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين بريطانيا بالنسبة للعديد من القضايا الإيرانية، ولا سيما بعد أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية رسميا وقوفها إلى جانب بريطانيا في تشرين الأول/أكتوبر عام 1942 (0)، وتجلى ذلك في 4 كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه، لما وقعت الدولتان اتفاقية لتغطية العجز الحاصل في احتياجات ایران من القمح وتزويدها بكافة الوسائل لنقله وتوزيعه في داخل ایران، كما لم تعترض بريطانيا على دخول القوات الأمريكية وسيطرتها على مينائي بندر شاهبور والمحمرة في جنوب ایران بحجة الاشراف على الامدادات العسكرية السوفيتية(0).
وفي آذار عام 1942 تم شمول ایران بمساعدات "قانون الاعارة والتأجير(0) الامريكي بعد أن أكد الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت (1933 - 1945) بان الدفاع عن ایران امر حيوي وهو كالدفاع عن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، وبموجب ذلك فقد حصلت ایران على مساعدات مالية بقيمة 14009201 دولار امريكي (0)، من منتجات وسلع زراعية وصناعية امريكية(0).
كانت وجهة السياسة الأمريكية خلال العامين (1942-1943) هي تقوية الحكومة الإيرانية وذلك للسيطرة على إيران ولنقل الامدادات العسكرية للسوفيت فضلا عن ملء الفراغ الذي سببه خروج الكفاءات والقوات الالمانية من ایران بعد ان قطعت ایران علاقاتها الدبلوماسية معها، وكذلك خشية الولايات المتحدة الأمريكية الاستعانة بالخبرة البريطانية والسوفيتية بدلا عنها(0).
وفي عام 1943 شجعت الولايات المتحدة الأمريكية شركاتها النفطية للسعي للحصول على امتيازات داخل ایران وكان هذا الأمر في التقاء المصالح النفطية البريطانية كذلك فقد تعاونت شركات رویال دوتش شل (البريطانية - الهولندية) مع ستاندر اويل وشركة سكلنر الامريكيتين من اجل الحصول على امتيازات النفط في بلوجستان، وفي نيسان من العام نفسه وقعت الولايات المتحدة معاهدة تجارية مع ایران فتحت بموجبها الاسواق الإيرانية أمام البضائع الأمريكية التي اصبحت تؤلف ما بين 7، 85 % من مجموع الاستيراد الخارجي الإيراني، في حين بدأت تصدر الى الولايات المتحدة الامريكية الفرو والسجاد والمواد الخام الأخرى(0).
اما علاقة الاتحاد السوفيتي بإيران فقد تحسنت كثيرا خلال عام 1942 على الرغم من الوجود العسكري السوفيتي على الأراضي الإيرانية، لأن وجود السوفيت الى جانب الحلفاء والحاجة الماسة إلى إيران كونها الممر الرئيس إلى السوفيت الامداد الجبهة الشرقية بالمعدات الحربية، فرضنا هذا التحسن النسبي في العلاقة، وفي العام نفسه بادر السوفيت الى تقديم المعونات الاقتصادية الى إيران لمساعدتها للتخفيف من ازمة الخبز التي مر بها الشعب الإيراني، اذ بعث السوفيت بكميات كبيرة من الطحين والقمح على وجبات والى مناطق ایرانية مختلفة، كما بعث اليها في حزيران من العام نفسه بكميات كبيرة من الورق والاسمنت والجلود(0).
الا ان التقارب الإنكلو- امريكي - الإيراني اثر كثيرا على العلاقات الإيرانية السوفيتية، ففي عام 1943 حصل فتور في العلاقات السوفيتية - الإيرانية، نتيجة المحاولات ممثلي الشركات الامريكية والبريطانية لنيل امتياز النفط في المنطقة الشمالية من إيران والتي تعهدت سابقا بعدم السماح لطرف ثالث باستغلال نفطها، فقد زار وفد سوفيتي في بداية عام 1944 برئاسة نائب وزير الخارجية الذي التقى بالشاه الإيراني ورئيس وزراءه (محمد سعید) بهدف الحصول على الامتياز نفسه للشركات السوفيتية، الا ان الحكومة الإيرانية رفضت الأمر نتيجة للضغوط الأمريكية - البريطانية، واعلنت في 16 تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه تاجيل اقرار الامتياز لحين - انتهاء الحرب (0).
شنت الحكومة السوفيتية حملة كبيرة ضد القرار الإيراني واوضحت صحيفة برافدا (الصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي السوفيتي) بان الحكومة الإيرانية وبعض العناصر الرجعية فيها لا تعمل في مصلحة الشعب الإيراني بل تجر البلاد نحو الدمار الاقتصادي، كما حملت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية الرد الإيراني، ثم قام حزب تودة الإيراني بمظاهرات احتجاجية قوية جدا، ادت في النهاية إلى سقوط حكومة محمد سعيد في 9 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1944 وتالیف وزارة جديدة برئاسة مصطفى قلي بيات في 20 منه، كما أصدر المجلس النيابي الإيراني قرارا منع بموجبه رئيس الوزراء والوزراء من الدخول بمفاوضات نفطية مع أية دولة اجنبية وذلك في 2 كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه(0).
حاول السوفيت بعد فشلهم في الحصول على امتياز النفط الحصول على امتیازات اخرى توصلهم الى منطقة الخليج العربي، وتزيد من نفوذهم داخل ایران، فتقدمت الحكومة السوفيتية إلى الحكومة الإيرانية بطلب انشاء ميناء حر مرتبط بالاراضي السوفيتية على الخليج العربي، مما دفع الحكومة الأمريكية إلى رفض المشروع السوفيتي، خوفا من بروز خلافات جديدة مع السوفيت(0)، فاقترح الرئيس الأمريكي روزفلت تشكيل هيئة دولية لانشاء وادارة ميناء على الخليج ومرتبط بالاتحاد السوفيتي عبر الأراضي الإيرانية، الا أن وزارة الخارجية الامريكية رفضت الاقتراح، لأنه يثير حفيظة بريطانيا التي لا ترغب بوصول السوفيت للخليج العربي، مما جعل الرئيس الأمريكي يسحب المقترح، ورفضت الحكومة الإيرانية في الوقت نفسه الطلب السوفيتي(0) وفي محاولة من الدول الكبرى التهدئة الاوضاع في إيران عقد مؤتمر في طهران في 28 تشرين الثاني 1943 عبر فيه المؤتمرون بانتهاج سياسة موحدة في إيران لضمان استقلالها وسيادتها مع استخدام كافة وسائل الاتصال والمواصلات الإيرانية، وعدم الحاق الأذى بالاقتصاد الإيراني، وقد طلبت ایران من الولايات المتحدة اقرار المقررات التالية في البيان الختامي للرؤساء الثلاث (ستالین و روزفلت و تشرشل) وهي:
-
اعتراف الحلفاء بالمساعدات الإيرانية على مواصلة الحرب.
-
تأكيد الالتزامات من الدول الثلاث باستقلال ایران وسيادتها ووحدة اراضيها.
-
دراسة احتياجات إيران الاقتصادية اثناء اقرار معاهدات السلام(0).
وفي كانون الأول عام 1943 وقع الرؤساء الثلاث على هذا البيان، ثم وقعه رئيس الوزراء والشاه الإيراني(0).
حاول السوفيت التهرب من بنود اتفاقية طهران لعام 1942 وذلك بهدف عدم تحقيق انسحاب قواتهم من شمالي ایران، فمن المعتقد بان رفض السوفيت كان بسبب خوفهم من تغلغل قوة غربية في الشمال الإيراني مما يهدد ذلك الاتحاد السوفيتي، وفي 16 كانون الأول/ديسمبر عام 1945 طرحت الولايات المتحدة الأمريكية المشكلة الإيرانية وانسحاب القوات الأجنبية من إيران في مؤتمر وزراء خارجية بريطانيا والاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية الذي عقدته موسكو فيما أوضح ستالين بان الطلب الأمريكي مرفوض، لان حكومة طهران برئاسة ابراهيم حكيمي معادية للسوفيت، وهناك احتمال بان ترسل مخربين يضربون المصالح السوفيتية النفطية في باكو، وان معاهدة عام 1921 منحت الحكومة السوفيتية الحق في ارسال قوات عسكرية إلى إيران في حالة حدوث الاضطرابات فيها، والتي من شأنها أن تؤثر على المصالح السوفيتية، كما أن الحكومة السوفيتية لم تقرر بعد بان الانسحاب يتم وفقا لمعاهدة عام 1921 او معاهدة عام 1942(0).
وبين عامي 1944 و 1945 بدأ التنافس بين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي يشتد في إيران وبلغ ذروته في ازمة اصبحت عاملاً مساهماً في تطور الحرب الباردة(0)، قدمت إيران شكوى الى مجلس الامن التابع للأمم المتحدة ضد الاتحاد السوفيتي لتدخله في ازمة اذريبجان وبعد ذلك سحب الاتحاد السوفيتي قواته من شمال إيران في ربيع عام 1946 بسبب ضغوط الامم المتحدة والولايات المتحدة فضلاً عن المفاوضات مع الحكومة الإيرانية التي وافقت عن منح السوفيت امتيازاً للنفط(0).
وهكذا فقد بقيت المشكلة الإيرانية تدرس في وزارات الخارجية للدول الكبرى للخروج بحل أمثل لها دون حصول مصادمات بين الأطراف المتنازعة، لاسيما وان انتهاء الحرب العالمية الثانية قد اضاف عبء جديد على إيران لأنها اصبحت طرفا جديدا في الحرب الباردة التي اندلعت بعد انتهاء الحرب مباشرة، والتي لم تحل المشكلة الإيرانية الا في وقت لاحق.
الخلاصة:استطاعت ایران منذ مدة طويلة أن تستحوذ على اهمية خاصة في السياسة الخارجية السوفيتية وذلك لأسباب ستراتيجية في مقدمتها قربها المكاني من الأراضي السوفيتية، فضلا عن التواجد البريطاني على هذه الأراضي، العدو التقليدي للسوفيت، الذي يسبب حساسية كبيرة تجاههم، لاسيما بعد ان اخذ البريطانيون يدعمون الحركات الانفصالية المناوئة للسوفيت، فجعلهم يقدمون على استخدام الأراضية الإيرانية للرد على التجاوزات البريطانية، التي اتخذت من انسحاب الروس من الحرب ذريعة لاحتلال جميع الأراضي التي تقاسمها الطرفين قبل الحرب وفق معاهدة 1907.
فالمعاهدة الإيرانية - البريطانية لعام 1919 اججت الصراعات القديمة من جديد واعطت الحجة للسوفيت بالتقدم لاحتلال ایران عام 1921 وتوقيع معاهدة مكنت الروس من استخدام الاراضي الإيرانية في كل وقت تشعر به موسكو بخطر داهم نحوها، او وجود اضطرابات تهدد المصالح الحيوية الروسية، ومن هذا التاريخ بدات المنافسة بين الطرفين للحصول على أكبر قدر ممكن من الامتيازات التي ذهب أغلبها طيلة مدة مابين الحربين الى السوفيت.
وخلال الحرب العالمية الثانية وبعد دخول السوفيت الى جانب الحلفاء زادت اهمية ایران بالنسبة للسوفيت الذين أخذوا يعتمدون عليها للحصول على المواد الأولية والامدادات العسكرية من الحلفاء ولكن بسبب میل ایران خلال مدة حكم رضا خان الى جانب دول المحور تدخل السوفيت مع الدول الكبرى وغيرت الشاه الإيراني وفرضت عليه التنازل عن العرش لصالح ابنه محمد رضا في نهاية عام 1941، وفي الوقت نفسه دخول القوات السوفيتية واحتلال المناطق الشمالية من جديد ثم دعمها الكامل للحركات الانفصالية في الشمال ضد حكومة الشاه والتي استمرت طيلة مدة الحرب العالمية الثانية، بل وتأسيس الأحزاب المناصرة لها وفي مقدمتها ' حزب تودة الإيرانی" ذو التوجهات الشيوعية
النتائج: -
أفرزت الحرب العالمية الثانية مسائل عدة كان لها الأثر الواضح في عرقلة مسيرة العلاقات الإيرانية – السوفيتية.
-
رفض إيران طلب الاتحاد السوفيتي الحصول على امتيازات نفطية في شمال إيران
-
دعم الاتحاد السوفيتي للحركات الانفصالية في شمال إيران.
-
رفض الاتحاد السوفيتي سحب قواته من الأراضي الإيرانية بعد انهاء العمليات العسكرية للحرب العالمية الثانية.
-
رغم الصراع والتنافس الدولي بين بريطانيا والاتحاد السوفيتي استطاعت الدبلوماسية الإيرانية الحفاظ على قدر معين من مصالحها في خضم ذلك الصراع.
أولاً: الوثائق العراقية:
-
د. ك. و، البلاط الملكي، الملفة 745، تقارير المفوضية العراقية في طهران الى وزارة الخارجية العراقية، التطورات الداخلية في إيران، للمدة من 5 شباط - 31 كانون الاول/ 1941.
ثانياً: الرسائل الجامعية:
-
شامل عناد حسن البديري، العلاقات الإيرانية - السوفيتية 1951 - 1979، رسالة ماجستير غير منشورة، (جامعة بغداد: كلية الآداب، 2006).
-
عبد الرزاق حمزة عبدالله، مرسوم الاعارة والتأجير الامريكي في سنوات الحرب العالمية الثانية، رسالة ماجستير غير منشورة، (جامعة بغداد: كلية الآداب، 2006).
-
فوزية محمد صابر، إيران بين الحربين العالميتين 1918 - 1939، رسالة ماجستير غير منشورة، (جامعة البصرة: كلية الآداب، 1986).
-
نعيم جاسم محمد الدليمي، الاوضاع الاقتصادية في إيران، 1925-1941 دراسة تاريخية، رسالة ماجستير غير منشورة، (جامعة بغداد: كلية التربية، ابن الرشد، 2002).
ثالثاً: الكتب العربية والمعربة:
-
احمد ياسين البياتي، اهمية موقع إيران الجغرافي لامن الاتحاد السوفيتي واثر ذلك على العلاقات بين البلدين، الموصل، 1983.
-
امال السبكي، تاریخ ایران السياسي بين ثورتين 1906 – 1979، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 1999.
-
برزان التكريتي، الصراع الدولي في منطقة الخليج العربي والمحيط الهندي وتاثيره على اقطار الخليج العربي، بغداد، 1982.
-
جمال محمود حجر، القوى الكبرى والشرق الأوسط في القرنين التاسع عشر والعشرين، دار المعرفة الجامعية، اسكندرية، 1989.
-
خضير مظلوم فرحان البديري، التاريخ المعاصر لإيران وتركيا، مطبعة الضياء للطباعة والتصميم، النجف الاشرف، 2009.
-
خضير مظلوم فرحان البديري، إيران تفاقم الصراع الدولي واثره في سقوط رضا شاه وعقد مؤتمر طهران 1941- 1943، مطبعة الضياء، النجف الاشرف، 2007.
-
روبرت جراهام، السياسة الاقتصادية لإيران في ظل الشاه(ایران في المحنة مجموعة بحوث مترجمة)، ترجمة امين سلام، مركز دراسات الخليج العربي، جامعة البصرة، 1983.
-
ريمون كارتييه، الحرب العالمية الثانية (1942 - 1945)، ج2، تعريب، سهیل سماحة وانطوان مسعود، بیروت، 1967.
-
زهیر مارديني، الثورة الإيرانية بين الواقع والاسطورة، ط1، دار اقرا، بیروت، 1986.
-
عبد الهادي کریم سلمان، ایران في سنوات الحرب العالمية الثانية، مكتبة النهضة العربية، مرکز دراسات الخليج العربي، جامعة البصرة، 1986.
-
کمال مظهر احمد، دراسات في تاريخ إيران الحديث والمعاصر، بغداد، 1985
-
لازم لفتة المالکی، دراسات في تاريخ إيران الحديث والمعاصر، ط1، دار الكتب للطباعة والنشر، البصرة، 2007.
-
مازن اسماعيل رمضاني واخرون، العلاقات الدولية لإيران، ج1، بغداد، 1988.
-
محمد عبد الله العزاوي، دراسات في تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر، ط1، الدار الوطنية الجديد، دمشق، 2011.
-
محمد كامل عبد الرحمن، سیاسة ایران الخارجية في عهد رضا شاه 1921 - 1925، مركز الدراسات الإيرانية، جامعة البصرة، 1988.
-
محمد وصفي ابو مغلي، دليل الشخصيات الإيرانية المعاصرة، مركز دراسات الخليج العربي، جامعة البصرة، 1983.
-
مصطفى عبد القادر النجار، التاريخ السياسي لإمارة عربستان 1897 - 1925، القاهرة، د. ت.
-
هوزان سلمان الدوسكي، جمهورية كوردستان 22 كانون الثاني 1946 - 17 كانون الأول 1946 دراسة تاريخية - سياسية، ط1، مطبعة وزارة التربية، اربيل، 2005.
رابعاً: الكتب الاجنبية:
-
Kristen blacke, The us- soviet confrontation in iran, 1945-1962، University press of America، Newyork, 2009.
-
Lenczo wski, russyia and the west in Iran، 1918-1948, NewYork, 1968.
-
Mohammad Gholi Majed. Great Britain, Rezashah, the plunder of Iran، 1921-1941, University press of florida, 2001.
0() لازم لفتة المالكي، دراسات في تاريخ إيران الحديث والمعاصر، دار الكتب للطباعة والنشر، البصرة، 2007، ص105؛ خضير مظلوم فرحان البديري، التاريخ المعاصر لإيران تركيا، مطبعة دار الضياء للطباعة والتصميم، النجف الاشرف، 2009، ص60؛ جمال محمد حجر، القوى الكبرى والشرق الاوسط في القرنين التاسع عشر والعشرين، دار المعرفة الجامعية، الاسكندرية، 1989، ص108.
0() مازن اسماعيل رمضاني، واخرون، العلاقات الدولية لإيران، ج1، بغداد، 1988، ص127.
0() محمد عبدالله العزاوي، دراسات في تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر، الدار الوطنية الجديد، دمشق، 2011، ص245.
0() محمد عبدالله العزاوي، المصدر سابق، ص249.
0() هو حسن وثوق بن ميرزا ابراهيم خان معتمد السلطنة يعرف ب- (وثوق الدولة) ولد في طهران في العام 1878 وتلقى تعليمه في بيته حظي بتعليم خاص على يد مدرسين اكفاء واهتم بتعلم الانكليزية والفرنسية، وتقلد عدة مناصب واصبح واصبح رئيساً للوزراء في عهد احمد شاه القاجاري وعقد مع ربطانيا معاهدة 1919، توفي في عام 1950 ودفن في مدينة قم. ينظر: شامل عناد حسن البديري، العلاقات الإيرانية - السوفيتية 1951- 1979، رسالة ماجستير غير منشورة، (جامعة بغداد، كلية الاداب، 2006)، ص30.
0() المصدر نفسه، ص30
0() كمال مظهر احمد، دراسات ف تاريخ إيران الحديث والمعاصر، مكتبة النهضة العربية، بغداد، 1985، ص272.
0() شامل عناد حسن البديري، المصدر السابق، ص30-31.
0() فوزية محمد صابر، إيران بين الحربين العالمتين1918-1939، رسالة ماجستير غير منشورة، (جامعة البصرة، كلية الادراب، 1986)، ص76.
0() مصطفى عبد القادر النجار، التاريخ السياسي لامارة عربستان 1897-1925، القاهرة، د. ت، ص228.
0() عبدالهادي كريم سلمان، إيران في سنوات الحرب العالمية الثانية، مركز- الدراسات الخليج العربي، جامعة البصرة، 1986، ص33.
0() Lenczowski، Russia and the west in Iran, 1918 – 1948, Newyork، 1968، pp142-143.
محمد عبد الكريم العزاوي، المصدر السابق، ص246
0() محمد كامل محمد عبد الرحمن، سياسة إيران الخارجية في عهد رضا شاه 1921-1925 مركز الدراسات الإيرانية، جامعة البصرة، 1988، ص23؛ شامل عناد حسن البديري، المصدر السابق، ص31.
0() زهير مارديني، الثورة الإيرانية بين الواقع والاسطورة، دار اقرأ، بيروت، 1986، ص148.
0() لازم لفتة المالكي، المصدر سابق، ص105-106.
0() رضا خان: ولد في 16/3/1878 في شمالي إيران في قرية الشت، التحق في عام 1893 بفرقة الفوراق الفارسية، أصبح جنرال في عام 1920، قاد انقلاب الجيش في عام 1921، ثم عين ملكاً في إيران في عام 1925، للمزيد ينظر: محمد وصفي ابو مغلي، دليل الشخصيات الإيرانية المعاصرة، مركز دراسات الخليج العربي، جامعة البصرة، 1983، ص40.
0() زهير مارديني، المصدر السابق، ص149؛ لازم لفتة المالكي، المصدر السابق، ص105.
0() محمد كامل محمد عبد الرحمن، المصدر السابق، ص30؛ شامل عناد حسن البديري، المصدر السابق، ص35.
0() احمد ياسين البياتي، اهمية موقع إيران الجغرافي الامن الاتحاد السوفيتي واثر ذلك على العلاقات بين البلدين، الموصل، 1983، ص14
0() عبدالهادي كريم سلمان، المصدر السابق، ص34.
0() المصدر نفسه، ص35.
0() محمد عبدالله العزاوي، المصدر السابق، ص255.
0() مازن اسماعيل الرمضاني، المصدر السابق، ص139.
0 ()محمد كامل محمد عبد الرحمن، المصدر السابق، ص30
0() محمد عبدالله العزاوي، المصدر السابق، ص353
0() عبدالهادي كريم سلمان، المصدر السابق، 35-36؛ خضير مظلوم فرحان البديري، المصدر السابق، ص95.
0() مازن اسماعيل الرمضاني، المصدر السابق، ص128؛ خضير مظلوم فرحان البديري، المصدر، ص96.
0() عبدالهادي كريم سلمان، المصدر، ص38.
0() نعيم جاسم محمد الدليمي، الاوضاع الاقتصادية في إيران 1925-1941 دراسة تاريخية، رسالة ماجستير غير منشورة، (جامعة بغداد، كلية التربية ابن الرشد، 2002)، ص193.
0() المصدر السابق، ص151.
0() عبدالهادي كريم سلمان، المصدر السابق، ص38.
0() د. ك. و، البلاط الملكي، الملغة745، تقرير المفوضية العراقية في ظهران الى وزارة الخارجية العراقية، سري، (التطورات الداخلية في إيران)، 5 شباط، 31 كانون الاول، 1941، 10و11؟
0() مازن اسماعيل الرمضاني، المصدر السابق، ص128؛ شامل عناد حسن البديري، المصدر السابق، ص39.
0() عبدالهادي كرم سلمان، المصدر السابق، ص50.
0() برزان التكريتي، الصراع الدولي في منطقة الخلج العربي والمحيط الهندي وتأثيره على اقطار الخليج العربي، بغداد، 1982، ص66.
0() د. ك. و، الملفة السابقة، ص11.
0() المصدر نفسه.
0() المصدر نفسه.
0() Mohammed Gholi Majed، Great Britainm، Rezashah، the plunder of Iran، 1921-1941، Unviersity press of florida، 2001، p3،
خضير مظلوم فرحان البديري، المصدر السابق، ص108
0() روبرت جراهام، السياسة الاقتصادية لايرران في ظل الشاه (إيران في المحنة مجموعة بحوث مترجمة)، ترجمة امين سلام، مركز الدراسات الخليج العربي، جامعة البصرة، 1983، ص39.
0() عبدالهادي كريم سلمان، المصدر السابق، ص72.
0() المصدر نفسه، ص72-74.
0() محمد رضا بهلوي: ولد في عام 1919، عين ولياً للعهد في عام 1925، التحق بالكلية الحربية الإيرانية عام 1936، للمزيد، انظر: محمد وصفي ابو مغلي، المصدر السابق، ص44.
0() المصدر نفسه، ص40؛ شامل عناد حسن البديري، المصدر السابق، ص45؛
Mohammed Gholi majd، Great، Britain، reza shah، op. cit, p. 3
0() كمال مظهر احمد، المصدر السابق، ص277.
0() هوزان سلمان الدوسكي، جمهورية كوردستان22 كانون الثاني 1946- 17 كانون الاول 1946، دراسة تاريخية - سياسية، ط1، مطبعة وزارة التربية، اربيل، 2005، ص25-53.
0() محمد وصفي ابو مغلي، المصدر السابق، ص45.
0() عبدالهادي كريم سلمان، المصدر السابق، ص90-94.
0() هوزان سلمان الدوسكي، المصدر السابق، ص82.
0() عبد الهادي كريم سلمان، المصدر السابق، ص116، krisen blake، cit، p. 31.
0() زهير مارديني، المصدر السابق، ص149.
0()عبدالهادي كريم سلمان، المصدر السابق، ص96.
0() دول المحور هي: المانيا وايطاليا واليابان، ثم انضمت اليها فيما بعد بلغاريا والمجر للمزيد عن الحرب وتطوراتها العسكرية ينظر: ريمون كارتييه، الحرب العالمية الثانية (1942- 1945)، ج2، تعريب سهيل سماحة وانطوان مسعود، بيوت، 1967.
0() أمال السبكي، تاريرخ إيران السياسي بين ثورتين 1906 - 1979، المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب، الكويت، 1999، ص158.
0() عبد الهادي كريم سلمان، المصدر السابق، ص96.
0() مازن اسماعيل الرمضاني، المصدر السابق، ص161.
0() المصدر نفسه.
0()عبد الهادي كريم سلمان، المصدر السابق، ص96.
0()المصدر نفسه، ص97.
0()قانون الاعارة والتاجير: أصدر هذا القانون الرئيس الامريكي روزفلت في عام 1943 لمساعدة الدول الحليفة لها في الحرب، كانت قيمة هذا القانون الاجمالية 1300 مليون دولار امريكي، للمزيد من التفاصيل ينظر: عبد الرزاق حمزة عبدالله، مرسوم الاعارة والتاجير الامريكي في سنوات الحرب العالمية الثانية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الاداب، جامعة بغداد، 2006.
0() مازن اسماعيل الرمضاني، المصدر السابق، ص161.
0()امال السبكي، المصدر السابق، ص171-175.
0() مازن اسماعيل الرمضاني، المصدر السابق، ص162.
0() عبدالهادي كريم سلمان، المصدر السابق، ص96-99.
0() المصدر نفسه، ص99-100.
0() Kristen black، op، cit، p9
زهير مارديني، المصدر السابق، ص151.،
0()عبدالهادي كريم سلمان، المصدر السابق، ص101.
0() مازن اسماعيل الرمضاني، المصدر السابق، ص174.
0() المصدر نفسه، ص174.
0() المصدر نفسه، ص165، للمزيد من المعلومات، ينظر: خضير مظلوم البديري، تفاقم الصراع الدولي واثره في سقوط رضا شاه وعقد مؤتمر طهران 1941-1943، مطبعة دار الضياء، النجف الاشرف، 2007، ص106- 216.
0() آمال السبكي، المصدر السابق، ص171-175.
0() مازن اسماعيل الرمضاني، المصدر السابق، ص175-178.
0()Kristen blake، op. cit، p9.
0() Kristen blake، op. cit، p. 28.
Raheem Hasan Mohammed Al-Shami || Soviet influence in Iran during World War II 1939-1945 ||Ibn Khaldoun Journal for Studies and Researches || Volume 2 || Issue 6 || Pages 661 - 682.
0
Article Title | Authors | Vol Info | Year |
Volume 2 Issue 6 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 6 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 6 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 6 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 6 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 6 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 6 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 6 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 6 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 6 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 6 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 6 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 6 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 6 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 6 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 6 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 6 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 6 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 6 | 2022 | ||
Volume 2 Issue 6 | 2022 | ||
Article Title | Authors | Vol Info | Year |