37
57
2022
1682060078052_3038
185-202
https://journal.aladwajournal.com/index.php/aladwa/article/download/500/379
https://journal.aladwajournal.com/index.php/aladwa/article/view/500
Hadīth Science of Hadīth Attention of Muhaddithūn Sahih al-Bukhārī Shuruh Indian subcontinent.
مقدمة
قد نُقل في كتب التأريخ حول دخول الإسلام إلى شبه القارة الهنديَّة أن الجماعة من الصَّحابة رضوان الله عليهم أجمعين استوطنوا الهند بعد خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأخرجوا النَّاس من عبادة العباد والأوثان إلى رب العباد وأنقذوهم من ظلمات الكفر والضَّلال وأدخلوهم في نور الإيمان والإسلام. وكانت من عاداتهم إذا أحلُّوا بدار قَوْمٍ علَّموهم القرآن والسُّنَّة والأحكام الشَّرعيَّة في الحلقات والمساجد. ولذلك انتشرت الحلقات في كل نواحي شبه القارة الهنديَّة حيث أصبحت "منصورة" و"قُصَدار" مراكز للحديث كما أشار إليه الرَّحالة شمس الدين أبي عبد الله المقدسي (ت 380/990) الذي زار الهند قبل غزو السُّلطان محمود الغزنوي (ت 421/1030) في الرُّبع الأخير من القرن الرَّابع الهجري قائلا: "إن أكثرهم كانوا أصحاب الحديث".[1]
وبعد دخول الفاتحين الغزنويين والغوريين في القرن الخامس والسَّادس الهجري إلى شبه القارة الهنديَّة أخذت العلوم العقليَّة مكانة العلوم الشَّرعيَّة وركز أهل العلم على المنطق والفلسفة والهندسة والحساب. وضَعُفت حركة الحديث في هذه المنطقة فلم يعد يحرص العلماء وطلاب العلم على تعلُّم السُّنَّة النَّبويَّة كما كانوا؛ وإن لم تنته صلة العوام والخواص بعلم الحديث من أجل جهود المحدِّثين في هذه الحقبة أمثال: الشَّيخ إسماعيل اللاهوري (ت 448/1056).[2]
والظاهر من تَتَبُّعِ تَأْرِيخِ نهضة علم الحديث في شبه القارة الهنديَّة أنها بدأت بعد ما تولى السُّلطان علاء الدِّين الخِلْجِي (ت 716/1316) خلافة الهند وجعل مدينة دلهي عاصمتها وكان من محبي العلم والعلماء فاجتمع إليه المفسرون والمحدِّثون والفقهاء والأدباء من كل الأمصار حتى أصبحت هذه المدينة مركزًا لجهابذة العلم في العلوم النقليَّة والعقليَّة وجُمع فيها من كان لهم طول باع فيها إلى أن وصفهم ضياء الدين البَرْنِي (ت 767/1359) بأن كل واحد منهم كان نَسِيجَ وَحْدِه وفريد عصره، وبعضهم كانوا يضاهي الإمام الغزالي (ت 505/1111)، والإمام الرازي (ت 606/1209).[3]
ومن مزيَّات هذا القرن أنه كانت بداية ظهور المدارس الإسلاميَّة في شبه القارة الهنديَّة وعناية المحدِّثين بالجامع الصَّحيح للإمام البخاري (ت 256/869) شرحًا وتعليقًا في الوقت نفسه؛ لأنه كان من أبرز المصادر الحديثيَّة اهتمامًا وتدريسًا في مدارس الهند. وأول من توجه إلى التأليف حول صحيح البخاري في القرن السَّابع الهجري ألا وهو عصر النهضة فهو محدِّث وفقيه زمانه الحسن بن محمد الصَّغاني اللاهوري (ت 650/1252)، وتبعه المحدِّثون الآخرون في القرون التي تليه. [4] وقد أُلقي الضوء على كل ذلك في السُّطور التَّالية:
1. شروح الجامع الصَّحيح البخاري في شبه القارة الهنديَّة
إن الجامع الصَّحيح للإمام البخاري هو أحد أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى واعتمد عليه المسلمون في كل بقاع العالم شرقًا وغربًا واعتنى به المحدِّثون شرحًا وتعليقًا وتخريجًا عربًا وعجمًا. وقد كان صحيح البخاري من المقررات الدراسيَّة في المدراس الأهليَّة في شبه القارة الهنديَّة ومازال. والظاهر من تتبع أعمال محدِّثي شبه القارة الهنديَّة أن الاهتمام بالجامع الصَّحيح البخاري بدأ في القرن السَّابع الهجري والفضل في هذا الباب للشَّيخ الحسن بن محمد الصَّغاني اللاهوري (ت 650/1252). وقد تبيَّن من البحث في المؤلفات حول صحيح البخاري أنها تنوعت وتطورت بمرور الزمن؛ ولذلك ذكرت كل الأعمال حوله في الثلاثة المراحل حسب أنواع المؤلفات، ونهضة علم الحديث وتطوره وازدهاره. تبدأ المرحلة الأولى من القرن السَّابع إلى القرن العاشر الهجري وهو عصر شرح صحيح البخاري وظهور حاشية عليه باللغة العربيَّة. والمرحلة الثانيَّة من القرن الحادي إلى نهاية القرن الثَّالث عشر الهجري، وهو عصر تطور علم الحديث في شبه القارة الهنديَّة وظهور تنوع المؤلفات وشروح وتراجم باللغة الفارسيَّة، وأما المرحلة الثالثة فهي تتضمن القرن الرَّابع عشر الهجري وما بعده وهو عصر ازدهار علم الحديث في شبه القارة الهنديَّة وظهرت فيها من المؤلفات بأكثر من اللغة مثل اللغة العربيَّة والأرديَّة والبُشتويَّة وتنوع فيها التأليف بين شروح وتعليقات وحواشٍ وشرح تراجم أبواب وثلاثيات وتخريج وشرح أبيات.
1.1. المرحلة الأولى: من القرن السَّابع حتى نهاية القرن العاشر الهجري
يعد القرن السَّابع الهجري بداية تأليف شروح على صحيح البخاري في شبه القارة الهنديَّة والفضل في هذا الباب للإمام الأديب المفسر المحدِّث الشَّيخ الحسن بن محمد الصَّغاني (ت 650/1252) الذي وُلد في مدينة لاهور، وتتلمذ على أيدي جهابذة العلم في شبه القارة الهنديَّة وخارجها أمثال: تقي الدين سليمان بن حمزة المقدسي (ت 628/1231)، وعلي بن محمد السَّخاوي (ت 643/1245)، وإبراهيم بن يحيى المكناسي (ت 666/1267). وقد اشتهر بين معاصريه بدقة نظره وسعة اطلاعه في اللغة العربيَّة كما هو الظاهر من مؤلفاته ولكن يُعلم من مراجعة كتبه أنه كان له يد طولى في علم الحديث إلى أن وُصف بحجة المحدِّثين وعمدة المحققين في الوقت نفسه. وبرز هذا جليًّا في تأليفه "التَّكملة والذَّيل والصِّلة" -وهو من استدراكه النقص الذي وقع فيه الإمام الجوهري (ت 393/1003)-، و"مشارق الأنوار النَّبويَّة من صحاح الأخبار المصطفويَّة"، و"موضوعات الصَّغاني في الأحاديث الموضوعة". وذُكر في المصادر أنه أول من شرح الجامع الصَّحيح للبخاري في شبه القارة الهنديَّة.[5]
ورغم عناية المحدِّثين في شبه القارة الهنديَّة بعلم الحديث عامةً وصحيح البخاري خاصةً لا نجد في القرن الثَّامن والتَّاسع الهجري مَنْ شَرَحَ الجامع الصحيح البخاري بعد الإمام الصَّغاني حتى بداية القرن العاشر الهجري. وكان السَّيد عبد الأول بن علي الجونبوري الحنفي (ت 968/1560) أول من اهتم بصحيح البخاري شرحًا في تلك الحقبة، وألف "فيض الباري شرح صحيح البخاري". وتبعه الشَّيخ يعقوب بن حسن الكشميري (ت 1003/1594)، والشَّيخ طاهر بن يوسف السندي (ت 1008/1599) في شرحهما صحيح البخاري.[6]
والظاهر من دراسة القرن التَّاسع والعاشر الهجري في تاريخ شبه القارة الهنديَّة وجهود أهل العلم فيهما في نشر العلوم الشَّرعيَّة تدريسًا وتأليفًا أن الحواشي على كتب الأدب العربي والفقه والمنطق كانت معروفة لدى العلماء، ولكن لم يسبق أحد من الشَّيخ محمد بن طاهر الفتني الكجراتي (ت 913/1507) في الحاشية على صحيح البخاري فهو أول من اتجه إلى هذا الصِّنف من التّأليف حول صحيح البخاري في تاريخ شبه القارة الهنديَّة. وقد نالت حاشيته على صحيح البخاري شرف القبول في المدارس الأهليَّة والحلقات العلميَّة، واستفاد منها كُلٌّ من العلماء وطلاب الحديث.[7]
1.2.المرحلة الثَّانيَّة:من القرن الحادي عشر حتى نهاية القرن الثَّالث عشر الهجري
يُعلم من تتبع تاريخ علم الحديث في شبه القارة الهنديَّة أن علم الحديث تطور بعد القرن العاشر الهجري وظهرت أعمال مبتكرة ومتنوعة حول السّنّة النبويّة من شروح وحواشٍ وتعليقات وتراجم أبواب لقيت القبول في بلاد العجم والعرب. ويظهر من مراجعة تلك الأعمال العلميَّة أن كل ما ألف من شرح وحاشية قبل القرن الحادي عشر حول صحيح البخاري كان باللغة العربيَّة رغم أن أهالي شبه القارة الهنديَّة كانوا يهتمون باللغة الفارسيَّة في مدارسهم التقليديَّة. وبعد بداية القرن الحادي عشر لم يكتفِ أهل العلم على اللغة العربيَّة في تأليف كتبهم فحسب بل فُتحت صفحة جديدة في تاريخ شبه القارة الهنديَّة وهو تأليفهم حول السُّنَّة النَّبويَّة باللغة الفارسيَّة وظهرت شروح وحواشٍ وتعليقات مفيدة على كُتب الحديث عامة وعلى الصَّحيح للبخاري خاصة في هذه الحقبة؛ لذلك يعد القرن الحادي عشر الهجري بداية دور اللغة الفارسيَّة في نشر العلوم الشَّرعيَّة في شبه القارة الهنديَّة.
1.2.1. شروح صحيح البخاري باللغة العربيَّة
كلما نبحث عن شارحي صحيح البخاري في القرن الحادي عشر الهجري فيأتي أول اسم في هذا الباب للمحدِّث الكبير الشَّيخ عثمان بن عيسى الصَّديقي (ت 1008/1599) الذي برع في اللغة العربيَّة وحذق علم الحديث. وقد ألف شرحًا لصحيح البخاري وسماه بـ "غاية التَّوضيح للجامع الصَّحيح للبخاري"، وتبعه في تأليف شرح الجامع الصَّحيح البخاري محمد أكرم نصر بوري الذي توفي في أوائل القرن الحادي عشر. وكذلك الشَّيخ السَّيد سعد الله السَّلوني (ت 1038/1628) في تأليفه "ضياء السَّاري شرح صحيح البخاري"، والشَّيخ محمد جعفر نور عالم البخاري الكجراتي (ت 1085/1674) في تأليفه "الفيض الطَّاري شرح صحيح البخاري" وهو في مجلدين وتوجد نسخته الخطيَّة في المكتبة الأصفيَّة بحيدر آباد الدكن. ويعد "الخير الجاري في شرح صحيح البخاري" للشَّيخ يعقوب البناني اللاهوري (ت 1098/1687) من آخر الشروح في القرن الحادي الهجري.[8]
وقد ظهر في القرن الثَّاني عشر الهجري من أعمال قيمة حول صحيح البخاري في بقعة شبه القارة الهنديَّة مثل: "المختصر على تحفة الباري شرح صحيح البخاري" للشَّيخ أبي الحسن محمد عبد الهادي (ت 1136/1723) الذي كان من أَجَلِّ المحدِّثين والفقهاء في شبه القارة الهنديَّة وقد اشتهر الشَّيخ في الأوساط العلميَّة بأبي الحسن السندي الكبير. وله أكثر من حاشية على كتب الحديث لا سيما على الكتب السِّتَّة، ومسند الإمام أحمد بن حنبل (ت 241/855). وقد تبع منهجه العالم النحرير الشَّيخ نور الدِّين أحمد آبادي (ت 1155/1742) وألف "نور القاري شرح صحيح البخاري"، وكذلك ألف الشَّيخ النبل مير غلام علي آزاد البلجرامي (ت 1200/1786) "ضوء الدَّراري شرح صحيح البخاري" وساهم في إضافته للتُّراث الإسلامي وللأعمال العلميَّة حول صحيح البخاري في نهاية القرن الثَّاني الهجري.[9]
1.2.2. تراجم وشروح صحيح البخاري باللغة الفارسيَّة
وقد شهد التأريخ أن جمعًا من الشُّعراء والكُتَّاب والعُلماء سافروا إلى شبه القارة الهنديَّة في زمن السُّلطان محمود الغزنوي واستيلاء المغول على إيران فاستفاد منهم أهل الهند في الحلقات العلميَّة والمدارس الأهليَّة في مختلف أقطاع شبه القارة الهنديَّة. وهذا أحد أسباب انتشار اللغة الفارسيَّة في الهند حيث أصبحت إحدى أكبر اللغات التي يُهتم بها في أخذ العلوم ونشرها. ويشهد على اهتمام أهالي شبه القارة الهنديَّة باللغة الفارسيَّة أنهم ألفوا بها في علوم القرآن والحديث والفقه في القرون المختلفة. وقد بدأ بها التأليف حول صحيح البخاري من ترجمة وشرح وحاشية وتعليق في الرُّبع الثَّاني من القرن الحادي عشر الهجري. وأول من بادر إليها في شبه القارة الهنديَّة هو الشَّيخ عبد الحق الدِّهلوي (ت 1052/1642) حيث شرح البخاري باللغة الفارسيَّة، وتبعه الشَّيخ نور الحق بن عبد الحق المحدِّث الدِّهلوي (ت 1073/1662) في تأليف "تيسير القاري في شرح صحيح البخاري"، وقد كان مُلَبِّيًا لوصية أبيه وشيخه عبد الحق الدِّهلوي حيث كان مكبا على شرح مشكاة المصابيح "أشعة اللمعات" باللغة الفارسيَّة. واعتمد الشَّيخ نور الحق في شرحه على من سبقه في هذا الفن من المحدِّثين المتقدمين أمثال: الكرماني (ت 786/1384)، وابن حجر العسقلاني (ت 852/1448)، وبدر الدين العيني (ت 855/1451)، والسيوطي (ت 911/1505). وقد حاول فيه شرح المسائل بإيجاز والتركيز على الأهم. وقد شرح فيه المؤلف تراجم الأبواب ومناسبة الأحاديث لها ووضح الكلمات الغريبة معنًا ونحوًا وصرفًا حسب الحاجة. وقد سلك في شرحه للأحاديث النَّبويَّة منهج شرح الحديث بالحديث وبيَّن الأحكام الفقهيَّة وآراء الفقهاء بالإضافة إلى ترجيح المذهب الحنفي وتناول مباحث مهمةً من علم أصول الحديث وعلم الجرح والتعديل.[10]
واستمر التأليف حول صحيح البخاري في القرن الثالث العشر الهجري وألف فيه السَّيد شاه محمد غوث اللاهوري ثم البشاوري (ت 1152/1739) "شرح غوثية شرح بخاري" بالمنهج الفريد الذي تلقى في الأوساط العلميَّة قديمًا وحديثًا. ونظرًا لأهميته ترجمه محمد أمير شاه القادري (ت 1425/2004) إلى اللغة الأرديَّة وحققه وعلَّق عليه محمد سميع الله طالب جامعة بشاور في رسالته الدكتوراه.[11]
والظاهر من تتبع تاريخ تراجم الكتب في شبه القارة الهنديَّة أن العلماء اهتموا بترجمة التُّراث الإسلامي العربي إلى اللغة الفارسيَّة في منتصف القرن العاشر والحادي عشر الهجري وقد ترجموا ضمنها كتب السُّنَّة النَّبويَّة. وقد تبيَّن من البحث في المصادر حول تراجم صحيح البخاري وشرحه أن الشَّيخ سلام الله بن شيخ الإسلام الرامفوري (ت 1233/1818) كان أول من أفرد ترجمة أحاديث صحيح البخاري بالفارسيَّة للإفادة العامة؛ لأنها كانت لغة التفاهم مثل اللغات المحلية بين أهل الهند آنذاك. وأما شروح صحيح البخاري بالفارسيَّة فقد سبق الشَّيخ حسن بن محمد صديقي البنجابي المعروف بالعلامة دراز البشاوري (ت 1260/1844) بتأليف "فتح الباري شرح صحيح البخاري" في القرن الثالث العشر الهجري وهو من بين أدق وأجمع شروح صحيح البخاري بالفارسيَّة في شبه القارة الهنديَّة في تلك الحقبة.[12]
1.2.3. التَّعليقات على صحيح البخاري وشرح تراجم أبوابه
ومن أنواع المؤلفات التي ظهرت في القرن الثَّاني عشر الهجري حول صحيح البخاري هو التعليقات عليه وشرح تراجم أبوابه، والفضل في باب التعليق على صحيح البخاري لأبي الحسن السندي (ت 1139/1726) وسماه بـتعليق لطيف. وأما في باب شرح تراجم أبواب صحيح البخاري فهو للمحدِّث الشَّاه ولي الله الدِّهلوي (ت 1176/1762).[13]
1.2.4. أطراف صحيح البخاري وجمع أحاديثه
وهذا النوع من التأليف لم يكن معروفا لدى أهل العلم قبل القرن الثَّاني عشر في شبه القارة الهنديَّة فكان الشَّيخ محمد هاشم التتوي (ت 1174/1760) أول من ألف حياة القاري بأطراف صحيح البخاري، وتبع فيه منهج الإمام الحافظ المزي (ت 742/1341) ورتَّب فيه أطراف البخاري مثل تحفة الأشراف. وهو كتاب مخطوط توجد نسخته خطيَّة في مكتبة الشَّيخ المرحوم بديع الدِّين الرَّاشدي وبالمتحف الوطني بكراتشي باكستان. وجدت نسخته في مكتبة الأستاذ الدكتور محمد بن تركي التركي وهي متوفرة على موقع شبكة الألوكة وذكر أن أصله نسخته في مكتبة الحرم المكي.[14]
وكذلك لم يسبق أحد الشَّيخ محمد عابد السندي (ت 1257/1841) إلى جمع روايات صحيح البخاري فقد ألَّف "منحة الباري في جمع روايات صحيح البخاري" في القرن الثَّالث الهجري، وهو أيضا كتاب مخطوط توجد نسخته خطيَّة بيد المؤلف في المكتبة المحموديَّة بالمدينة المنورة.[15]
1.3. المرحلة الثَّالثة: القرن الرَّابع عشر الهجري وبعده
يعد القرن الرَّابع عشر الهجري بداية ازدهار العلوم الشَّرعيَّة في شبه القارة الهنديَّة وقد تنوعت المؤلفات فيها حول صحيح البخاري من شروح وتعليقات وتراجم وفي القرون التي تليه ويظهر من مراجعة الأعمال المنشورة والمخطوطة في هذه الحقبة ومقارنتها بالقرون الأولى أن اللغة الأرديَّة أخذت مكان الفارسيَّة في المدارس الأهليَّة والأوساط العلميَّة. وكذلك ظهر فيها التأليف حول صحيح البخاري باللغة البُشتويَّة التي هي من أكبر وأشهر لغات العِلم والتَّعلُّم في أفغانستان وما تقاربها من المدن شمال باكستان.
1.3.1. شروح صحيح البخاري بالعربيَّة
لا شك أن اللغة العربيَّة ما زالت اللغة الأولى للتأليف في الأوساط العلميَّة في شبه القارة الهنديَّة فقد ظهرت بها من المؤلفات في العلوم الشَّرعيَّة والآلية التي لا تستغنى عنها المكتبات الإسلامية في العالم الإسلامي. وبعد بحث في المكتبات والمقالات المنشورة حول شروح صحيح البخاري باللغة العربيَّة في القرن الرَّابع عشر الهجري وبعده فقد عثرت على ما يقارب سبعة عشر شرحًا مطبوعًا وغير مطبوع وهي كما يلي:
1- عون الباري لحل أدلة البخاري للنواب صديق حسن خان القنوجي (ت 1307/1889). هو شرح "للتجريد الصَّريح لأحاديث الجامع الصَّحيح" للإمام الزبيدي (ت 893/1487)، وقد صرَّح به المؤلف في مقدمته.[16]
2- لامع الدَّرَاري على صحيح البخاري، وهو من أمالي الشَّيخ رشيد أحمد الكنكوهي (ت 1324/1906) فقد جمعها وعلَّق عليها ونشرها الشَّيخ محمد زكريا الكاندهلوي (ت 1402/1981).[17]
3- فتح الباري في ترجيح صحيح البخاري للشَّيخ محمد حسين البتالوي (ت 1338/1919).[18]
4- حل صحيح البخاري للشَّيخ الميرزا حيرت الدِّهلوي (ت 1347/1928).[19]
5- فيض الباري على صحيح البخاري وهو من أمالي الشَّيخ محمد أنور شاه الكشميري (ت1352/1933)، وقد جمعها تلميذه الرَّشيد الشَّيخ بدر عالم الميرتهي (ت 1358/1939). هو مطبوع ونشرته دار الكتب العلميَّة بيروت سنة (1426/2005) في ستة أجزاء. [20]
6- عون الباري لحل عويصات البخاري للشَّيخ محمد إبراهيم مير السيالكوتي (ت 1376/1956).[21]
7- شرح مختصر لصحيح البخاري للشَّيخ خير محمد بن إلهي بخش الجالندهري (ت1390/1970).[22]
8- تحفة القاري بحل مشكلات البخاري للشَّيخ محمد إدريس بن محمد إسماعيل الكاندهلوي (ت1394/1974). وهو ليس شرحًا كاملا لصحيح البخاري بل اختار المؤلف مواضع صعبة منه التي قد ثقل على الطلاب حلُّها.[23]
9- أمالي الشَّيخ محمد الجوندلوي (ت 1405/1984) على صحيح البخاري وقد طُبع منه جزآن فقط.[24]
10- عين الجاري شرح صحيح البخاري من أمالي الشَّيخ عبد الرحمن المينوي (ت 1395/1975) وقد عَرَّبَه تلميذه الرَّشيد مولانا خان محمد شيراني. وكان منهج الشَّيخ المينوي في شرح أحاديث صحيح البخاري أنه كان يذكر المباحث العلميَّة في الباب إجمالًا ثم يفصِّل فيها بأسلوب سهل وجامع كما هو الظاهر من مراجعة هذا الشرح.[25]
11- غُنْيَة القاري شرح صحيح البخاري للشَّيخ محمد عبد الخالق الباجَوْرِي (ت 1410/1989). وهو يحتوي على ستة أجزاء، ولكنه ما عدا الجزء الأول غير مطبوع. وقد طُبع الجزء الأول في مطبعة منظور العام بريس بشاور باكستان سنة (1389/1940). ويُعلم من مراجعة الجزء الأول أن مؤلفه قد سلك فيه منهج ابن حجر العسقلاني في شرح الأحاديث وتحقيق الكلمات الغريبة وبيان إعرابها ومعانيها. وكذلك في دراسة الأسانيد والمذاهب الفقهيَّة في أحاديث الأحكام.[26]
12- تفهيم الباري للشَّيخ كَوْهَر الرحمن (ت 1424/2003). وهو لم يكمل إلا مقدمته حتى وافته المنية. وهو يتضمن أهم مباحث علم أصول الحديث وتعريفًا جامعًا للصَّحيح البخاري وللإمام البخاري، وأنواع كتب الحديث، وآداب المحدِّث والطالب وأصول الرِّواية والدِّراية وحُجيَّة الحديث. وقد ذُكر أنه سيُكمَل قريبًا من دروسه المسجلة ويُطبع من مكتبة جامعته تفهيم القرآن، ويعمل على جمعه وتحقيقه وتخريجة نخبة من تلاميذه تحت إشراف ابنه الفاضل الدكتور عطاء الرحمن.[27]
13- بركة المغازي للشَّيخ محمد حسن جان (ت 1428/2007). وقد تحدَّث فيه الشَّيخ عن 28 غزوة و43 سرية، وأجاب فيه عما يرد في أذهان طلاب الحديث حول الحديث وحُجيَّته.[28]
14- هداية القاري إلى صحيح البخاري للمفتي محمد فريد شرح فيه كتاب الإيمان وكتاب العلم واستفاد فيه من فتح الباري وفيض الباري ومن أمالي الشَّيخ أنور شاه. وقد قدّم له مقدمة علميَّة تتضمن مباحث روايات الحديث ودرايته وحجيَّته وأنواعه وترجمة الإمام البخاري والتعريف بكتب الحديث.[29]
15- هدية الباجوري شرح الصَّحيح للإمام البخاري للشَّيخ عبد الجبار الباجوريِّ. وهو شرح فريد الأسلوب والمنهج فقد ذكر المؤلف في مقدمته أهم مباحث علم الحديث التي يحتاجها المبتدئ في علم الحديث.[30]
16- فضل الباري في خلاصة البخاري للشَّيخ عبد الحق الباجوري وقد لخص فيه البخاري وحلَّ مشكلاتها بأسلوب ماتع وكتب له مقدمة علمية تحتوي على أهم مباحث علم أصول الحديث.[31]
17- الكوثر الجاري على مشكلات البخاري للشَّيخ محمد يار بادشاه وقد جمع فيه من أمالي شيخيه عبد الرحمن المينوي (ت 1395/1975)، وطاهر البنجبيري (ت 1408/1987) بالمنهج العلمي والأسلوب الماتع باللغة البُشتَويَّة وقد عَرَّبَه وخَرَّج أحاديثَه تلميذه مولانا عبد الرحمن النورستاني. [32]
1.3.2. ترجمة صحيح البخاري إلى اللغة الأرديَّة
يرجع تاريخ بداية التأليف باللغة الأرديَّة في شبه القارة الهنديَّة إلى القرن الثالث العشر الهجري حيث ترجم الشَّاه عبد القادر الدِّهلوي (ت 1243/1827) والشَّاه رفيع الدين الدِّهلوي (ت 1249/1833) معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأرديَّة. وأما التأليف حول صحيح البخاري فقد بدأ في بداية القرن الرَّابع عشر الهجري. وقد تُرجم صحيح البخاري إلى اللغة الأرديَّة وشرح بها من قبل جهابذة العلم وطوع الباع في علم الحديث في شبه القارة الهنديَّة؛ ليستفيد منه عامة الخلق وخواصهم. وأول من توجه إلى هذا العمل المبارك فهو كان الشَّيخ محمد بن هاشم السُّورتي السَّامرودي (ت 1315/1897) ثم تبعه الشَّيخ النواب وحيد الزمان الحيدر أبادي (ت 1338/1919) وطُبع ترجمته للصحيح البخاري بـ "تيسير الباري". وقد صحبه في خدمة أحاديث البخاري ترجمةً الشَّيخ ميرزا حيرت الدِّهلوي (ت 1347/1928) الذي كان من معاصري الشَّيخ وحيد الزمان. وترجم أبو تراب عبد التّواب بن قمر الدين الملتاني صحيح البخاري وطُبع في ثمانية أجزاء.[33]
ظهرت بعده ترجمة الشَّيخ محمد داود دراز (ت 1401/1980) للجامع الصَّحيح البخاري وهي ترجمة سهلة وفق الأسلوب الجديد في اللغة الأرديَّة الفصيحة. وزبدة البخاري التي هي ترجمة الشَّيخ عزيز الحسن البجنوري. وكذلك قد ترجم الشَّيخ عبد السَّتار الحماد والشَّيخ رئيس أحمد الجعفري تجريد البخاري إلى اللغة الأرديَّة وكل منهما تلقى القبول في الأوساط العلميَّة في شبه القارة الهنديَّة.[34]
1.3.3. شروح صحيح البخاري باللغة الأرديَّة
ولما أخذت اللغة الأرديَّة مكان اللغة الفارسيَّة في خدمة الصَّحيح البخاري ظهر بها من الشروح والتعليقات والأعمال الأخرى الهامة حول الجامع الصَّحيح البخاري. وقد رصد الباحث الشروح باللغة الأرديَّة في القرن الرَّابع عشر الهجري وبعده فوجد حوالي اثنان وعشرين شرحًا. وهي كما يلي:
1- فيض الباري ترجمة وشرح صحيح البخاري للشَّيخ الحافظ أبي الحسن السيالكوتي (ت1325/1907) وهو من أبرز تلاميذ السَّيد نذير حسين الدِّهلوي (ت 1320/1902). وقد قيل فيه أنه ترجمة فتح الباري وهو غير صحيح كما يتضح ذلك من مراجعته. وقد استفاد الشَّيخ في تراجم الأبواب وشرح الأحاديث وبيان مذاهب الفقهاء في الأحكام من شروح لمن سبقه في هذا الباب مثل: فتح الباري، وعمدة القاري والتوشيح، وإرشاد السَّاري، وكواكب الدَّراري، وتيسير القاري ومنح الباري.
2- شرح صحيح البخاري للشَّيخ أمير علي اللكهناوي (ت 1337/1918).[35]
3- تسهيل القاري للشَّيخ النواب وحيد الزمان الحيدر أبادي (ت 1338/1919) فهو شرح مفصل غير ترجمته لصحيح البخاري الذي تقدم ذكره، وقد استفاد فيه الشَّيخ من فتح الباري وإرشاد السَّاري ونيل الأوطار وغيرها من المصادر القديمة والحديثة في شرح أحاديث صحيح البخاري.[36]
4- ترجمة وشرح صحيح البخاري للشَّيخ عبد الواحد، والشّيخ عبد الرَّحيم (ت 1342/1923) ابنا الإمام عبد الله الغزنوي.[37]
5- أنوار الباري في شرح صحيح البخاري للشَّيخ أحمد رضا البجنوري وهو أمالي الشَّيخ محمد أنور شاه الكشميري (ت 1352/1933). ولكنه ليس مقتصرًا على دروسه لصحيح البخاري فحسب بل استفاد فيه الشَّيخ أحمد رضا من مؤلفات ودروس الشيوخ الآخرين أيضا أمثال: الشَّيخ رشيد أحمد الكنكوهي، والشَّيخ شبير أحمد العثماني والشَّيخ حسين أحمد المدني.[38]
6- فضل الباري شرح وجيز على صحيح البخاري للشَّيخ شبير أحمد العثماني (ت 1369/1949). وهو عبارة عن دروسه ألقاها في دار العلوم ديوبند، وقيَّدها أحد تلاميذه ثم راجعها الشَّيخ مراجعة دقيقة إلا لم يتسير له إتمام المراجعة. وقد طبعه القاضي عبد الرحمن بكراتشي باكستان ونسبه للشَّيخ شبير أحمد العثماني حيث ادعى أنه حصل على نُسخ هذا الشرح من ورثة الشَّيخ العثماني.[39]
7- الكوثر الجاري في حل مشكلات البخاري للشَّيخ محمد أبي القاسم البنارسي (ت1369/1949). وهو من تلاميذ السَّيد نذير حسين الدِّهلوي، والشَّيخ عبد الرَّحمن المباركفوري. واشتغل بتدريس الحديث ودرس صحيح البخاري أربعين سنة وألف مؤلفات قيمة في الرَّد على من خالف السُّنَّة والطريقة السَّلفيَّة.[40]
8- نصرة الباري شرح صحيح البخاري للشَّيخ عبد الستار بن عبد الوهاب الدِّهلوي (ت1386/1966). وقد أنجز منه الجزء الأكبر ووافته المنية قبل إكماله فأتمه الشَّيخ كرم الجليلي.
9- إيضاح الباري أمالي على صحيح البخاري للشَّيخ فخر الدين المراد آبادي (ت 1392/1972). وقد دونه ورتبه تلميذه الشَّيخ رياست علي البجنوري وراجعه الشَّيخ محمد لقمان الفاروقي.
10- الكوثر الجاري على رياض البخاري للشَّيخ عبد الرَّحمن بن سيد أمير المرواني (ت1395/1975).[41]
11- تفهيم البخاري للشَّيخ غلام رسول بن نبي بخش الرضوي (ت 1421/2001). وهو من أشهر شروح صحيح البخاري باللغة الأرديَّة. وقد اهتم فيه المؤلف بذكر المذاهب الفقهيَّة الأربعة وترجيح المذهب الحنفي وبيان علم الحديث والتحقيق اللُّغويِّ للكلمات الغريبة.
12- نزهة القاري شرح صحيح البخاري للشَّيخ شريف الحق الأمجدي الذي من شيوخ الجامعة الأشرفية بمباركفور. وهو شرح متوسط للجامع الصَّحيح البخاري فقد حذف فيه المؤلف الأحاديث والأبواب المكرره، وأشار إلى المسائل المستنبطة من تلك الأحاديث المكرره.
13- فيوض الباري شرح صحيح البخاري للشَّيخ محمد أحمد رضوي. وهو من خلفاء السَّيد أحمد البركات شيخ جمعية الأحناف بلاهور.
14- منهاج البخاري للشَّيخ محمد معراج الإسلام (ت 1438/2017) وهو شرح موجز اهتم فيه المؤلف بذكر أهمية الحديث وحُجيَّته وما يُستفاد من الحديث.
15- إرشاد القاري إلى صحيح البخاري للشَّيخ المفتي رشيد أحمد لدهيانوي (ت 1422/2002).[42]
16- معين القاري شرح صحيح البخاري من أمالي الشَّيخ معين الدين ختك (ت 1402/1982). وقد جمعها ورتبها تلميذه الشَّيخ محمد عارف من دروسه المسجلة.
17- مفتاح البخاري شرح صحيح البخاري من أمالي الشَّيخ عبد الرحمن المينوي للمولانا صابر شاه فاروقي كما صرَّح به المؤلف في مقدمته.[43]
18- فضل الباري في فقه البخاري للشَّيخ عبد الرؤف الهزاروي (ت 1398/1978). ويتضمن شرحه أهم مباحث علم أصول الحديث والنكات اللُّغويَّة بأسلوب سهل ورائع.[44]
19- درس بخاري من أمالي الشَّيخ المفتي نظام الدِّين الشَّامزي (ت 1424/2004). وقد جمعها ورتبها وطبعها قطب الدِّين عابد. وهو خلاصة درسه صحيح البخاري في جامعة علوم إسلامية بنوري تاون كراتشي.[45]
20- إحسان الباري لفهم البخاري من أمالي الشَّيخ سرفراز خان صفدر (ت 1430/2009). وهو مجموعة دروسه صحيح البخاري الذي رتبه الحافظ رشيد الحق خان عابد. وقد هذبه الشَّيخ سرفزاز خان وأضاف إليه بعض المباحث الأساسيَّة في فهم أحاديث صحيح البخاري ومنهجه. وقد طُبع من مكتبة صفدريَّة بكوجرانواله باكستان.[46]
21- إلهام الباري في تقرير صحيح البخاري من أمالي الشَّيخ علاء الدين (ت 1434/2013). وقد جمعها تلميذه الرَّشيد مولوي إحسان الله.
22- نعمة الباري في شرح صحيح البخاري للشَّيخ العلامة غلام رسول سعيدي وهو من شيوخ دار العلوم نعيمية كراتشي باكستان. وامتاز هذا الشرح ببيان المذاهب الفقهيَّة الأربعة ومناقشتها في أحاديث الأحكام.
1.3.4. ثلاثيات صحيح البخاري وأطرافه باللغة الأرديَّة
ومن ميزات الجامع الصَّحيح للبخاري ثلاثياته وقد اعتنى بها المحدِّثون قديمًا وحديثًا وألف حولها من المؤلفات باللغة العربيَّة والأرديَّة وشرح فيها ثلاثيات البخاري منها:
1- غنية القاري ترجمة ثلاثيات البخاري للنواب صديق حسن خان (ت 1307/1889).[47]
2- الدَّراري الناشرات في ترجمة ما في البخاري من ثلاثيات للشَّيخ محمد شهري (ت 1320/1902).[48]
3- نبراس السَّاري على أطراف البخاري باللغة الأرديَّة للشَّيخ عبد العزيز المحدِّث السهالوي (ت 1359/1940).[49]
4- فضل السَّاري شرح ثلاثيات البخاري للشَّيخ شمس الحق العظيم آبادي (ت 1329/1911).[50]
1.3.5. شروح صحيح البخاري باللغة البُشتويَّة
اللغة البُشتويَّة من اللغات الرسميَّة في أفغانستان وثاني اللغات انتشارًا في شمال باكستان والمناطق المجاورة لها وقد لعبت دورًا كبيرًا في نشر العلوم الشَّرعيَّة والسُّنَّة النَّبويَّة. وأما ما ألف بهذه اللغة من شروح وحواشٍ وتعليقات حول صحيح البخاري في شبه القارة الهنديَّة بعد القرن الرَّابع عشر الهجري فهو تسهيل البخاري شرح كتاب الإيمان للشَّيخ أفضل خان شاه بوري (ت 1423/2003). وقد استفاد فيه الشَّيخ من إرشاد القاري والكوثر الجاري وهو شرح غير مطبوع. وحمد المتعالي على صحيح البخاري للشَّيخ بادشاه كل بخاري وهو من أماليه على الصَّحيح البخاري الذي حققه وهذبه وأضاف إليه مباحث علميَّةً دقيقةً لا غنى عنها في فهم أحاديث صحيح البخاري.[51]
1.3.6. شرح تراجم أبواب صحيح البخاري وجهود أخرى حوله
وقد اعتنى المحدِّثون بشرح تراجم الأبواب وهي من أهم مباحث صحيح البخاري وشرحها في مؤلفات إلى أن صار صنفًا مستقلًا في التُّراث الإسلامي. وله دور هام في فهم فقه البخاري كما اشتهر بين المحدِّثين أن فقه البخاري في تراجمه ومن لم يفهم تراجمه لن يفهم فقهه؛ ولذلك قد ركز محدِّثو شبه القارة الهنديَّة بالتأليف حول تراجم صحيح البخاري. وأما ما وصل إلينا من المؤلفات في هذا الباب فهو شرح تراجم أبواب البخاري للشَّيخ محمد الحسن بن ذوالفقار على الحنفي (ت 1339/1920)، ولطف الباري شرح تراجم أبواب البخاري للشَّيخ عبد اللطيف بن إسحاق الحنفي السُّنبهلي (ت 1379/1959)، والأبواب والتَّراجم من صحيح البخاري للشَّيخ محمد زكريا الكاندهلوي (ت 1394/1974).[52]
وقد ظهر في القرن الرَّابع عشر الهجري من جهود أخرى حول الجامع الصَّحيح البخاري مثل: سبحة الباري في درر صحيح البخاري للشَّيخ إقبال أحمد العمري (ت 1398/1977). وهو معجم للألفاظ الواردة في صحيح البخاري. وتخريج آيات الجامع الصَّحيح للبخاري للشَّيخ أبي سعيد شرف الدِّين الدِّهلوي (ت 1381/1961)، وعون الباري في تخريج آيات البخاري للشَّيخ تميز الدِّين المالدهي. وقد خرَّج فيه المؤلف آيات من كتاب التَّفسير من صحيح البخاري. والأدب الجاري في أبيات الصَّحيح البخاري للشَّيخ لطافت الرَّحمن السَّواتي. وقد جمع فيه ما ورد من أشعار في صحيح البخاري وترجمها إلى اللغة الأرديَّة وشرحها باللغة العربيَّة وهو كتابٌ مميزٌ في موضوعه. وهداية السَّاري إلى دراسة البخاري شرح مقدمة صحيح البخاري للشَّيخ إمداد الحق البنغلاديشي. وقد ذكر فيه المباحث الحديثيِّة الأساسيَّة بعنوان الفائدة. وتصل كلها إلى السَّادسة والأربعون فائدة وقد طُبع هذه الدِّراسة الماتعة في مجلدين في دار زمزم.[53]
الخاتمة والنتائج
قد توصلنا من دراسة تاريخ علم الحديث في شبه القارة الهنديَّة إلى أن الصَّحابة والتَّابعين وأتباعهم أقاموا الحلقات في المساجد وجعلوها مراكز العلم واستفاد منهم فيها أهاليها ومن وافد إليهم من المناطق المجاورة لها. ثم تطورت هذه الحلقات وأصبحت المدارس الحكوميَّة والأهليَّة في القرن السَّابع الهجري وكان السُّلطان علاء الدين الخلجي (ت 716/1316) أول من أسس المدارس تحت رعاية الحكومة في هذه القارة.
وقد توصلنا من دراسة تطور علم الحديث إلى أنه قد ضعف في القرن الخامس والسَّادس الهجري بعد دخول الغزنويين والغوريين إلى شبه القارة الهنديَّة لاشتغال أهل الهند بالعلوم العقليَّة مثل الفلسفة والمنطق والحساب واهتماهم بها. ولكنه كان هناك جماعة من المحدِّثين النبل مثل الشَّيخ إسماعيل اللاهوري (ت448/1056) على صلة وثيقة بعلم الحديث إلى أن بدأ عصر نهضته في القرن السَّابع الهجري وظهر فيه من المؤلفات القيِّمة في علم الحديث.
وقد توصلنا من دراسة المؤلفات حول الجامع الصَّحيح البخاري في شبه القارة الهنديَّة إلى أنها ظهرت في ثلاثة المراحل. المرحلة الأولى تتضمن القرن السَّابع والثَّامن والتَّاسع والعاشر الهجري، والمرحلة الثَّانية القرن الحادي والثَّاني والثَّالث عشر الهجري، وأما المرحلة الثَّالثة فهي القرن الرَّابع عشر الهجري وما بعده. وقد ثبت من دراسة المرحلة الأولى أن الشَّيخ الحسن بن محمد الصَّغاني اللاهوري (ت 650/1252) كان أول من شرح الجامع الصَّحيح البخاري وألف و"مشارق الأنوار النَّبويَّة من صحاح الأخبار المصطفويَّة"، و"موضوعات الصَّغاني في الأحاديث الموضوعة".
وقد توصلنا من دراسة القرن الثَّامن والتَّاسع والعاشر الهجري إلى أنه رغم عناية المحدِّثين لم يؤلف أحد حول الجامع الصَّحيح البخاري بعد شرح الشَّيخ الحسن بن محمد الصَّغاني اللاهوري في القرن الثَّامن والتَّاسع الهجري. وكان السَّيد عبد الأول بن علي الجونبوري الحنفي (ت 968/1560) أول من ألف فيض الباري شرح صحيح البخاري في القرن العاشر الهجري وتبعه الآخرون من المحدِّثين في شرح صحيح البخاري. إضافة لذلك فهو قرن ظهور الحاشية الأولى على صحيح البخاري في شبه القرن الهنديَّة. والفضل في هذا الباب للشَّيخ محمد بن طاهر الكجراتي (ت 913/1507). واستفاد من دراسة المرحلة الأولى أن كل ما أُلف فيها من شروح وحواشٍ كانت باللغة العربيَّة.
وتوصلنا من دراسة المرحلة الثَّانية إلى أنها كانت عصر تطور علم الحديث وقد ظهرت فيها من المؤلفات المتنوعة حول الجامع الصَّحيح البخاري مثل شروح وتراجم وأطراف. وهو عصر ترجمة وشرح صحيح البخاري باللغة الفارسيَّة في الوقت نفسه. وأول من شرح الجامع الصَّحيح للإمام البخاري باللغة الفارسيَّة هو الشَّيخ عبد الحق الدِّهلوي (ت 1052/1642)، وأول من توجه إلى ترجمته فهو الشَّيخ سلام الله بن شيخ الإسلام الرامفوري (ت 1233/1818).
وتوصلنا من دراسة المرحلة الثَّالثة إلى أنها عصر ازدهار علم الحديث في شبه القارة الهنديَّة وعصر ظهور الأعمال العلميَّة حول صحيح البخاري بأكثر من لغة غير اللغة العربيَّة التي هي اللغة الأولى للتأليف في شبه القارة الهنديَّة مثل اللغة الأرديَّة والبشتويَّة وثبت من مقارنة جهود المحدِّثين في المرحلة الثَّانيَّة والثَّالثة أن اللغة الأرديَّة أخذت مكان اللغة الفارسيَّة التي كانت لغة التفاهم والتعلُّم في القرن الحادي عشر الهجري حتى نهاية القرن الثَّالث عشر الهجري. واتضح من دراسة الشروح والتراجم أن أول من نال شرف ترجمة صحيح البخاري إلى اللغة الأرديَّة فهو الشَّيخ محمد بن هاشم السُّورتي السَّامرودي (ت 1315/1897). وأول من شرح صحيح البخاري فهو الشَّيخ الحافظ أبو الحسن السيالكوتي (ت 1325/1907) الذي هو من أبرز تلاميذ السَّيد نذير حسين الدِّهلوي (ت 1320/1902). وأما من شرح الجامع الصَّحيح البخاري باللغة البُشتويَّة في شبه القارة الهنديَّة فهو الشَّيخ أفضل خان شاه بوري (ت 1423/2003). وظهر من دراسة المؤلفات باللغة الأرديَّة حول صحيح البخاري تنوعت مثل شرح ثلاثيات البخاري وجمع أبياته وترجمته إلى اللغة الأردية. والفضل في باب شرح ثلاثيات البخاري للشَّيخ النواب صديق حسن خان القنوجي (ت 1307/1889)، وفي باب شرح أبيات البخاري للشَّيخ لطافت الرَّحمن السَّواتي الذي ألف الأدب الجاري في أبيات الصَّحيح البخاري.
هوامش
1 أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، فتوح البلدان، (بيروت: مؤسسة المعارف، 1407 /1987)، 614. ومحمد بن أحمد البشاري المقدسي، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، (القاهرة: مكتبة مدبولي، 1324/1906)، 479
Ahmad b. Yahya b. Jābir al-Balazrī, Futuhu’l-Buldān, (Beirut:
Mūasisatu’l-Ma’ārif, 1407/1987), 614. Muhamad b. Ahmad al-Bashārī al
Maqdasī, Ahsanu’t-Taqāsim fi Marifati’l-Aqālim, (Cairo: Maktabatu
Madbūlī, 1324/1906), 479.
2 ضياء الدِّين البرني، تاريخ فيروز شاهى، (كلكتا: الجمعيَّة الأسويَّة، 1279/1862)، 513-514.
Ziāu’d-Din al-Barnī, Tārikh Firuz Shāhī, (Kolkata: al-Jamiatu’l
Asawiyya, 1279/1862), 513-514.
3 المصدر نفسه.
Ibid.
4 جلال الدِّين السيوطي، بغيَّة الوعاة في طبقات اللُّغويين والنُّحاة، (القاهرة: مطبعة السَّعادة، 1405/1985)، 237. ومحمد بن شاكر الكتبي، فوات الوفيات والذيل عليها، (بيروت: دار صادر، 1393/1973)، 1/261.
Jalālu’d-Din as-Suyūtī, Bughyatu’l-Wua’āt fi Tabaqāti’l-Lughawiyyin
wa’n-Nuhāt, (Cairo: Matbatu’s-Sa’āda, 1405/1985), 237. Muhammad b.
Shākir al-Katabī, Fawātu’l-Wafiyāt wa’z-Zayl alihā, (Beirut: Dāru’s
Sādir, 1393/1973), 1/261.
5 عبد الحي الحسيني، نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر، (بيروت: دار ابن حزم،1420/1999)، 1/50.
Abdu’l-Hayi al-Husaynī, Nuzhatu’l-Khawātir wa Bahjatu’l-Masāmia wa’n
Nawazir, (Beirut: Dār Ibn. Hazm, 1420/1999), 1/50. Abdu’l-Hayi, Nuzhatu’l-
Khawātir, 1/91-92. Muhammad Ishaq, India’s Contribution to the study of Hadit
Literature, )Bangladesh: The University of Dacca, 1396/1976(, 218-230
6 عبد الحي، نزهة الخواطر، 4/357-360.
Abdu’l-Hayi, Nuzhatu’l-Khawātir, 4/357-360.
7 المصدر نفسه، 4/409-411.
Ibid, 4/409-411.
8 المصدر نفسه، 5/565-575.
Ibid, 5/565-575.
9 المصدر نفسه، 6/685، 772، 885.
Ibid, 6/685, 772, 885.
10 المصدر نفسه، 6/854. و8/1264.
Ibid, 6/854. 8/1364. Ishaq, India’s Contribution to the study of Hadith
Literature, 146-190.
11 محمد إسماعيل خان، "خیبر پختونخوا کے علماء کی تحریر کردہ شروح صحیح بخاری کا تعارفی مطالعہ"، مجلة علوم إسلامية ودينية، 3/2 (2018)، 1-24.
Muhammad Ismāil Khan, “Khybar Pakhtun Khwa ki Ulama ki Tahrir kardda Shuruh Sahih Bukhārī kā Ta’ārufi Mutāla”, Majalla Ulūm Islāmia wa Diniya, 3/2 (2018), 1-24.
12 عبد الحي، نزهة الخواطر، 7/983.
Abdu’l-Hayi, Nuzhatu’l-Khawātir, 7/983.Hedayyatullah Modaqıq,"Farsçanın Tarihsel Kültürel Rolü ve Nebevî Sünnete Hizmeti "Bilmname, XLI/1 (2020), 1157-1204.
13 المصدر نفسه، 6/685، 856.
Ibid, 6/685, 856.
14 مخدوم محمد هاشم بن عبد الغفور، "حياة القاري بأطراف صحيح البخاري"، موقع شبكة الألوكة، (تاريخ الدخول 5 أغسطس 2021).
Makhdum Muhammad Hāshm b. Abdu’l-Ghafūr, “Hayātu’l-Qārī bi Atrāfi Sahihi’l-Bukhārī”, Mawqa Shabakati’l-Alūka, (Date of Access 5 August 2021).
15 عبد الحي، نزهة الخواطر، 7/1096.
Abdu’l-Hayi, Nuzhatu’l-Khawātir, 7/1096.
16 المصدر نفسه، 8/1246-1249.
Ibid, 8/1246-1249.
17 المصدر نفسه، 8/1230-1231.
Ibid, 8/1230-1231.
18 المصدر نفسه، 8/428.
Ibid, 8/428.
19 بساط أحمدي، "الشيخ الميرزا حيرت الدِّهلوي"، (تاريخ الدخول 15 سبتمبر 2021).
Bisāt Ahmdī, “al-Shikh al-Mirzā Hiyrat ad-Dehlavī”, (Date of Access 15
September 2021).
20 عبد الحي، نزهة الخواطر، 8/1199.
Ibid, 8/1199.
21 عبد القهار شافعي داود، "شروح الصحيحين"، (تاريخ الدخول 20 أغسطس 2021).
Abdu’l-Qahār Shafi’ī Dawūd, “Shuruhu’s-Sahihayyin”, (Date of Access
20 August 2021).
22 حسن العدوي الحمزاوي، النُّور السَّاري من فيض صحيح الإمام البخاري، مح. محمد العزازي (لبنان: دار الكتب العلميَّة، د.ت.)، 1/102.
Hussain al-Adavī al-Hamzāvī, al-Nūr as-Sārī min Faydhi Sahihi’l- Imām al-Bukhārī, ed. Muhammad al-Azāzī (Leobnon: D āru’l-Kutub al-‘Ilmia, n.d.), 1/102.
23 قد طبعته إدارة أشرف التحقيق والبحوث الإسلامية لاهور باكستان بتحقيق الدكتور خليل أحمد التهانوي سنة (1434/ 2003) في ستة أجزاء.
İbrahim Urgancı, Hadis Şerhçiliği Muhammad İdrîs el-Kandahlevî’nin et Ta’lîk’s Sabîh Özelinde, (Kahramanmaraş: Samer Yayınları, 2020),28.
24 حسين العدوي الحمزاوي، النُّور السَّاري،1/103.
Hussain al-‘Adavī al-Hamzāvī, al-Nūr as-Sārī, 1/103.
25 محمد إسماعيل خان، "خیبر پختونخوا کے علماء کی تحریر کردہ شروح صحیح بخاری کا تعارفی مطالعہ"، 3.
Muhammad Ismāil Khan, “Khybar Pakhtun Khwa ki Ulama ki Tahrir kardda Shuruh Sahih Bukhārī kā Ta’ārufi Mutāla”, 3.
26 المصدر نفسه، 8.
Ibid, 8.
27 المصدر نفسه، 9.
Ibid, 9.
28 المصدر نفسه، 10.
Ibid, 10.
29 المصدر نفسه، 13.
Ibid, 13.
30 المصدر نفسه، 13.
Ibid, 13.
31 المصدر نفسه، 14-15.
Ibid, 14-15.
32 المصدر نفسه، 12.
Ibid, 12.
33 عبد الحي، نزهة الخواطر، 8/1178-1179. 8/1398.
Abdu’l-Hayi, Nuzhatu’l-Khawātir, 8/1178-1179.
34 سهيل حسن عبد الغفار، "جهود محدِّثي شبه القارة الهنديَّة الباكستانيَّة في خدمة كتب الحديث المسنده المشهورة في القرن الرَّابع عشر"، وقفية الأمين غازي للفكر القرآني، (تاريخ الدخول 25 يوليو 2021).
Sohail Hasan Abdu’l-Ghaffār, “Juhūd Muhaddisi Shibhi’l-Qāra al Hindiyya al-Bākistania fi Khidmati Kutubi’l-Hadith al-Musandah al Mashhūra fi’l Qarni’r-Rabi Ashar”, Waqafiyatu’l-Amin Ghāzi ‘lil fikri’l Qur’ānī, (Date of Access 25 July 2021).
36 عبد الحي، نزهة الخواطر، 8/1196.
Abdu’l-Hayi, Nuzhatu’l-Khawātir, 8/1399.
37 المصدر نفسه، 8/1399.
Ibid, 1/99.
38 حسين العدوي الحمزاوي، النُّور السَّاري، 1/99.
Hussain al-‘Adavī al-Hamzāvī, al-Nūr as-Sārī, 1/99.
39 سيد عبد الماجد الغوري، "المحدِّث الشَّيخ شبير أحمد العثماني وجهوده في الحديث النبوي" مجلة الحديث، 13/1 (1438/2017)، 136-165.
Syed Abdu’l-Mājid al-Ghawrī, “al-Muhaddith al-Shayikh Shabir Ahmad al-Uthmānī, wa Juhūduhu fi’l-Hadith an-Nabavī”, Majallatu’l-Hadith, 1/13 (1438/2017), 136-165.
40 عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، الحركة السَّلفية ودورها في إحياء السُّنَّة، (المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، 1400/ 1980)، 44.
Abdu’r-Rahmān b. Abdu’l-Jabbār al-Friwāi’ī, al-Harakatu’s-Salafia wa Dawruhā fi Ihyai’s-Sunnah, (KSA: al-Jamia al-Islāmia, 1400/1980), 44.
41 حسين العدوي الحمزاوي، النُّور السَّاري، 1/103.
Hussain al-‘Adavī al-Hamzāvī, al-Nūr as-Sārī, 1/103.
42 محمد حسن جنار، "جهود الحنفية حول الجامع الصَّحيح للإمام البخاري تصنيفًا وتأليفًا" حبيبيه اسلامكس، 2/1 (2018)، 55-75.
Muhammad Hassan Jinār, “Juhudu’l-Hanafiyya havla’l-Jāmia al-Sahih ‘lil Imām al-Bukhārī Tasnifan wa Talifan”, Habibiyya Islāmics, 2/1 (2018), 55-75.
43 محمد إسماعيل خان، "خیبر پختونخوا کے علماء کی تحریر کردہ شروح صحیح بخاری کا تعارفی مطالعہ"، 6-7.
Muhammad Ismāil Khan, “Khybar Pakhtun Khwa ki Ulama ki Tahrir kardda Shuruh Sahih Bukhārī kā Ta’ārufi Mutāla”, 6-7.
44 المصدر نفسه، 5.
Ibid, 5.
45 المصدر نفسه، 5.
Ibid, 5.
46 المصدر نفسه، 10.
Ibid, 10.
47 المصدر نفسه، 12.
Ibid, 12.
48 عبد الرحمن بن عبد اللطيف، مشاهير علماء نجد، (الرياض: دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، 394/1974)، 455.
Abdu’r-Rahmān b. Abdu’l-Latif, Mashāhir Ulamāa Najd, (Riyadh: Dāru’l-Yamāma ‘lil Bahsi wa’t-Tarjumati wa’n-Nashri, 1394/1974), 455.
49 سهيل حسن عبد الغفار "جهود محدِّثي شبه القارة الهنديَّة الباكستانيَّة...".
Sohail Hasan Abdu’l-Ghaffār, “Juhūd Muhaddisi Shibhi’l-Qāra al Hindiyya al-Bākistania …”.
50 المصدر نفسه.
Ibid.
51 المصدر نفسه.
Ibid.
52 محمد إسماعيل خان، "خیبر پختونخوا کے علماء کی تحریر کردہ شروح صحیح بخاری کا تعارفی مطالعہ"، 1-14.
Muhammad Ismāil Khan, “Khybar Pakhtun Khwa ki Ulama ki Tahrir kardda Shuruh Sahih Bukhārī kā Ta’ārufi Mutāla”, 1-14.
53 سهيل حسن عبد الغفار، "جهود محدِّثي شبه القارة الهنديَّة الباكستانيَّة...".
Sohail Hasan Abdu’l-Ghaffār, “Juhūd Muhaddisi Shibhi’l-Qāra al Hindiyya al-Bākistania…”
Article Title | Authors | Vol Info | Year |
Article Title | Authors | Vol Info | Year |