Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Al-Az̤vā > Volume 38 Issue 59 of Al-Az̤vā

الأثر الديني في روايات رضوى عاشور التاريخية The Religious Impact In The Historical Novels By Raḍwa ʿĀshūr |
Al-Az̤vā
Al-Az̤vā

Article Info
Authors

Volume

38

Issue

59

Year

2023

ARI Id

1682060078052_4025

Pages

233-250

DOI

10.51506/al-az̤vā.v37i57.473

PDF URL

https://journal.aladwajournal.com/index.php/aladwa/article/download/473/382

Chapter URL

https://journal.aladwajournal.com/index.php/aladwa/article/view/473

Subjects

Radwa Ashur Historical novels Religious heritage

@page { size: 7in 10in; margin-left: 1in; margin-right: 1in; margin-top: 0.5in; margin-bottom: 0.8in } @page:first { margin-top: 1in; margin-bottom: 0.8in } p { margin-bottom: 0.1in; direction: ltr; line-height: 115%; text-align: left; orphans: 2; widows: 2; background: transparent } p.western { font-family: "Calibri", serif } p.cjk { font-family: "Times New Roman"; so-language: en-GB } p.ctl { font-family: "Arial" } p.sdendnote-western { margin-bottom: 0in; direction: ltr; font-family: "Calibri", serif; font-size: 10pt; line-height: 100%; text-align: left; orphans: 2; widows: 2; background: transparent } p.sdendnote-cjk { margin-bottom: 0in; direction: ltr; font-family: "Times New Roman"; font-size: 10pt; so-language: en-GB; line-height: 100%; text-align: left; orphans: 2; widows: 2; background: transparent } p.sdendnote-ctl { margin-bottom: 0in; direction: ltr; font-family: "Arial"; font-size: 10pt; line-height: 100%; text-align: left; orphans: 2; widows: 2; background: transparent } a:link { color: #0000ff; text-decoration: underline } a.sdendnoteanc { font-size: 57% }


OPEN ACCESS

الاضواء Al-Az̤vā

ISSN 2415-0444 ;E 1995-7904

Volume 37, Issue, 57, 2022

www.aladwajournal.com



الأثر الديني في روايات رضوى عاشور التاريخية

The Religious Impact in the Historical Novels By Raḍwa ʿĀshūr


Nighat Tahira, (corresponding author)

Ph.D Scholar, Department of Arabic, University of the Punjab, Lahore

Abu Bakar, Professor

Department of Arabic, University of the Punjab, Lahore

Abstract

The religious heritage is considered one of the most important sources from which contemporary writers drew their topics and applied them to their creative works. Therefore, we find an intense presence of religious tendency in various literary works, whether poetry or prose. This study deals with the utilization of religious heritage in the historical novels of Radwā Ashūr. She is considered one of the representative writers who drew on religious heritage. She relied on religious sources and was inspired by its meanings in her writings, especially in her historical novels. The phenomenon of functionality of religious heritage is prominent in the fabric of her literature whether at the level of formulation and formation or at the level of significance and vision. So, the study focuses on the religious linguistic discourse which has been employed by Radwā Ashūr in her historical novels through various methods, structures, and words, all of which evoke the Islamic religious word, which is manifested in the language of Holy Quran, the Prophet’s (peace be upon Him) Hadith and Christian books. There are seven novels written by Radwā, five of which are historical, namely: Sirāj, the Granada Triology, A Piece of Europe, Farāj and the last of which is Tantoūria. So, the researcher will address five above mentioned novels by the writer pointing the religious heritage utilized by her.


KEYWORDS

Radwa Ashur, Historical novels, Religious heritage,










Date of Publication:

29-06-2022

رضوى مصطفى عاشور، كاتبة مصرية معاصرة، وناقدة أدبية متميزة، موطنها مصر فولادتها في مدينة القاهرة، يوم ٢٦ مايو، عام ١٩٤٦م الموافق ٢٤ من جمادى الآخرة، عام ١٣٥٦ ه. كانت أسرتها مكونة من أربعة أبناء وهي المولود الثاني للأسرة1، سماها جدها لأمها باسم "رضوى" على اسم جبل "الرضوى" الكائن بالقرب من المدينة المنورة، وهو الذي كان العرب يضربون به المثل في الرسوخ فيقولون: "أثقل من رضوى"2. تخرجت في كلية الآداب بجامعة القاهرة لقسم اللغة الإنجليزية، وحصلت على الماجستير في الأدب المقارن من نفس الجامعة، ثم سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتحصل على شهادة الدكتوراه في الأدب الأفريقي الأمريكي، وذلك من جامعة ماساتشوستس3.

وكانت أستاذة الأدب الإنجليزي بكلية الآداب بجامعة عين شمس، وهي روائية وكاتبة قصة قصيرة، فمن رواياتها: "حجر دافئ" ١٩٨٥م، "خديجة وسوسن" ١٩٨٩م، "سراج" ١٩٩٢م، "ثلاثية غرناطة" ١٩٩٥م، "أطياف" ١٩٩٩م، "قطعة من أوروبا" ٢٠٠٣م، "فرج" ٢٠٠٨م، "الطنطورية" ٢٠١٠م، "الصرخة" ٢٠١٤م، ومن مجموعاتها القصصية "رأيت النخل" ١٩٨٩م، و"تقارير السيدة راء" ٢٠٠١م).4 توفيت في ٣٠ من نوفمبر ٢٠١٤م في المغرب بسبب معاناتها مع السرطان.

تُعد "رضوى عاشور" إحدى أبرز كتاب الرواية التاريخية الجديدة، حيث إنها أسهمت بشكل فعلي في تطوير الرواية التاريخية في الأدب العربي الحديث شكلا ومضمونا من خلال إبداعها لمجموعة من الروايات التاريخية، وكيفية استعمال التاريخ لمعالجة قضايا العصر،5 " وقد انتهجت لنفسها مسارًا كتابيًا خاصًّا تميّزت به عن مجايليها من الكتّاب العرب، إذ مزجت فيه بين تجربتها الذّاتيّة المعنّاة في واقعها العربيّ المعيش بكلّ تقلّباته، وثقافتها وخبراتها وحقائق التّاريخ العربيّ المدّونة والشّفويّة"6. قد حصلت رضوى على كثير من الجوائز المحلية والدولية، منها "جائزة أفضل كتاب" من معرض القاهرة الدولي للكتاب يناير ١٩٩٥م عن روايتها "ثلاثية غرناطة"، و"جائزة قسطنطين كفافيس" الدولية للأدب في اليونان أكتوبر ٢٠٠٧م، و"جائزة تركوينيا كارداريللي" في النقد الأدبي في إيطاليا ديسمبر ٢٠٠٩م، و"جائزة سلطان العويس" للرواية والقصة في دُبَيّ في ديسمبر ٢٠١٠م.7

والمؤثرات التي أثرت في "رضوى عاشور"، وتركت تأثيرا عميقا في حياتها، وانتاجها الأدبي منها:

  • نشأتها في أسرة كانت عريقة في الأدب، فوالدتها مي عبد الوهاب عزام كانت شاعرة وجدها لأمها عبد الوهاب عزام كان مفكرا وأديبا ومناضلا سياسيا وسفيرا لمصر في باكستان منذ عام ١٩٥٠ لمدة أربع سنوات.

  • حبها للغة العربية.

  • زواجها من الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، فقد تعلقت بالقضية الفلسطينية وعايشتها التي تركت أثرها في رواياتها.

  • أسفارها المتعددة إلى كثير من الدول قدمت لها نتيجة معلوماتية كبيرة8 وخاصة سفرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة، والاغتراب أثر على حياتها الأدبية كما في كتابها "الرحلة.. أيام طالبة مصرية في أمريكا" تحكي الكاتبة بأسلوب سردي روائي ظل ومواقف مرت بها هناك وتحدث عن تفاصيل العالم الجديد الذي اختارته والدراسة التي قررت أن تكون جزءً من مسيرتها العلمية9.

  • الفترة الزمنية التي عاشت، من عام ١٩٤٦-١٩١٤م، فكانت هذه الفترة مزعجة بالأحداث المحلية في مصر، والإقليمية في الدول العربية المجاورة، والعالمية في أنحاء العالم المختلفة؛ فنجد لها أثرا واضحا في مسيرتها الأدبية10.

توظيف التراث الديني في روايات رضوى عاشور التاريخية

قد استلهم الأدباء المعاصرون مواضيعهم من التراث الديني وأسقطوها على أعمالهم الإبداعية لأنها ترتبط بوجدان الناس ويُشعر تأثيرها الكبير في نفوسهم لما لها من قداسة ولصدق تجارب شخصياتها كالأنبياء والرسل والزهاد والعابدين، ولذلك تحضر النزعة الدينية في مختلف الأعمال الأدبية سواءً كانت شعراً أم نثراً. وقد حضر النص الديني بمختلف مصادره في الأعمال الأدبية متضمنا مذاهبه ومشاربها المختلفة "وذلك بتوظيف نصوصه ومضامينه المختلفة، وجعلها آلية من آلياتها الإفهامية والاتصالية التي من شأنها الارتقاء كالنصوص القرآنية والتوراتية والإنجيلية بالإضافة إلى توظيف الحديث الشريف والتراتيل الدينية والفكر الديني وغيرها من الأفكار الدينية التي حظيت باهتمام الروائيين المعاصرين"11.

وظفت الرواية العربية المعاصرة النص الديني من القرآن، كما أنها استحضرت التراث الديني من خلال توظيفها للحديث الشريف والفكر الديني وكذا القصص الديني سيما فكرة المخلص والفكر الصوفي، ولم يكن توظيف التراث الديني مطلقاً فقد استحضرته عبر مستويات عديدة "كتوظيف البنية الفنية واستحضار الشخصيات الدينية وتصوير شخصية البطل في ضوئها، وبناء أحداث الرواية في ضوء أحداث القصة الدينية، بالإضافة إلى التنويع في إدخال النص الديني في الرواية"12.

تعد "رضوى عاشور" من الأدباء الذين نهلوا من التراث الديني كالقصص الدينية والقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ولقد كانت شخصيتها الفكرية والثقافية كانت متأثرة بالثقافة الدينيةكما أثرت هذه الثقافة في تناول المعاني والموضوعات من السنة والقرآن التي وجدت طريقها إلى نفسها التي تثقفت على روح هذا الدين واتبعت منهجه لهذا فقد اعتمدت على هذا المصدر فلذك نجد استلهام معانيه وتجسيدها في كتاباتها وخاصة في رواياتها التاريخية وقد تنوعت مصادر النصوص الدينية التي وظفت فيها. والمتأمل لروايات "رضوى عاشور" يجد ظاهرة التراث الديني بارزة في نسيج أدبها ليس في الصياغة والتشكيل ولكن في الدلالة والرؤية أيضا. فيجد الخطاب اللغوي الديني يتجلى في رواياتها التاريخية من خلال أساليب وتراكيب وألفاظ متنوعة مستحضرة جميعها اللفظ الديني الإسلامي الذي يتجلى في لغة كل من "القرآن" و"الحديث النبوي الشريف" والكتب المسيحية. فتتناول الباحثة خمس روايات تاريخية للكاتبة ستناقش من خلالها توظيف التراث الديني وهي: سراج، وثلاثية غرناطة، وقطعة من أوروبا، وفرج، وآخرها الطنطورية.

أ)القرآن الكريم:

كان "القرآن الكريم" ولايزال المصدر الغني بالألفاظ والأساليب ممثلا قصة البلاغة والبيان العربي، وهو المصدر الأول الذي يُحتجّ به ويُقتبس منه ويُستشهد به في مختلف الأعمال الإبداعية شعرية كانت أم نثرية. والجدير بالذكر هنا أن نجد منحيين في عملية توظيف سياق النص الديني، فإما تكون العلاقة بين النصين علاقة تشابه وذلك بالمحافظة على السياق وإما أن تكون بين النصين علاقة مغايرة وذلك عندما يختلف النص اللاحق عن النص السياق13. وقد يكون من أشكال توظيف النص الديني أحيانا عند بعض الكتّاب تغيير في السياق، وهذا السياق مقتبس من الآية الكريمة.

فقد زخرت روايات "رضوى عاشور" بتوظيف نصوص قرآنية ويظهر هذا التوظيف في الخطاب الروائي على مستوى الصياغة والتعبير فمثلا في رواية "سراج" عندما تم إبلاغ سلطان الجزيرة برسالة من ابنه عن أمر بلاد الإنجليز ونظامهم وما شاهد ابنه خلال دراسته في ملكهم، فخاف السلطان من نقل الإنجليز نظامهم إلى جزيرته ليسبب العبيد بالخروج لمطالبهم كما هو الحال لشغيلة المعامل في بلاد الإنجليز، وتذكر نصيحة والده قبل وفاته: "لا تأمن أحدًا يا بني، احذر الجميع، ولكن عليك بالحذر من العبيد خصوصًا؛ فالغدر من طبعهم وهم أنجاس مناكيد ورثوا من إبليس داء الكبر"14. وهذا توظيف قوله تعالى: "﴿وإِذ قُلنَا لِلمَلَآئِكَةِ اسجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إلا إِبلِيس أَبَى وَاستَكبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِين﴾"15. وتفسيره أن "عدو الله إبليس حسد آدم عليه السلام ما أعطاه من الكرامة، وكان بدء الذنوب الكبر، استكبر عدو الله أن يسجد لآدم عليه السلام"16 والكبر هي صفة شيطانية ومن أول الذنوب التي عُصي الله تبارك وتعالى بها، فوظفت الكاتبة من استكبار الشيطان داء الكبر، واستشهدت بالآية الكريمة معنى مغايرة لأن سبب كبر الشيطان يختلف عن سبب كبر العبيد كما يؤمن السلطان لو عرف العبيد حقوقهم لتمردوا عليه ورفضوا أوامره ولكنه يعتبره كبرهم.

كما في نفس الرواية في موضع آخر عندما جاء الكابتن سميث، قائد المحطة في الجزيرة، إلى السلطان وأخبره أن لديه معلومات أن أمرا ما يدبر ضده في المزارع فغضب السلطان ودعا بصاصيه وأعلن أنه يريد الخبر اليقين وإلا يقطع رؤوسهم جميعا ثم في ساعة متأخرة من الليل انحسر غضبه، ولكنه يشعر الضيق في نفسه لأنه كان خائفاً من فقدان سيادته فيشعر الضيق الخانق، وخوف الجحود من جانب أهل الجزيرة إليه يسد الفضاء من حوله ويثقل أنفاسه وصدره، ويظهر هنا توظيف الآيات الكريمة في صورة الحوار الداخلي: "بنت المحسن وأولاده وعبيده كلهم سواء يأكلهم الحسد ويعمي بصيرتهم ويختم على قلوبهم"17. فتصف الكاتبة شكوكه في الآخرين بتوظيف الألفاظ القرآنية كما قال الله تعالى: "﴿خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِم وَعَلَى سَمعِهِم وَعَلَى أَبصَارِهِم غِشَاوِة وِلَهُم عَذَاب عَظِيم﴾"18 أي "إخبار من الله عن تكبرهم وإعراضهم عن الاستماع لما دعوا إليه من الحق كما يقال فلانا أصم عن هذا الكلام إذا امتنع من سماعه ورفع نفسه عن تفهمه تكبرا"19. إن عملية توظيف سياق النص الديني تتجه هنا إلى المغايرة في أن سبب ختم قلوب الكفار تكبرهم وإعراضهم عن الحق وسبب ختم قلوب العبيد هو الحسد عند السلطان، ولا يغير في الأمر شيئا كون النص الديني والنص الروائي يلتقيان في "ختم القلوب".

كذلك نجد توظيفا آخر في نفس الرواية عندما قرر السلطان معاقبة المزارع والبحارة والعبيد لما أخبره الأمراء بالتقارير المكتوبة وأكدوا أن الظروف هادئة ولم يجدوا أي المؤامرة ضد السلطان، ولكن البصاصين حملوا إليه أنباء مغايرة وجاءوا بمعلومات عن المزارع والبحارة والعبيد ما يثير الريبة والشكوك فأمر السلطان بتنفيذ بعض العقوبات على عصيانه ومنها: "ومن سرق تقطع يده، ومن عصى أمرًا من أوامره يجلد مائة جلدة على الملأ"20. وهذا توظيف قول الله تعالى: "﴿وَالسِارِقُ وَالسَارِقَةُ فَاقطَعُوا أيدِيَهُما جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيز حَكِيم﴾"21.

رواية "ثلاثية غرناطة" غنية بتوظيف نصوص قرآنية أيضا، فيظهر التوظيف عندما سقط غرناطة ودخل جنود الروم الحمراء وتسلموا مفاتيحها وكان "أبو جعفر" حزينا ومنزعجا وكان يفكر في أسباب هزيمة أبي عبد الله ويرجو أن النجدة قادمة من مصر والشام والمغرب لمسلمي أندلس: "تطلع أبو جعفر من طاقة في الجدار إلى الفضاء. لا أرض بلا سماء: يا أحكم الحاكمين يا صاحب الزرقاء العالية يا وعد الحق.. يا الله"22. فهو يدعو الله تعالى ويأمل في النجدة فوظفت الكاتبة دعائه وأمله من قول الله تعالى: "﴿وَنَادَى نُوح رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابنِي مِن أَهلِي وَإِنَّ وَعدَكَ الحَقُّ وَأَنتَ أَحكَمُ الحَاكِمِينَ﴾"23. أي "قد وعدتني بنجاة أهلي ووعدك الحق الذي لايخلف فكيف غرق وأنت أحكم الحاكمين"24. فالعلاقة بين النصين علاقة تشابه وتتجه توظيف سياق النص الديني إلى المحافظة على السياق.

وفي نفس الرواية بعد شيوع أمر المعاهدة السرية بين "أبي عبد الله محمد الصغير" و"الملكين الكاثوليكيين"، وتسليم الملك الصغير مفاتيح الحمراء ووصول ثلاثية ألف جنيه قشتالي وبصون حقه الأبدي في ملكية قصوره وممتلكات أهل بيته، اكتشف على أهل غرناطة أنهم بيعوا كقطيع أبقار أو غنم، و"أبو جعفر" وكان في عقده السابع يزداد صمتا: "لا ينام أو ينام ساعة أو بعض ساعة، ثم يقعد حتى إذا انفصل الخيط الأبيض عن الخيط الأسود"25. وهذا توظيف قول الله تعالى: "﴿وَكُلُوا وَاشرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيطُ الأَبيَضُ مِنَ الخَيطِ الأَسوَدِ مِنَ الفَجرِ﴾"26 وتوحي الآية أن الله تعالى "أباح الأكل والشرب مع ما تقدم من إباحة الجماع في أي الليل شاء الصائم إلى أن يتبين ضياء الصباح من سواد الليل"27. وظفت الكاتبة هذه الآية لوصف حالة أبي جعفر واستطاعت أن ينقل السياق من النص القرآني إلى سياق آخر يغاير سياق النص القرآني ويلتقي النصان في أن عبارة "انفصال الخيط الأبيض من الخيط الأسود" تدل على تبين ضياء الصباح من سواد الليل.

في موضع آخر في نفس الرواية تمثل التوظيف في استذكار أحد شخوص الثورة لسورة الفيل، وذلك عندما نجح الثوار في هزيمة القشتاليين، إذ حاول القشتاليون صعود الجبل لمحاصرة الثوار، ولكن الثوار أهالوا عليهم الحجارة من أعلى الجبل. ثم انهمرت عليهم سيل من الأحجار على رءوسهم التي جعلتهم يتساقطون مع خيولهم ويتدحرجون إلى الوادي السحيق: "ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل. ألم يجعل كيدهم في تضليل. وأرسل عليهم طيراً أبابيل. ترميهم بحجارة من سجيل. فجعلهم كعصف مأكول". يأتي توظيف رضوى لهذه السورة على لسان الثوار لتدل على الحقد والكره الذي تملك الثوار لأنهم يجاهدون لتحرير وطنهم ويواجهون العدو الغاشم الذي اغتصب أرضهم وجردهم من ممتلكاتها.

كذلك يظهر توطيف آيات سورة مريم في استذكار "مريمة" لسورة مريم وهي في الكنيسة: "بدا لها أنها ستطلب شفاعته، ولكنها عندما اقتربت منه ولمسته فاض قلبها وتمتمت ((والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا. ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون))" 28. وهذا توظيف قول الله تعالى: : "﴿وَالسَّلٰمُ عَلَىَّ يَومَ وُلِدْتُّ وَيَوۡمَ اَمُوۡتُ وَيَوۡمَ اُبۡعَثُ حَيًّا‏ ذَلِكَ عِيۡسَى ابۡنُ مَرۡيَمَ قَوۡلَ الۡحَقِّ الَّذِيۡ فِيۡهِ يَمۡتَرُوۡن﴾"29.

ثم يظهر التوظيف عند حديث "قس فرانسيسكاني" عن النبي عيسى عليه السلام: "كان يطيل الحديث عن الفتى يسوع فقيراً وجميلاً ومعذباً. يحكي عنه في المهد صبيا..، ويحكي عن صليب موته وخلوده"30. فوظفت الكاتبة من قول الله تعالى: "﴿فَاَشَارَتۡ اِلَيۡهِ‌ قَالُوۡا كَيۡفَ نُـكَلِّمُ مَنۡ كَانَ فِىۡ الۡمَهۡدِ صَبِيًّا‏﴾"31. ونجد توطيفا آخر عندما غضبت "أم حسن" من "مريمة" وقررت أن ترفع يدها ولا تقرب المطبخ، ولكنها علمت الحقيقة بعد أسابيع أن ذلك بالضبط هو ما تريده "مريمة" أي تريد إبعادها عن المطبخ والانفراد بالتحكم فيه: "وأيقنت أم حسن أن زوجة ابنها من ذلك النوع من النساء اللائي يوصفن بأن كيدهن عظيم"32. وصفت الكاتبة كيد النساء ووظّفت قول الله تعالى فيه. "﴿فَلَمَّا رَاٰ قَمِيۡصَهُ قُدَّ مِنۡ دُبُرٍ قَالَ اِنَّهُ مِنۡ كَيۡدِكُنَّ‌ اِنَّ كَيۡدَكُنَّ عَظِيۡمٌ‏﴾"33.

في نفس الرواية عندما ماتت "مريمة"، جدة علي، حمل علي جدته إلى القبر الذي حفره مع بعض الرجال. مال بها وسدّها التراب: "وكان شيخ رخيم الصوت يردد بصوت خافت: ((يأيتها النفس المطمئنة. ارجعي إلى ربك راضية مرضية. فادخلي في عبادي. وادخلي جنتي))"34. وظفت الكاتبة الآيات (٢٧-٢٨) لسورة الفجر لأنها دعت إلى تمسك الإنسان بأرضه ودينه، فعندما ماتت "مريمة" في العراء جاء حفيدها "علي" بشيخ مرافق لهم في الرحلة ليقرأ عليها آيات من القرآن الكريم، ويدفنها وبذلك لا يفارق جسدها ولا تفارق روحها أرضها ووطنها.

ثم يظهر توظيف آيات سورة الحاقة عندما كان "علي" في السجن وكان معه الرجل صاحب النبوءات، له صوت عال كالنفير وهو ينزرع وسط الزنزانة مزمجرا: "ويل للأمة الخاطئة والشعب الثقيل الإثم، نسل فاعلي الشر أولاد المفسدين. قشتالة يهلكها الله بريح صرصر عاتية يسخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً، فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية"35. وهذا التوظيف من قول الله تعالى: "﴿وَاَمَّا عَادٌ فَاُهۡلِكُوۡا بِرِيۡحٍ صَرۡصَرٍ عَاتِيَةٍۙ سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوۡماً، فَتَرَى الۡقَوۡمَ فِيۡهَا صَرۡعَى كِأَنَّهُمۡ أَعۡجَاُز نَخۡلٍ خَاوِيَةٍ﴾"36.

يظهر توظيف آخر في استذكار قول الله تعالى لأهمية القصاص: "لو ثبت ذلك فلا بد من معاقبة الجاني على جريمته، لأن الله تعالى قال: ((ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب))"37. وهذا توظيف قول الله تعالى: "﴿ولَـكُمۡ فِىۡ الۡقِصَاصِ حَيٰوةٌ يّٰٓاُولِىۡ الۡاَلۡبَابِ لَعَلَّکُمۡ تَتَّقُوۡنَ‏﴾"38. وفي موضع آخر يؤم شيخ من شيوخ القرية للصلاة ويتلو سورة الضحى: "كان الجمع مصطفاً خلف شيخ من شيوخ القرية يؤمهم للصلاة ويتلو بصوت رخيم: ((والضحى. والليل إذا سجى. ما ودعك ربك وما قلى. وللآخرة خير لك من الأولى. ولسوف يعطيك ربك فترضى. ألم يجدك يتيماً فآوى. ووجدك ضالاً فهدى. ووجدك عائلاً فأغنى، فأما اليتيم فلا تقهر. وأما السائل فلا تنهر. وأما بنعمة ربك فحدث)) الله أكبر"39.

نجد توظيفا آخر في رواية "قطعة من أوروبا" عندما ظن "الناظر" أنه سيموت غدا وصاغ خياله موته ولكنه في الصباح قام وسمع صوت المؤذن فاستذكر الآية لسورة لقمان وتمتم: "((وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا، وما تدري نفس بأي أرض تموت))"40. وهذا توظيف قول الله تعالى: "﴿اِنَّ اللّٰهَ عِنۡدَهُ عِلۡمُ السَّاعَةِ‌ۚ وَيُنَزِّلُ الۡغَيۡثَ‌ۚ ويَعۡلَمُ مَا فِىۡ الۡاَرۡحَامِ‌ وَمَا تَدۡرِىۡ نَفۡسٌ مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدًا‌ وَّمَا تَدۡرِىۡ نَفۡسٌۢ بِاَىِّ اَرۡضٍ تَمُوۡتُ‌ اِنَّ اللّٰهَ عَلِيۡمٌ خَبِيۡرٌ﴾"41. توحي هذه الآية "ولا تدري يا ابن آدم متى تموت لعلك الميت غدا لعلك المصاب غدا، أي ليس أحد من الناس يدري أين مضجعه من الأرض أ في بحر أم بر أو سهل أو جبل"42. توجد هنا علاقة تشابه بين النصين.

في رواية "فرج" يظهر توظيف بعض آيات قرآنية التي نقلتها "سهام" بعناية تحت عنوان ((الله)) وهي قائمة باثنتين وعشرين من صفات الله كما وردت في القرآن: "تبدأ بالرحمن الرحيم وتنتهي ((بل الله مولاكم وهو خير نصير))" وهي توظيف قول الله تعالى: "﴿بَلِ الله مَولَاكُم وَهُوَ خَيرُ النَّاصِرِينَ﴾"43 وتتبعها في الختام "((والله عليم بذات الصدور))"44. وهي توظيف الآية: "﴿يَعۡلَمُ مَا فِىۡ السَّمٰوٰتِ وَالۡاَرۡضِ وَيَعۡلَمُ مَا تُسِرُّوۡنَ وَمَا تُعۡلِنُوۡنَ‌ وَاللّٰهُ عَلِيۡمٌۢ بِذَاتِ الصُّدُوۡرِ‏﴾"45. ويظهر توظيفا آخر في نفس الرواية في استذكار "ندى" آيات (١-٢) لسورة البقرة: "تبحث عن الخلاص مرة في ((ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى اللمتقين))"46.

كذلك وظّفت الكاتبة من الآيات الكريمة قصة امرأة التي انتظرت زوجها عشرين عاماً في الفصل الثالث عشر في رواية "الطنطورية"، كما حكت "مريم" "لرقية" عن المرأة التي انتظرت زوجها عشرين عاماً. "قالت: هذه حكاية معروفة في الأدب القديم. ذهب الرجل إلى الحرب. ودامت الحرب عشر سنين. وفي طريق عودته ضاع.. ضاع عشر سنين أخرى، وبقيت زوجته تنتظر. يحوم حولها الرجال، يرغبون فيها ويطلبونها للزواج، وهي تغزل على نولها في النهار، تقول حين ينتهي الغزل أقبل بواحد منكم. تغزل على نولها في النهار، وفي الليل تنكث الغزل"47. وهذا التوظيف مقتبس من قول الله تعالى: "﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَت غَزلَهَا مِن بَعدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيمَانَكُم دَخَلًا بَينَكُم أَن تَكُونَ أُمَّةً هِيَ أَربَى مِن أُمَّةٍ. إنَّمَا يَبلُوكُمُ اللهُ بِهِ. وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُم يَومَ القِيَامَةِ مَا كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُونَ﴾"48. في تفسير هذه الآية "قال عبد الله بن كثير والسدي: هذه امرأة خرقاء كانت بمكة غزلت شيئا نقضته بعد إبرامه. وقال مجاهد وقتادة وابن زيد: هذا مثل لمن نقض عهده بعد توكيده"49. فتوظيف سياق النص الديني تأخذ معنى مغايرة عن النص القرآني.

ب)الحديث النبوي الشريف؛

"الحديث النبوي الشريف" في المرتبة الثانية من مصادر الدين الإسلامي بعد القرآن ونجد نطقه وتأكيده من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، وهو كل ما نجد سنة الحبيب من أقوال وأفعال اتبع بها الصحابة وسار على مناهجها المسلمون فيما بعد.

وكذلك نجد الأديب يتشرب من هدي السنة المحمدية وينهل من منابعه ولهذا فلقد عمدت "رضوى عاشور" إلى توظيف "الحديث البنوي الشريف" ولو بشكل ضئيل، ذلك في رواية "سراج" عندما حرم السلطان القهوة في الجزيرة وأفتى القاضي بذلك وقال: "إنها بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. وأعلن المنادي في الجزيرة أن القهوة محرمة بأمر السلطان فاسمها من اسم الخمر وهي مسكرة وسامة وتلعب بالعقول ومن يتعطاها يعاقب بمائة جلدة"50. ما نلاحظه في هذا التوظيف، أن الكاتبة لم تهتم بذكر حديث الراوي بل حولت متن الحديث وأدخلته داخل السرد الروائي، وهذا توظيف قوله صلى الله عليه وسلم: "(وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)"51. وقال ابن حجر: "والمراد بقوله: (كل بدعة ضلالة) ما أحدث ولا دليل له من الشرع بطريق خاص ولا عام"52. وبهذا القيد تخرج المخترعات المادية والمحدثات الدنيوية مما لا صلة له بأمر الدين، فنلاحظ أن الحديث يأخذ معنى مغايرا عند القاضي على أساس أنه اعتبر شرب القهوة بدعة وأفتى لتحريم القهوة التي لا صلة لها بأمر الدين وفعله ذلك في إطاعة أمر السلطان.

كما أننا نجد الكاتبة توظف حديثا آخر للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في "رواية ثلاثية غرناطة" قائلة: "أبو القاسم بن عبد الملك ويوسف بن كماشة، الوزيران اللذان أوفدهما الملك للتفاوض، دخلا القاعدة بصحبة دي ثافرا مندوب ملكي قشتالة وأراجون. وكان ثلاثتهم يحملون نص المعاهدة لقراءتها. بكى أبو عبد الله محمد الصغير وقال: إن الله كتب عليه أن يكون شقيا، وأن يتم ضياع البلاد على يديه"53. وقد أُخذ هذا التوظيف من قوله صلى الله عليه وسلم: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً -نطفة- ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله، وشقي أو سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها"54.

في نفس الرواية نجد توظيفا آخر للحديث الشريف عندما فرح "نعيم" بزواج "سعد" و"سليمة" وعبر عن فرحته بالرقص: "ثم بدأ نعيم رقصته منمقة مرهفة ووئيدة... يعلو ويهبط ثم يعلو ويهبط تتابعه العيون محدقة والأنفاس مبهورة كأن في الرقصة بياناً وفي البيان سحراً"55. وهذا توظيف قوله صلى الله عليه وسلم: "إنّ من البيان سحراً"56.

ج)القصص القرآنية:

نجد في روايات "رضوى عاشور" التاريخية الإشارات إلى بعض القصص القرآنية منها: قصة آدم عليه السلام وإبليس ونجد ذكرها على لسان السلطان في رواية "سراج": "ورثوا من إبليس داء الكبر"57. كذلك قصة أصحاب الفيل في رواية "ثلاثية غرناطة" على لسان الثوار: "ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل"58. وقصة أصحاب الكهف في رواية "قطعة من أوروبا" على لسان الناظر: "استلقيت على فرشي تتمت اليوم خمر وغداً أمر، ولكني تمنيت، وأنا بين الصحو والنعاس، أن أنام كأهل الكهف ثلاثمائة عام"59.

د)الكتب المسيحية:

وظفت الكاتبة بعض المصطلحات من العقائد المسيحية ونصوص كتبها مثلا: "أقسمت المتهمة على الأناجيل الأربعة"60. نجد عند الكتاب المسيحيين في القرن الثاني الميلادي نسب الأربعة الأناجيل إلى متى ومرقس ولوقا ويوحنا وتسلم الكنيسة هذه الكتابات كسجلات يوثق بها وذات سلطان إذ تتضمن شهادة الرسل عن حياة المسيح وتعاليمه61. وكذلك "إنكار لواحد من أسس العقيدة الكاثوليكية"62. إن مصطلح الكاثوليكية يتناول جميع الكنائس المسيحية بإقرار سيادة البابا وتجمعها شراكة مع الكرسي الرسولي. والكاثوليكية هو أكبر طوائف الدين المسيحية. ومركزها الروحي يقع في مدينة الفاتيكان، الذي هو مقر بابا الكاثوليك، نجد حضور أتباعها في كثير من دول العالم وخاصة في جنوب أوروبا وأمريكا اللاتينية. وكذلك ما جاء في رواية "ثلاثية غرناطة" عن تناول اللحوم في يوم الجمعة: "لحم في يوم الجمعة"63؟ اعتبرت الكنيسة يوم جمعة عظيمة يتذكر خلاله المسيحيون آلام المسيح من خلال تقديم تقدمة معينة وخلال فترة طويلة من تاريخ الكنيسة، كانت اللحوم الحمراء تعتبتر تضحية مهمة إذ كانت مأكل يقدم خلال الأعياد والاحتفالات. وكانت الخواريف، فيما مضى، تذبح فقط للإحتفال. وفي حين اعتبرت الكنيسة يوم الجمعة يوم توبة وبذلاً للذات، لم يكن من المناسب تناول اللحوم64.

وفي رواية "فرج" استذكار "ندى" لقول النبي عيسى عليه السلام: "طوبى للودعاء فإنهم يرثون الأرض"65. وهذا التوظيف مأخوذ من "كتاب المسيح مشتهى الأجيال": (طوبى للودعاء فإنهم يرثون الأرض)66. وفي نفس الرواية، وفي مقطوعة أخرى تكتب: "أعط الحب مقابل الكراهية كن أنت نور" و"من لطمك ابتسم له وأعطه وردة وهكذا تكون جندياً في الحرب الحقيقية الوحيدة وتنتصر لأنه هو قد انتصر فقال: اغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يعلمون ما يفعلون، وأين قالها!؟!!"67. وهذا التوظيف من كتاب "انجيل لوقا": "(يا أبتاه، اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون)"68. وتوظيف آخر: "لكل أمر تحت السماوات وقت، للولادة وقت"69. وهذا التوظيف من "رواية سفر الجامعة (كتاب المقدس) اصحاح": "(لكل شيء زمان، ولكل أمر تحت السماوات وقت)"70.

متفرقات إسلامية:

كما حاولت "رضوى عاشور" تجسيد صورة المجتمع المسلم من خلال توظيفها لعديد العبارات والأذكار الإسلامية والمظاهر الدينية وفي ذكرها للشخصيات الدينية والأماكن المقدسة والتي تعكس الروح الإيمانية ومن ذلك:

العبارات والأذكار الإسلامية:

  • الحمد لله71: ما جاء في رواية "ثلاثية غرناطة" لقد عمدت الكاتبة إلى تقديم شخصياتها بالحوارات التي تليق بالمقام المسلم، الذي لا يطمئن قلبه إلا بذكر ربه في الأوقات جميعا، وحمده على كل النعم.

  • الدعاء: وهو أصل العبادة حيث نجد فيه مدى إيمان العبد بربه وتعلقه به، وهو من أساسيات العبد المسلم كما في رواية ثلاثية غرناطة دعا الإمام بعد الصلاة: "اللهم اشرح بالصلاة على رسول الله صدورنا، ويسر أمورنا، وفرج همومنا واكشف غمومنا، واغفر ذنوبنا، وبلّغنا آمالنا، وتقبل بها توبتنا يا رب العالمين، وآنس بها وحشتنا... رب ارحم ضراعتنا، وآمن خوفنا، وأصلح أحوالنا بشفاعة نبيك ورسولك محمد بن عبد الله المصطفى خاتم المرسلين"72. وكذلك جمل دعائية في سياق مختلفة مثل: "طيب الله ثراه".73

  • سبحان الله، لا إله إلا الله.74

  • هو بلا حول ولا قوة.75

  • بسم الله الرحمن الرحيم.76

  • الإنسان لا يفعل دائما ما يتمنى.77

  • أقسم بالله العظيم.78

المظاهر الدينية:

حاولت الكاتبة أن تقدم أجواء إيمانية من خلال تقديم المظاهر الدينية في رواياتها ومن ذلك:

  • هي ليلة القدر.79

  • يصلي أربع ركعات، يقرأ لهم الفاتحة.80

  • أتمت ثلث القرآن حفظاً.81

  • قرءوا عليه الشهادة وصلوا عليه.82

  • صلاة الفجر، كبروا خلف الإمام.83

  • توكلوا على الله وقرءوا الفاتحة، ينشد سيرة الحبيب وكراماته، خطبة النكاح.84

  • مصحفاً صغيراً من القرآن.85

الشخصيات الدينية:

إن الأديب يحاول أن يحاكي أو يشخص لحالة بطل في رواية أو أحوال المجتمع الذي يعيش فيه باستدعاء شخصيات التراث الديني ونجد من أبرز وأعظم الشخصيات الدينية "تبرز شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن ثم الخلفاء الراشدين وحتى تابعيه فيما بعد ويرد ذكرهم من خلال ما تركوه من أحاديث واقوال كانت بمثابة الميثاق والدستور الذي يحفظ سلامتهم في الدين والدنيا"86

وقداستدعت الكاتبة تلك الشخصيات الدينية في مواقف سياقية على لسان الراوي أو بعض الشخصيات الروائية منها:

  • محمد صلى الله عليه وسلم: شخصية الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم وذلك حين سأل القاضي سليمة عن دابة تطير: "حكت عن دابة مجنحة حملت محمدا من مسجد في مكة إلى مسجد سواه في القدس"87.

  • عيسى عليه السلام: كما نجد استدعاء لبعض الأنبياء المرسلين ومن بينهم ما ذكر "كان يطيل الحديث عن الفتى يسوع فقيراً وجميلاً ومعذباً. يحكي عن أمه مخلوعة القلب عليه تحمله إلى مصر البعيدة، يحكي عن يفاعته جليليا يحمل رسالته في أرض تحضنه وتُنكره، ويحكي عن صليب موته وخلوده"88.

  • سليمان عليه السلام: "كأنها كنوز سليمان"89

  • مريم عليها السلام: "صوراً كبيرة للسيدة مريم وللسيد المسيح"90

  • هاجر عليها السلام: " تتذكر أمنا هاجر وهي تسعى ملهوفة على صغيرها تبحث له عن قطرة ماء فيكرمها الله بماء زمزم!91"

القصص الدينية:

قد وردت في روايات "رضوى عاشور" التاريخية بعض القصص الدينية منها:

قصة خالد بن الوليد مع الملك المهلهل بن الفياض: في رواية "ثلاثية غرناطة" عندما ينشد أبو إبراهيم حكاية الملك "المهلهل بن الفياض" مع "خالد بن الوليد" أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يصلي بالناس ثم يبكي وهو يعلمهم بأن عدواً قادماً لقتالهم ومعه مائة ألف فارس وخمسون ألف راجل وأربعون ألفاً من العبيد ومن بين كل صحابته اختار الرسول (صلى الله عليه وسلم)"خالد بن الوليد"(رضي الله عنه) ليحمل رسالته إلى المهلهل. "قال النبي صلوات الله عليه: يا أخي خالد، إذا طلعت جبلاً فاذكر الله، وإذا مررت بواد فكبر الله، وإذا فطر الحزن قلبك فاتل من القرآن فإن القرآن شفاء للصدور المحزونة. وإذا بلغت هؤلاء القوم فلا يدخل قلبك الفزع ولا الخوف منهم...92" ثم خرج خالد (رضي الله عنه) من باب المدينة، ولم يكف عن المسير ليلاً ولا نهاراً حتى دخل في أرض موحشة. كان نام في وادي فأيقظه الحصان على قدوم ألف فارس نحوه، فصارعهم لكنه أُسر فذبحوا حصانه ووضعوا خالداً (رضي الله عنه) في جلد حصانه بعد أن سلخوه وقرروا حرقه في اليوم القادم، ولكن في الليل وصل علي (رضي الله عنه) وأنقذ خالداً (رضي الله عنه) ثم ابتعدا نحو الجبل فوجدا فرسان الملك وحاصروهما فخاطبهم علي (رضي الله عنه) ولما عرفوه فروا وأخبرو ملكهم. فقرر فارس منازلة علي (رضي الله عنه) لكنه قُتل وأخذ خالد (رضي الله عنه) سيفه وفرسه. فقرر المهلهل مصارعة علي (رضي الله عنه) بنفسه فقُتل على يد علي(رضي الله عنه). فهاجم خالد وعلي (رضي الله عنهما) فرسان الملك فقتلوهم ولم يبقى منهم إلا من أسلم. وبعد قليل لحقت بهم مواكب جيش المسلمين فوجدوهما قد انتصروا على العدو.

قصة زينب بنت علي رضي الله عنهما: في رواية "قطعة من أوروبا" حكى الناظر قصة زينب رضي الله عنها وهي تودع أخيها "قامت تعد له الجواد وهي تقول: ما أجلدني، ما أقسى قلبي، أي أخت تعد لأخيها جواد المنية. ركب وسار قاصداً الميدان. نادته، التفت وراءه، قالت: أخي انزل من على ظهر فرسك. نزل. قبلته في نحره. شمّته في صدره. التفتت إلى ناحية المدينة وحدثت أمها، قالت: يا أمي، استرجعت الوديعة. سألها: أي وديعة يا أختي؟ قالت: حين دنت الوفاة من أمنا دعتني إليها وقبّلتني في نحري، وشمّتني في صدري، وقالت لي: يا زينب إن رأيت أخاك وحيداً فريداً في أرض يقال لها كربلاء فقبّليه في نحره فإنه موضع السيوف، وشمّيه في صدره فإنه موضع حوافر الخيل. مضى في طريقه... انطلق الجواد إلى المخيم، سمعته زينب، فقالت لسكينة: يا سكينة هذا أبوك قد أقبل فاخرجي له، فلما رأت سكينة الجواد مخزياً والسرج ملوياً مخضّباً بالدماء خالياً من أبيها صرخت: يا مهر حسين وين حسين ولّى؟ خرجت زينب للبحث عن أخيها بين الشهداء والقتلى، وجدته ينزف على الطفّ. وضعت رأسه في حجرها وهي تصيح: أخي بحق أبينا كلمني. فتح عينيه وأجابها بصوت ضعيف: زينب، ماذا تريدين؟! 93"

الصراع الديني:

إن الرواية "ثلاثية غرناطة" تعلن بصراحة عن وجود "صراع ينقسم إلى قسمين: المعسكر الإسلامي والمسيحي الكاثوليكي، وإصرار الكنيسة على العنف"94، فالثلاثية بصورة أخرى "تتحرك عبر تاريخ واقعي من القمع والقهر وفرض التنصير ومحاولة طمس الهوية التراثية واللغوية والدينية والحضارية من ناحية، والمقاومة والتمرد والثورة وحماية التراث والهوية الدينية والقومية من ناحية أخرى"95. وتعد "رضوى عاشور" من أبرز الروائيين الذين نظروا لقضية الصراع الديني "فالموريسكيون وجدوا أنفسهم في نهاية المطاف أمام موقفين كلاهما صعب، وكلاهما تجمعه فكرة التخلي، فإذا كان التنصير فإنهم سيتخلون عن عقيدتهم ودينهم، وإذا كان التهجير فإنهم سيتخلون عن وطنهم ومكان عيشهم. ومن هنا تقوم رضوى عاشور بتحديد مسار روايتها عبر الوقوف على قضية هامة في صلب التاريخ العربي"96.

كذلك نلاحظ في رواية "سراج" صراع الحضارتين، أي الحضارة الغربية ممثلة في شكل بريطانيا التي أرادت بسط نفوذها في المنطقة العربية والمحافظة على مصالحها وأعوانها من الحكام، والحضارة العربية الإسلامية، وتمثل قوات عرابي إرادة الشعوب في مصر فنجد في الرواية صراعاً أفقياً بين حضارتين متواجدتين في عالم الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية، وكانت تهدف الحضارة الغربية من الصراع نشر حضارتها وثقافتها.

ويتضح من خلال حدث مذبحة الطنطورية في رواية "الطنطورية" الصراع الديني بين أتباع الأديان المختلفة، الشعب الفلسطيني والعدو الصهيوني الذي سفك دماء الشعب الفلسطيني ليعلن قيام دولته يوم ١٥/٥/١٩٤٨م، على أشلائهم وتدمير بيوتهم دون عطف ورحمة، وهو يستند إلى أكذوبة ما يطلق عليه "أرض الميعاد" ليحقق مبتغاه. ونجد في الرواية سرد حكاية الشعب الفلسطيني في الشتات ووصف أوضاعه، ومعاناته من أوجاع، وألم، وتشرذم في لبنان ومخيماته على لسان رقية في شكل سيرة ذاتية وهي بطلة الرواية، هي توضح من خلالها كل ما أصاب الفلسطينيين من مصائب ومحن على يد الصهاينة مع المعاونة من عملاء قوات الكتائب، وقوات "سعد حداد"، الذين عاونوا جميعا في سفك دماء الأبرياء وفي عملية التطهير العرقي في المخيمات الفلسطينية بعد خروج القوات الفلسطينية من جنوب لبنان.

النتائج

تُعد "رضوى عاشور" إحدى أبرز كتاب الرواية التاريخية الجديدة، حيث إنها أسهمت بشكل فعلي في

تطوير الرواية التاريخية في الأدب العربي الحديث شكلا ومضمونا من خلال إبداعها لمجموعة من الروايات التاريخية. واحتل التاريخ جل روايات رضوى عاشور، وكان رفيقها عند كتابتها سيرتها الذاتية "أطياف"، فمزجت الكاتبة بين السيرة الذاتية والرواية التاريخية فيها ونجد للتاريخ نصيبا وافرا فيها ، وثمة سبع روايات أخرى للكاتبة خمس منها تاريخية، قد اختارت الباحثة خمس روايات تاريخية للكاتبة وناقشت من خلالها توظيف التراث الديني وهي: رواية سراج، ورواية ثلاثية غرناطة، ورواية قطعة من أوروبا، ورواية فرج، ورواية الطنطورية. وهدفت الدراسة إلى مسألة توظيف التراث الديني وتعامل رضوى مع هذا التراث ومدى استلهامها برؤية فنية جديدة، جعلت منه رمزاً وقناعاً فنياً؛ للتعبير عن القضايا العربية المعاصرة وفق مبادئ الرواية الجديدة. وقد تنوعت مصادر النصوص الدينية التي وظفت فيها وهي: القرآن والحديث النبوي الشريف والكتب المسيحية.

لقد وظفت الكاتبة من نص القرآن أكثر من المصادر الأخرى، اقتبست الكاتبة منه أسمى معانيه وألفاظه، والهدف من وراء توظيف التراث الديني هو أنه يشكل جزءا كبيرا من ثقافة أبناء المجتمع العربي، وهذا المصدر هو معالجة الواقع العربي وقضاياه. استفادت روايات رضوى من أسلوب النصوص الدينية وخصوصا آيات القرآن الكريمة، التي زيّنت رواياتها دلاليا وجماليا، ونجد انحصارها على هذا الأسلوب في بعض الروايات وانعدامها في أخرى. لقد أدمجت الكاتبة توظيف النص الديني في عبارات الخطاب الروائي للشخصية وبتصرف يقتضيه السياق اللغوي وذلك بفضل ما يحمله النص القرآني من جمال. ونجد توزيع هذا التوظيف على لوحات مختلفة وفي أشكال متنوعة مرة نجده التوظيف للنص القرآني ومرة بتوظيف الحديث النبوي الشريف والمصادر الدينية الأخرى. وكذلك استحضار الكاتبة للشخصيات الدينية والأماكن المقدسة والقصص الدينية جعل السرد الروائي غنيا وقيما، فلهذا لا تحصر رواياتها في زمان ومكان محددين بل تربط أحداثها بين الماضي والحاضر.

1الهوامش


راجع جراد، خلود إبراهيم عبد الله، تطور البناء الدرامي التاريخي في روايات رضوى عاشور (١٩٩٢-٢٠١٠)، رسالة الماجستير، كلية الآداب والعلوم، جامعة الشرق الأوسط (٢٠١٣-٢٠١٤)، ص ٢٥.

rājʿ jarād, khulūd ibrāhīm ʿabd allah, taṭawwar albināʾ al-drāmī al-tārīkhī fi riwāyāt raḍwa ʿāshūr (1992-2010), risālah almājistīr, kuliyat aladab wālʿlūm, jāmieat al-sharq al-'awsat (2013-2014), p. 25

2 https://al-ain.com/article/radwa-ashour-biography

3 راجع جراد، خلود إبراهيم عبد الله، تطور البناء الدرامي التاريخي في روايات رضوى عاشور (١٩٩٢-٢٠١٠)، ص ٢٥-٢٦.

rājʿ jarād, khulūd ibrāhīm ʿabd allah, taṭawwar albināʾ al-drāmī al-tārīkhī fī riwāyāt raḍwa ʿāshūr (1992-2010), p. 25-26.

4 السيد، وائل علي، "دور عمار في رواية "سراج" لرضوى عاشور (دراسة تحليلية)"، مجلة البحث العربي، العدد الأول: ٢٠١٨م، جامعة إقبال المفتوحة، ص ١.

Al-sayyidu, wāʾil ʿalī, dawru ʿammār fī riwāyah "srāj" liradwa ʿāshūr (drāsẗ tḥlīlīah), majalah albahth al-ʿarabī, al-ʿadad al'awal: 2018m, jām'eah iqbal almaftūhah, p. 1.

5 راجع طبيل، محمد محمد حسن، تحولات الرواية التاريخية في الأدب العربي (رسالة الماجستير ٢٠١٦)، الجامعة الإسلامية -غزة، ص ٢١٩.

raj' ṭubayl, muḥammad muḥammad hasan, tahawwlāt al-riwāyah al-tārīkhiyyah fī al-adeb al- ʿarabī (risālah al-mājastīr 2016), al-jam'eatu al-islāmīah -ghazah, p. 219.

6http://mahd24.bethlehem.edu/ar_page.php?id=12579y75129Y12579

7 السيد، وائل علي، "دور عمار في رواية "سراج" لرضوى عاشور (دراسة تحليلية)"، ص ١-٢.

Al-sayyidu, wāʾil ʿalī, dawru ʿammār fī riwāyah "srāj" liraḍwa ʿāshūr (drāsẗ tḥlīlīah), p. 1-2.

8 المرجع نفسه، ص ٢.

9https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=30112020&id=7f3dd7e8-84e2-4e62-b2c1-391fe75d2c02

10 راجع جراد، خلود إبراهيم عبد الله، تطور البناء الدرامي التاريخي في روايات رضوى عاشور (١٩٩٢-٢٠١٠)، ص ٣١.

rājʿ jarād, khulūd ibrāhīm ʿabd allah, taṭawwar albināʾ al-drāmī al-tārīkhī fī riwāyāt raḍwa ʿāshūr (1992-2010), p. 31.

11 قادي، إسلام وعروة، سمية، توظيف التراث الديني في رواية "قاتل حمزة لنجيب الكيلاني"، مذكرة لنيل شهادة الماستر (٢٠١٧-٢٠١٨)، جامعة الشهيد حمه لخضر، الجزائر، ص ٢٣.

qādī, islām wʿurwah, sumayyah, tawẓīf al-turāth al-dīnī fī riwāyah "qātil ḥamzah linajīb al-kīlānī", mudhakrah lnail shahādah al-māster (2017-2018), jām'eah al-shahīd ḥamah likhiḍr, al-jazāʾir, p 23.

12 وتار، محمد رياض،توظيف التراث في الرواية العربية المعاصرة، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق،٢٠٠٢، د.ط،ص١٤٠.

watār, muḥammad riyāḍ, tawẓīf al-turāth fī al- riwāyah al-ʿarabiyyah al-muʿāṣirah, manshūrāt itḥād al-kitāb al-ʿarab, dimashq, 2002, d. ṭ, p 140.

13 راجع المرجع نفسه، ص ١٤٩.

rājʿ Ibid, p. 149.

14 عاشور، رضوى، سراج، ص٢١.

ʿāshūr, raḍwa, srāj, p 21.

15 سورة البقرة، الآية ٣٤.

sūrah al-baqarah, al-ʾāyah 34.

16 راجع ابن كثير، الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل، تفسير القرآن العظيم، تح عبد القادر الأرناؤوط، دار الفيحاء دمشق ودار السلام الرياض، الطبعة الأولى، ١٩٩٤، ١/ ١١٥.

rājʿ ibn kathīr, al-ḥāfiẓ ʿimād al-dīn abī al-fidāʾ ismāʿīl, tafsīr al-qurʾān al-ʿaẓīm, taḥ ʿabd al-qādir al-ʾarnāuʾūṭ, dār al-fayḥāʾ dimashq w dār al-slām al-rīāḍ, al-ṭabʿah al-ʾūla, 1994, 1/ 115.

17 عاشور، رضوى، سراج، ص ١٠٨.

ʿāshūr, raḍwa, srāj, p 108.

18 سورة البقرة، الآية ٧.

sūrah al-baqarah, al-ʾāyah 7.

19 ابن كثير، الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل، تفسير القرآن العظيم، تح عبد القادر الأرناؤوط، ١/٧٤.

ibn kathīr, al-ḥāfiẓ ʿimād al-dīn abī al-fidāʾ ismāʿīl, tafsīr al-qurʾān al-ʿaẓīm, taḥ ʿabd al-qādir al-ʾarnāuʾūṭ, 1/74.

20 عاشور، رضوى، سراج، ص ١١٢.

ʿāshūr, raḍwa, srāj, p 112.

21 سورة المائدة، الآية٣٨.

sūrah al-māʾidah, al-ʾāyah 38.

22 عاشور، رضوى، ثلاثية غرناطة، ص ٢٣.

ʿāshūr, raḍwa, thulathiyyatu gharnāṭah, p. 23.

23 سورة هود، الآية ٤٥.

sūrah al-hūd, al-ʾāyah 45.

24 ابن كثير، الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل، تفسير القرآن العظيم، تح عبد القادر الأرناؤوط، ٢/٥٨٨.

ibn kathīr, al-ḥāfiẓ ʿimād al-dīn abī al-fidāʾ ismāʿīl, tafsīr al-qurʾān al-ʿaẓīm, taḥ ʿabd al-qādir al-ʾarnāuʾūṭ, 2/588.

25 عاشور، رضوى، ثلاثية غرناطة، ص ٢٧.

ʿāshūr, raḍwa, thulathiyyatu gharnāṭah, p 27.

26 سورة البقرة، جزء من الآية ١٨٧.

sūrah al-baqarah, al-ʾāyah 187.

27 ابن كثير، الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل، تفسير القرآن العظيم، تح عبد القادر الأرناؤوط، ١/٣٠٠.

ibn kathīr, al-ḥāfiẓ ʿimād al-dīn abī al-fidāʾ ismāʿīl, tafsīr al-qurʾān al-ʿaẓīm, taḥ ʿabd al-qādir al-ʾarnāuʾūṭ, 1/300.

28 عاشور، رضوى، ثلاثية غرناطة، ص ٨١.

ʿāshūr, raḍwa, thulathiyyatu gharnāṭah, p 81.

29 سورة مريم، الآية ٣٣-٣٤.

sūrah maryam, al-ʾāyah 33-34.

30 عاشور، رضوى، ثلاثية غرناطة، ص ١٩٢.

ʿāshūr, raḍwa, thulathiyyatu gharnāṭah, p 192.

31 سورة مريم، الآية ٢٩.

sūrah maryam, al-ʾāyah 29.

32 عاشور، رضوى، ثلاثية غرناطة، ص ٢٠٠.

ʿāshūr, raḍwa, thulathiyyatu gharnāṭah, p 200.

33 سورة يوسف، الآية ٢٨.

sūrah yūsuf, al-ʾāyah

34 عاشور، رضوى، ثلاثية غرناطة، ص ٣٤٨.

ʿāshūr, raḍwa, thulathiyyatu gharnāṭah, p 348.

35 نفس المرجع، ص ٣٨٤.

Ibid, p. 384.

36 سورة الحاقة، الآية ٦-٧.

sūrah al- ḥāqah, al-ʾāyah 6-7.

37 عاشور، رضوى، ثلاثية غرناطة، ص ٤٢٣.

ʿāshūr, raḍwa, thulathiyyatu gharnāṭah, p 423.

38 سورة البقرة، الآية ٧٩.

sūrah al-baqarah, al-ʾāyah 79.

39 عاشور، رضوى، ثلاثية غرناطة، ص ٤٩٢.

ʿāshūr, raḍwa, thulathiyyatu gharnāṭah, p 492.

40 عاشور، رضوى، قطعة من أوروبا، ص ٢١٣.

ʿāshūr, raḍwa, qiṭʿatun min 'ūrūbā, p. 213.

41 سورة لقمان، الآية ٣٤.

sūrah luqmān, al-ʾāyah 34.

42 ابن كثير، الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل، تفسير القرآن العظيم، تح عبد القادر الأرناؤوط، ٣/٦٠١.

ibn kathīr, al-ḥāfiẓ ʿimād al-dīn abī al-fidāʾ ismāʿīl, tafsīr al-qurʾān al-ʿaẓīm, taḥ ʿabd al-qādir al-ʾarnāuʾūṭ, 3/106.

43 سورة آل عمران، الآية١٥٠.

sūrah āl- ʿimrān, al-ʾāyah 150.

44 عاشور، رضوى، فرج، ص ٢٠٣.

ʿāshūr, raḍwa, farj , p 203.

45 سورة التغابن، الآية ٤.

sūrah al-taghābun, al-ʾāyah 4.

46 عاشور، رضوى، فرج، ص ٢١٢.

ʿāshūr, raḍwa, farj, p 212.

47 عاشور، رضوى، الطنطورية، ص ١١٣-١١٤.

ʿāshūr, raḍwa, al-ṭanṭūrīah, p. 113-114.

48 سورة النحل، الآية ١٧.

sūrah al-naḥl, al-ʾāyah 17.

49 ابن كثير، الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل، تفسير القرآن العظيم، تح عبد القادر الأرناؤوط، ٢/٧٧١.

ibn kathīr, al-ḥāfiẓ ʿimād al-dīn abī al-fidāʾ ismāʿīl, tafsīr al-qurʾān al-ʿaẓīm, taḥ ʿabd al-qādir al-ʾarnāuʾūṭ, 2/771.

50 عاشور، رضوى، سراج، ص٩٥.

ʿāshūr, raḍwa, srāj, p 95.

51 أخرجه أبو داود، السجستاني، أبو داود، السنن، باب: كتاب السنة، رقم الحديث: ٤٦٠٧.

akhrajahu abū dāūd, al-sajastānī, abū dāūd, al-sunan, bāb: kitāb al-sunnah, rqm al-ḥadīth: 4607.

52 العسقلاني، ابن حجر، فتح الباري، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط٢، ١٩٨٠، (١٣/٢٥٤).

al-ʿasqlānī, ibn ḥajar, fatḥ al-bārī, dār iḥyāʾ al-turāth al-ʿarabī, bayrūt, ṭ2, 1980, (13/254).

53 عاشور، رضوى، ثلاثية غرناطة، ص ١٢.

ʿāshūr, raḍwa, thulathiyyatu gharnāṭah, p 12.

54 البخاري، الجامع الصحيح، باب: بداية الخلق، رقم الحديث: ٣٢٠٨.

al-bukhārī, al-jāmʿ al-ṣaḥīḥ, bāb: bdāyah al-khalq, rqm al-ḥadīth: 3208

55 عاشور، رضوى، ثلاثية غرناطة، ص ٨٢.

ʿāshūr, raḍwa, thulathiyyatu gharnāṭah, p 82.

56 البخاري، الجامع الصحيح، باب: كتاب الظب، رقم الحديث: ٥٧٦٧

al-bukhārī, al-jāmʿ al-ṣaḥīḥ, bāb:kitāb al-ṭib, rqm al-ḥadīth: 5767

57 عاشور، رضوى، رواية سراج، ص٢١.

ʿāshūr, raḍwa, srāj, p 21.

58 عاشور، رضوى، ثلاثية غرناطة، ص٨١.

ʿāshūr, raḍwaa, thulathiyyatu gharnāṭah, p 81.

59 عاشور، رضوى، قطعة من أوروبا، ص٩٠.

ʿāshūr, raḍwa, qiṭʿatun min 'ūrūbā, p. 90.

60 عاشور، رضوى، ثلاثية غرناطة، ص ٢٢٩.

ʿāshūr, raḍwa, thulathiyyatu gharnāṭah, p 229.

61 قاموس الكتاب المقدس/ دائرة المعارف الكتابية المسيحية hps//st-takla.org/full-free-coptic-book/freecopticbooks-002-Holy-Araic-Bible-Dictionary/01-A/A-422.html

.qāmūs al-kitāb al-muqaddas/ dāʾirah al-mʿārif al-ktābiyyah al-masīḥiyyah

62 عاشور، رضوى، ثلاثية غرناطة، ص٢٣٩.

ʿāshūr, raḍwa, thulathiyyatu gharnāṭah, p 239.

63 عاشور، رضوى، ثلاثية غرناطة، ص ٣٤١.

ʿāshūr, raḍwa, thulathiyyatu gharnāṭah, p 341.

64 https://ar.lifehackk.com/13-eat-meat-on-good-friday-542169-8867

65 عاشور، رضوى، فرج، ص٢٠٣.

ʿāshūr, raḍwa, farj, p 203.

66 رؤ ٢١:١، كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي.

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/meek.html

ruʾ 21:1, kitāb al-masīḥ mushtaha al-ʾajyāl: manẓūr arthūḏksī.

67 عاشور، رضوى، فرج، ص٢٠٣.

ʿāshūr, raḍwa, farj, p 203.

68 انجيل لوقا (٢٣-٢٤)

https://st-takla.org/Bibles/BibleSearch/showVerses.php?book=52&chapter=23&vmin=34

anjīl lūqā (23-24)

69عاشور، رضوى، ثلاثية غرناطة، ص٤٨٩.

ʿāshūr, raḍwa, thulathiyyatu gharnāṭah, p 489.

70 رواية سفر الجامعة (كتاب المقدس) اصحاح ٣: ١

https://www.enjeel.com/bible.php?bk=21&ch=3

rwāyah sifr al-jāmʿah (kitāb al-muqaddas) aṣḥāḥ 3: 1

71عاشور، رضوى، ثلاثية غرناطة، ص ٢٠.

ʿāshūr, raḍwa, thulathiyyatu gharnāṭah, p 20.

72 نفس المرجع، ص ٤٩٢-٤٩٣.

Ibid, p. 492-493.

73 نفس المرجع، ص ٢١.

Ibid, p. 21.

74 عاشور، رضوى، سراج، ص ص١١، ١٥، وثلاثية غرناطة، ص ص١٢٨، ١٢٩.

ʿāshūr, raḍwa, srāj, pp 11,15, w thulathiyyatu gharnāṭah, pp 128, 129.

75 عاشور، رضوى، سراج، ص ٢٠، ١٠٩، ١٣٧.

ʿāshūr, raḍwa, srāj, pp 20, 109, 137.

76 عاشور، رضوى، سراج، ص٣٨، وثلاثية غرناطة، ص١٣٢.

ʿāshūr, raḍwa, srāj, p 38, w thulathiyyatu gharnāṭah, p 132.

77 عاشور، رضوى، سراج، ص٨٢.

ʿāshūr, raḍwa, srāj, p 82.

78 عاشور، رضوى، سراج، ص١٠٨، وثلاثية غرناطة، ص٣٩.

ʿāshūr, raḍwa, srāj, p 108, w thulathiyyatu gharnāṭah, p 39.

79 عاشور، رضوى، سراج، ص١١٢. Ibid, p.

ʿāshūr, raḍwa, srāj, p 112.

80 عاشور، رضوى، ثلاثية غرناطة، ص ٢٨.

ʿāshūr, raḍwa, thulathiyyatu gharnāṭah, p 28.

81 المرجع نفسه، ص ٣١.

Ibid, p. 31.

82 المرجع نفسه، ص ٥٢.

Ibid, p. 52.

83 المرجع نفسه، ص ٥٨.

Ibid, p. 58.

84 المرجع نفسه، ص ٩٢.

Ibid, p. 92.

85 المرجع نفسه، ص ٩٤.


Ibid, p. 94.

86 محمد صابر عبيد، وسوسن البياتي، "جماليات التشكيل الروائي في الملحمة الروائية"، مدارات الشرق، ط١، دار الحور للنشر والتوزيع، اللاذقية، سوريا، ٢٠٠٨، ص ٢٦.

87 عاشور، رضوى، ثلاثية غرناطة، ص ٢٤٢.

ʿāshūr, raḍwa, thulathiyyatu gharnāṭah, p 242.

88 المرجع نفسه، ص ١٩٣.

Ibid, p. 193.

89 المرجع نفسه، ص ٢٧٨.

Ibid, p. 278.

90 المرجع نفسه، ص ٢٩١.

Ibid, p. 291.

91 المرجع نفسه، ص ٤٧٠.

Ibid, p. 470.

92 المرجع نفسه، ص ٩٧-١٠١.

Ibid, p. 97-101.

93 عاشور، رضوى، قطعة من أوروبا، ص ٢٠٨-٢٠٩.

ʿāshūr, raḍwa, qiṭʿatun min 'ūrūbā, p. 208-209.

94 العالم، محمود (١٩٩٧)، الإبداع والدلالة، مقارنة نظرية، ط١، بيروت: دار المستقبل العربي، ص٣٩٧.

95 المرجع نفسه، ص ٣٩٥.

Ibid, p. 395.

96 المناصير، معاذ بشير عبد العزيز، الخطاب النقدي في الرواية العربية الروايات الثلاثية نموذجاً، رسالة الدكتوراه، كلية الدراسات العليا الجامعة الأردنية، ٢٠٠٩، مكتبة الأدب المغربي، ص ١٣٤.

al-mnāṣīr, mʿādh bashīr ʿabd al-ʿazīz, al-khiṭāb al-naqdī fī al-rwāyah al-ʿarbiyyah al-rwāyāt al-thulāthiyyah namūdhajan, risālah al-daktūrāh, kulīyah al-drāsāt al-ʿulyā al-jāmʿah al-ʾurdaniyyah, 2009, maktabatu al-ʾadab al-maghrabī, p 134.


1


Loading...
Issue Details
Article TitleAuthorsVol InfoYear
Article TitleAuthorsVol InfoYear
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...
About Us

Asian Research Index (ARI) is an online indexing service for providing free access, peer reviewed, high quality literature.

Whatsapp group

asianindexing@gmail.com

Follow us

Copyright @2023 | Asian Research Index